تحققت تنبؤاتنا
الكبير الداديسي
غداة الزيارة الملكية لمدينة آسفي ، وفي غمرة تدشين مشاريع تنموية مهيكلة كنا كتبنا مقالا حول المزهريات المعلقة التي زينت بها بعض ملتقيات الطرق بالمدينة ، ونبهنا أنها غير صالحة ، ولن تعمر طويلا ، وأنه يستحيل سقي مغروسات معلقة في مدينة تجد صعوبة في سقي مغروسات على الأرض ، وأن مدينة آسفي المشهورة بصناعة الخزف تستحق مزهريات أحسن تعكس أصالة المدينة ، خاصة وأن عددا من الخزفيين عبروا عن استعدادهم لصناعة مزهريات كبيرة تحمل إبداعا وتفردا ...
لم يمض وقت طويل حتى تحقق ما تنبأنا به فيبست النباتات المعلقة و أصبحت يبابا وغدت المزهريات هدفا لأحجار المتسكعين والمشردين وتلاميذ المدارس .. لكن لم يكن أحد يتوقع أن تكسير تلك المزهريات سيكشف أن صانعها وواضعها كانوا متفقين عند تثبيتها ،وهم يعلمون، أن مدة صلاحيتها مقرونة بوقت الزيارة الملكية فقط ، ذلك أن تكسير واحدة نهاية هذا الأسبوع كان كاف لكشف المستور ، إذ تبين أن تلك المزهريات لم تكن مملوءة بالتراب، وإنما وضعت بها مزهريات صينية بلاستيكية صغيرة جدا غرس في كل واحدة منها عود من الجيرانيوم ، وهو ما استنكره كل من رأى المزهرية مكسرة ، متسائلا كيف يتم وضع مزهرية بلاستيكية من النوع الرخيص جدا لتزيين ساحات مدينة معروفة بالخزف تصدّر خزفها ومزهرياتها لعدد من الدول ( أنظر الصورة ) ولعل ما استنكره الناس أيضا هو الثمن الباهظ لتلك المزهريات إذ صرح لنا مسؤول جماعي رفض الكشف عن هويته أن ثمن الواحدة تجاوز ثلاثة ملايين سنتيم ،مع العلم أن كل واحدة تضم خمس مزهريات يعرف الكل في آسفي ثمن الواحدة ، وخمسة قضبان حديدية مجوفة ، ليست من النحاس ولا الإينوكس أو غيرهما من المعادن التي يمكنها مقاومة رطوبة المدينة ، وإذا كان حجرة أو ما شابهها قد كشفت ما بداخل تلك المزهريات ، فإن الخوف كل الخوف هو سقوط إحداها يوما ما على رأس أو سيارة أحد المواطنين