تحليل نص نقدي - قصيدة الرؤيا
كتبهاحبيب الطائي ، في 3 أبريل 2009 الساعة: 19:27 م
تعبير و إنشاء
تحليل موضوع : الرؤيا ومنابعها ص123
واحة اللغة العربية
إذا كان تجديد الشعر العربي لم يقف عند حدود تكسير البنية ، و إنما تجاوز ذلك إلى محاولة تجديد الرؤيا انسجاما مع تحول مفهوم الشعر الذي أصبح رؤيا و استجابة لوظيفة الشاعر التي غدت تفـــــــسير العالم و تغييره ، فإن الحركة النقدية قد واكبت هذا التحول حيث عمل المنظرون على إبراز ملامح هذا الاتجاه الجديد ، إذ شكلوا وسيطا بين المبدع و المتلقي ، مثل أدونيس و المخافي و محمد الفارس ، و يعتبر الكاتب السعودي عبد الرحمان محمد القعود من بين النقاد الذين اهتموا بشعر الحداثة بشكل عام و شعر الرؤيا بشكل خاص ، إذ ألف عدة كتب في هذا المجال من أبرزها كتاب " الإبهام في شعر الحداثة " الذي اقتطف منه هذا النص ، فكيف نظر هذا الناقد إلى شعر الرؤيا ؟ و ما علاقته بالحداثة ؟ و ما هي أهم المــــــفاهيم و القضايا التي يعرضها هذا النص ؟ و كيف عرضها ؟ و ما إطاره المرجعي ؟
يتكون العنوان من دالين ، أولهما مفرد معرف بأل ، و يحيل على الكشف و التمرد على حدود الـــــــعقل و المنطق ، و قد عطف عليه الدال الثاني المعرف بالإضافة ، حيث إن المضاف إليه جاء ضميرا يعود على الرؤيا ، و قد جاء المعطوف جمعا يحيل دلاليا على الأصل و المورد باعتبار المنبع في اللغة اسم مكان يدل على الأصل الذي ينبع منه الماء ، فالرؤيا لها أصول متعددة ، بينما تبين الجـــــــــملتان الأولى و الأخيرة حرص الكاتب على إبراز العلاقة بين الرؤيا و شعر الحداثة ؛ و من هنا نتوقع أن نقرأ نصا نقديا يفصّل في طبيعة هذه العلاقة و يبين خصائص شعر الرؤيا و مصادره .
يبدأ الكاتب نصه بإبراز أن الرؤيا تشكل أحد أبرز خصائص شعر الحداثة ، حيث حرَّر هذا المفهوم القصيدة الحديثة من أسر الماضي إلى آفاق المستقبل ، بل كسَّر الإحساس بحدود الزمن ، و هكذا ترسخ مفهوم الرؤيا في ذهن شاعر الحداثة ، إذ أصبح وسيلته لكشف العالم المجهول الذي لم تستطع العين النفاذ إليه ، ليصل الكاتب في الأخير إلى استخلاص أن الغموض يمثل النتيجة الحتمية لاعتماد شعر الحداثة على الرؤيا ، ما دام هذا الشعر يطلب موضوعاته فيما وراءه ..
و من هنا نخلص إلى أن الإشكالية التي يعالجها النص هي اعتبار الرؤيا أحد أبرز ملامح شعر الحداثة و دورها في غموض هذا الشعر . و قد وظف الكاتب مجموعة من المفاهيم يمكن التميز فيها بين مفاهيم أدبية نقدية مثل : رؤيا – شعر الحداثة – شكلا فنيا – القصيدة الحداثية – الشعر الجديد – نقادها المنظرين – رسالة أو مهمة شعرية – البنية المفهومية.
و مفاهيم فلسفية صوفية مثل : الرؤيا – ما وراء الحاضر – كشف – القديس يوحنا – الإيمان بعالم مجهول – عجزت العين – لا منطقيا – ليحير ..
