مقدمة:
يعتبر مشكل الماء وظاهرة التصحر من أهم مظاهر التباينات المجالية في العالم العربي، ومن التحديات الكبرى التي تعمل الدول العربية على مواجهتها بشتى الوسائل.
I. تشخيص مشكل الماء وظاهرة التصحر بالعالم العربي، والوعي بخطورتهما:
1. يتفاوت توزيع الماء بالعالم العربي من بلد لآخر: حيث نجد دول قليلة تتوفر على امكانيات مهمة بسبب إما كبرالمساحة أو الموقع العرضي و دول أخرى تتميز بضعف مواردها المائية نتيجة صغر المساحة أو قحولة المناخ
تتعدد مصادر المياه بالعالم العربي (80% عبارة عن تساقطات) إلى جانب المياه السطحية والجوفية، ويتباين توزيعها كما يلي:
- أكثر من ثلث الموارد المائية في بلدان النيل والقرن الإفريقي 37.56 % ،
- بلاد الشام والعراق 35.50%،
- أهمية المياه الباطنية في بلدان المغرب العربي،
- ضعف المياه السطحية والباطنية في الجزيرة العربية 5.56%
عموما نلاحظ أن اغلب الدول العربية تفتقر للموارد المائية باستثناء: المغرب، العراق، السودان، مصر. أما المناطق الجافة وشيه الجافة فتعاني من عجز كبير.
وتتجلى مظاهر الخصاص المائي في العالم العربي في اختلاف نصيب الفرد من الماء حسب الدول، فمتوسط نصيب الفرد من الماء في العالم العربي هو 1000م3 سنويا مقابل 7000 م3 كمتوسط عالمي، وهذا المتوسط في تراجع مستمر. وتبقى العراق وموريتانيا السودان من أعلى مستويات استهلاك الفرد للماء 2000 م3.
2 ـ ابعاد مشكل الماء
+ النمو الديمغرافي السريع وتزايد استهلاك الفرد من المياه زاد من حدة مشكل المياه بالعالم العربي مما أدى إلى خلق عدة بؤر للتوتر في العالم العربي.
+ البعد الإق من خلال ارتفاع استهلاك الأنشطة الإقتصادية للماء خاصة الفلاحة
+ البعد الإستراتيجي حيث أصبح الماء أحد العناصر المؤثرة في العلاقات الدولية و أحد عوامل الصراع على الصعيد الدولي خصوصا في حالة تواجد نهر دولي مثل الصراع العربي الإسرائيلي حول مياه نهر الأردن أو الليطاني و الصراع بين مصر و السودان .....
3 تشخيص ظاهرة التصحر في العالم العربي:
يعتبر العالم العربي من أكثر المناطق تصحرا في العالم ف 68.4% من أراضيه متصحرة و 20% مهددة بالتصحر، وتتركز الصحاري في دول المغرب العربي 48.5% ، وشبه الجزيرة العربية 29.4%، ثم حوض النيل، وبلاد الهلال الخصيب.
ويحدث التصحر نتيجة عدة عوامل منها ماهو طبيعي، وماهو بشري نوردها على الشكل التالي:
- التقلبات المناخية وما يصاحبها من طول وتكرار حالات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة...
- نذرة المصادر المائية الدائمة.
- الاستخدام السيء للغطاء النباتي عبر الرعي الجائر والحرائق.
- الاستخدام السيء للمياه عبر الإفراط في مياه الري واستخدام أساليب رديئة في الري.
- تدهور الغطاء النباتي بسبب الجفاف والرعي الجائر والاجتثاث والحرائق.
- تراجع خصوبة التربة بفقدانها العناصر العضوية والمعدنية نتيجة الاستغلال المكثف والري الواسع.
- استخدام الأراضي لإقامة منشآت عمرانية واقتصادية..
II. المجهودات المبذولة لمواجهة مشكل الماء ومكافحة التصحر في العالم العربي:
1. بذلت الدول العربية عدة مجهودات لتجاوز أزمة الماء في الوطن العربي:
من أهمها:
إنشاء مشاريع مائية مندمجة كبرى مثل النهر الصناعي العظيم بليبيا الهادف إلى وقف تسرب الملوحة من البحر إلى مياه الشرب والأراضي الزراعية، واستزراع مساحات لتحقيق الأمن الغذائي. وإيقاف الهجرة من البوادي.
خلق مشاريع لتحلية مياه البحر بدول الخليج 53 % من الإنتاج العالمي.
بناء السدود والتنقيب عن المياه الجوفية (المغرب نموذجا)
ترشيد استخدام المياه الجوفية.
حماية الموارد المائية من التلوث
وضع عدة تشريعات وقوانين تهم استغلال الماء
2. بذلت الدول العربية عدة جهود لمواجهة ظاهرة التصحر بالعالم العربي:
تتجلى التدابير التي اعتمدتها الدول العربية لمحاربة التصحر في:
تدابير تقنية: اعتماد التشجير، تثبيت الرمال المتحركة بواسطة حواجز نباتية ـ حماية التربة من التعرية ـ بناء أحزمة من التربة والجدران والأشجار لتكسير قوة الرياح ـ الزراعة حسب خطوط التسوية ـ اعتماد التناوب الزراعي في إطار الدورة الزراعية ـ محاربة القطع الجائر للغابات ـ مكافحة تلوث التربة .
تدابير اقتصادية: حماية الانتاج في المراعي والزراعة المسقية والبورية ـ مسايرة البرامج الاقتصادية لخصاص البيئة الجافة في إطار التنمية المستدامة ـ محاربة التصحر بوضع خطة وطنية
تدابير اجتماعية: تطوير عيش سكان المناطق الجافة، محاربة الأمية، توعية السكان بخطورة التصحر ومحاولة الحد منها.
تدابير أخرى: وقف الزحف العمراني على الأراضي الزراعية ـ توقيع الدول العربية على الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر سنة 1994 ـ إنشاء المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة وتبادل الآراء بين الدول لمحاربة التصحر، ويعتبر مشروع الأحزمة الخضراء من أهم المشاريع في هذا الصدد: مشروع الحزام الأخضر لدول شمال إفريقيا، وآخر لدول المشرق العربي، ومشروع الحزام الأخضر لشبه الجزيرة العربية.

خلاصة:
يعد مشكل الماء وظاهرة التصحر من مظاهر التباينات المجالية بالعالم العربي، ويطرح عدة مشكلات تعيق التنمية في هذه البلدان، وتزيد من الأطماع الخارجية