المجزوءة الأولى الوحــــدة الخامسة
مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي
ذة.أسماء حميحم
مقدمة: ستواجه بلدان العالم العربي خلال العقود القادمة تحديات بيئية خطيرة من أهمها: ندرة المياه وفقدان الأراضي الزراعية بسبب التصحر، بالإضافة إلى مشكل التلوث، وتراجع خصوبة التربة والجفاف. ما هي مظاهر مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي؟ وما هي العوامل المفسرة لذلك؟ وما هي المجهودات المبذولة لمواجهة هاتين المشكلتين؟.
I وضعية الموارد المائية وظاهرة التصحر في العالم العربي:
1- توزيع الموارد المائية في العالم العربي:
- تتمثل أهم الموارد المائية المتاحة في المياه التقليدية وغير التقليدية، مع أهمية المياه التقليدية ( 264.6 مليار m3 ) وضعف المياه غير التقليدية ( 9 مليار m3).
- تتميز المياه التقليدية بارتفاع كمية المياه السطحية ( 255.3 مليار m3) وقلة المياه الجوفية ( 39.3 مليار m3)، في حين تتسم المياه غير التقليدية بأهمية الصرف الزراعي ( 5 مليار m3) ومياه التحلية (2.1 مليار m3) وانخفاض الصرف الصحي ( 1.9 مليار m3) .
- يختلف توزيع الموارد المائية حسب الأقاليم العربية، حيث يحتل الإقليم الأوسط المرتبة الأولى(بلدان النيل والقرن الإفريقي)، ويليه إقليم الهلال الخصيب (العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين)، ثم إقليم المغرب العربي، وأخيرا الجزيرة العربية.
2- خطورة مشكل الماء في العالم العربي:
- يعتبر العالم العربي من المناطق الأكثر فقرا للماء عالميا، ويتجلى ذلك في ضعف الموارد المائية التي لا تزيد عن 0.5% من مجموعة المياه المتجددة عالميا، وانخفاض متوسط نصيب الفرد الذي يبلغ حوالي 1000 m3 سنويا، مما يجعل بعض البلدان تحت خط " العوز المائي"، ويدفع بأخرى إلى استيراد المياه من الخارج.
- يختلف توزيع معدل حصة الفرد من الماء في العالم العربي، حيث نجد دول ذات وضعية مائية جيدة كالعراق والسودان، وبلدان تتباين وضعيتها بين المتوسط كالمغرب، وأخرى في وضعية خصاص مائي: فلسطين – الكويت...
- يلعب الماء دور استراتيجيا في العلاقات الدولية، حيث ينتج عن تقاسم المياه بالعالم العربي أزمات كبرى، كالصراع بين مصر والسودان وأثيوبيا حول حوض النيل، وفي بلاد ما بين النهرين ما بين تركيا وسوريا والعراق، بالإضافة إلى التنافس حول نهر الأردن بين الأردن وإسرائيل، وبين فلسطين وإسرائيل حول مياه الضفة الغربية وبين لبنان وإسرائيل حول مياه الليطاني وبين سوريا وإسرائيل حول مياه هضبة الجولان. ويعود الصراع حول الماء في منطقة الشرق الأوسط إلى طبيعة المنطقة جغرافيا، وندرة المياه إضافة إلى التزايد الديمغرافي.
3- ظاهرة التصحر في العالم العربي:
- التصحر هو: انخفاض القدرة الإنتاجية للأرض، مما قد يؤدي في النهاية إلى خلق ظروف البيئة الصحراوية، وتوجد أغلب الأراضي المتصحرة أو المهددة بالتصحر في العالم العربي 68.4% أراضي متصحرة، و 20% مهددة بالتصحر، مقابل 11.6% أراضي غير متصحرة. ويمكن تصنيف البلدان العربية حسب درجة تصحرها إلى ثلاثة أصناف: بلدان متصحرة كليا كالبحرين والكويت... و دول متصحرة بشكل كبير من بينها: مصر وجيبوتي والسعودية... بالإضافة إلى بلدان مهددة بالتصحر: تونس والعراق وفلسطين...
4- خطورة مشكل التصحر:
- يؤدي التصحر إلى تراجع الأراضي الزراعية والمراعي، مما يطرح مشكلة الأمن الغذائي في العالم العربي.