حيث إن مفهوم الرؤيا يمكن اعتباره بؤرة هذه المفاهيم ، باعتباره ينتمي إلى الحقلين كليهما ، حيث تبرز رحلة هذا المصطلح من الميدان الصوفي الفلسفي إلى الحقل الأدبي و النقدي ، إذ أصبح شاعر الرؤيا مثل المتصوف الذي لا يؤمن بالظاهر و ينفذ إلى ما وراء الحس ، أو مثل الفيلسوف الذي يؤمن بالحدس ، و يتجاوز حدود العقل و المنطق . و لعل أبرز القضايا المرتبطة بهذه المفاهيم يمكن إجمالها فيما يلي :
أولا : دور الرؤيا في تحطيم حدود الزمن : حيث حررت الشاعر أولا من قيود الماضي ، و من ثمة لم تعد ذاكرته رهينة المعاني الجاهزة التي سبقه إليها المتقدمون ، و إنما أصبحت متطلعة إلى المستقبل ، و لم تعد نعترف بالحدود الزمنية لأن رحلتها تتجه صوب الماوراء حنى و لو كان هذا الماوراء يرتبط بالماضي ، و هكذا يغدو شعر الرؤيا ينتمي إلى الشعر العظيم الذي يتجه نحو المستقبل ، ما دام الشعر هو أقل أنواع الفنون حاجة إلى الارتباط بالزمان و المكان على حد تعبير أدونيس
ثانيا : علاقة شعر الرؤيا بالعالم : و من ثمة علاقة شاعر الرؤيا ذاته بهذا العالم ، حيث لم يعد شاعر الرؤيا يؤمن بحدود العالم الظاهر ، و إنما أصبح مؤمنا بعالم مجهول ، إذ إن شعر الرؤيا كما يقول أدونيس " هو ميتافيزياء الكيان الإنساني " ، و بناء على هذا تغدو مهمة شاعر الرؤيا هي كشف هذا العالم ، كما قال الشاعر الفرنسي " رينيه شار " : " الكشف عن عالم يظل أبدا في حاجة على الكشف " .
ثالثا : دور الرؤيا في غموض شعر الحداثة : فما دامت الرؤيا " قفزة خارج المفاهيم القائمة " و " تغيير في نظام الأشياء و في نظام النظر إليها " كما يقول مبدع هذا المفهوم أدونيس ، و ما دامت تمردا على حدود العقل و الواقع لارتباطها بالحلم و المستقبل ، فإنه من الطبيعي أن يكون شعر الرؤيا غامضا لا يقبل حدود المنطق ، و لا قيود الأشكال الجاهزة ، و هذا ما يفسر اعتماد رواد هذا الاتجاه على الرمز و الأسطورة دون التقيد بحدودهما مما أحدث فجوة بينهم و بين المتلقين أسهمت في نفور عدد كبير من القراء من هذا الشعر .
و قد توسل الكاتب بالمنهج الاستنباطي في عرض أفكاره ن حيث انتقل من العام إلى الخاص ، فبعد أن بين مكانة مفهوم الرؤيا في شعر الحداثة ، انتقل إلى التفصيل في تشريح هذه المكانة إذ بين دور الرؤيا في تحرير القصيدة الحديثة من قيد الزمن ، ثم بين نظرة الشاعر الحداثي نفسه إلى الرؤيا ، و دوره في الكشف عن العالم المجهول .
إضافة إلى الاستشهاد بتمثيل السياب الشاعر الحديث بالقديس يوحنا في رؤياه . حيث غدا هذا الاستشهاد ذا وظيفة حجاجية إقناعية تدعم تصور الكاتب ، لا سيما و أنه دعمه باستشهاد آخر للناقدة خالدة سعيد التي استنتجت انطلاقا من ذلك التمثيل أن الرسالة الشعرية للسياب كانت رسالة كشف بالدرجة الأولى ، و إذا كان الكاتب قد تصرف في هذين الاستشهادين بالتلخيص ، فإنه استشهد بقول الليبريس كما هو دون تغيير .
