تحقيق صحفي
الصحافيون الشباب مشاركة في المسابقة الوطنية
أسفي مدينة السمك والخزف والشواطئ ، وحاضرة الأطلسي عاشت من البحر وإلى البحر وفي البحر . ولطالما ارتبط سكانها بالمحيط , فهو مصدر عيش الآلاف من ساكنتها . يلعب قطاع الصيد البحري دورا مهما في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية : فهو يساهم في الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل وجلب العملة الصعبة وكذا تحسين ميزان الآداءات والميزان التجاري... كانت آسفي أول ميناء للصيد البحري في المغرب وأول ميناء لصيد السردين عالميا . لكن في السنوات الأخيرة تراجع إنتاج الثروة السمكية مما أثر بشكل مباشر على مردودية القطاع واستلزم وضع استراتيجية واضحة ومعقلنة لحماية المخزون السمكي من الاستنزاف . ومن هنا نتساءل : ما هي مظاهر تراجع الثروة السمكية بآسفي ؟؟ وماهي العوامل المتحكمة في تدهورها ؟ وما هي انعكاسات ذلك التراجع اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا؟؟
إنتاج الصيد البحري من الازدهار إلى التراجع
حتى أواسط ق 20 وحسب مندوبية الصيد البحري بآسفي كان ميناء آسفي للصيد ميناء مزدهرا يتوفر على آلاف من البحارة ومئات السفن والمعامل ، لكن هذه الأهمية تراجعت منذ سنوات السبعينيات حيث أغلقت معامل التصبير أبوابها واضطر الكثير من البحارة إلى الهجرة . فانطلاقا من المعطيات الرسمية وصل الإنتاج في سنوات السبعينات 120000.00طن وانخفض إلى 23688.091طن سنة 1985 ليتجه نحو التراجع إلى 5800.590 طن سنة 1996 بل أكثر من ذلك تناقص الإنتاج ما بين 2007 و2008 ب2.24% من حيث الحجم و 9.32% من حيث القيمة وإذا كانت مياه آسفي البحرية على رأي السيد منير الشرقي (وهو مهتم بالموضوع ومراسل صحفي )تزخر بثرواتها السمكية فإن السمك السطحي أو ما يعرف بالسمك الأزرق يأتي في مقدمتها إلى جانب السمك الأبيض ورأسيات الأرجل والقشريات . وكل تلك الأنواع في تراجع مستمر كما يوضح المبيان أسفله :
ولعل تدهور الثروة السمكية لا يرتبط بإنتاج الأسماك فقط بل يتجاوزها إلى انخفاض وحدات التصبير ( فقد تراجعت وحدات التصبير من 70 وحدة إلى 17 وحدة ، وهذا الرقم مؤشر على استنزاف المخزون السمكي ) على حد قول السيد منير الشرقي إذن فما هي يا ترى أسباب تدهور ثروتنا السمكية ؟؟
الأسباب بين التغيرات الإيكولوجية والملوثات السامة وطرق الصيد
يرتبط تراجع الثروة السمكية بآسفي بمجموعة من العوامل التي تتنوع ولا تتقاطع ، يقول مصطفى المامون رئيس مصلحة الصيد بمندوبية الصيد البحري (إن تحول التيارات البحرية الدافئة إلى جنوب الصحراء وتغير درجة الحرارة وملوحة البحر ، والصيد العشوائي ..يؤثر بشكل كبير على المخزون السمكي ) في حين يلخص السيد كمال المدرعي المندوب الجهوي لكتابة الدولة في الماء والبيئة أسباب التدهور في (الصيد الجائر وعدم احترام الكمية المصطادة وأحجام الأسماك وأوقات الصيد .) كما يلعب التلوث دورا مهما في تخريب البيئة البحرية ويتمثل أساسا في المواد التي يقذفها المركب الكيماوي بآسفي والذي يتكون من مغرب كيمياء 1و2 ومغرب فوسفور 1و2 إلى جانب مخلفات مصانع الصناعة الغذائية والصناعة التقليدية ومياه الصرف الصحي ، بالإضافة إلى ذلك يرتبط هذا التراجع بغياب استراتيجية علمية من أجل إدارة المخزون السمكي ، وعدم وجود معامل لتخزينه في مرحلة الوفرة .
