"الساعات الإضافية دعم أم قدر محتوم بقلم ذ. الكبير الداديسي"
يشكل التعليم في كل بلد القاطرة التي تجر وراءها القطاعات التنموية اقتصادية ،سياسية أو ثقافية ، فكل الدراسات في العالم تؤكد أن لا تنمية ولا تطور بدون تعليم جيد . لكن التعليم في مملكتنا السعيدة غدا يحتضر في غرفة الإنعاش بعد معاناته من عدة أمراض مزمنة لم تتمكن كل الوزارات المتعاقبة من إيجاد لقاح أو ترياق يعيد لهذا الجسد المنهوك الأمل في استعادة عافيته فمن أمراضه ما هو وراثي قديم ومنها ما هو مستحدث ، ومنها ما هو داخلي باطني تعود المسؤولية فيه إلى رجل التعليم ، ومنها ما هو خارجي فرض على التعليم فغدا مجبرا على التعايش معه بالمسكنات :
ولعل من أخطر هذه الأمراض الباطنية ،ظاهرة الدروس الخصوصية أو ( السوايع) التي انتشرت في الجسد التعليمي كالفطر بسرعة انتشار النار في الهشيم ،ويتقوى الإقبال عليها مع نهاية كل موسم دراسي ، حتى غدت مسكنا للبعض ومنشطا ضروريا للبعض الاخر
هكذا سرى هذا السرطان في الجسد المنهوك أصلا خاصة أن بعد رفعت الدول يدها تاركة الجمل بما حمل في تناقض صريح بين قوانينها وبرامجها الاستعجالية وخططها التنموية ... مما جعل قطاع التعليم – المفروض فيه أن يبقى نقيا مقترنا بالتربية – يقع فريسة للسمسرة والمضاربات والبراغماتية النفعية الصرفة كانت نتيجتها الضحالة الفكرية والتردي التربوي مما جعل المغرب يصنف في ذيل الدول العالمية حسب مختلف التقارير الوطنية ، الإقليمية و الدولية
لقد تعددت الأسباب والعوامل بين عوامل ذاتية وأخرى موضوعية تفوق طاقة المدرس كطول المقررات والاكتضاض بالفصول الدراسية عدم قدرة معظم التلاميذ على مسايرة دروس لن تكون ناجحة ما لم يكن للتلميذ قاعدة معرفية وإعداد قبلي ومواكبة الوالدين لأبنائهم في دراستهم الابتدائية على الأقل ( في دولة نسبة الأمية فيها مرتفعة )
هذه العوامل وغيرها تدفع التلاميذ وأسرهم مكرهين إلى البحث عن الحل السهل والارتماء مكرهين في أحضان الساعات المؤدى عنها ، تجعل التلميذ يتلقى تمارين وأجوبة جاهزة ،لا تكلف عناء البحث والتفكير والجلوس الطويل ... وغيرها من العمليات التي تعلم النفس الصبر والمثابرة والكد ...وتجعل من المدرس مجرد مساعد للتلميد يحظر له سلسة من التمارين نقلها مع الحل حرفيا من موقع إلكتروني
فغاب في الأستاذ مفهوم القدوة والتربية والقيم والأخلاق وتحول إلى متكسب مسترزق لا هم له سوى ما يحصل عليه آخر الشهر
وإذا أضيف إلى كل ذلك الضغط الممارس على التلاميذ وأسرهم سواء من طرف المقررات أو من طرف والمدارس العليا التي تطالب التلاميذ بمعدلات مرتفعة فهمنا سبب الإقبال المتزايد على هذه الساعات ، وجعل المجال ينفتح على متخصصين في الساعات وإن لم يكن لهم أي تخصص تربوي أو بيداغوجي فأصبح تلاميذ التعليم الثانوي المحتاجين للدعم في الرياضيات أو الفزياء أو الفرنسية يقبلون على المجازين أو أساتذة التعليم الإبتدائي أو...خاصة أما الارتفاع الصاروخي لأتعاب ((المتخصصين))جينيرالات الساعات الإضافية الذين تكون أجندتهم قد امتلأت في قبل انطلاق الموسم الدراسي بشهور
إن نارالساعات الإضافية يكتوي بها التلاميذ (تعلمه الاتكال وتقتل فيه روح البحث والمبادرة، وتشجع البعض منهم على الغياب)الأسر (فالأسر المتوسطة وحتى الضعيفة تدفع قسرا ل(السوايع) بل من الأساتذة من يفرضها على التلاميذ فرض عين مما يثقل كاهلهم بمصاريف هم في أمس الحاجة إليها لتأمين العلاج أو الأكل ...) ، والدولة تضيّع مداخل هامة وضرائب على الدخل فلا يعقل أن الحرفي البسيط يدفع ضرائب للدول وأساتذة مداخيلهم بالملايين ولا أحد يحاسبهم ... مما يبشر بقتل المدرسة العمومية وتشجيع مباشر للتعليم الخصوص مما سيرمب بالتلاميذ وأسرهم إلى نوع آخر من السمسرة
وللتخفيف من سلبيات الظاهرة حان الوقت لتقنينها والتفكير في آليات تجعل هذه الساعات قانونية