و طبيعي أن يعمد الناقد إلى مؤشرات تفيد التوكيد مثل "أنَّ" كقوله : ( أنها تجسيد..) و قوله : ( و يبدو أن الرؤيا ….) و قوله : ( إن الإيمان…) ، إضافة إلى الحصر المعتمد أساسا على النفي و إنما كما في قوله : ( و هو لا يكشف شيئا عاديا أو يسيرا ، و إنما شيئا عجزت العين و حسرت أن تثقبه ) و قوله أيضا : ( ليس في واقعه ، و إنما فيما وراءه ) ، إلى جانب الإضراب الذي ينفي الحكم عما قبله و يثبته لما بعده كما في قول القعود : ( بل إن الشعر الجديد عند شعراء الحداثة ……..) و قوله أيضا : ( بل إلى ما وراء الحاضر ..) .
و هكذا نخلص إلى أن الكاتب سعى من خلال هذا النص إلى إبراز دور الرؤيا في شعر الحداثة باعتبارها مفهوما مركزيا و جوهريا يسافر بالشاعر من العالم الظاهر إلى العالم المجهول موظفا حقلين أساسيين حقل أدبي نقدي و آخر فلسفي صوفي معتمدا على إطار مرجعي يتمثل أساسا في التصوف ، و سالكا المنهج الاستنباطي في عرض أفكاره و دعمها بالاستشهاد ، لكننا لم نعثر في النص على حديث المؤلف عن منابع الرؤيا و هذا راجع بصفة أساسية إلى أن مؤلفي الكتاب المدرسي اعتمدوا على عنوان المؤلف الأصلي لكنهم لم يثبتوا حديثه عن المنابع الذي لم يبدأ المؤلف في الحديث عنه إلا في الصفحة 137 و من هنا فإن الافتراض الذي انطلقنا منه سابقا يصح فيما يتعلق بجنس النص النقدي و حديث الكاتب عن مفهوم الرؤيا لكنه غير كذلك فيما يتعلق بحديث الناقد عن المنابع التي لا نجد لها أثرا للسبب السالف.
كتبهاحبيب الطائي ، في 3 أبريل 2009 الساعة: 19:27 م
تعبير و إنشاء
تحليل موضوع : الرؤيا ومنابعها ص123
واحة اللغة العربية
إذا كان تجديد الشعر العربي لم يقف عند حدود تكسير البنية ، و إنما تجاوز ذلك إلى محاولة تجديد الرؤيا انسجاما مع تحول مفهوم الشعر الذي أصبح رؤيا و استجابة لوظيفة الشاعر التي غدت تفـــــــسير العالم و تغييره ، فإن الحركة النقدية قد واكبت هذا التحول حيث عمل المنظرون على إبراز ملامح هذا الاتجاه الجديد ، إذ شكلوا وسيطا بين المبدع و المتلقي ، مثل أدونيس و المخافي و محمد الفارس ، و يعتبر الكاتب السعودي عبد الرحمان محمد القعود من بين النقاد الذين اهتموا بشعر الحداثة بشكل عام و شعر الرؤيا بشكل خاص ، إذ ألف عدة كتب في هذا المجال من أبرزها كتاب " الإبهام في شعر الحداثة " الذي اقتطف منه هذا النص ، فكيف نظر هذا الناقد إلى شعر الرؤيا ؟ و ما علاقته بالحداثة ؟ و ما هي أهم المــــــفاهيم و القضايا التي يعرضها هذا النص ؟ و كيف عرضها ؟ و ما إطاره المرجعي ؟
يتكون العنوان من دالين ، أولهما مفرد معرف بأل ، و يحيل على الكشف و التمرد على حدود الـــــــعقل و المنطق ، و قد عطف عليه الدال الثاني المعرف بالإضافة ، حيث إن المضاف إليه جاء ضميرا يعود على الرؤيا ، و قد جاء المعطوف جمعا يحيل دلاليا على الأصل و المورد باعتبار المنبع في اللغة اسم مكان يدل على الأصل الذي ينبع منه الماء ، فالرؤيا لها أصول متعددة ، بينما تبين الجـــــــــملتان الأولى و الأخيرة حرص الكاتب على إبراز العلاقة بين الرؤيا و شعر الحداثة ؛ و من هنا نتوقع أن نقرأ نصا نقديا يفصّل في طبيعة هذه العلاقة و يبين خصائص شعر الرؤيا و مصادره .
