بقلم .ذ. الكبير الداديسي

إعلن مؤخرا على بداية محاكمة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك و قد وجد البعض في هذا الإعلان لذته في الانتقام من الحكام المخلوعين وتقديم رقابهم للمقصلة ، تحت تأثير الحماس والاندفاع ورغبة في أسكات الأصوات المتعالية وكسب ود وعطف الشباب الثائر. ....
لكن الصواب هو استخدام العقل ،والاحتكام للقانون ، نعم للمحاسبة .... نعم للمحاكمة ... لكن لا للقتل ...ولا للانتقام لأن القاتل /المنتقم سرعان ما يتحول إلى مجرم حقير حتى ولو قتل باسم القانون ....
والثورات التي تبدأ مسيرتها بالدم والقتل أكيد ستنتهي بالدم ...
فالحكام المخلوعون والآخرون الموجودون في لائحة الانتظار كانوا إلى وقت قريب رموزا تبح الحناجر هتافا لحياتهم ، ومنهم من شارك شعبه حروبه المقدسة ، حتى غذا البعض يعتبره أب الأمة ، فهل يحق قتل الأب حتى ولو كان متسلطا
المطلوب من الثورات ترسيخ دولة القانون . محاكمة المخالفين للقانون ، والمسؤولين على قتل الأبرياء وإصدار أحكام غير الإعدام وترك الطاغية وجها لوجه أمام القانون ... وأمام جرائمه تلاحقه كظله أينما حل وارتحل وقد يكون إعدامه راحة له ، لكن الإعدام سيحول الطاغية إلى رمز عند البعض
فماذا استفاد الذين أعدموا صدام حسين غير تحولهم إلى مجرمين جدد فيما ذهب صدام رغم جرائمه بكبرياء وعزة وأنفة ما كان سيحضى بها لو ترك حيا.....