نظرة من ثقب الباب على الواقع العربي
الكبير الداديسي
عاش العالم العربي منذ أن بدأت رائحة أزهار ( الربيع) من فل وياسمين تفوح من بعض الأقطار العربية وتنتهي دماء عشتار شقائق نعمان في دول أخرى جعلت على أي متأمل يجد صعوبة في جمع خيوط عالم لا زال يتفاعل ذلك نلقي هذه النظرة متلصصين النظر من ثقب الباب عسى النظرة تقنص بعض الخيوط المتحكمة في فيما يدور في عالمنا العربي.
إن تموقع العالم العربي في وسط خريطة العالم جعله يعيش في بؤرة الأحداث العالمية مند القديم ، وقدر له أن يدفع ثمن صراع شرق الكرة الأرضية بغربها ، وصراع شمالها مع جنوبها : هكذا عانى العر من صراع الفرس والروم قديما كما عانى إلى عهد قريب من صراع الشرق الشيوعي والغرب الرأسمالي واليوم نؤدي ثمن صراع الأقوياء وقد تمكن العرب في مرحلة تاريخية معينة من إضعاف طرفي الصراع فكادوا يتسيدون العالم بعدما هزموا الفرس والروم لكنه رضوا لأنفسه الاكتفاء بدور الوسيط لعقود طويلة دون أن يتمكنوا من بناء بنية اقتصادية تجعلهم يجابهون الهزات الاقتصادية والسياسية، لذلك ما أن هلت النهضة والثورة الصناعية و اكتشاف العالم الجديد حتى انتهت مدة صلاحية دور الوساطة ... وأصبح الغرب بعد اكتشاف طرق بحرية جديدة في غنى عن وساطة العربي الذي أصبح لقمة سائغة بين فكي الحركات الاستعمارية ، وأرضا مؤهلة لتقبل أي استعمار، ومع ذلك توسل الغرب بكل الوسائل (التنصير، الاستشراق ،الماركونتيلية ...) لاتخاذ الاحتياط اللازم واستهداف مواطن الضعف ... لقد كان الصراع عاما والمعركة شاملة وأمام عجز الواقع العربي اقتصاديا ،عسكريا وسياسيا تم توهيم العرب أن الصراع صراع إيديولوجي فقط ، فحصرته النخبة الدينية بين دفتي الصراع بين الاسلام والمسيحية وما تفرع عن هذه القضية من مشاكل القيم والتراث فانحصر دور العربي المثقف في الدفاع عن هويته ومحاولة دحض فكرة أن التراث العربي ليس سوى نسخة للتراث اليوناني ، وكان كل همه الظهور في موقف المدافع عن تراثه وقيمه ، وبعد أن تغلغل الاستعمار ، ونهبت الثروات، وصار العالم العربي حلقة تابعة لبنية مركزية متحكمة في الإنتاج والغذاء والتقنية والعلم ... فاتسعت الهوة ، ووقع شرخ عميق بين بنية مركزية الانتاج عندها وليد الحاجة ، العلم والتقنية ورأس المال في خدمة الإنسان ، وبنية تبعية مستهلكة يفرض عليها الإنتاج، فتم تقسيم العمل العالمي على أساس هاتين البنيتين تحت شعار ( لنا العلم والتقنية ولكم الفلاحة السياحة والمواد الأولية ) . ولما اكتشفت بعض الدول خطورة تقسيم العمل وحاولت الخروج عن البنية التبعية ، لجأ الغرب إلى سياسيات مثل الاحتواء ، الضرب العسكري والتفتيت ( تقسيم منطقة الشام إلى أربع دول ، وفصل السودان عن مصر ...)
