إن ظاهرة "نفخ "نقط التلاميذ في مدارسنا و ‏ثانوياتنا الإعدادية و الـتأهيلية أصبحت ظاهرة شائعة إذ ساهمت بشكل كبير في تدني مستواهم الدراسي .و لا أبالغ إن ‏قلت بأننا أصبحنا نخرج من مدارسنا تلاميذ أميين لا يعرفون القراءة و لا الكتابة نتيجة لذلك.و إنها لمفارقة عجيبة ‏وغريبة أليس كذلك ؟ للأسف الشديد هذا هو الواقع أحببنا أم كرهنا .و قد سبق أن طلبت من عدة تلاميذ يدرسون في ‏السنة الأولى باكالوريا علوم تجريبية أن يقرؤوا نصا فرنسيا فلم يستطيعوا لذلك سبيلا ،فلما استفسر تهم عن الطريقة ‏أو الكيفية التي مكنتهم من الانتقال من مستوى إلى آخر إلى أن وصلوا إلى مستوى الأولى باكالوريا, قال أغلبهم بكل ‏تلقائية لقد دفعنا إليه دفعا تارة بالغش وتارة أخرى بنفخ النقط،بالإضافة إلى ظاهرة "الكوطة" المشئومة التي كانت بمثابة ‏رصاصة رحمة أتت على كل ما تبقى من أمل في تعليمنا البائد. و تابع آخر بأنهم كانوا ضحية تعليم فاسد فخلال ‏امتحان الموحد بالصف السادس من التعليم الأساسي تكتب الإجابة على السبورة من قبل الأساتذة المشرفين على ‏المراقبة للأسف الشديد،و يعقب تلميذ آخر بقوله:"كنا نظن أنهم يحبوننا،لكننا اكتشفنا أنهم أرادوا تلميع صورتهم أمام ‏المدير،و لم يكن يهمهم مستقبلنا في شيء".‏
وهذا بالطبع نتيجة منتظرة من تعليم ينهج سياسة نفخ النقط للتغطية عن الفشل الدر يع في السياسة التعليمية ‏في بلادنا.ثم إن تنافس السادة مديري المؤسسات التعليمية على تحقيق أعلى نسبة في النجاح يؤدي تمنه أبنائنا و فلذات ‏أكبادنا من مستقبلهم و آمالهم .كما أن هذه الظاهرة لا تهدد فقط ذو المستوى الضعيفة بل حتى النجباء منهم .إذ أن ‏السخاء المنقطع النظير الذي أصبح يتميز به أغلب أساتذتنا في توزيع النقط على التلاميذ دفع أولئك التلاميذ إلى ‏التكاسل و الاتكال نظرا للجو الدراسي الذي تم تمييعه .فلم يعد هناك من تنافس شريف بين التلاميذ كما كان الأمر جاريا ‏في الثمانينات.فأين نحن من الجودة التي تروج

محمد الصحراوي