مقامات الداديسي
الائتلاف والاختلاف في خطاب نقابي أصيب بالاجتفاف
ذ. الكبير الداديسي
نبدئ هذه المقامات ، بحدث أثار الأساتذة والأستاذات ، في أولى الدورات ، حول موضوع المكلفين والمكلفات ، العملين في الباديات، الراغبين في الالتحاق بالثانويات ....
فمنذ أن أسست النقابات ، وهمها معالجة الملفات ، وإيجاد الحلول للمستعصيات ، والوقوف إلى جانب المنخرطين ومن لا يحملون البطاقات ، فكانت للنقابيين في نفوس المعلمين هامات ، كانت إذا تحركت أصاب الدوار كل الإدارات ، من المقاطعات إلى العمالات فالوزارات ...
لأن النقابة كانت تضحية ونظاما ،وحديثها يخترق ساحات وأقساما ، وشعاراتها تجعل ممرددها مقداما ، يتقدما حاملا أعلاما ، لنصرة المظلوم والمهان . لا يعرف الزور ولاالبهتان ، في سفينة يتساوى فيها البحار والربان ، وبرنامج واضح للعيان ، لا تفاوض لا استسلام ، حتى تحقيق المطالب والسلام
وفي غفلة من الرجال ، وبتدبير من بعض الجهال ، تم تفتيت الصرح بالأقوال قبل الأفعال ، فصارت النقابة مللا ونحل ، وفضل البعض عن النقابة شد الرحال ، بين من التحق بأيال السلطة والأقيال ، وبين من ابتعدة عن النقابة أمتارا وأميال ، ومنهم من غير المعطف ألوانا و أشكال ، فصارت النقابة التي كانت تضرب بها الأمثال ، ملعبا للأطفال والعيال ، فانقلبت بها الأيام والأحوال ، وكثر فيها القيل والقال، واتسع للنفعية فيها النطاق والمجال ، فبعدما كانت البطائق تباع بالأيام والليال ، أصبحت تباع بالمثقال، ومن يشتريها فحنين بالبال ، مما ينبئ أن النقابة وتاريخها للزوال، إذا للم يتداركها الرجال ، بشعار وحدة نقابية في كل الأحوال ....
فبعدما كان الصوت عاليا ، تعال صراخ النقابات مدويا : النقابات الآربع تدعوه إضرابا وطنيا ، والنقابات الخميس في آسفي تجعله إقليميا ، ونقابات أخرى في جهة ما توجهه جهويا ، ورجل التعليم ينتظر الترقية والحلول خاويا ، عاجز عن التفريق بين من كان مدنسا اونقيا ، وبين من يحمل ملفا عادلا أو شخصيا ، فصب جام غضبه على المنافق و الثقيا ، غير مفرق بين أنثى أو صبيا ،
ولما طالعت أخبار القوم، أنا الذي كنت في النقابة أعوم ، وراجعت أخبار الأمس واليوم ، بدا لي العيب في رجال التعليم الذين أصابهم النوم ، لأنهم تركوا أمرهم لرجال يأكون بأفواههم الثوم ،وفي الأخير يلقون عليهم بالعتاب واللوم ، ...
كاد إضراب آسفي يخلق بين رجال التعليم شقاق ، لأن البيان تضمن فقط التكليف والالتحاق ، دون المشاكل الكبرى يا حداق ، فالتحق البعض بالأقسام متهما الأخرين بالنفاق ، وأضرب آخرون سلفيون ورفاق ، وكل يدعي أن الحاق ...
وبعد دراسة الأسباب ، وطرق مختلف الأبواب بابا باب ، ودون ستار أو حجاب ، فإن الملفات المطلبية أصابها يباب ، فلم يعد أحد يفكر في العلل والأسباب ، ولم يعد يحضر فيها المقرر والكتاب ، ولا مصير الأطفال والشباب ، بعدما اقتصر النضال على القشور دون اللباب ، وبعدما غدا هم المعلم والمعلمة هو الاقتراب ، والتفكير في الالتحاق بالثانوي لتظخيم الحساب ، موهما نفسه بأن ذلك من النصاب ، وشعاره وبعدي ولتقفل كل الأبواب ، المهم الغاية وإن تعددت الأسباب ،
يا أستاذ يا معلم دعك دائما لهبا ،تحرق كل من أفسد أو نهبا، ودع كلامك حلوا رٌطبا ، يجعل الأطفال والشبان يتتطايرون طربا ، فلنعد تجمعنا ملة ومذهبا ، بعد أن تحكمت فينا شردمة وحولتنا مللا و عصبا ، تشعل بيننا النار وتدفع الحطبا ، فارجعوا للدار نبنيها حجرا وطوبا، ونطرد منها المستغل واللعوبا ،ونرفع شعار تعليمنا أولا غالبا أو مغلوبا ، الرسالة مقدسة وإن متت مصلوبا ،