هل فعلا تشكل نفايات المستشفيات خطرا على البيئة والسكان؟
الصحافيون الشباب تأطير الأستاذ الكبير الداديسي
يكثر الحديث عن النفايات الطبية والشبه الطبية ومخلفات المستشفيات وتتعدد الآراء والادعاءات ... ولتقريب الجمهور من الحقيقة اختار فريق الصحافيين الشباب لثانوية الأبطال الخاصة خوض غمار هذا التحقيق الصحفي باحثين عن مآل هذه النفايات وسبل معالجتها .
في البداية وجهنا السؤال التالي : ما مصير نفايات مستشفى محمد الخامس في نظرك؟ إلى عدد من المواطنين بآسفي . تلقينا إجابات كثير نجملها في ما يلي:
- تلقى مع النفايات العامة وتشكل خطرا على الأطفال الذين يرتادون المطارح وتتناولها المواشي التي تشكل لحومهاعنصرا هاما في تغذيتنا) تقول فاطمة التي صادفها فريق التحقيق في الشارع العام .
- ربما تـُجمع وتـُحرق حتى لا تشكل أي خطر على البيئة يقول تلميذ .
- يتم حَفر حُفرٍ تلقى فيها النفايات وتغطى بالتراب ويعتقد الفاعلون أنهم تخلصوا منها لكنهم يؤثرون على المياه الجوفية (موظف)
- الأكيد أنها تعالج لكن كيف ؟ الله أعلم (أستاذ)
- النفايات الطبية ليست خليطا متجانسا فهي متنوعة بين ما هوا بقايا الغداء والأدوية . وأعتقد أنها ترمى في المطرح العمومي كباقي النفايات العامة (فاعل جمعوي ومدير جريدة إليكترونية)



فريق التحقيق





يوم الخميس 24/02/2011 قام فريق التحقيق بزيارة لمستشفى محمد الخامس واستقبلتهم السيدة المسؤولة عن تدبير نفايات المستشفى وأجابت على مختلف الأسئلة الموجهة إليها ، ليتم استخلاص الحقائق التالية:
ينتج عن العمل اليومي لمستشفى محمد الخامس مجموعة من النفايات الصلبة منها ما هو منزلي ناتج عن المطبخ والسكن الوظيفي.. يتعامل معها لباقي النفايات المنزلية : تعبأ في حاويات القمامة العادية لتنقلها الشركة المفوضة للمطرح العمومي دون أية معالجة .
أما النفايات الطبية التي يمكن أن تشكل تهديدا مباشرا أو غير مباشر للمواطنين أو للبيئة ، كالقطع الحادة أو بقايا الأدوية الكيماوية أو النفايات الإشعاعية (نفايات مصلحة الأشعة ) فتعالج محليا وفق المعايير المتعارف عليها عالميا . فقد استفاد مستشفى محمد الخامس من برنامج تأهيل ،وتم بناء مقر لسحق النفايات على مساحة 80متر مربع ، وزود بجهاز لسحق وتعقيم النفايات وفق المعايير الدولية.
وصرح نفس المسؤول كل نوع من هذه النفايات يعبأ بكيس خاص ويوضع في حاويات خاصة ، يتم التمييز بين الحاويات بالألوان قبل أن توجه لآلة السحق والتعقيم .

صورة لآلة سحق وتعقيم النفايات (تصوير فريق التحقيق)
ترمى الحاويات بما فيها في الآلة لتلفظ الآلة الكل قطعا صغيرة معقمة ، يكون مصيرها المطرح العمومي بعد أن تم تخليصها مما قد يهدد صحة المواطنين .
صورة للنفايات الطبية بعد أن تم طحنها وتعقيمها .وقطع البلاستيك الملونة تبين اختلاف الحاويات
تصوير فريق التحقيق
وأكد نفس المصدر أن الأعضاء البشرية الكاملة والمعروفة (يد ،رأس، ساق ،...)يتم إيداعها بمصلحة الأموات ليتم دفنها وفق طقوس الدفن المعروفة، أما إذا كانت غير معروفة أو أجزاء صغيرة فتتم معالجتها بواسطة الآلة.
وفي ما يخص النفايات السائلة، يؤكد نفس المسؤول، فتنقسم إلى صنفين : سوائل تحتوي على مكروبات و جراثيم يتم تطهيرها بمادة الكلور ثم تطرح مع النفايات السائلة العادية عبر المجاري. أما بالنسبة للنفايات السائلة الكيميائية يتم إرسالها لجامعة العلوم في إطار شراكة مبرمة بين الجامعة والمستشفى . أما النفايات الصيدلية فيتم معالجتها بالمستشفى.
يتأكد من خلال هذا التحقيق أن عددا من الناس لهم آراء خاطئة وأحكام مسبقة عن تدبير نفايات المستشفيات