منذ تأسيس "الأكاديمية" على يد أفلاطون و" الليسي" مع أرسطو تحولت الفلسفة من فكر مفتوح على فضاء المدينة والساحة العمومية " فضاء الأغورا" إلى فكر يتعلم ويلقن داخل أسوار المؤسسة، فكر له مريدون وعشاق.
وقد ارتبط الدرس الفلسفي مع اليونان بالفضاء الفكري، الدولة- المدينة Polis Etat- وكانت مواضيعه ضاربة جذورها في سماء المجرد، وقد جعل الدرس الفلسفي من الرياضيات نموذجا للدقة واليقين ، حيث كتب أفلاطون على باب الأكاديمية " لا يدخل علينا من لم يكن رياضيا"، لقد حدد أفلاطون موضوع الفلسفة في كونها بحث في المثل والحقائق المجردة والفضيلة والخير الأسمى، ومنذ ذلك الحين، أضحى الدرس الفلسفي أشكلة وفحصا ومساءلة للراهن إنه ارتباط بالفضاء الفكري للمجتمع ولقضاياه، فإذا كانت الفلسفة تضع المشكلات الاجتماعية موضع تساؤل، فإن الدرس الفلسفي باعتباره تحويلا وترجمة لقناعات ومواقف فلسفية مرتبطة بالعلاقات والشروط الواقعية التي تنتجها فإنه لن يخرج عن هذا الإطار، فهو يسعى إلى خلق وعي موضوعي وعلمي لدى المتلقي والجرأة في تقديم الرأي وإنتاج الموقف المتحرر من أشكال القيود والمرجعيات المسبقة، وكذلك امتلاك أخلاق الحوار ومبادئه وإقامة الذات علاقة إيجابية مع الآخر أساسها الاحترام والتسامح .
إن الدرس الفلسفي له خصوصية ثابتة فهو ليس " كالدرس الديني" مثلا والذي يتميز بطابع الخطابة في الإلقاء، وتكون فيه علاقة المدرس بالتلاميذ كعلاقة الشيخ بالمريد وهو ليس " كالدرس العلمي" المحددة نتائجه مسبقا، إنه على العكس من ذلك فهو درس استشكالي Problématique كما يقول الفيلسوف البلجيكي المعاصر " Michel Mayer" يبنى ويشيد انطلاقا من أسئلة موجهة على اعتبار أن السؤال في الفلسفة كما يقول كارل ياسبرز Karl Jaspers أهم من الجواب وكل جواب يصبح سؤالا جديدا ، إذن فهو وسيلة وأداة لتفكيك وخلخلة البديهيات واليقينيات من الداخل فليس الأساسي في الفلسفة هو الحصول على أجوبة عن الأسئلة المطروحة بل كيفية طرح هذه الأسئلة وصياغتها وبالتالي خلق ذلك القلق المعرفي لدى المتلقي ( التلميذ) ، وإيقاظ الوعي المعرفي والفلسفي لديه على اعتبار أن السؤال، الفلسفي يحطم بادئ الرأي والأحكام المسبقة، وإذا كان الدرس الفلسفي يعالج مواضيع ميتا فيزيقية غاية في التجريد فإن وسيلته الأولى في ذلك هي السؤال ونتيجة لذلك فليس هناك جواب واحد، بل هناك أجوبة متباينة ومختلفة ولعل هذا هو الدرس الأول الذي تقدمه الفلسفـة بالنسبـة للمتعلم L'apprenti درس الاختلاف وقبول تعدد الأطروحات والمقاربات شريطة أن تكون مبنية ومؤسسة على بنية حجاجية واعتبارات نظرية سليمة .
وقد ارتبط الدرس الفلسفي مع اليونان بالفضاء الفكري، الدولة- المدينة Polis Etat- وكانت مواضيعه ضاربة جذورها في سماء المجرد، وقد جعل الدرس الفلسفي من الرياضيات نموذجا للدقة واليقين ، حيث كتب أفلاطون على باب الأكاديمية " لا يدخل علينا من لم يكن رياضيا"، لقد حدد أفلاطون موضوع الفلسفة في كونها بحث في المثل والحقائق المجردة والفضيلة والخير الأسمى، ومنذ ذلك الحين، أضحى الدرس الفلسفي أشكلة وفحصا ومساءلة للراهن إنه ارتباط بالفضاء الفكري للمجتمع ولقضاياه، فإذا كانت الفلسفة تضع المشكلات الاجتماعية موضع تساؤل، فإن الدرس الفلسفي باعتباره تحويلا وترجمة لقناعات ومواقف فلسفية مرتبطة بالعلاقات والشروط الواقعية التي تنتجها فإنه لن يخرج عن هذا الإطار، فهو يسعى إلى خلق وعي موضوعي وعلمي لدى المتلقي والجرأة في تقديم الرأي وإنتاج الموقف المتحرر من أشكال القيود والمرجعيات المسبقة، وكذلك امتلاك أخلاق الحوار ومبادئه وإقامة الذات علاقة إيجابية مع الآخر أساسها الاحترام والتسامح .
إن الدرس الفلسفي له خصوصية ثابتة فهو ليس " كالدرس الديني" مثلا والذي يتميز بطابع الخطابة في الإلقاء، وتكون فيه علاقة المدرس بالتلاميذ كعلاقة الشيخ بالمريد وهو ليس " كالدرس العلمي" المحددة نتائجه مسبقا، إنه على العكس من ذلك فهو درس استشكالي Problématique كما يقول الفيلسوف البلجيكي المعاصر " Michel Mayer" يبنى ويشيد انطلاقا من أسئلة موجهة على اعتبار أن السؤال في الفلسفة كما يقول كارل ياسبرز Karl Jaspers أهم من الجواب وكل جواب يصبح سؤالا جديدا ، إذن فهو وسيلة وأداة لتفكيك وخلخلة البديهيات واليقينيات من الداخل فليس الأساسي في الفلسفة هو الحصول على أجوبة عن الأسئلة المطروحة بل كيفية طرح هذه الأسئلة وصياغتها وبالتالي خلق ذلك القلق المعرفي لدى المتلقي ( التلميذ) ، وإيقاظ الوعي المعرفي والفلسفي لديه على اعتبار أن السؤال، الفلسفي يحطم بادئ الرأي والأحكام المسبقة، وإذا كان الدرس الفلسفي يعالج مواضيع ميتا فيزيقية غاية في التجريد فإن وسيلته الأولى في ذلك هي السؤال ونتيجة لذلك فليس هناك جواب واحد، بل هناك أجوبة متباينة ومختلفة ولعل هذا هو الدرس الأول الذي تقدمه الفلسفـة بالنسبـة للمتعلم L'apprenti درس الاختلاف وقبول تعدد الأطروحات والمقاربات شريطة أن تكون مبنية ومؤسسة على بنية حجاجية واعتبارات نظرية سليمة .