فطنت الفئات المثقفة للمأزق لكنها اختلفت في تحديد الأولويات للتخلص من التبعية ؛ بين من يحدد الأولوية في المشكل السياسي فاتجه إلى تنظيم الأحزاب وتأسيس النقابات وقلب الأنظمة في مزج واضح للسياسي بالوطني... وبين من يحدد الأولوية في محاربة التخلف الفكري من خلال محاربة الأمية ونشر التعليم في خلط للسياسي بالديني ... وبتسلل الإيديولوجيا دون التحكم في الخلفيات اختلطت كل الأوراق
فأصبح طريق الإصلاح والتخلص من التبيعة متشعبا وطويلا في مجتمع يسود فيه النمط الزراعي دون أن يحقق الاكتفاء الذاتي لأبنائه، وترتفع فيه نسبة الأمية لتحطم الأرقام العالمية ، إضافة إلى ارتفاع نسبة الإعالة وضعف العمالة، لم يجد أبناء هذه الأوطان طريقا مفتوحا أمامهم للتخلص من هذه التبعية سوى الهجرة الجماعية نحو الغرب ، أو التزلف إلى المستفيدين من التبعية وحراس مصالح الغرب ... وعندما تم تضييق منافذ الهجرة ، وضاقت حاشية الحكام بالقلة المستفيدة ، كان لا بد من التغيير ( فالضغط يولد الإنفجار ) ، فكان الانفجار ربيعا انطلقت نسائمه مع ياسمين تونس، وانتشرت روائحه مع فل مصر قبل أن تتطاير دماء عشتار على شقائق نعمان ليبيا واليمن لتتيه في حواري حلب الفيحاء... وهي تحمل شعارات رافضة للتبعية ، ومنددة بالأخر وحلفائه في الداخل ...
وفي ظل الحماس ، وبعد سنوات القمع ، وحنينا إلى ماضي براق ، وتحت شعارات مدغدغة للحواس والمشاعر ، وبعد تهاوي أنظمة كان يعتقد أنها عتيدة ، وبعد فشل تجربة اليسار المعتدل في بعض البلدان العربية كانت الطريقة معبدة للتيار الإسلامي ، باعتبار الأقرب من حيث الشعار السياسي إلى فكرة التخلص من التبعية ، في محاولة الاستفادة من تجربة اليسار والمجتمع المدني ..
لكن المجتمع المدني في الوطن العربي غير المهيكل مجتمع مشتت بين جمعيات تتسول ، همها الوحيد هو إشكالية التمويل ، وقد تعددت اهتماماتها بين كم هائل من الجمعيات ، لدرجة تكاد تكون لكل فئة جمعية مع تناسل الجمعيات التي تهتم بالفئات الهشة كالأمراض المزمنة ( السكري ، السيدا ، السرطان ....، ، وقضايا المرأة المعنفة والمطلقة ، والأم العازبة .. وأطفال الشوارع ،و ضحايا الاعتداء والتحرش الجنسي ... ، وجمعيات البيئة ... فأمام ضعف الموارد المالية ، وقلة تجربة الموارد البشرية اصبحت جمعيات المجتمع المدني في أوطاننا عبئا على الدولة بدل أن تكون مساعدا لها، خاصة مع محاولة معظم الجمعيات لعب دور المعارضة وهي التي تقتات من الدولة ..
وإذا كانت هذه حال المجتمع المدني فإن حال الأحزاب العربية العربية أكثر قتامة !!! فهي أكثر تشتتا بعدما اتسعت الهوة بين اليمين المتسلق نحو السلطة و اليسار المعتدل الذي أصبح يصنف ضمن التيار الخائن ، واليسار الراديكالي الذي فقد جماهيره واعتزل كبار مفكريه الساحة، فغدا لا يقوى على المجاهرة بمواقفه ، ويخاف من مجابهة خصومه ، فترك مفاهيم الاشتراكية يعلوها الصدأ، وأصبحت في نظر العامة متجاوزة ...
كل ذلك جعل التيار الإسلامي وحيدا في الساحة لكنه تيار لا يتوفر على الكفاءات المتخصصة الكافية في كل المجالات ، فليس كل من يحفظ جزءا من القرآن وقادرا على التظاهر بمقدوره تسيير دولة ، في ظل تحكم ثالوث الفقر الجهل والمرض بأغلبية أفراد الشعوب العربية وتلون الأنظمة التي غدت تظهر أكثر تقدمية من الأحزاب الديموقراطية...