ويبقى التلوث البحري عاملا أساسيا في تقلص كمية الأسماك بفعل المواد السامة التي تقذف في الوسط البحري دون معالجة
\
فلندق ناقوس خطر يهدد بيئتنا البحرية
يقول المندوب الجهوي للبيئة (إن المقاربة الاقتصادية المحضة للبيئة –بمعنى منطق الربح والخسارة- لا تجيب على أسئلة البيئة لذلك فانعكاسات تدهور الثروة السمكية بآسفي لا يمكن مقاربتها إلا وفق مقاربة شمولية تستحضر بعد التنمية المستديمة والحكامة في تدبير القطاع ) فقد نتج عن ذلك التراجع على المستوى الاجتماعي : فقدان العديد من مناصب الشغل والتأثير على نوعية تغذية المنطقة ، وكذا رحيل جزء من الأسطول نحو الجنوب . ويصرح بحار متقاعد قضى أزيد من 20 سنة في ميدان الصيد البحري ( إن القطاع عاشت من ورائه عدة أسر ، لكن الاستنزاف الحقيقي الذي تعرفه أسماكنا ، جعل مصير تلك العائلات في مهب الريح وعرضة للفقر ) أما الانعكاسات الاقتصادية فتتجلى في إغلاق عدد كبير من وحدات التصنيع . وتراجع الإنتاج السمكي يؤدي ذلك حسب الصحفي منير الشرقي إلى تدهور مداخيل القطاع وقلة أرباحه وبالتالي يؤثر على جلب العملة الصعبة ، فحسب مندوبية الصيد البحري 80% من إنتاج المصبرات تتجه نحو التصدير إلى الخارج ، وبالتالي تراجع الإنتاج ينعكس سلبا على الميزان التجاري . اما بالنسبة للانعكاسات البيئية فهي تمس بالدرجة الأولى التوازنات الإيكولوجية التي تتعرض للاختلالات ، فالتلوث الناجم عن ارتفاع كمية الفوسفور –حسب المصادر الرسمية – يؤدي إلى تضاعف نمو النباتات البحرية وإلى اختناق الوسط البحري . كما ينتج عن قذف بعض الملوثات العضوية امتصاص نسبة عالية من الأكسيجين المذاب في مياه البحر ، مما يهدد بانقراض عدة أحياء بحرية لا تتحمل نقص الأكسيجين بالإضافة إلى ذلك استنزاف حقول الطحالب البحرية
اعداد خطة عمل
إيمانا منا كأجيال اليوم بحقنا في بيئة سليمة ومتوازنة، يتوجب علينا أن نستغلها بشكل معقلن لا يحرم أجيال الغد من إمكانية تلبية حاجياتهم ، لذلك نقدم مقترحاتنا للحد من استنزاف ثروتنا السمكية:
• محاربة التلوث البحري وذلك بمعالجة المياه العادمة قبل رميها في البحر
• احترام الراحة البيولوجية للأسماك
• تشجيع البحث العلمي المرتبط بالبيئة البحرية
• القضاء على الصيد العشوائي
• تأهيل وعصرنة قطاع الصيد البحري وتحديث أسطول الصيد
• وضع التدابير التشريعية والآليات القانونية لحماية البيئة البحرية من التلوث والاستنزاف
وختاما إن الوسط البحري بمدينة آىسفي مجال هش قابل للاختلال ، إذن فمن حقنا على البحر أن نستخرج خيراته وموارده لصالح الإنسان .لكن من حق البحر علينا أن نحميه من التلوث والاستنزاف . فقد حان الوقت لإحداث التوازن المطلوب بين مطالب الناس ومطالب البيئة البحرية- وهذه صرختنا مدوية في سماء آسفي :
(( أوقفوا تدمير بيئتنا البحرية وامنحوا الحياة لكائناتها ))
مصادر المعلومات :
1. المقابلات
• مقابلة مع السيد كمال المدرعي المندوب الجهوي لكتابة الدولة في الماء والبيئة جهة دكالة عبدة بتاريخ 27-01-2010
• مقابلة مع السيد مصطفى مامون رئيس مصلحة بمندوبية الصيد البحري بتاريخ 26-01-2010
• مقابلة مع السيد منير الشرقي صحفي بتاريخ 05-01-2010
• مقابلة مع بحار متقاعد يوم 15-01-2010
2. الوتائق والتقارير
• الحوار الوطني حول إعداد التراب الوطني 2000 المنتدى الجهوي لجهة دكالة عبدة مديرية إعداد التراب الوطني
• دليل مرجعي في مجال حقوق الإنسان : اللجنة المشتركة المكلفة بتنفيذ البرنامج الوطني للتربية على حقوق الإنسان
