تبدأ الرواية في عيد الثورة عندما خرج (سعيد مهران) من السجن, وسعيد هذا اسم على غير مسمى, فهو ليس سعيدا على الإطلاق فحياته كلها آلام وضياع. منذ مات والده وهو يحمل على كتفه أعباء السنين, كان والده بواب عمارة الطلبة مات والده فاصبح لزاما على الولد والأم أن يقوما باحتياجاتهما, وتجلّت "شهامة" رؤوف علوان الطالب بكلية الحقوق فسعى أن يعمل سعيد ووالدته في خدمة العمارة بعدما رحل رب الأسرة
وبدأ سعيد يتحمل المسؤولية في سن مبكرة. ثم مرضت أمه وهلكت بسبب مرضها حيث داهمها نزيف حاد, فطار ابنها إلى أقرب مستشفى. تصور أن المستشفى يمكن أن ينقذها لأنها روح إنسان, لم يكن يعرف أن المستشفيات الكبرى ذات قاعات الاستقبال الفخمة والطبيب الشهير والممرضة الأجنبية سوف تنظر لأمه المريضة نظرة احتقار لأنها ببساطة رثة الثياب واضحة الفقر.



يومها بدأت بذور الغضب والفوضى تعرف طريقها إلى عقله عندما رمى بالمقاعد وأحدث دوياً بالمستشفى, انتقاما لأمه فما لبث أن وجد نفسه مع أمه وحيدين في الشارع بعدما طرده رجال الأمن. وعقب شهر من الحادث ماتت ألام. لكنها قبل أن تموت كان قد تعلم رذيلة جديده بالنسبة له,فقد سرق لأول مرة , طالبا ريفيا من نزلاء عمارة الطلبه, واتهمه الطالب دون تحقيق وانهال عليه ضربا حتى جاء رؤوف علوان وخلصه منه


من بعد حادث السرقة ترك سعيد عمارة الطلبة وذهب ليبحث عن رزقه في مكان آخر. فعمل مهرجاً في السيرك, وعرف نبوية كانت خادمه عند امرأة تركيه عجوز, أحبها وتزوجها, أصبحت نبوية هي حياته وكان يستعين بها في عمله فهي التي تقوم ببعض الرحلات الاستكشافية بقصور الأغنياء وبيوتهم كخادمة وغسالة, حتى تتعرف على البيت جيدا ثم يقوم هو بسرقته. علّمها خيانة الأمانة فقد أصبحت تدخل بعض البيوت وتضمر الخيانة في نفسها.

لقد أصبح سعيد ذا قوه وبأس, وبين معارفه أصبح لصاً معروفاً وله حاشيته من ضمنها "عليش سدره" وهو الذي يمشي معه كظله يريد أن يتعلم منه ويصبح ذراعه الأيمن. وفي سرقة لأحد البيوت يقبض على سعيد مهران, ويعرف وهو في السجن أن القبض عليه تم بالاتفاق بين زوجته وتابعه عليش, وبالفعل حصلت نبوية على الطلاق من المحكمة وتزوجت من عليش, لقد خانته زوجته وخانه تلميذه, لم يعد له إلا ابنته سناء وأستاذه رؤوف علوان.
خرج من السجن, وأصبح يتنفس نسمة الحرية مرة أخرى, ولم يجد أحدا في انتظاره. يخرج برغبة الانتقام فقد آن للغضب أن ينفجر. إن كل شيء من حوله يتأثر بحالته النفسية وتمرده ورفضه, "فالحواري (الحارات) في نظره تحاك فيها المؤامرات والقدم تعبر من آن لآن نفره مستقره في الطوار كالمكيدة وضجيج عجلات الترام يكركر كالسب"

