من المسؤول ؟؟؟؟؟
حرب الطرق : وعاك عاك باركا
ذ. الكبير الداديسي
شهدت وتشهد عدة دول في العالم حروبا ، وصراعات طائفية تخلف عددا من القتلى والمعطوبين والأرامل واليتامى... وفي المغرب حرب أخرى غير معلنة يشارك فيه الكل وكل يلقي بالمسؤولية على الآخرين ، حرب تخلف سنويا آلاف الضحايا قد يفوق عدد عدد قتلى تلك البلادن التي تعرف حروبا دائمة .... في إحصائيات سنة 2011 خلفت حرب الطرق 4200 قتيلا و12000 جريح جروحهم بليغة بمعدل 13 قتيلا في اليوم وجريح في كل سبع دقائق ناهيك عن العدد المهول من المعاقين والأرامل و اليتامى إذ قد يخلف القتيل الوحيد عدة يتامى وذلك بارتفاع بلغ 12% مقارنة مع السنة قبلها ، ولهذه الحرب الصامتة تكلفة باهظة على ميزانية الدولة إذ تشكل هذه التكلفة حسب دراسة قامت بها وزارة النقل والتجهيز 2% من الناتج الداخلي الخام ، وهي تكلفة تتجاوز ميزانية الصحة مثلا التي تشكل 1.1% من مجموع الناتج المحلي الإجمالي
وإذا كان تأثير العدد الكبير من حوادث السير التي تقع هنا وهناك محدودا في الزمان والمكان ، فإن تأثير حوادث الحافلات التي تنثر مئات الجثث على الطراقات يكون أعمق وأبلغ ، فقد تكررت هذه عدة مرات هذه السنة آخرها الحادثة التي وقعت على اساعة الثانية صباحا من يوم الإثنين 3 شتنبر 2003 على الطريق رقم 9 الرابطة بين مراكش وزاكورة عندما هوت حافلة من منحدر خطير مخلفة 44 قتيلا( و وهو عدد قتلى تفجيرات 16 ماي نسبيا التي أقامت الدولةٌ الدنيا ولم تقعدها لمعرفة المتورطين ) إضافة إلى عدد من الجرحى نقل 31 منهم إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش وثلاثة أخرين إلى المستشفى الإقليمي بورزازات ... ليشكل يوم الإثنين يوما أسود في تاريخ المغرب إذ بلغ عدد قتلى حرب الطرق هذا اليوم أزيد من 50 قتيلا وهو عدد لا يسقط في دول تشهد حروبا ،
والغريب هو تضارب الآراء حول أسباب هذه الفواجع التي جعلت المغرب يحتل المرتبة الأولى عربيا دون منازع في عدد قتلى حرب الطرق والمرتبة السادسة عالميا ، ففي الوقت التي يرد معظم المغاربة أسباب هذه الكوارث إلى البنية التحتية ، الترسانة القانونية، وتغاضي المسؤولين ،وعدم معاقبة المخالفين وتفشي الرشوة بين صفوف كل الإدارات الوصية من درك ،أمن ، فحص تقني و منح رخص السياقة ....) ،... فإن الجهات الرسمية تحمل المسولية للسائقين :فقد صرح والسيد رباح وزير النقل والتجهيز عقب هذه الحادثة أن المسؤولية في حرب الطرق تعود للعنصر البشري مؤكدا أن دراسة لوزارته تبين أن 80% من حوادث السير تعود للعنصر البشري وما يرتبط به من تهور وسكر وعدم احترام قانون السير مدعما كلامه برقم مخيف ( 90% من السائقين المغاربة لا يحترمون علامة قف ) وليبعد التهمة عن البنية التحتية أكد أن هذه الطريق ( الرابطة بين مراكش وزاكورة ،مسرح الحادثة ) لم تشهد أية حادثة منذ أزيد من 5 سنوات ، في مقابل ذلك نفى أن يكون السبب قانونيا مادامت الجهات الوصية قد حاولت تقنين القطاع بوضع مدونة سير حديثة وعدة دفاتر تحملات تهم النقل المدرسي ، النقل السياحي ، نقل البضائع ومختلف قطاعات النقل ... في مقابل ذلك أكد عدد من مستعملي هذه الطريق أنها طريق خطرة تهدد مستعملها بالموت إذ أكد السيد الحسين بن إدريس وهو سائق لحافلة يقطع هذه الطريق دائما بين أن هذه الطريق محفرة وضيقة وأن السائق المتوفى له تجربة وحنكة بل إن الحافة كانت تتوفر على سائقين لقيا حتفهما معا في الحادث ويفهم من كلامه أن المسؤولية ملقاة على البنية التحتية وليس على السائق رحمه الله
اليوم وأمام تزايد الدم المسفوك على قارعة الطرق ، وتناثر الجثث من مختلف المركبات الشخصية ةالسياحية ،الخاصة والعامة يبدو أن المسؤولية أصبحت مسؤولية الجميع فسلامة المواطنين يجب أن تصبح أولى الأولويات ، إن ما وقع اليوم ( أزيد من 50 قتيلا ) يتطلب إعلان الحداد وتحديد المسؤوليات وتطبيق القوانين وسن قوانين جديدة وتكثيف حملات التوعية والتحسيس ، وتجنب الحملات الموسمية الفلكلورية والتخلي عن ثقافة التربص بالسائقين بوضع كامرات ورادارات خلف الأشجار وتعويضها بثقافة مرورية قائمة على غرس قيم المواطنة وتحمل المسؤولية واحترام الحياة يلعب الإعلام والتعليم دورا أساسيا في تكريس هذه الثقافة
