مبادرة فريدة لثانوية الحسن الثاني التأهيلية بآسفي
ذ. الكبير الداديسي
بمباردة من نادي التربية على المواطنة وحقوق الإنسان والمبادرة وبتنسيق مع كل من الناي الصحي ، النادي الفني ، ونادي الصحافة والإعلام بثانوية الحسن الثاني وجمعية آباء وأولياء تلامذة المؤسسة .. نظمت ثانوية الحسن الثاني يوم الثلاثاء 22 ماي 2012 قافلة تضامنية إلى ثانوية المتنبي التأهيلية بثلاثاء بوكدرة نواحي مدينة آسفي شملت القافلة مساعدات عينية وفنية تبرع بها تلاميذ وتلميذات ثانوية الحسن الثاني لفائدة زملائهم من ثانوية المتنبي ، وقد حضي الوفد التضامني باستقبال حار كما نظم حفل على شرف الوفد المكون من منسقي النوادي وعدد من تلاميذ وتلميذات المؤسستين تم خلاله إلقاء كلمات كل من السيد المديرو كلمة رئيس جمعية آباء وآولياء تلاميذ ثانوية المتنبي كما ألقى ممثلوا التلاميذ ومنسقوا النوادي كلمات بالمناسبة ركزت على رمزية المبادرة وقيم التضامن والتسامح ومد الجسور بين الشباب والثانويات في أفق توقيع شراكة وتوأمة بين الثانويات ، كما تم عرض شريط إختيار الذي أخرجه الأستاذ الكبير الداديسي منسق نادي الصحافة والإعلام بثانوية الحسن الثاني والذي مثل أكاديمية دكالة عبدة في عدة مهرجانات وطنية ، وعرض التلاميذ بعض اللوحات والسكيتشات من إبداعهم ، هذا وقد تركت المبادرة أثرا طيبا في صفوف تلاميذ الثانويتين الذين عبروا عن أملهم في أن تتكرر مثل هذه المبادرات ونظرا لكثرة المداخلات وتقاطعها في عدة محاور نقتصر على عرض كلمة جمعية آباء وأمهات وأولياء تلاميذ وتلميذات ثانوية المتنبي بثلاثاء بوكدرة :
( باسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد . باسم مكتب جمعية أباء وأمهات وأولياء تلاميذ ثانوية المتنبي التأهيلية ببوكدرة ، ونيابة عن كافة أعضاء الجمعية ، وباسم كل عضو غيور على هذه المنطقة ، أحييكم بتحية لا يعادلها إلا تحية المجاهدين الفاتحين ، ونتقدم بجزيل الشكر وخالص الامتنان لزوارنا الكرام ، الذين تكبدوا مشاق السفر وخصصوا لنا من وقتهم الثمين هذه الصبيحة التي اقتطعوها من التزاماتهم ، وجاءوا ليدخلوا البهجة والسرور علينا وعلى أبنائنا في هذا اليوم السعيد ، إن زيارتكم الميمونة هذه نعتز بها وستضاف إلى سجل الزيارة التي سبقتها ونعتبرها رابطة خير بين مؤسستنا وثانوية الحسن الثاني العزيزة علينا ، وعلى أبنائنا .
أيها الحضور الكريم إن نجاح العملية التربوية لن يتأتى إلا بخلق الشروط والظروف المواتية ،لذلك ففي لغة الفلاح - ومعظم التلاميذ هنا أبناء فلاحين- لا يكفي أن تكون البدرة موجودة بل يجب أن تكون صالحة ، وأن تهيء لها الأرضية الخصبة لاستقبالها ، أما بذورنا نحن في حقل التربية فهي ناشئتنا التي كم هي في أمس الحاجة إلى ذوي الأريحيات والغيورين على وطنهم كي يولوها العناية والرعاية اللازمتين حتى تتخطى ما يعترضها من صعاب .
زوارنا الكرام ، إن تواجدكم بيننا اليوم يعبر بصدق عن هذه العناية التي تولونها لأبناء هذه الأمة ، وتستمدونها من خلال الأنشطة التي تقوم بها مؤسستكم ، أنشطة اجتماعية تهدف إلى تدريب التلميذ على التضامن والتعاون والتآزر ،وتقديم المساعدات وتبادل الزيارات كما أن هذه الأنشطة تساهم في تكريس قيم ديننا الإسلامي الحنيف ، وغرس القيم الاجتماعية والإنسانية المتمثلة في حب الخير وفعله ، وهو سلوك سيمتد نفعه ، فقد قال رسول الله (ص) ( أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ...)
إننا أيتها السيدات الفضليات ،أيها السادة الكرام في جمعية الآباء نسجل بمداد من الفخر والاعتزاز اهتمامكم بمصالح فلذات أكبادنا في سجل صفحاته ليست من ورق يمحى ، ولا جلد يتآكل ولا حجر يكسر ، ولكن من مادة تسمو فوق كل ذلك ، لا يمحوها الدهر ، بل ستبقى حية شاهدة إنها وشم في ذاكرة الأجيال التي تستمر بها الشعوب ، وتشهد بها لفاعلها عبر العصور ، فطوبى لكم سيداتي وسادتي بهذا الفعل العظيم ...
نعم أيها الحضور الكريم ، إن كلمة الشكر ولو أنها ضخمة تحمل معاني التقدير والاعتراف بالجميل ‘ إلا أنها بالنسبة لنا قليلة في حق أناس أعطوا للبر والإحسان معانيه الحقيقية التي أوصى بها رب العالمين ، فبدون الإحسان لايمكن للمجتمعات أن تعيش في تجانس وتفاعل ،بل لايمكن لهذه المجتمعات أن تتواجد لأن سر وجودها في التكامل والتضامن والتفاعل بين مكوناتها .
أيتها السيدات أيها السادة إن الكلمات مهما حملت من معاني لا يمكنها أن ترقى إلى مستوى ما نطمح تبليغه إليكم ، لكننا نسأل الله تعالى موصول أسباب الهداية والتوفيق وأن يزيد من عطاءاتكم ويبوءكم المكانة التي تستحقون بين خيرة من أنجبهم هذا الوطن العزيز من أبناء بررة المؤمنين ، وأن يبقيكم خداما صالحين لوطنكم ،أوفياء لرسالتكم وعهدكم الذي قطعتموه على أنفسكم ، وأن يوفق تلامذة الحسن الثاني لما فيه من صلاح وخير ، وأن يحفظهم وذويهم من كل مكروه ، وأن تكلل هذه السنة الدراسية بنجاحهم وأن يحققوا طموحاتهم ، واعلموا أن مبادرتكم هذه ستبقى موشومة في ذاكرتنا نتوارثها جيلا بعد جيل .
وفقكم الله لما فيه خير والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .