المادة : اللغة العربية
الأستاذ : نورالدين بيلا
1ـ النصوص: (14) الدورة: الثانية. الفرض: الثاني
إن إخفاق المسرح الشعري التقليدي لا يتحمل تبعته الشعر، فالمسرح بدأ شعرياً وارتقى شعرياً، والشعر يفنيه ويجعله متوهجاً، ولكن السبب هو في طريقة استخدام الشعر مسرحياً، فالشعر في المسرحية الجيدة ليس هدفاً، ولا هو غاية، وإنما هو وسيلة للتعبير عما يجول في أعماق الشخصيات، وهو يتلون بتلونها، ويشتّد حين تشتد، ويتناسب مع كل حركة من حركاتها في الفرح وفي الحزن، وفي الهدوء وفي التوثب وفي الصراع، ولكنه في المسرحية التقليدية كان نقيض ذلك، فقد كان الشعر غاية في حد ذاته، وكان المسرح تابعاً أو وسيلة، توهج وغاب المسرح والمسرحية، وقد انطلق هؤلاء من الشعر إلى المسرح، ولكنهم ظلوا شعراء أولاً وثانياً، وظلوا، وهم في المسرحية متعلقين بالغناء والإنشاد وبالشعر ولغته، أو ظلوا أسرى لتقاليد الشعر الغنائي، وكأنهم لم يميزوا بين المسرح الشعري وبين الشعر المسرحي، فظن هؤلاء الشعراء أن المسرح الشعري هو مجرد شعر يعقد في عقدة ويلقى بالحوار ولم يدركوا أنه أولا وقبل كل شيء عقدة تصاغ في حوار،وحوار يلقى بالشعر أو لعل كلا منهما "شوقي وأباظة" قد أدرك هذا ولكن خضوعهما لعمود الشعر التقليدي الذي فتح أمامهما أبواب الشعر أوصد دونهما أبواب الدراما جعل مسرحهما الشعري شعراً مسرحياً .
وهذه مسرحيات تزخر بالأفكار وتمتلئ بالخيال والتصوير الرائع ، ولكنها تفتقر إلى الحبكة المسرحية والصراع الفني، وهما أساس المسرح، وكأن هؤلاء الشعراء ظنوا أن الشعر والإيقاع الموسيقي يغني عن كل شيء.
وهي مسرحيات أقرب إلى القراءة منها إلى التمثيل، والسبب هو الرومانسية التي بدأت تتغلغل في النصف الأول من هذا القرن في الشعر العربي وانتقلت منه إلى المسرح الذي يزخر بالخيال الرومانسي وبروز الذاتية والأحلام والانتقال من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان ويصب فيها الشاعر انطباعاته وعواطفه وأفكاره ومواقفه، ويتدخل في شؤون هذه الشخصية أو تلك، ولذلك يصعب تمثيلها وإخراجها،والمؤلف المسرحي أخيراً محلل نفسي دقيق أولا، ومؤلف مسرحي حاذق ثانياً، وشاعر ثالثاً.
د. خليل موسى ،المسرحية في الأدب العربي الحديث ،منشورات اتحاد الكتاب العرب (بتصرف)
ـ حدد القضية الأساسية في النص (2نقط)
ـ تتبع أسباب إخفاق المسرح الشعري التقليدي (3نقط)
ـ استخلص العلاقة التي تربط الشعر بالمسرح الشعري ( 3نقط)
ـ حدد القوة الانجازية للأفعال الكلامية الواردة في النص( 2نقط)
ـ تتبع مبادئ الانسجام من خلال مبدأ السياق ومبدأ التأويل (2نقط)
المؤلفات: (6 نقط)
" أخرج سعيد مسدسه وصوبه نحو الهدف .وفُتح باب السيارة ،ونزل رءوف علوان ،وصاح سعيد :
ـ رءوف !
انتبه الرجل إلى مصدر الصوت في دهشة ،فصاح سعيد :
ـ أنا سعيد مهران ..خذ..
غير أنه في نفس الوقت انطلقت نحوه من الحديقة رصاصة أصاب أزيزها صميم أذنه."
نجيب محفوظ،اللص والكلاب، دار مصر للطباعة،الفصل الرابع عشر ،ص:111
انطلق من المقطع ،ومن قراءتك للمؤلف ،لكتابة موضوع إنشائي متكامل معتمدا ما يأتي:
ـ حدد الوضعية التي يمثلها المقطع ضمن متواليات الخطاطة السردية للمؤلف.
ـ تتبع الوضعية السردية من خلال حضور السارد في المقطع.
ـ حدد مكونات النموذج ألعاملي في المقطع ونظام العلاقات بين العوامل.