حرب الطرق : وعاك عاك باركا
ذ. الكبير الداديسي
شهدت وتشهد عدة دول في العالم حروبا ، وصراعات طائفية تخلف عددا من القتلى والمعطوبين والأرامل واليتامى... وفي المغرب حرب أخرى غير معلنة يشارك فيه الكل وكل يلقي بالمسؤولية على الآخرين ، حرب تخلف سنويا آلاف الضحايا قد يفوق عدد عدد قتلى تلك البلادن التي تعرف حروبا دائمة .... في إحصائيات سنة 2011 خلفت حرب الطرق 4200 قتيلا و12000 جريح جروحهم بليغة بمعدل 13 قتيلا في اليوم وجريح في كل سبع دقائق ناهيك عن العدد المهول من المعاقين والأرامل و اليتامى إذ قد يخلف القتيل الوحيد عدة يتامى وذلك بارتفاع بلغ 12% مقارنة مع السنة قبلها ، ولهذه الحرب الصامتة تكلفة باهظة على ميزانية الدولة إذ تشكل هذه التكلفة حسب دراسة قامت بها وزارة النقل والتجهيز 2% من الناتج الداخلي الخام ، وهي تكلفة تتجاوز ميزانية الصحة مثلا التي تشكل 1.1% من مجموع الناتج المحلي الإجمالي
وإذا كان تأثير العدد الكبير من حوادث السير التي تقع هنا وهناك محدودا في الزمان والمكان ، فإن تأثير حوادث الحافلات التي تنثر مئات الجثث على الطراقات يكون أعمق وأبلغ ، فقد تكررت هذه عدة مرات هذه السنة آخرها الحادثة التي وقعت على اساعة الثانية صباحا من يوم الإثنين 3 شتنبر 2003 على الطريق رقم 9 الرابطة بين مراكش وزاكورة عندما هوت حافلة من منحدر خطير مخلفة 44 قتيلا( و وهو عدد قتلى تفجيرات 16 ماي نسبيا التي أقامت الدولةٌ الدنيا ولم تقعدها لمعرفة المتورطين ) إضافة إلى عدد من الجرحى نقل 31 منهم إلى مستشفى ابن طفيل بمراكش وثلاثة أخرين إلى المستشفى الإقليمي بورزازات ... ليشكل يوم الإثنين يوما أسود في تاريخ المغرب إذ بلغ عدد قتلى حرب الطرق هذا اليوم أزيد من 50 قتيلا وهو عدد لا يسقط في دول تشهد حروبا ،
والغريب هو تضارب الآراء حول أسباب هذه الفواجع التي جعلت المغرب يحتل المرتبة الأولى عربيا دون منازع في عدد قتلى حرب الطرق والمرتبة السادسة عالميا ، ففي الوقت التي يرد معظم المغاربة أسباب هذه الكوارث إلى البنية التحتية ، الترسانة القانونية، وتغاضي المسؤولين ،وعدم معاقبة المخالفين وتفشي الرشوة بين صفوف كل الإدارات الوصية من درك ،أمن ، فحص تقني و منح رخص السياقة ....) ،... فإن الجهات الرسمية تحمل المسولية للسائقين :فقد صرح والسيد رباح وزير النقل والتجهيز عقب هذه الحادثة أن المسؤولية في حرب الطرق تعود للعنصر البشري مؤكدا أن دراسة لوزارته تبين أن 80% من حوادث السير تعود للعنصر البشري وما يرتبط به من تهور وسكر وعدم احترام قانون السير مدعما كلامه برقم مخيف ( 90% من السائقين المغاربة لا يحترمون علامة قف ) وليبعد التهمة عن البنية التحتية أكد أن هذه الطريق ( الرابطة بين مراكش وزاكورة ،مسرح الحادثة ) لم تشهد أية حادثة منذ أزيد من 5 سنوات ، في مقابل ذلك نفى أن يكون السبب قانونيا مادامت الجهات الوصية قد حاولت تقنين القطاع بوضع مدونة سير حديثة وعدة دفاتر تحملات تهم النقل المدرسي ، النقل السياحي ، نقل البضائع ومختلف قطاعات النقل ... في مقابل ذلك أكد عدد من مستعملي هذه الطريق أنها طريق خطرة تهدد مستعملها بالموت إذ أكد السيد الحسين بن إدريس وهو سائق لحافلة يقطع هذه الطريق دائما بين أن هذه الطريق محفرة وضيقة وأن السائق المتوفى له تجربة وحنكة بل إن الحافة كانت تتوفر على سائقين لقيا حتفهما معا في الحادث ويفهم من كلامه أن المسؤولية ملقاة على البنية التحتية وليس على السائق رحمه الله
اليوم وأمام تزايد الدم المسفوك على قارعة الطرق ، وتناثر الجثث من مختلف المركبات الشخصية ةالسياحية ،الخاصة والعامة يبدو أن المسؤولية أصبحت مسؤولية الجميع فسلامة المواطنين يجب أن تصبح أولى الأولويات ، إن ما وقع اليوم ( أزيد من 50 قتيلا ) يتطلب إعلان الحداد وتحديد المسؤوليات وتطبيق القوانين وسن قوانين جديدة وتكثيف حملات التوعية والتحسيس ، وتجنب الحملات الموسمية الفلكلورية والتخلي عن ثقافة التربص بالسائقين بوضع كامرات ورادارات خلف الأشجار وتعويضها بثقافة مرورية قائمة على غرس قيم المواطنة وتحمل المسؤولية واحترام الحياة يلعب الإعلام والتعليم دورا أساسيا في تكريس هذه الثقافة