لباس جيسي دجي وورطة العدالة والتنمية
ذ. الكبير الداديسي
أثارت السهرة التي أحيتها المغنية البريطانية جسي دجي ليلة السبت 25 ماي 2013 في إحدى سهرات موازين جدلا كبيرا بين جمهور القناة الثانية ، وهي سهرة إن عكست شيئا فإنما تعكس تعدد وجهات النظر بين المغاربة واختلاف زاوية رؤ يتهم : ففي الوقت الذي حج الآلاف إلى ساحة السهرة وتفاعلوا مع أغاني المغنية البريطانية ... تعالت أصوات أخرى عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإليكترونية منددة بالمظهر الذي ظهرت به المغنية على الخشبة في المغرب :
انطلقت السهرة بموسيقى صاخبة اهتزت لها الأجساد الواقفة أمام المنصة وتململت معها الملقاة على الأسرة تتابع الأضواء اللافتة عبر القناة ، والكل يترقب النجمة العالمية لتنبعث من وسط الأضواء ولتنكشف بذلك وسط الخشبة بدون سروال وقميص شفاف وقد فرقت رجليها ووضعت يديها فوق خاصرتها .
ونحن في هذا المقال لن نناقش لباس المغنية لقناعتنا أن لها ثقافة مختلفة عن ثقافتنا ، وأن اللباس في بلدها حرية شخصية .. ولكونها في ريعان الشباب تتحدى مرض القلب ومتشبعة بأفكار يصعب إقناع العربي المسلم بها فلا يمكن تصور امرأة عربية تحلق شعرها (تصلع) تضامنا مع مرضى السرطان ....
كما لن نناقش إشكالية من مع المهرجان ومن ضده ؟؟ ولا موقف الحكومة من المهرجان وهل ينظم بإيعاز منها أو دون استشارتها ؟؟
ولن نناقش ميزانية المهرجان ومصدر تمويله ،هل هو من تمويل المغاربة أم من مصادر خارجية ؟؟
لكن همنا هنا هو مناقشة الوصي على القناة التي عرضت تلك السهرة ، ونميز في هذه الوصاية بين الوصاية الخاصة والوصاية العامة : نقصد بالوصاية الخاصة وزير الإعلام و الاتصال باعتباره على رأس قمة الإعلام والتواصل السمعي البصري ، ونقصد بالوصاية العامة رئيس الحكومة باعتباره المشرف على كل القطاعات والقطاع الإعلامي واحد منها : وهما معا من الحزب الذي يقود الحكومة ، وهو الحزب الذي جرد كل أسلحته لمواجهة مهرجان موازين لما كان في المعارضة ، وطالب الحكومات السابقة باتخاذ مواقف حاسمة لإلغاء المهرجان ، والكل يتذكر تصريح وزير الثقافة بن سالم حميش عندما قال أن وزارته لا تساهم بشئ في موازين لكن نواب العدالة والتنمية آنئذ ما انفكوا يهاجمون الحكومات فقد اعتبرت السيدة بسيمة الحقاوي في إحدى تدخلاتها بلسان حزبها بالبرلمان المهرجان تحدي للمغاربة ، تصرف فيه أموال أهم أن تصرف في ما يعود بالنفع على المغاربة وعلقت على عرض شاكيرا قائلة ( إن مليار 200 درهم التي منحت لراقصة ساقطة في عرض بورنوغرافي مليء بالإيحاء الجنسي والتحريض على الإباحية وضرب للمنظومة القيمية للمجتمع ) واعتبرت العرض (افتضاض لكرامة المرأة ) وهو نفس التوجه الذي كان يسير عليه معظم العدلاويين
لكن اليوم انقلبت الآية بل تجلت الصورة أكثر فلأول مرة تعرض سهرات موازين مباشرة على قنوات القطب العمومي وفي عهد وزير اتصال عدلاوي وعهد رئيس حكومة ملتحية
وفي التفاف على الموضوع وتهرب من تحمل المسؤولية يخرج السيد عبد العزيز أفتاتي في تصريح لجريدة الأخبار العدد الصادر يوم الإثنين 27 ماي ويطالب بمحاكمة القائمين على القناة الثانية ، وكان الأولى أن يطالب باستقالة وزير الاتصال المسؤول عن القطاع ( أليس هو المسؤول الأول عن القناة )، إذا شعر أن لا سلطة له على المؤسسات التابعة له وهو أمر لن يكلف شيئا ويجعل الحزب يكبر في أعين المغاربة إذا كان الحزب يرى في لباس المغنية تجاوزا للخطوط الحمراء ، دون نسيان أن عددا لا يستهان به من المغاربة يشاهدون مثل ذلك اللباس وأكثر منه جرأة في المدن المغربية الكبرى و وشواطئ البلاد ، وفي المنافسات الرياضية التي تنقلها قنواتنا كالتزلج الفني وألعاب القوى ، وقد أحب المغاربة رياضيات مغربية كنوال المتوكل ونزهة بيدوان وغيرهما في لباسهن الرياضي ، والمغنية البريطانية قدمت سهرة فنية في لباس رياضي ولم يصدر منها أي إيحاءات جنسية. ألم يحن الوقت أن تتخذ الحكومة قرارات جريئة لأنها الآن في موقع المتحكم في القرار والآخذ بزمام الأمور وليس في موقع المحكوم عليه والمعارض أم لازالت الحكومة مستمرة في خلط الأوراق للتهرب من مسؤولياتها التاريخية أمام الشعب المغربي الذي مل الشعارات والأقوال ويريد التطبيق والأفعال ؟
ذ. الكبير الداديسي
أثارت السهرة التي أحيتها المغنية البريطانية جسي دجي ليلة السبت 25 ماي 2013 في إحدى سهرات موازين جدلا كبيرا بين جمهور القناة الثانية ، وهي سهرة إن عكست شيئا فإنما تعكس تعدد وجهات النظر بين المغاربة واختلاف زاوية رؤ يتهم : ففي الوقت الذي حج الآلاف إلى ساحة السهرة وتفاعلوا مع أغاني المغنية البريطانية ... تعالت أصوات أخرى عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الإليكترونية منددة بالمظهر الذي ظهرت به المغنية على الخشبة في المغرب :
انطلقت السهرة بموسيقى صاخبة اهتزت لها الأجساد الواقفة أمام المنصة وتململت معها الملقاة على الأسرة تتابع الأضواء اللافتة عبر القناة ، والكل يترقب النجمة العالمية لتنبعث من وسط الأضواء ولتنكشف بذلك وسط الخشبة بدون سروال وقميص شفاف وقد فرقت رجليها ووضعت يديها فوق خاصرتها .