- تتزايد حدة الأمن الغذائي في الدول العربية، وذلك مع ارتفاع الطلب على المنتجات الغذائية وانخفاض العرض، لذلك تتجه هذه البلدان إلى الاستيراد من الخارج لتغطية هذا العجز، وهذا يساهم في زيادة الأعباء المالية التي تتحملها البلاد العربية.
II العوامل المسؤولية عن مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي:
1- العوامل المفسرة لمشكل الماء:
- سيادة المناخ الجاف وشبه الجاف في معظم البلدان العربية
- ارتفاع عدد السكان ، وبالتالي تزايد استعمال الماء في قطاعات متعددة خاصة الفلاحة والشرب...
- الاستخدام الجائر للمياه الجوفية مما يؤدي إلى تدهور المياه وتملحها .
- عدم كفاءة نظام الري.
- تحكم البلدان غير العربية في المياه العربية، حيث إن أغلب أنهار المنطقة العربية ذات طبيعة دولية.
2- العوامل المفسرة لظاهرة التصحر:
- عوامل طبيعية: ترتبط بالتغيرات المناخية، وتزايد حدة الجفاف، وشدة الرياح الضارة، وندرة المصادر المائية الدائمة.
- عوامل بشرية: تتجلى في استغلال الأرض بشكل مكثف في الزراعة والتعمير والرعي الجائر واجتثاث الغابات والاحتطاب والسقي غير الرشيد الذي يؤدي إلى زيادة نسبة الملوحة في التربة...
III المجهودات المبذولة لمواجهة مشكل الماء ومكافحة التصحر في العالم العربي:
1- الجهود المبذولة لاستثمار الموارد المائية الجوفية ( مثال ليبيا):
يهدف مشروع " النهر الصناعي العظيم " إلي نقل المياه عبر أنابيب من الفرشة المائية للتازيربو والسرير إلى مدينتي سرت وبنغازي، وذلك لاستعمال هذه المياه في الفلاحة والصناعة، كما يساهم في مقاومة التصحر ومشكل الماء وكذا تهيئة ليبيا اقتصاديا وتنمويا.
2- الجهود المبذولة للاستفادة من الموارد المائية غير التقليدية: (مثال من منطقة الخليج العربي):
تبلغ مساهمة دول العالم في تحلية مياه البحر إلى 37.50%، في حين تصل إلى % 26.84 في السعودية و 10.46% في الكويت و 10.02% في الإمارات ... مما يبرز أهمية دول الخليج في تحويل مياه البحر المالحة إلى مياه عذبة.
ولمواجهة الخصاص المائي، أنجزت دول الخليج العربي مشاريع كبرى، وذلك بإنشاء معامل تحلية مياه البحر وقنوات لنقل المياه الصالحة للشرب.
3- الجهود المبذولة لمكافحة التصحر في العالم العربي:
في مجال الغابات في مجال التربة في مجال الموارد المائية في مجال المراعي
- محاربة القطع الجائر للغابات.
- تحسيس المواطنين بأهمية المحافظة على الغابة.
- تشجير الغابات في المناطق المتدهورة.
- إنشاء المنتزهات والمحميات الطبيعية... - الحفاظ على التربة من مختلف أنواع التعرية بتنمية الغطاء النباتي.
- تحسين جودة التربة.
- محاربة تملح التربة بواسطة برامج لترشيد استخدام المياه في الري.
- تثبيت الكثبان الرملية.
- مكافحة تلوث التربة بواسطة الأسمدة والمبيدات... - حماية المياه من التلوث.
- ترشيد استخدام المياه السطحية والجوفية.
- إنشاء السدود لتخزين المياه .
- البحث عن مصادر مياه غير تقليدية كتحلية مياه البحر.
- استخدام المياه العادمة بتأمين خدمات الصرف الصحي وإنشاء محطات للمعالجة والتنقية...
- حماية المراعي الطبيعة من الراعي الجائر واستصلاح المراعي عن طريق التشجير.
- إحداث وحدات تسمين للرفع من قيمة المنتوج الحيواني الرعوي وتخفيف الضغط على المراعي الطبيعية.
- التحسيس بخطورة الرعي الجائر والاحتطاب.
- وقف الزحف العمراني على الأراضي الزراعية...
خاتمة:
تعتبر ندرة المياه، وظاهرة التصحر إحدى التحديات التي تواجه وستواجه العالم العربي مستقبلا، مما يطرح تحديا حقيقيا لتحقيق التنمية بالدول العربية، من هنا ضرورة التعاون فيما بينها لمواجهة تلك المشاكل.
مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي
ذة.أسماء حميحم
مقدمة: ستواجه بلدان العالم العربي خلال العقود القادمة تحديات بيئية خطيرة من أهمها: ندرة المياه وفقدان الأراضي الزراعية بسبب التصحر، بالإضافة إلى مشكل التلوث، وتراجع خصوبة التربة والجفاف. ما هي مظاهر مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي؟ وما هي العوامل المفسرة لذلك؟ وما هي المجهودات المبذولة لمواجهة هاتين المشكلتين؟.
I وضعية الموارد المائية وظاهرة التصحر في العالم العربي:
1- توزيع الموارد المائية في العالم العربي:
- تتمثل أهم الموارد المائية المتاحة في المياه التقليدية وغير التقليدية، مع أهمية المياه التقليدية ( 264.6 مليار m3 ) وضعف المياه غير التقليدية ( 9 مليار m3).
- تتميز المياه التقليدية بارتفاع كمية المياه السطحية ( 255.3 مليار m3) وقلة المياه الجوفية ( 39.3 مليار m3)، في حين تتسم المياه غير التقليدية بأهمية الصرف الزراعي ( 5 مليار m3) ومياه التحلية (2.1 مليار m3) وانخفاض الصرف الصحي ( 1.9 مليار m3) .
- يختلف توزيع الموارد المائية حسب الأقاليم العربية، حيث يحتل الإقليم الأوسط المرتبة الأولى(بلدان النيل والقرن الإفريقي)، ويليه إقليم الهلال الخصيب (العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين)، ثم إقليم المغرب العربي، وأخيرا الجزيرة العربية.
2- خطورة مشكل الماء في العالم العربي:
- يعتبر العالم العربي من المناطق الأكثر فقرا للماء عالميا، ويتجلى ذلك في ضعف الموارد المائية التي لا تزيد عن 0.5% من مجموعة المياه المتجددة عالميا، وانخفاض متوسط نصيب الفرد الذي يبلغ حوالي 1000 m3 سنويا، مما يجعل بعض البلدان تحت خط " العوز المائي"، ويدفع بأخرى إلى استيراد المياه من الخارج.
- يختلف توزيع معدل حصة الفرد من الماء في العالم العربي، حيث نجد دول ذات وضعية مائية جيدة كالعراق والسودان، وبلدان تتباين وضعيتها بين المتوسط كالمغرب، وأخرى في وضعية خصاص مائي: فلسطين – الكويت...
- يلعب الماء دور استراتيجيا في العلاقات الدولية، حيث ينتج عن تقاسم المياه بالعالم العربي أزمات كبرى، كالصراع بين مصر والسودان وأثيوبيا حول حوض النيل، وفي بلاد ما بين النهرين ما بين تركيا وسوريا والعراق، بالإضافة إلى التنافس حول نهر الأردن بين الأردن وإسرائيل، وبين فلسطين وإسرائيل حول مياه الضفة الغربية وبين لبنان وإسرائيل حول مياه الليطاني وبين سوريا وإسرائيل حول مياه هضبة الجولان. ويعود الصراع حول الماء في منطقة الشرق الأوسط إلى طبيعة المنطقة جغرافيا، وندرة المياه إضافة إلى التزايد الديمغرافي.
3- ظاهرة التصحر في العالم العربي:
- التصحر هو: انخفاض القدرة الإنتاجية للأرض، مما قد يؤدي في النهاية إلى خلق ظروف البيئة الصحراوية، وتوجد أغلب الأراضي المتصحرة أو المهددة بالتصحر في العالم العربي 68.4% أراضي متصحرة، و 20% مهددة بالتصحر، مقابل 11.6% أراضي غير متصحرة. ويمكن تصنيف البلدان العربية حسب درجة تصحرها إلى ثلاثة أصناف: بلدان متصحرة كليا كالبحرين والكويت... و دول متصحرة بشكل كبير من بينها: مصر وجيبوتي والسعودية... بالإضافة إلى بلدان مهددة بالتصحر: تونس والعراق وفلسطين...
4- خطورة مشكل التصحر:
- يؤدي التصحر إلى تراجع الأراضي الزراعية والمراعي، مما يطرح مشكلة الأمن الغذائي في العالم العربي.
