التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي خلال القرنين 19 و20
مقدمة: شهد العالم الرأسمالي خلال القرنين 19 و 20 تحولات كبرى همت الميادين الاقتصادية والاجتماعية والفكرية، كانت لها انعكاسات شملت مجالات مختلفة، ولم يقتصر تأثيرها على العالم الرأسمالي بل امتدت إلى مناطق واسعة من العالم(الحركة الإمبريالية).

I. الإطار الزمني لموضوع التحولات الكبرى :
1. الامتداد الزمني للقرنين 19 و20: يمتد القرن 19 من نهاية القرن 18 وبالأخص من نهاية الإمبراطورية النابليونية الأولى حوالي 1814، ويمتد هذا القرن حتى نهايته. ولدى البعض حتى نهاية الحرب العالمية الأولى (1914)أما القرن 20 فهو يمتد حسب معظم المدارس التاريخية من بداية الحرب العالمية الأولى وينتهي بسقوط جدار برلين سنة 1989 وظهور العولمة.
2. بعض تحولات العالم الرأسمالي خلال القرنين 19 و20:

عرف القرن 19 تحولا كبيرا على الصعيد التكنولوجي: من أدوات بسيطة إلى صناعة الصواريخ.
* عرف العالم الرأسمالي تحولات سياسية منذ الثورة الفرنسية (1789) والثورة الأمريكية، فتم إدخال مفاهيم سياسة جديدة: ومنها تقنين السلطة بالاعتماد على الدستور، إضافة إلى إنشاء الأحزاب السياسية التي تهيئ الرأي العام، كما نشأت النقابات للدفاع عن العمال، وقد أصبح هذا النموذج الأوربي مطمح شعوب العالم.
* تحولات علمية : ظهرت تخصصات كبرى سواء في العلوم الإنسانية أو التقنية أو التجريبية.
* تحولات ارتبطت بالقطاع المالي: بدء العمل بالنقود الورقية، وظهور الأبناك والشركات المساهمة.
* تطور مصادر الطاقة: هو أهم حدث ساهم في تقدم أوربا السريع، وفي تحول التاريخ العام *عرف القرن 19 و20 الحركة الاستعمارية الإمبريالية وهي التي غذت حاجات العالم الرأسمالي الإقتصادية، وحلت أزماته.
II. المجال الجغرافي للتحولات الكبرى:
1 انتشار الرأسمالية بأوربا : تعتبر إنجلترا مهد الثورة الصناعية الأولى والثانية، ونظرا لروابطه الاقتصادية مع الدول الأوربية انتقلت الرأسمالية إلى عدة جهات انطلاقا من فرنسا وبلجيكا (1820-1830)، ثم انتقلت موجة الانتشار الثانية إلى مملكة بروسيا (1840- 186)، ثم موجة الانتشار الثالثة بعد 1860 في المناطق الشرقية ومنها مملكة السويد، وجزء من إيطاليا ومناطق بأوربا الشرقية. أما ما تبقى من المناطق بأوربا قفد ظلت إلى حدود نهاية القرن 19 ضعيفة التصنيع وبعضها دول إقطاعية (روسيا القيصرية)
2 بعض المناطق التي تأثرت بالتحولات الرأسمالية في أوربا: لم يقتصر انتشار الرأسمالية على أوربا فحسب، بل تعداه إلى مناطق أخرى غير أوربية، ويشكل المغرب نموذج هذه المناطق، فقد اشتد حوله التنافس بين فرنسا وإسبانيا وألمانيا بالإضافة إلى إنجلترا، وقد اختلفت أطماع هذه الدول في المغرب بين الاقتصادية والسياسية والعسكرية؛ وهي الأطماع التي دفعت بالأوربيين إلى غزو مناطق بالقارات الأخرى بهدف تلبية حاجيات أوربا المتطورة وحل تناقضاتها الداخلية.
خلاصة : لقد عرف النظام الرأسمالي تحولات بنيوية عميقة خلال القرنين 19 و20، وخطت أوربا خطوات متقدمة في كافة المجالات، غير أن الأزمات الدورية التي عصفت بالرأسمالية، دفعها للتوسع والهيمنة الخارجية لسد حاجياتها من المواد الأولية، وتسويق فائض إنتاجها الصناعي والمالي، وتجاوز تناقضاتها الداخلية الحركة الإمبريالية.

الرألرسمالية: capitalisme
وسيا نظام اقتصادي سياسي واجتماعي، يعتمد نمط الإنتاج فيه على: الحرية، والملكية الفردية، والمنافسة الحرة، إضافة إلى قانون العرض والطلب، ظهر في بداية العصور الحديثة إثر الإكتشافات الجغرافية (الرأسمالية التجارية)، وبعد الثورة الصناعية ق 18 ظهرت الرأسمالية الصناعية، وفي القرن 19 جاءت الرأسمالية المالية: 1850 – 1914. أما القرن 20 فقد شهد نظاما رأسماليا اعتمد على الثورة التكنولوجية).
• الإمبريالية: impérialisme حركة استعمارية جاءت إثر بروز الرأسمالية المالية، فهي تعتبر أعلى مراحل تطور الرأسمالية، تعتمد على الشركات والأبناك لتصدير الفائض من الرساميل إلى الخارج إضافة إلى السلع، لتحقيق الهيمنة والتوسع والتبعية.
• النظام الإقطاعي: féodalisme (الفيودالية) نمط إنتاج اقتصادي تعتبر فيه الأرض مصدر قوة وثروة النبلاء ( الفلاحة) تسود فيه علاقات استغلالية بين السيد والعبد، ويعتمد على الكنيسة كغطاء إيديولوجي للدفاع عن مصالحها، ساد بأوربا خلال العصور الوسطى،