ونحن في هذا المقال لن نناقش لباس المغنية لقناعتنا أن لها ثقافة مختلفة عن ثقافتنا ، وأن اللباس في بلدها حرية شخصية .. ولكونها في ريعان الشباب تتحدى مرض القلب ومتشبعة بأفكار يصعب إقناع العربي المسلم بها فلا يمكن تصور امرأة عربية تحلق شعرها (تصلع) تضامنا مع مرضى السرطان ....
كما لن نناقش إشكالية من مع المهرجان ومن ضده ؟؟ ولا موقف الحكومة من المهرجان وهل ينظم بإيعاز منها أو دون استشارتها ؟؟
ولن نناقش ميزانية المهرجان ومصدر تمويله ،هل هو من تمويل المغاربة أم من مصادر خارجية ؟؟
لكن همنا هنا هو مناقشة الوصي على القناة التي عرضت تلك السهرة ، ونميز في هذه الوصاية بين الوصاية الخاصة والوصاية العامة : نقصد بالوصاية الخاصة وزير الإعلام و الاتصال باعتباره على رأس قمة الإعلام والتواصل السمعي البصري ، ونقصد بالوصاية العامة رئيس الحكومة باعتباره المشرف على كل القطاعات والقطاع الإعلامي واحد منها : وهما معا من الحزب الذي يقود الحكومة ، وهو الحزب الذي جرد كل أسلحته لمواجهة مهرجان موازين لما كان في المعارضة ، وطالب الحكومات السابقة باتخاذ مواقف حاسمة لإلغاء المهرجان ، والكل يتذكر تصريح وزير الثقافة بن سالم حميش عندما قال أن وزارته لا تساهم بشئ في موازين لكن نواب العدالة والتنمية آنئذ ما انفكوا يهاجمون الحكومات فقد اعتبرت السيدة بسيمة الحقاوي في إحدى تدخلاتها بلسان حزبها بالبرلمان المهرجان تحدي للمغاربة ، تصرف فيه أموال أهم أن تصرف في ما يعود بالنفع على المغاربة وعلقت على عرض شاكيرا قائلة ( إن مليار 200 درهم التي منحت لراقصة ساقطة في عرض بورنوغرافي مليء بالإيحاء الجنسي والتحريض على الإباحية وضرب للمنظومة القيمية للمجتمع ) واعتبرت العرض (افتضاض لكرامة المرأة ) وهو نفس التوجه الذي كان يسير عليه معظم العدلاويين
لكن اليوم انقلبت الآية بل تجلت الصورة أكثر فلأول مرة تعرض سهرات موازين مباشرة على قنوات القطب العمومي وفي عهد وزير اتصال عدلاوي وعهد رئيس حكومة ملتحية
وفي التفاف على الموضوع وتهرب من تحمل المسؤولية يخرج السيد عبد العزيز أفتاتي في تصريح لجريدة الأخبار العدد الصادر يوم الإثنين 27 ماي ويطالب بمحاكمة القائمين على القناة الثانية ، وكان الأولى أن يطالب باستقالة وزير الاتصال المسؤول عن القطاع ( أليس هو المسؤول الأول عن القناة )، إذا شعر أن لا سلطة له على المؤسسات التابعة له وهو أمر لن يكلف شيئا ويجعل الحزب يكبر في أعين المغاربة إذا كان الحزب يرى في لباس المغنية تجاوزا للخطوط الحمراء ، دون نسيان أن عددا لا يستهان به من المغاربة يشاهدون مثل ذلك اللباس وأكثر منه جرأة في المدن المغربية الكبرى و وشواطئ البلاد ، وفي المنافسات الرياضية التي تنقلها قنواتنا كالتزلج الفني وألعاب القوى ، وقد أحب المغاربة رياضيات مغربية كنوال المتوكل ونزهة بيدوان وغيرهما في لباسهن الرياضي ، والمغنية البريطانية قدمت سهرة فنية في لباس رياضي ولم يصدر منها أي إيحاءات جنسية. ألم يحن الوقت أن تتخذ الحكومة قرارات جريئة لأنها الآن في موقع المتحكم في القرار والآخذ بزمام الأمور وليس في موقع المحكوم عليه والمعارض أم لازالت الحكومة مستمرة في خلط الأوراق للتهرب من مسؤولياتها التاريخية أمام الشعب المغربي الذي مل الشعارات والأقوال ويريد التطبيق والأفعال ؟