الأستاذ : نورالدين بيلا
1ـ النصوص: (14) الدورة: الثانية. الفرض: الثاني
إن إخفاق المسرح الشعري التقليدي لا يتحمل تبعته الشعر، فالمسرح بدأ شعرياً وارتقى شعرياً، والشعر يفنيه ويجعله متوهجاً، ولكن السبب هو في طريقة استخدام الشعر مسرحياً، فالشعر في المسرحية الجيدة ليس هدفاً، ولا هو غاية، وإنما هو وسيلة للتعبير عما يجول في أعماق الشخصيات، وهو يتلون بتلونها، ويشتّد حين تشتد، ويتناسب مع كل حركة من حركاتها في الفرح وفي الحزن، وفي الهدوء وفي التوثب وفي الصراع، ولكنه في المسرحية التقليدية كان نقيض ذلك، فقد كان الشعر غاية في حد ذاته، وكان المسرح تابعاً أو وسيلة، توهج وغاب المسرح والمسرحية، وقد انطلق هؤلاء من الشعر إلى المسرح، ولكنهم ظلوا شعراء أولاً وثانياً، وظلوا، وهم في المسرحية متعلقين بالغناء والإنشاد وبالشعر ولغته، أو ظلوا أسرى لتقاليد الشعر الغنائي، وكأنهم لم يميزوا بين المسرح الشعري وبين الشعر المسرحي، فظن هؤلاء الشعراء أن المسرح الشعري هو مجرد شعر يعقد في عقدة ويلقى بالحوار ولم يدركوا أنه أولا وقبل كل شيء عقدة تصاغ في حوار،وحوار يلقى بالشعر أو لعل كلا منهما "شوقي وأباظة" قد أدرك هذا ولكن خضوعهما لعمود الشعر التقليدي الذي فتح أمامهما أبواب الشعر أوصد دونهما أبواب الدراما جعل مسرحهما الشعري شعراً مسرحياً .
وهذه مسرحيات تزخر بالأفكار وتمتلئ بالخيال والتصوير الرائع ، ولكنها تفتقر إلى الحبكة المسرحية والصراع الفني، وهما أساس المسرح، وكأن هؤلاء الشعراء ظنوا أن الشعر والإيقاع الموسيقي يغني عن كل شيء.
وهي مسرحيات أقرب إلى القراءة منها إلى التمثيل، والسبب هو الرومانسية التي بدأت تتغلغل في النصف الأول من هذا القرن في الشعر العربي وانتقلت منه إلى المسرح الذي يزخر بالخيال الرومانسي وبروز الذاتية والأحلام والانتقال من مكان إلى مكان ومن زمان إلى زمان ويصب فيها الشاعر انطباعاته وعواطفه وأفكاره ومواقفه، ويتدخل في شؤون هذه الشخصية أو تلك، ولذلك يصعب تمثيلها وإخراجها،والمؤلف المسرحي أخيراً محلل نفسي دقيق أولا، ومؤلف مسرحي حاذق ثانياً، وشاعر ثالثاً.
د. خليل موسى ،المسرحية في الأدب العربي الحديث ،منشورات اتحاد الكتاب العرب (بتصرف)
ـ حدد القضية الأساسية في النص (2نقط)
ـ تتبع أسباب إخفاق المسرح الشعري التقليدي (3نقط)
ـ استخلص العلاقة التي تربط الشعر بالمسرح الشعري ( 3نقط)
ـ حدد القوة الانجازية للأفعال الكلامية الواردة في النص( 2نقط)
ـ تتبع مبادئ الانسجام من خلال مبدأ السياق ومبدأ التأويل (2نقط)
المؤلفات: (6 نقط)
" أخرج سعيد مسدسه وصوبه نحو الهدف .وفُتح باب السيارة ،ونزل رءوف علوان ،وصاح سعيد :
ـ رءوف !
انتبه الرجل إلى مصدر الصوت في دهشة ،فصاح سعيد :
ـ أنا سعيد مهران ..خذ..
غير أنه في نفس الوقت انطلقت نحوه من الحديقة رصاصة أصاب أزيزها صميم أذنه."
نجيب محفوظ،اللص والكلاب، دار مصر للطباعة،الفصل الرابع عشر ،ص:111
انطلق من المقطع ،ومن قراءتك للمؤلف ،لكتابة موضوع إنشائي متكامل معتمدا ما يأتي:
ـ حدد الوضعية التي يمثلها المقطع ضمن متواليات الخطاطة السردية للمؤلف.
ـ تتبع الوضعية السردية من خلال حضور السارد في المقطع.
ـ حدد مكونات النموذج ألعاملي في المقطع ونظام العلاقات بين العوامل.