مفهوم التنمية اقتراح ذ. الكبير الداديسي
لم يكن لمفهوم التنمية البشرية وجود قبل خمس عشرة سنة. فقد ظهر هذا المفهوم لأول مرة خلال الأبحاث المتعلقة باقتصاد الرفاه ولاسيما أبحاث الاقتصادي الهندي " امارتيا سين "الحائز على جائزة نوبل.ومكنت سلسة من المؤتمرات والقمم المنعقدة تحت رعاية الأمم المتحدة من وضع مؤشرات للتنمية.
ومن أولويات فرضية التنمية البشرية أنه لا يمكن اختزال هذا المفهوم في مستوى الدخل . وبالمثل فإن مبدأ العدالة الاجتمِاعية يصير غير ذي جدوى إذا لم يستند إلى مستوى كاف من الإمكانات البشرية وضمن هذا المنظور يعد "الفقر المتعلق بالدخل" أو "الفقر المالي " مجرد عنصر من عناصر الحرمان الذي يطال القدرات. وعلى العكس من ذلك ، فإن توسيع دائرة اختيارات الأفراد وحرياتهم ومشاركتهم في صنع القرار كفيل بإطلاق دينامية متحكم فيها ذاتيا، للنمو ولتحسين الدخل الفردي . ومن ثم، تعتبر التنمية البشرية تنمية للساكنة وبالساكنة ومن أجلها.
ترتكز التنمية على ثلاث قيم أو " مقومات " للحرية : قيمة جوهرية وقيمة أداتية وقيمة بنائية . وبالفعل ينبغي اعتبار الحريات العامة والمشاركة السياسية والحقوق الديمقراطية، من حيث أهميتها الجوهرية، بوصفها " أساسيات أولية ." لكن المنظور التطبيقي والأداتي للحرية لا يقل أهمية في منظور التنمية ، إذ تشكل الحقوق الديمقراطية محفزات أساسية تشجع مبادرات الأفراد والتزاماتهم ، بالاعتماد على قواهم الذاتية وانخراطهم الإيجابي في التنمية . ومن الزاوية نفسها، فإن الفرص الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والأمن الوقائي تنمي قدرة الفرد على العيش بحرية. وثمة دور ثالث لأفق الحرية يتمثل في كون الحريات السياسية ولاجتماعية (حرية المشاركة أو التعبير والولوج الحر إلى التعليم الأساسي وإلى الخدمات الصحية ) لا تصبح مجرد " مسبب " أو محفز للتنمية بل إنها تصير أحد مكوناتها.
يمكن تحديد التنمية الإنسانية (التنمية البشرية ) ببساطة بكونها عملية توسيع الخيارات. ولن تتوسع الخيارات إلا حينما يكتسب الناس القدرات، وتتاح لهم الفرص لاستخدامها . ولا تسعى التنمية البشرية إلى زيادة القدرات والفرص فقط ، بل تسعى إلى ضمان توازنها . فلا يمكن اختزال التنمية البشرية في محاربة الفقر والإقصاء، فهما ليسا سوى أحد مظاهرها الملموسة، فالتنمية البشرية تشتمل أيضا بعد الاستدامة. ذلك أن الغرض من التنمية هو توفير محيط محفز، يسمح لأي إنسان بتنمية قدراته ، وتوسيع دائرة اختياراته ، مع مراعاة اختيارات الأجيال الصاعدة
المغرب الممكن ( تقرير الخمسينية) 50 سنة من التنمية البشرية وآفاق سنة 2025 اللجنة المديرية
دار النشر المغربية. الدار البيضاء 2006. الصفحة 13 وما بعدها بتصرف .
• اقرأ النص بتمعن ثم أجب على ما يلي: (10نقط)
1. استخرج الأفكار الأساسية للنص. (1ن)
2. يتمحور معجم النص حول حقول دلالية أهمها حقلي التنمية والحرية ، صنف عبارات كل حقل ثم أبرز العلاقة الرابطة بينهما (2ن)
3. حدد الأسلوب المهيمن في النص ؟ وميز بين أنواعه؟(2ن)
4. تنبني الفقرة الأخيرة على أسلوب الإضراب. أرصد أدواته ووضح وظيفته الدلالية(1ن)
5. بين أساليب التفسير والاستدلال المنطقي المعتمدة في النص (2ن)
6. ما هي في نظرك مؤشرات التنميةّ (2ن)
• الدرس اللغوي (4ن)
1. بين نوع الأسلوب، صيغته ودلالته في ما يلي (1.5ن):
* دع المكارم لا ترحل لبُغيتها واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
* القارعة، ما القارعة، وما أدراك ما القارعة.
2. ميز بين الحال والتمييز مبرزا نوع كل منهما في ما يلي (1ن)
* عاد القائد فرحا وقد طاب نفسا
3. املأ الجدول التالي انطلاقا من هذه الجملة: ( للبقرة (2 قرن ) و(4 ِرجْــل)) (1.5ن)
كتابة العدد بالحروف العدد المعدود العلاقة بينهما من حيث التذكير و التأنيث إعراب المعدود


• درس التعبير والإنشاء : (6ن)
جاء في النص : " تعتبر التنمية البشرية تنمية للساكنة وبالساكنة ومن أجلها." توسع في هذه الفكرة موظفا الروابط الدلالية ، المنطقية ، التركيبية و السياقية .

مع متمنيا تنا لكم بالتوفيق