آسفي : مذكرات الوفا تهدد المعهد الموسيقي بالإغلاق
ذ. الكبير الداديسي
يعتبرالمعهد الموسقي بآسفي من أقدم المعاهد الموسيقية بالمغرب فقد تأسس سنة 1968م يوم دشنه السيد محمد الفاسي وزير الثقافة آنئذ ولم يسبقه للوجوب سوى معاهد قليلة . وفتح أبوابه في وجه الطلبة قبل المعهد الحالي للدار البيضاء(1973) وقبل معهد سلا (1995) ومكناس 1968،ومعاهد وجدة وأكادير ( 1972) ....
المعهد الحالي موجود على مساحة 580 مربع مكون من طابقين تضم أربع قاعات ، إدارة ومستودع وحديقة تحيط بالبناية من الجهات الأربع ، وهو من الناحية القانونية تابع لوزارة الثقافة
يجمع المعهد بين تدريس الآلة والتدريس النظري ، والمواد المقررة حاليا هي الصولفيج ،العود الكمان ، الموسيقى الأندلسية ، القيثارة ،ويتوفر على تجهيزات هامة منها : 15 آلة كمان و4 آلات قيثارة و 6 آلات عود ، و 6 بيانو و 7 ناي وآلتين لكل من دربوكة و(violoncelle) بالإضافة إلى آلة واحدة لكل من سكسفون،والرق و(batterie) وهي آلات في صحة جيدة وصالحة للاستعمال باستثناء آلة بيانو واحدة فتحتاج للترميم والإصلاح وهي آلة يحتفظ بها المعهد منذ تأسيسة. ويعمل في المعهد الموسيقي بآسفي طاقم إداري وتربوي مكون من خمسة إداريين وثمانية أساتذة ، وحارس أمن حديث الالتحاق بالمعهد
لكن في الوقت الذي كان أبناء مدينة آسفي يتطلعون إلى افتتاح المقر الجديد الذي أوشكت الأشغال فيه على نهايتها، وفي الوقت الذي كان الآباء يمنون النفس بإضافة تخصصات جيدة وتزويد المعهد بأطر تربوية وتجهيزات تساعده على المساهمة في تنمية الذوق الفني عند الناشئة ، يفاجئ المتتبعون بإشراف المعهد على سد أبوابه بسبب مذكرات الوفا وزير التربية الوطنية خاصة المذكرة المتعلقة بإلغاء العمل بالمذكرة 109 في شأن الترخيص لأطر هيئة التدريس بالقيام بساعات إضافية بمؤسسات التعليم الخصوصي ، فعلى الرغم من كون المعهد الموسيقي مؤسسة عمومية ليس مؤسسة خصوصية ، فإن نيابة التعليم بآسفي رفضت الترخيص لأي أستاذ يعمل في التعليم العمومي بالعمل خارج مجال عمله ،وبما أن الثانويات والإعداديات الخاصة عملت بوسائلها للحصول على التراخيص لمن يعمل معها من الأساتذة ،فإن المعهد الموسيقي قد حرم من أغلب الأساتذة الذين يؤطرون الطلبة والتلاميذ بالمعهد ، فمن أصل ثمانية مؤطرين خمسة أساتذة يعملون بالتعليم العمومي ، هكذا وجدت إدارة المعهد نفسها في موقف حرج فبعد أن تم تسجيل أزيد من 250 تلميذ بالمعهد لا زالت الدراسة به لم تستأنف بعد ، في انتظار حصول الأساتذة على ترخيص -لا يبدو في الأفق قريبا- يسمح لهم بالعمل في المعهد وهو ما يهدد بإغلاق المعهد بعدما طرق مدير المعهد كل الأبواب محليا وجهويا ...
إن ما يعيشه هذا المعهد من انتظار انطلاق موسمه الدراسي مناسبة لكل ذوي النيات الحسنة للتفكير وللضغط من أجل إيجاد تسوية قانونية لهذا المعهد ،وتزويده بالأساتذة الأكفاء حتى يؤدي رسالته التربوية الفنية المنوطة به ، قبيل افتتاح المقر الجديد بالمركب السوسيو ثقافي المزمع افتتاحه قريبا . إن مدينة آسفي ليست في حاجة للتفريط في مؤسسة عريقة تؤثث فظاءه الثقافي منذ أزيد من ما يربو على أربعة عقود