• قضايا التدهور البيئي بجهة دكالة عبدة ، مادة الشأن المحلي ، أكاديمية الجديدة الموسم الدراسي 1999-2000
ذ. الكبير الداديسي
الصحافيون الشباب مشاركة في المسابقة الوطنية
أسفي مدينة السمك والخزف والشواطئ ، وحاضرة الأطلسي عاشت من البحر وإلى البحر وفي البحر . ولطالما ارتبط سكانها بالمحيط , فهو مصدر عيش الآلاف من ساكنتها . يلعب قطاع الصيد البحري دورا مهما في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية : فهو يساهم في الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل وجلب العملة الصعبة وكذا تحسين ميزان الآداءات والميزان التجاري... كانت آسفي أول ميناء للصيد البحري في المغرب وأول ميناء لصيد السردين عالميا . لكن في السنوات الأخيرة تراجع إنتاج الثروة السمكية مما أثر بشكل مباشر على مردودية القطاع واستلزم وضع استراتيجية واضحة ومعقلنة لحماية المخزون السمكي من الاستنزاف . ومن هنا نتساءل : ما هي مظاهر تراجع الثروة السمكية بآسفي ؟؟ وماهي العوامل المتحكمة في تدهورها ؟ وما هي انعكاسات ذلك التراجع اجتماعيا واقتصاديا وبيئيا؟؟
إنتاج الصيد البحري من الازدهار إلى التراجع
حتى أواسط ق 20 وحسب مندوبية الصيد البحري بآسفي كان ميناء آسفي للصيد ميناء مزدهرا يتوفر على آلاف من البحارة ومئات السفن والمعامل ، لكن هذه الأهمية تراجعت منذ سنوات السبعينيات حيث أغلقت معامل التصبير أبوابها واضطر الكثير من البحارة إلى الهجرة . فانطلاقا من المعطيات الرسمية وصل الإنتاج في سنوات السبعينات 120000.00طن وانخفض إلى 23688.091طن سنة 1985 ليتجه نحو التراجع إلى 5800.590 طن سنة 1996 بل أكثر من ذلك تناقص الإنتاج ما بين 2007 و2008 ب2.24% من حيث الحجم و 9.32% من حيث القيمة وإذا كانت مياه آسفي البحرية على رأي السيد منير الشرقي (وهو مهتم بالموضوع ومراسل صحفي )تزخر بثرواتها السمكية فإن السمك السطحي أو ما يعرف بالسمك الأزرق يأتي في مقدمتها إلى جانب السمك الأبيض ورأسيات الأرجل والقشريات . وكل تلك الأنواع في تراجع مستمر كما يوضح المبيان أسفله :
ولعل تدهور الثروة السمكية لا يرتبط بإنتاج الأسماك فقط بل يتجاوزها إلى انخفاض وحدات التصبير ( فقد تراجعت وحدات التصبير من 70 وحدة إلى 17 وحدة ، وهذا الرقم مؤشر على استنزاف المخزون السمكي ) على حد قول السيد منير الشرقي إذن فما هي يا ترى أسباب تدهور ثروتنا السمكية ؟؟
الأسباب بين التغيرات الإيكولوجية والملوثات السامة وطرق الصيد
يرتبط تراجع الثروة السمكية بآسفي بمجموعة من العوامل التي تتنوع ولا تتقاطع ، يقول مصطفى المامون رئيس مصلحة الصيد بمندوبية الصيد البحري (إن تحول التيارات البحرية الدافئة إلى جنوب الصحراء وتغير درجة الحرارة وملوحة البحر ، والصيد العشوائي ..يؤثر بشكل كبير على المخزون السمكي ) في حين يلخص السيد كمال المدرعي المندوب الجهوي لكتابة الدولة في الماء والبيئة أسباب التدهور في (الصيد الجائر وعدم احترام الكمية المصطادة وأحجام الأسماك وأوقات الصيد .) كما يلعب التلوث دورا مهما في تخريب البيئة البحرية ويتمثل أساسا في المواد التي يقذفها المركب الكيماوي بآسفي والذي يتكون من مغرب كيمياء 1و2 ومغرب فوسفور 1و2 إلى جانب مخلفات مصانع الصناعة الغذائية والصناعة التقليدية ومياه الصرف الصحي ، بالإضافة إلى ذلك يرتبط هذا التراجع بغياب استراتيجية علمية من أجل إدارة المخزون السمكي ، وعدم وجود معامل لتخزينه في مرحلة الوفرة .