الأكيد ان نجاح التيارات الإسلامية بعد الربيع العربي ، لن تخرج العالم العربي من تبعيته في ظل اقتصاد هش ، وبطالة عالية وأمية متفشية ، ومجتمع مدني مشتت ، ومعارضة يسارية غائبة ، وتخوف غربي من أي سلوك أرعن غير محسوب العواقب قد يقلب ظهر المجن للأقارب ....
لقد كان العدو بالنسبة للجماهير واضحا ، وآليات الصراع محددة ،أما بصعود الإسلامية فقد أصبح العدو هلاميا وآليات الصراع ملتبسة ، وحتى أن كان لبعض الدول في هذه البنية التبعية موارد مالية هامة ( دول الخليج) فإن تنمية المال ليس كافية لتنمية الإنسان ، ولن تؤهلها ا الأموال وحدها لتجد لها مكانا ضمن المتحكمين في التوازن الدولي ، إلا إذا قبلت أن تكون أداة مسخرة لمصالح الغرب وإن لضرب إخوانها
إن العالم العربي اليوم مؤهل أكثر من أي وقت مضى للتخلص من التبعية ، لا للتخلص منها بل لكي ينتقل إلى وضع أدني حيت يصبح في بنية عبودية ، تسقطب الصناعات الغربية تعفيها من الضرائب وتقدم لها التسهيلات وتقدم لها يد عاملة بأثمان زهيدة ، وتكون مقبرة لنفاياتها ، ومقيدة بسلاسل ديونها ، وقواعد لجيوشها ، ومنفذة لأوامرها وشروطها .... وهذه إذن هي نتائج ربيع لم يسبق شتاء ، فكان حصاده هشيما بدون ثمار، مما ينبئ بأن فكرة (عالم أخر ممكن) هي الآن أبعد بالنسبة للعالم العربي مما كانت عليه قبل الربيع العربي
الكبير الداديسي
عاش العالم العربي منذ أن بدأت رائحة أزهار ( الربيع) من فل وياسمين تفوح من بعض الأقطار العربية وتنتهي دماء عشتار شقائق نعمان في دول أخرى جعلت على أي متأمل يجد صعوبة في جمع خيوط عالم لا زال يتفاعل ذلك نلقي هذه النظرة متلصصين النظر من ثقب الباب عسى النظرة تقنص بعض الخيوط المتحكمة في فيما يدور في عالمنا العربي.
إن تموقع العالم العربي في وسط خريطة العالم جعله يعيش في بؤرة الأحداث العالمية مند القديم ، وقدر له أن يدفع ثمن صراع شرق الكرة الأرضية بغربها ، وصراع شمالها مع جنوبها : هكذا عانى العر من صراع الفرس والروم قديما كما عانى إلى عهد قريب من صراع الشرق الشيوعي والغرب الرأسمالي واليوم نؤدي ثمن صراع الأقوياء وقد تمكن العرب في مرحلة تاريخية معينة من إضعاف طرفي الصراع فكادوا يتسيدون العالم بعدما هزموا الفرس والروم لكنه رضوا لأنفسه الاكتفاء بدور الوسيط لعقود طويلة دون أن يتمكنوا من بناء بنية اقتصادية تجعلهم يجابهون الهزات الاقتصادية والسياسية، لذلك ما أن هلت النهضة والثورة الصناعية و اكتشاف العالم الجديد حتى انتهت مدة صلاحية دور الوساطة ... وأصبح الغرب بعد اكتشاف طرق بحرية جديدة في غنى عن وساطة العربي الذي أصبح لقمة سائغة بين فكي الحركات الاستعمارية ، وأرضا مؤهلة لتقبل أي استعمار، ومع ذلك توسل الغرب بكل الوسائل (التنصير، الاستشراق ،الماركونتيلية ...) لاتخاذ الاحتياط اللازم واستهداف مواطن الضعف ... لقد كان الصراع عاما والمعركة شاملة وأمام