الوحدة 4 المجزوءة 2
نضال المغرب من أجل تحقيق الاستقلال واستكمال الوحدة الترابية
ذة. أسماء حميحم

مقدمة: كانت مقاومة المغاربة للاستعمار الفرنسي والاسباني حتى سنة 1934 مقاومة مسلحة. ثم تلتها فترة نشطت خلالها المقاومة السياسية. لكن أمام رفض سلطات الحماية الاستجابة لمطالب الحركة الوطنية، بدأت المرحلة الثانية من المقاومة المسلحة سنة 1953 عندما قامت ثورة الملك والشعب، فاسترجع المغرب استقلاله سنة 1956. وبقيت أجزاء من ترابه محتلة. فاعتمد بدلك على مجموعة من الوسائل لاستكمال وحدته الترابية.
- ما هو الدور الذي لعبته المقاومة السياسية في النضال ضد الاستعمار؟
- ما هو التطور الذي عرفته الحركة الوطنية؟
- ما هي الجهود التي بذلها المغرب لاستكمال وحدته الترابية بعد 1956؟
I ظهور الحركة الوطنية، وتطورها بين سنتي 1930 و 1939م :
1- نشأة الحركة الوطنية:
- ساهمت عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية في ظهور الحركة الوطنية. ويمثل الظهير البربري 16 ماي 1930م، الحدث الذي أشعل فتيل المقاومة السياسية. مما أدى إلى بروز عمل وطني منظم تجلى في تعبئة شاملة لقراءة اللطيف داخل المساجد، ورفع احتجاجات وشكاوي إلى السلطان على السياسة الفرنسية وظهيرها، وتأسيس لجان الدفاع عن القضية المغربية في الخارج، والاعتماد على العمل الدعائي والإعلامي كوسيلة لكسب الرأي العام الوطني وتأطيره.
- ظهرت صحيفة " عمل الشعب" في غشت 1933، ودعت إلى الاحتفال بعيد العرش في 18 نوفمبر من كل سنة، لتمتين الروابط بين جلالة الملك والحركة الوطنية. كما شهدت المنطقة الاسبانية صدور جريدة " السلام" و " الحياة" باللغة العربية، ونتج عن ذلك نشر الوعي الوطني بين صفوف المغاربة.
2- الحركة الوطنية: 1934 – 1939:
- تأسس أول حزب سياسي مغربي سنة 1934 تحت اسم " كتلة العمل الوطني" وقدّم برنامج " الإصلاحات المغربية"، التي طالب من خلالها الحركة الوطنية بعدة إصلاحات إدارية واجتماعية واقتصادية ومالية، دون الدعوة إلى إلغاء نظام الحماية.
- ساهمت الحركة الوطنية في منطقة الاحتلال الإسباني في بلورة مجموعة من المطالب من أهمها، إنشاء المجالس البلدية، وفتح المدارس في المدن والقرى، واعتماد اللغة العربية في نظام التعليم...
- عرفت الحركة الوطنية انشقاقا سياسيا في 1937، ترتب عنه تأسيس حزب " الحركة الوطنية لتحقيق المطا لب" بزعامة علال الفاسي، وحزب " الحركة القومية" بقيادة محمد حسن الوزاني.
II تطور الحركة الوطنية بين 1939 – 1956م:
1- تطور الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال: (1939 – 1945)
- كان لقاء أنفا يناير 1943م بين يدي محمد بن يوسف وروزفلت، مناسبة لمناقشة القضية المغربية، حيث عبر الرئيس الأمريكي عن مساندته " غير المعلنة" لفكرة استقلال المغرب.
- في يناير 1944، تأسيس حزب الاستقلال، فقدم باسم الحركة الوطنية وثيقة المطالبة بالاستقلال بتاريخ 11 يناير 1944.
- أكدت الوثيقة على تمتع الدولة المغربية تاريخيا بالحرية والسيادة الوطنية، ورفض المغرب لنظام الحماية نظرا للمستجدات الدولية، وبالتالي المطالبة بالاستقلال.
- تبرز الوثيقة – كذلك – تطور وعي رجال الحركة الوطنية، وانتقالها من اقتراح مجموعة من الإصلاحات إلى المطالبة بالتحرر والاستقلال.
2- دور ثورة الملك والشعب في الحصول على الاستقلال:
- عرفت العلاقة بين السلطان وسلطات الحماية توترا شديدا بسبب المواقف التي اتخذها سيدي محمد بن يوسف من الحركة الوطنية وازدادت تأزما خلال زيارة طنجة 9 أبريل 1947 حيث ألقى خطابا طالب فيه باستقلال المغرب.
- شهد المغرب تعبئة جماهيرية واسعة تمثلت في المظاهرات العمالية في الدار البيضاء يومي 7 و 8 دجنبر 1952 على إثر اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد.
- قامت السلطات الاستعمارية باعتقالات واسعة في صفوف العمال والوطنيين المغاربة، ودبرت مؤامرة لنفي السلطان في 20غشت 1953م.
- دخلت الحركة الوطنية مرحلة جديدة من النضال، فتقرر الاعتماد على المقاومة المسلحة لتحرير البلاد وتحقيق عودة ملكها الشرعي، فتصاعدت العمليات الفدائية، ونشطت هجمات جيش التحرير في جبال الريف والأطلس المتوسط والكبير والمناطق الصحراوية.
- أمام تصاعد المقاومة عاد سيدي محمد بن يوسف من النفي في 16 نوفمبر 1955، ليعلن في خطبة العرش: «انتهاء عهد الحجر والحماية، وبزوغ فجر الاستقلال والحرية». ووقع رسميا مع فرنسا اتفاقية الاستقلال في مارس 1956، وتلاها اتفاق مماثل مع اسبانيا في أبريل 1956.
II مراحل استكمال وحدة المغرب الترابية:
السنوات المنـــــــــاطـــق الــمســتــرجـــعـــة
1958 - استرجاع إقليم طرفاية بعد سلسلة من المفاوضات مع إسبانيا.
1969 - مطالبة المغرب من لجنة تصفية الاستعمار التابعة لهيئة الأمم المتحدة تطبيق مبدأ تقرير المصير على الأراضي المغربية المحتلة من طرف إسبانيا، فكان استرجاع سيدي إفني.
1975 - نهج إسبانيا سياسة المماطلة لإبقاء الصحراء المغربية تحت احتلالها، فكان تنظيم المسيرة الخضراء لاسترجاعها ( الساقية الحمراء = السمارة – العيون).
1979 - استرجاع وادي الذهب بعد التفاوض مع إسبانيا وموريتانيا.

خاتمة: استطاع المغرب بعد الخضوع للاستعمار الفرنسي والإسباني لمدة أربع وأربعين سنة من الحصول على الاستقلال، ثم النضال من أجل استكمال وحدته الترابية، وذلك بفضل تصاعد المقاومة في البوادي والمدن، واختلاف طبيعتها من مرحلة تاريخية إلى أخرى.

مصطلحات ومفاهيم :
عريضة المطالبة بالاستقلال: وثيقة تتكون من مجموعة من المطالب موقعة من طرف 66 وطنيا معظمهم من حزب الاستقلال. قدمت يوم 11 يناير 1944 إلى السلطان سيدي محمد بن يوسف وإلى الإقامة العامة الفرنسية.