الخفايا التدليسية في المقامة الإبليسية




حدثنا عيسى بن هشام،قال :خرجت والناس نيام ،فحللت بواد ذي زرع،فجلست إلى دوحة ذات جدع،فإذا بطيف ينير كل الميدان،فأيقنت أنه عفريت من الجآن،جئتك بخفايا الأنباء،نطق ذو العين الحمراء،أصبت دالتك، ووجدت ضالتك .أنا من ذهب إلى تونس الخضراء،وحذرت بن علي من الأعداء،قلت له أبِد كل عاص من الغلمان،هكذا توقف زحف النيران،فجاءت زبانيته بالقهر،وأذلت البوعزيزي بالجهر،فانتفض الشاب ضد الاحتقار،وردد : بالنار أمسح ذيول العار، قضت على ذاك الجسد ألسنة النيران،صرخ الشعب هذا مطلق الطغيان،فانفجر سكوت الضعفاء، وتوعدوا بعواصف هوجاء،متخفيا بين المسالك،زرت الرئيس الهالك،وقبل أن يحييني أو يصافح،قال أهلا بصديقنا الناصح،قلت يا رئيــــس،أنا هو إبليس،دعك من اليأس والتيئيس،فملكك زال وضاع،وطلب الاسترجاع لا يستطاع،ما عليك إلا الهروب،بعد العصر وقت الغروب،فهب الشعب بلا اختلاف،وصارت الخضراء بلا ضفاف،قد عاد الإسلاميون للبلاد،لمشاركة الفرحة مع العباد،صدحت الحناجر: منتصرون،زال ظلم فرعون وقارون،وهم ما زالوا يهتفون...قلت لنفسي :ما فعلت يا ملعون؟فضربت أخماسا لأسداس،يا ويلي أين مكري؟ أين الوسواس؟فاشتدت علي الندامة،واسودت الدنيا وازدادت قتامة،أعلل النفس بالآمال بمصر، مبارك سوف يصر،أوغرت صدر الجيش أن يجيش،كي يخلد مبارك ويعيش،في التحرير وكل الميادين،هب الشعب بالملايين،قلت تمسك يا مبارك، تعالى عن المطالب وتبارك،فصلت بالملايين الجموع،وذرفت الدموع بكل خشوع،زلزلوا عرش حسني بالدعاء،حين دعوا له بالفناء،وجاء رجال الدين والقرضاوي، ليشحن الشعب بالإيمان ويداوي،ورحت أتأمل من الأعالي،شعب بالتعب والجوع لا يبالي،قد حولوا قاهرة النعمان مكة،كحجيج عرفات على السكة،فكل ما بنيت من جور وفسوق وطغيان،انهد في لحظة كهش البنيان،تهدمت الأصنام و الأوثان،منذ آدم إلى عصر مبارك وسليمان،فجئت مهرولا حسني، وله أتملق وأغني،لك مني نصيحة،كفانا من الفضيحة،فكل الشعب الذي أزلم ،ابتعد عن الكفر وأسلم،فكل بنياني من العصور السحيقة،بعنادك يا مبارك تحطم في مصر الشقيقة،تنحى فبعدك صالح اليمن وبوتفليقة،هكذا انقلب السحر على الساحر،حين قال مبارك: سأهاجر،لم يترك مصره الحبيبة،وسوزان منه قريبة،آثر جنة شرم الشيخ، إلى أن يموت بعد أن يشيخ،فخرجت أنا إبليس ،من مصر وأنا مفلس،قد أشبعني أعواني العتاب،حين لم أجن سوى السراب،فما بال هذه الأوطان،كلما دخلتها كعاشق ولهان،من الغرب إلى إيران،لا أحصد سوى الخذلان،ما يكاد يستقيم لي أمر حتى يختل الميزان،وقفت أجمع تلابيبي و أطرافي،قال:لاحقا سأخبرك عن القذافي،فغاص شبحه في الظلماء،كنهاية على الإصغاء....

يتبع...


تيموليلت في:6/03/2011
ذ
. الحسين العمراني