عجز الواقع العربي اقتصاديا ،عسكريا وسياسيا تم توهيم العرب أن الصراع صراع إيديولوجي فقط ، فحصرته النخبة الدينية بين دفتي الصراع بين الاسلام والمسيحية وما تفرع عن هذه القضية من مشاكل القيم والتراث فانحصر دور العربي المثقف في الدفاع عن هويته ومحاولة دحض فكرة أن التراث العربي ليس سوى نسخة للتراث اليوناني ، وكان كل همه الظهور في موقف المدافع عن تراثه وقيمه ، وبعد أن تغلغل الاستعمار ، ونهبت الثروات، وصار العالم العربي حلقة تابعة لبنية مركزية متحكمة في الإنتاج والغذاء والتقنية والعلم ... فاتسعت الهوة ، ووقع شرخ عميق بين بنية مركزية الانتاج عندها وليد الحاجة ، العلم والتقنية ورأس المال في خدمة الإنسان ، وبنية تبعية مستهلكة يفرض عليها الإنتاج، فتم تقسيم العمل العالمي على أساس هاتين البنيتين تحت شعار ( لنا العلم والتقنية ولكم الفلاحة السياحة والمواد الأولية ) . ولما اكتشفت بعض الدول خطورة تقسيم العمل وحاولت الخروج عن البنية التبعية ، لجأ الغرب إلى سياسيات مثل الاحتواء ، الضرب العسكري والتفتيت ( تقسيم منطقة الشام إلى أربع دول ، وفصل السودان عن مصر ...)
فطنت الفئات المثقفة للمأزق لكنها اختلفت في تحديد الأولويات للتخلص من التبعية ؛ بين من يحدد الأولوية في المشكل السياسي فاتجه إلى تنظيم الأحزاب وتأسيس النقابات وقلب الأنظمة في مزج واضح للسياسي بالوطني... وبين من يحدد الأولوية في محاربة التخلف الفكري من خلال محاربة الأمية ونشر التعليم في خلط للسياسي بالديني ... وبتسلل الإيديولوجيا دون التحكم في الخلفيات اختلطت كل الأوراق
فأصبح طريق الإصلاح والتخلص من التبيعة متشعبا وطويلا في مجتمع يسود فيه النمط الزراعي دون أن يحقق الاكتفاء الذاتي لأبنائه، وترتفع فيه نسبة الأمية لتحطم الأرقام العالمية ، إضافة إلى ارتفاع نسبة الإعالة وضعف العمالة، لم يجد أبناء هذه الأوطان طريقا مفتوحا أمامهم للتخلص من هذه التبعية سوى الهجرة الجماعية نحو الغرب ، أو التزلف إلى المستفيدين من التبعية وحراس مصالح الغرب ... وعندما تم تضييق منافذ الهجرة ، وضاقت حاشية الحكام بالقلة المستفيدة ، كان لا بد من التغيير ( فالضغط يولد الإنفجار ) ، فكان الانفجار ربيعا انطلقت نسائمه مع ياسمين تونس، وانتشرت روائحه مع فل مصر قبل أن تتطاير دماء عشتار على شقائق نعمان ليبيا واليمن لتتيه في حواري حلب الفيحاء... وهي تحمل شعارات رافضة للتبعية ، ومنددة بالأخر وحلفائه في الداخل ...
وفي ظل الحماس ، وبعد سنوات القمع ، وحنينا إلى ماضي براق ، وتحت شعارات مدغدغة للحواس والمشاعر ، وبعد تهاوي أنظمة كان يعتقد أنها عتيدة ، وبعد فشل تجربة اليسار المعتدل في بعض البلدان العربية كانت الطريقة معبدة للتيار الإسلامي ، باعتبار الأقرب من حيث الشعار السياسي إلى فكرة التخلص من التبعية ، في محاولة الاستفادة من تجربة اليسار والمجتمع المدني ..