يذهب ليرى ابنته, إنها الأمل الباقي له, لكن قلبه ينكسر عندما تتنكر له الفتاة, فهي لا تعرفه, إنها تتعلق بعليش غريمه تتصور أنه هو والدها.
خرج من عندها وهو مهزوم الفؤاد, حاول علاج جرحه فذهب للشيخ علي جنيدي, لقد كان والده دائم الذهاب عنده لإقامة حلقات الذكر, انه يحمل بين ثنيات لحيته البيضاء ذكريات طفولته وحنينه لوالده.
لقد جاء لتوه من هزيمة محققه, زوجته الخائنة أصبحت زوجة لتلميذه بعدما استوليا على كل أمواله وأيضا ابنته.
إن حياته امتداد لأفكار هذا الرجل فإذا كان قد خانها فالويل له. لقد أصبح رؤوف يسكن فيلا فخمه لائقة كل ركن فيها يدل على الثراء فهل خان رؤوف مبادئه؟ لقد أصبح رؤوف علوان يتنكر للسرقة, كيف هذا وهو الذي شجعه من البداية وشرع له السرقة. بل جعلها عملا بطوليا, لماذا يتنكر لها اللآن؟
وخرج من عند رؤوف وهو ينوي سرقته انتقاما منه لأنه خان العهد, لقد تخلص من أفكاره بعدما سرت في كيان سعيد. هو الذي علمه أن الفتى في هذا الوطن يحتاج إلى مسدس, وكتاب المسدس يتكفل بالماضي والكتاب للمستقبل, فاصبح سعيد من أمهر الشباب حيث كانت طلقته لا تخيب أبدا, لقد عمل بالنصح, تدرب على استخدام الطلقات. والآن ألا يحتاج إلى مسدسه لمواجهة كل هذا الحكم من الخيانة؟
إن الشيخ جنيدي يتكلم ويقول جملا لا يمكن لمثل سعيد أن يستوعبها, انه يعطي الأمان فقط لكنه لا يعطي حلولا. انه أعطاه فراشاً فوق الحصيرة لكنه في حاجه إلى نقود. لم يعد أمامه إلا رؤوف علوان, لقد أصبح محرراً كبيراً بجريدة الزهرة.

ذهب إلى منزل عليش ونبوية والناس كلهم نيام واستطاع اغتيال الرجل بعدما صوب مسدسه إليه من خلال الشراعة. وكانت مفاجأة سيئه عندما قرأ الجريدة: أنه قتل رجلاً بريئاً فقد ترك عليش ونبوية في الليلة نفسها التي زارهما فيها وسكن اثنين بدلاً منهما. إذا قتل بريئا. وسكتت الجرائد كلها إلا جريدة الزهرة التي ركزت عليه وعرضة لتاريخه في اللصوصية وسلسلة المغامرات التي كشفت عنها محاكمته, لقد أصبح سعيد يشكل خطراً جسيماً على رؤوف فما كان من الثاني إلا محاربته عن طريق إثارة الرأي العام ضده حتى يتحرك رجال البوليس بشكل أكبر وبالفعل فكر سعيد في الانتقام من رؤوف, وكانت خطته أن يقوم بتفصيل بدله عسكرية يخرج بها حتى يصبح آمنا ثم يقبع عند قصر رؤوف لينتهز الفرصة ويطلق رصاصة وبالفعل ذهب وفعل ثم عاد لبيت نور. ومن الجرائد علم أن رؤوف لم يمت وأن الذي مات هو البواب البريء, إلى متى يظل يطلق رصاصه على الأبرياء؟
إن غضبه الفردي فوضوي غير المنظم وهو الذي يتحكم برأسه وبدأ القدر يجمع بين جرحين جرحه وجرح "نور" تلك الفتاة التي أحبته لكنه فضل زوجته عليها وهي ما زالت تبذل حياتها من أجله فرغم أنها فتاة ليل إلا أنها تعرف الوفاء لقد جاءت من مجتمع الرذيلة لتصبح نوراً في حياته أصبح بيتها هو المأوى له. إنه صمم على الانتقام ولن يجد مكانا أكثر أماناً من بيتها الذي يطل على القبور!!!
وتختفي نور, لم تعد لبيتها, تختفي من حياته بعد ما يدرك انه كان يحبها, ويترك بيتها لبيت الشيخ الجنيدي لكنه هناك يتذكر أنه نسي بدلته في بيت نور, ولا يمهله القدر أن يفكر, لقد تم العثور على البدلة وعرضوها على كلاب البوليس وأصبح لا فكاك من الموت فالكلاب وحدها لايمكن خداعها . وتنتهي الرواية بتسليمه واستسلامه وموته(1)