- تتزايد حدة الأمن الغذائي في الدول العربية، وذلك مع ارتفاع الطلب على المنتجات الغذائية وانخفاض العرض، لذلك تتجه هذه البلدان إلى الاستيراد من الخارج لتغطية هذا العجز، وهذا يساهم في زيادة الأعباء المالية التي تتحملها البلاد العربية.
II العوامل المسؤولية عن مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي:
1- العوامل المفسرة لمشكل الماء:
- سيادة المناخ الجاف وشبه الجاف في معظم البلدان العربية
- ارتفاع عدد السكان ، وبالتالي تزايد استعمال الماء في قطاعات متعددة خاصة الفلاحة والشرب...
- الاستخدام الجائر للمياه الجوفية مما يؤدي إلى تدهور المياه وتملحها .
- عدم كفاءة نظام الري.
- تحكم البلدان غير العربية في المياه العربية، حيث إن أغلب أنهار المنطقة العربية ذات طبيعة دولية.
2- العوامل المفسرة لظاهرة التصحر:
- عوامل طبيعية: ترتبط بالتغيرات المناخية، وتزايد حدة الجفاف، وشدة الرياح الضارة، وندرة المصادر المائية الدائمة.
- عوامل بشرية: تتجلى في استغلال الأرض بشكل مكثف في الزراعة والتعمير والرعي الجائر واجتثاث الغابات والاحتطاب والسقي غير الرشيد الذي يؤدي إلى زيادة نسبة الملوحة في التربة...
III المجهودات المبذولة لمواجهة مشكل الماء ومكافحة التصحر في العالم العربي:
1- الجهود المبذولة لاستثمار الموارد المائية الجوفية ( مثال ليبيا):
يهدف مشروع " النهر الصناعي العظيم " إلي نقل المياه عبر أنابيب من الفرشة المائية للتازيربو والسرير إلى مدينتي سرت وبنغازي، وذلك لاستعمال هذه المياه في الفلاحة والصناعة، كما يساهم في مقاومة التصحر ومشكل الماء وكذا تهيئة ليبيا اقتصاديا وتنمويا.
2- الجهود المبذولة للاستفادة من الموارد المائية غير التقليدية: (مثال من منطقة الخليج العربي):
تبلغ مساهمة دول العالم في تحلية مياه البحر إلى 37.50%، في حين تصل إلى % 26.84 في السعودية و 10.46% في الكويت و 10.02% في الإمارات ... مما يبرز أهمية دول الخليج في تحويل مياه البحر المالحة إلى مياه عذبة.
ولمواجهة الخصاص المائي، أنجزت دول الخليج العربي مشاريع كبرى، وذلك بإنشاء معامل تحلية مياه البحر وقنوات لنقل المياه الصالحة للشرب.
3- الجهود المبذولة لمكافحة التصحر في العالم العربي:
في مجال الغابات في مجال التربة في مجال الموارد المائية في مجال المراعي
- محاربة القطع الجائر للغابات.
- تحسيس المواطنين بأهمية المحافظة على الغابة.
- تشجير الغابات في المناطق المتدهورة.
- إنشاء المنتزهات والمحميات الطبيعية... - الحفاظ على التربة من مختلف أنواع التعرية بتنمية الغطاء النباتي.
- تحسين جودة التربة.
- محاربة تملح التربة بواسطة برامج لترشيد استخدام المياه في الري.
- تثبيت الكثبان الرملية.
- مكافحة تلوث التربة بواسطة الأسمدة والمبيدات... - حماية المياه من التلوث.
- ترشيد استخدام المياه السطحية والجوفية.
- إنشاء السدود لتخزين المياه .
- البحث عن مصادر مياه غير تقليدية كتحلية مياه البحر.
- استخدام المياه العادمة بتأمين خدمات الصرف الصحي وإنشاء محطات للمعالجة والتنقية...
- حماية المراعي الطبيعة من الراعي الجائر واستصلاح المراعي عن طريق التشجير.
- إحداث وحدات تسمين للرفع من قيمة المنتوج الحيواني الرعوي وتخفيف الضغط على المراعي الطبيعية.
- التحسيس بخطورة الرعي الجائر والاحتطاب.
- وقف الزحف العمراني على الأراضي الزراعية...
خاتمة:
تعتبر ندرة المياه، وظاهرة التصحر إحدى التحديات التي تواجه وستواجه العالم العربي مستقبلا، مما يطرح تحديا حقيقيا لتحقيق التنمية بالدول العربية، من هنا ضرورة التعاون فيما بينها لمواجهة تلك المشاكل.