يبدأ الكاتب نصه بإبراز أن الرؤيا تشكل أحد أبرز خصائص شعر الحداثة ، حيث حرَّر هذا المفهوم القصيدة الحديثة من أسر الماضي إلى آفاق المستقبل ، بل كسَّر الإحساس بحدود الزمن ، و هكذا ترسخ مفهوم الرؤيا في ذهن شاعر الحداثة ، إذ أصبح وسيلته لكشف العالم المجهول الذي لم تستطع العين النفاذ إليه ، ليصل الكاتب في الأخير إلى استخلاص أن الغموض يمثل النتيجة الحتمية لاعتماد شعر الحداثة على الرؤيا ، ما دام هذا الشعر يطلب موضوعاته فيما وراءه ..
و من هنا نخلص إلى أن الإشكالية التي يعالجها النص هي اعتبار الرؤيا أحد أبرز ملامح شعر الحداثة و دورها في غموض هذا الشعر . و قد وظف الكاتب مجموعة من المفاهيم يمكن التميز فيها بين مفاهيم أدبية نقدية مثل : رؤيا – شعر الحداثة – شكلا فنيا – القصيدة الحداثية – الشعر الجديد – نقادها المنظرين – رسالة أو مهمة شعرية – البنية المفهومية.
و مفاهيم فلسفية صوفية مثل : الرؤيا – ما وراء الحاضر – كشف – القديس يوحنا – الإيمان بعالم مجهول – عجزت العين – لا منطقيا – ليحير ..
حيث إن مفهوم الرؤيا يمكن اعتباره بؤرة هذه المفاهيم ، باعتباره ينتمي إلى الحقلين كليهما ، حيث تبرز رحلة هذا المصطلح من الميدان الصوفي الفلسفي إلى الحقل الأدبي و النقدي ، إذ أصبح شاعر الرؤيا مثل المتصوف الذي لا يؤمن بالظاهر و ينفذ إلى ما وراء الحس ، أو مثل الفيلسوف الذي يؤمن بالحدس ، و يتجاوز حدود العقل و المنطق . و لعل أبرز القضايا المرتبطة بهذه المفاهيم يمكن إجمالها فيما يلي :
أولا : دور الرؤيا في تحطيم حدود الزمن : حيث حررت الشاعر أولا من قيود الماضي ، و من ثمة لم تعد ذاكرته رهينة المعاني الجاهزة التي سبقه إليها المتقدمون ، و إنما أصبحت متطلعة إلى المستقبل ، و لم تعد نعترف بالحدود الزمنية لأن رحلتها تتجه صوب الماوراء حنى و لو كان هذا الماوراء يرتبط بالماضي ، و هكذا يغدو شعر الرؤيا ينتمي إلى الشعر العظيم الذي يتجه نحو المستقبل ، ما دام الشعر هو أقل أنواع الفنون حاجة إلى الارتباط بالزمان و المكان على حد تعبير أدونيس
ثانيا : علاقة شعر الرؤيا بالعالم : و من ثمة علاقة شاعر الرؤيا ذاته بهذا العالم ، حيث لم يعد شاعر الرؤيا يؤمن بحدود العالم الظاهر ، و إنما أصبح مؤمنا بعالم مجهول ، إذ إن شعر الرؤيا كما يقول أدونيس " هو ميتافيزياء الكيان الإنساني " ، و بناء على هذا تغدو مهمة شاعر الرؤيا هي كشف هذا العالم ، كما قال الشاعر الفرنسي " رينيه شار " : " الكشف عن عالم يظل أبدا في حاجة على الكشف " .