لكن المجتمع المدني في الوطن العربي غير المهيكل مجتمع مشتت بين جمعيات تتسول ، همها الوحيد هو إشكالية التمويل ، وقد تعددت اهتماماتها بين كم هائل من الجمعيات ، لدرجة تكاد تكون لكل فئة جمعية مع تناسل الجمعيات التي تهتم بالفئات الهشة كالأمراض المزمنة ( السكري ، السيدا ، السرطان ....، ، وقضايا المرأة المعنفة والمطلقة ، والأم العازبة .. وأطفال الشوارع ،و ضحايا الاعتداء والتحرش الجنسي ... ، وجمعيات البيئة ... فأمام ضعف الموارد المالية ، وقلة تجربة الموارد البشرية اصبحت جمعيات المجتمع المدني في أوطاننا عبئا على الدولة بدل أن تكون مساعدا لها، خاصة مع محاولة معظم الجمعيات لعب دور المعارضة وهي التي تقتات من الدولة ..
وإذا كانت هذه حال المجتمع المدني فإن حال الأحزاب العربية العربية أكثر قتامة !!! فهي أكثر تشتتا بعدما اتسعت الهوة بين اليمين المتسلق نحو السلطة و اليسار المعتدل الذي أصبح يصنف ضمن التيار الخائن ، واليسار الراديكالي الذي فقد جماهيره واعتزل كبار مفكريه الساحة، فغدا لا يقوى على المجاهرة بمواقفه ، ويخاف من مجابهة خصومه ، فترك مفاهيم الاشتراكية يعلوها الصدأ، وأصبحت في نظر العامة متجاوزة ...
كل ذلك جعل التيار الإسلامي وحيدا في الساحة لكنه تيار لا يتوفر على الكفاءات المتخصصة الكافية في كل المجالات ، فليس كل من يحفظ جزءا من القرآن وقادرا على التظاهر بمقدوره تسيير دولة ، في ظل تحكم ثالوث الفقر الجهل والمرض بأغلبية أفراد الشعوب العربية وتلون الأنظمة التي غدت تظهر أكثر تقدمية من الأحزاب الديموقراطية...
الأكيد ان نجاح التيارات الإسلامية بعد الربيع العربي ، لن تخرج العالم العربي من تبعيته في ظل اقتصاد هش ، وبطالة عالية وأمية متفشية ، ومجتمع مدني مشتت ، ومعارضة يسارية غائبة ، وتخوف غربي من أي سلوك أرعن غير محسوب العواقب قد يقلب ظهر المجن للأقارب ....
لقد كان العدو بالنسبة للجماهير واضحا ، وآليات الصراع محددة ،أما بصعود الإسلامية فقد أصبح العدو هلاميا وآليات الصراع ملتبسة ، وحتى أن كان لبعض الدول في هذه البنية التبعية موارد مالية هامة ( دول الخليج) فإن تنمية المال ليس كافية لتنمية الإنسان ، ولن تؤهلها ا الأموال وحدها لتجد لها مكانا ضمن المتحكمين في التوازن الدولي ، إلا إذا قبلت أن تكون أداة مسخرة لمصالح الغرب وإن لضرب إخوانها
إن العالم العربي اليوم مؤهل أكثر من أي وقت مضى للتخلص من التبعية ، لا للتخلص منها بل لكي ينتقل إلى وضع أدني حيت يصبح في بنية عبودية ، تسقطب الصناعات الغربية تعفيها من الضرائب وتقدم لها التسهيلات وتقدم لها يد عاملة بأثمان زهيدة ، وتكون مقبرة لنفاياتها ، ومقيدة بسلاسل ديونها ، وقواعد لجيوشها ، ومنفذة لأوامرها وشروطها .... وهذه إذن هي نتائج ربيع لم يسبق شتاء ، فكان حصاده هشيما بدون ثمار، مما ينبئ بأن فكرة (عالم أخر ممكن) هي الآن أبعد بالنسبة للعالم العربي مما كانت عليه قبل الربيع العربي