مقدمة
تميز القرن 15م بامتداد النفوذ العثماني في حوض البحر الأبيض التوسط،فما هي العوامل المساعدة على هذا التوسع؟ وما هي وسائل التدخل الأوربي في العالم الإسلامي؟.
أولا: مراحل التوسع العثماني حتى أواخر القرن 16
1) نشأة الإمارة العثمانية وبداية امتدادها خلال القرن 15م
*- عرفت منطقة آسيا الصغرى خلال القرنين 13م وبداية القرن 14م( موافق ق7و8 ه ) اضطرا بات وعدم استقرار سياسي نتيجة الصراع بين البيزنطيين والسلاجقة. فتعرضت المنطقة لغزو القبائل التركمانية ومنهم الأتراك الذين أسسوا إمارتهم قرب بحر مرمرة. ومن هنا بدأ أميرهم عثمان بالغزو والجهاد ضد البيزنطيين.
*- تمكن السلطان عثمان الأول و خلفاؤه من ضم المناطق المجاورة، ثم من استغلال ضعف البيزنطيين للسيطرة على ممتلكاتهم. وتواصلت توسعاتهم إلى أن تمكنوا من فتح العاصمة البيزنطية القسطنطينية سنة 1453م.
2 ) مجال امتداد نفوذ الإمبراطورية العثمانية خلال القرن 16م
*- القارة الأوربية: توسع العثمانيون في اتجاه البلقان وأروبا الوسطى، ولتأمين تجارتهم احتلوا الجزر الموجودة في البحر ا لابيض المتوسط.
*- القارة الآسيوية: توسع العثمانيون في بلاد الشام وسيطروا على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي.
*- القارة الإفريقية: توسعوا في ليبيا وتونس والجزائر .و توقف نفوذهم عند حدود الدولة المغربية.
ثانيا: عوامل توسع الإمبراطورية العثمانية
1 ) اعتمدت قوة الدولة العثمانية على تنظيم الحياة( العسكرية والإدارية والمالية )
أ- التنظيم العسكري:
تكون الجيش العثماني من جيش نظامي وجيش غير نظامي:
* فالجيش النظامي يتكون من: المشاة والخيالة والانكشارية.
* أما الجيش غير النظامي فيتكون من: متطوعين ومجندين وجيش القبائل.
أما الوسائل العسكرية المعتمدة فأهمها: استعمال الجمال والخيول وسفن الأنهار والمدفعية. بالإضافة إلى التنظيم المحكم والكفاءة والتفوق المستمر في الموارد البشرية.
ب- التنظيم الإداري:
ترأس الجهاز الإداري الباب العالي( السلطان) ويليه الصدر الأعظم + شيخ الإسلام + الدفتر دار + مجلس الديوان + رئيس الكتاب + الشاوش باشا + الكاهية باشا المكلف بتسيير الشؤون العسكرية للإمبراطورية. علما أن الإمبراطورية قسمت إلى ولايات يرأس كل ولاية حاكم له مساعدون.
ج- التنظيم المالي:
موارد الخزينة المركزية للدولة العثمانية
الخزينة العامة الخزينة الخاصة
رسوم الجمارك هدايا مقدمة للسلطان
الجزية إرساليات وإتاوات
غنائم الحرب فدية يقدمها رعايا الدولة
أرباح المناجم والممالح أرباح إعمال السكة
2)ـ ساهمت سياسة التسامح في نجاح توسع الامبرطورية العثمانية:
منح العثمانيون لأهل الكتاب (المسيحيون+اليهود) حرية ممارسة شعائرهم الدينية داخل الإمبراطورية العثمانية في إطار سياسة التسامح التي كانت وراء نجاح امتداد الإمبراطورية؛إذ أيدها الفلاحون في أوربا بينما حذر (لوثر) من مساندة الفلاحين للسلطة العثمانية بدل خضوعهم للأمراء والنبلاء.
استفاد العثمانيون من الانقسامات السياسية والدينية في أوربا؛ فاستغلوا هذه الانقسامات في وسط أوربا والبحر الأبيض المتوسط وإيبيريا فدعموا القوى المعارضة للبابوية كما دعموا المورسكيين في الأندلس
ثالثا: وسائل التدخل الأوربي في العالم الإسلامي
1) اعتمد الأوربيون على عقد معاهدات تجارية مع الإمبراطورية العثمانية: ( النص 17 و 18 ص43)
حصل الأوربيون على حق الاتجار مع الإمبراطورية العثمانية بموجب اتفاقيات ومعاهدات تجارية من بينها:
+ حرية تبادل السلع ما بين الأقاليم( فرنسا+انجلترا)
+ تعيين قناصل أوربيين أصبحت لهم مهام جديدة منها حق التدخل في القضاء العثماني
+حق ممارسة الشعائر الدينية + عدم الخضوع للقضاء الإسلامي <<-سلب الدولة العثمانية بعض اختصاصاتها << حصول باقي الأجانب على معاهدات مشابهة.
2) أدى التدخل الأوربي في العالم الإسلامي إلى اختلال التوازن في حوض البحر المتوسط:
توجه البرتغاليون لاحتلال سبة باعتبار أهميتها في طرق المواصلات التجارية البحرية وتجارة القوافل بين المشرق والمغرب وكانت الدوافع وراء هذه الأطماع البرتغالية:تجارية+استراتيجية....
كما توجه البرتغاليون نحو المشرق العربي فتحكموا في سواحل البحر الأحمر والخليج العربي بهدف القضاء على دورا لوساطة التجارية الإسلامية والتحكم في تجارة المواد الآسيوية(التوابل+العطور...).
وفي تونس حصل الاسبان على امتيازات تجارية ودينية داخل الدولة الحفصية؛ حيث فرض الإمبراطور الاسباني على ملك تونس ضريبة سنوية +عدم مساعدة الأتراك +السماح بحرية ممارسة الشعائر الدينية للمسيحيين في تونس.
خاتمة
رغم التوسع السريع للإمبراطورية العثمانية وامتدادها في القارات الثلاث إلا أنها سرعان ما عرفت تراجعا بفعل تزايد التدخل الأوربي.
.