يشكل التعليم في كل بلد القاطرة التي تجر وراءها القطاعات التنموية اقتصادية ،سياسية أو ثقافية ، فكل الدراسات في العالم تؤكد أن لا تنمية ولا تطور بدون تعليم جيد . لكن التعليم في مملكتنا السعيدة غدا يحتضر في غرفة الإنعاش بعد معاناته من عدة أمراض مزمنة لم تتمكن كل الوزارات المتعاقبة من إيجاد لقاح أو ترياق يعيد لهذا الجسد المنهوك الأمل في استعادة عافيته فمن أمراضه ما هو وراثي قديم ومنها ما هو مستحدث ، ومنها ما هو داخلي باطني تعود المسؤولية فيه إلى رجل التعليم ، ومنها ما هو خارجي فرض على التعليم فغدا مجبرا على التعايش معه بالمسكنات :
ولعل من أخطر هذه الأمراض الباطنية ،ظاهرة الدروس الخصوصية أو ( السوايع) التي انتشرت في الجسد التعليمي كالفطر بسرعة انتشار النار في الهشيم ،ويتقوى الإقبال عليها مع نهاية كل موسم دراسي ، حتى غدت مسكنا للبعض ومنشطا ضروريا للبعض الاخر
هكذا سرى هذا السرطان في الجسد المنهوك أصلا خاصة أن بعد رفعت الدول يدها تاركة الجمل بما حمل في تناقض صريح بين قوانينها وبرامجها الاستعجالية وخططها التنموية ... مما جعل قطاع التعليم – المفروض فيه أن يبقى نقيا مقترنا بالتربية – يقع فريسة للسمسرة والمضاربات والبراغماتية النفعية الصرفة كانت نتيجتها الضحالة الفكرية والتردي التربوي مما جعل المغرب يصنف في ذيل الدول العالمية حسب مختلف التقارير الوطنية ، الإقليمية و الدولية
لقد تعددت الأسباب والعوامل بين عوامل ذاتية وأخرى موضوعية تفوق طاقة المدرس كطول المقررات والاكتضاض بالفصول الدراسية عدم قدرة معظم التلاميذ على مسايرة دروس لن تكون ناجحة ما لم يكن للتلميذ قاعدة معرفية وإعداد قبلي ومواكبة الوالدين لأبنائهم في دراستهم الابتدائية على الأقل ( في دولة نسبة الأمية فيها مرتفعة )
هذه العوامل وغيرها تدفع التلاميذ وأسرهم مكرهين إلى البحث عن الحل السهل والارتماء مكرهين في أحضان الساعات المؤدى عنها ، تجعل التلميذ يتلقى تمارين وأجوبة جاهزة ،لا تكلف عناء البحث والتفكير والجلوس الطويل ... وغيرها من العمليات التي تعلم النفس الصبر والمثابرة والكد ...وتجعل من المدرس مجرد مساعد للتلميد يحظر له سلسة من التمارين نقلها مع الحل حرفيا من موقع إلكتروني
فغاب في الأستاذ مفهوم القدوة والتربية والقيم والأخلاق وتحول إلى متكسب مسترزق لا هم له سوى ما يحصل عليه آخر الشهر
وإذا أضيف إلى كل ذلك الضغط الممارس على التلاميذ وأسرهم سواء من طرف المقررات أو من طرف والمدارس العليا التي تطالب التلاميذ بمعدلات مرتفعة فهمنا سبب الإقبال المتزايد على هذه الساعات ، وجعل المجال ينفتح على متخصصين في الساعات وإن لم يكن لهم أي تخصص تربوي أو بيداغوجي فأصبح تلاميذ التعليم الثانوي المحتاجين للدعم في الرياضيات أو الفزياء أو الفرنسية يقبلون على المجازين أو أساتذة التعليم الإبتدائي أو...خاصة أما الارتفاع الصاروخي لأتعاب ((المتخصصين))جينيرالات الساعات الإضافية الذين تكون أجندتهم قد امتلأت في قبل انطلاق الموسم الدراسي بشهور
إن نارالساعات الإضافية يكتوي بها التلاميذ (تعلمه الاتكال وتقتل فيه روح البحث والمبادرة، وتشجع البعض منهم على الغياب)الأسر (فالأسر المتوسطة وحتى الضعيفة تدفع قسرا ل(السوايع) بل من الأساتذة من يفرضها على التلاميذ فرض عين مما يثقل كاهلهم بمصاريف هم في أمس الحاجة إليها لتأمين العلاج أو الأكل ...) ، والدولة تضيّع مداخل هامة وضرائب على الدخل فلا يعقل أن الحرفي البسيط يدفع ضرائب للدول وأساتذة مداخيلهم بالملايين ولا أحد يحاسبهم ... مما يبشر بقتل المدرسة العمومية وتشجيع مباشر للتعليم الخصوص مما سيرمب بالتلاميذ وأسرهم إلى نوع آخر من السمسرة
وللتخفيف من سلبيات الظاهرة حان الوقت لتقنينها والتفكير في آليات تجعل هذه الساعات قانونية