ثالثا : دور الرؤيا في غموض شعر الحداثة : فما دامت الرؤيا " قفزة خارج المفاهيم القائمة " و " تغيير في نظام الأشياء و في نظام النظر إليها " كما يقول مبدع هذا المفهوم أدونيس ، و ما دامت تمردا على حدود العقل و الواقع لارتباطها بالحلم و المستقبل ، فإنه من الطبيعي أن يكون شعر الرؤيا غامضا لا يقبل حدود المنطق ، و لا قيود الأشكال الجاهزة ، و هذا ما يفسر اعتماد رواد هذا الاتجاه على الرمز و الأسطورة دون التقيد بحدودهما مما أحدث فجوة بينهم و بين المتلقين أسهمت في نفور عدد كبير من القراء من هذا الشعر .
و قد توسل الكاتب بالمنهج الاستنباطي في عرض أفكاره ن حيث انتقل من العام إلى الخاص ، فبعد أن بين مكانة مفهوم الرؤيا في شعر الحداثة ، انتقل إلى التفصيل في تشريح هذه المكانة إذ بين دور الرؤيا في تحرير القصيدة الحديثة من قيد الزمن ، ثم بين نظرة الشاعر الحداثي نفسه إلى الرؤيا ، و دوره في الكشف عن العالم المجهول .
إضافة إلى الاستشهاد بتمثيل السياب الشاعر الحديث بالقديس يوحنا في رؤياه . حيث غدا هذا الاستشهاد ذا وظيفة حجاجية إقناعية تدعم تصور الكاتب ، لا سيما و أنه دعمه باستشهاد آخر للناقدة خالدة سعيد التي استنتجت انطلاقا من ذلك التمثيل أن الرسالة الشعرية للسياب كانت رسالة كشف بالدرجة الأولى ، و إذا كان الكاتب قد تصرف في هذين الاستشهادين بالتلخيص ، فإنه استشهد بقول الليبريس كما هو دون تغيير .
و طبيعي أن يعمد الناقد إلى مؤشرات تفيد التوكيد مثل "أنَّ" كقوله : ( أنها تجسيد..) و قوله : ( و يبدو أن الرؤيا ….) و قوله : ( إن الإيمان…) ، إضافة إلى الحصر المعتمد أساسا على النفي و إنما كما في قوله : ( و هو لا يكشف شيئا عاديا أو يسيرا ، و إنما شيئا عجزت العين و حسرت أن تثقبه ) و قوله أيضا : ( ليس في واقعه ، و إنما فيما وراءه ) ، إلى جانب الإضراب الذي ينفي الحكم عما قبله و يثبته لما بعده كما في قول القعود : ( بل إن الشعر الجديد عند شعراء الحداثة ……..) و قوله أيضا : ( بل إلى ما وراء الحاضر ..) .
و هكذا نخلص إلى أن الكاتب سعى من خلال هذا النص إلى إبراز دور الرؤيا في شعر الحداثة باعتبارها مفهوما مركزيا و جوهريا يسافر بالشاعر من العالم الظاهر إلى العالم المجهول موظفا حقلين أساسيين حقل أدبي نقدي و آخر فلسفي صوفي معتمدا على إطار مرجعي يتمثل أساسا في التصوف ، و سالكا المنهج الاستنباطي في عرض أفكاره و دعمها بالاستشهاد ، لكننا لم نعثر في النص على حديث المؤلف عن منابع الرؤيا و هذا راجع بصفة أساسية إلى أن مؤلفي الكتاب المدرسي اعتمدوا على عنوان المؤلف الأصلي لكنهم لم يثبتوا حديثه عن المنابع الذي لم يبدأ المؤلف في الحديث عنه إلا في الصفحة 137 و من هنا فإن الافتراض الذي انطلقنا منه سابقا يصح فيما يتعلق بجنس النص النقدي و حديث الكاتب عن مفهوم الرؤيا لكنه غير كذلك فيما يتعلق بحديث الناقد عن المنابع التي لا نجد لها أثرا للسبب السالف.