ويبقى التلوث البحري عاملا أساسيا في تقلص كمية الأسماك بفعل المواد السامة التي تقذف في الوسط البحري دون معالجة
\
فلندق ناقوس خطر يهدد بيئتنا البحرية
يقول المندوب الجهوي للبيئة (إن المقاربة الاقتصادية المحضة للبيئة –بمعنى منطق الربح والخسارة- لا تجيب على أسئلة البيئة لذلك فانعكاسات تدهور الثروة السمكية بآسفي لا يمكن مقاربتها إلا وفق مقاربة شمولية تستحضر بعد التنمية المستديمة والحكامة في تدبير القطاع ) فقد نتج عن ذلك التراجع على المستوى الاجتماعي : فقدان العديد من مناصب الشغل والتأثير على نوعية تغذية المنطقة ، وكذا رحيل جزء من الأسطول نحو الجنوب . ويصرح بحار متقاعد قضى أزيد من 20 سنة في ميدان الصيد البحري ( إن القطاع عاشت من ورائه عدة أسر ، لكن الاستنزاف الحقيقي الذي تعرفه أسماكنا ، جعل مصير تلك العائلات في مهب الريح وعرضة للفقر ) أما الانعكاسات الاقتصادية فتتجلى في إغلاق عدد كبير من وحدات التصنيع . وتراجع الإنتاج السمكي يؤدي ذلك حسب الصحفي منير الشرقي إلى تدهور مداخيل القطاع وقلة أرباحه وبالتالي يؤثر على جلب العملة الصعبة ، فحسب مندوبية الصيد البحري 80% من إنتاج المصبرات تتجه نحو التصدير إلى الخارج ، وبالتالي تراجع الإنتاج ينعكس سلبا على الميزان التجاري . اما بالنسبة للانعكاسات البيئية فهي تمس بالدرجة الأولى التوازنات الإيكولوجية التي تتعرض للاختلالات ، فالتلوث الناجم عن ارتفاع كمية الفوسفور –حسب المصادر الرسمية – يؤدي إلى تضاعف نمو النباتات البحرية وإلى اختناق الوسط البحري . كما ينتج عن قذف بعض الملوثات العضوية امتصاص نسبة عالية من الأكسيجين المذاب في مياه البحر ، مما يهدد بانقراض عدة أحياء بحرية لا تتحمل نقص الأكسيجين بالإضافة إلى ذلك استنزاف حقول الطحالب البحرية
اعداد خطة عمل
إيمانا منا كأجيال اليوم بحقنا في بيئة سليمة ومتوازنة، يتوجب علينا أن نستغلها بشكل معقلن لا يحرم أجيال الغد من إمكانية تلبية حاجياتهم ، لذلك نقدم مقترحاتنا للحد من استنزاف ثروتنا السمكية:
• محاربة التلوث البحري وذلك بمعالجة المياه العادمة قبل رميها في البحر
• احترام الراحة البيولوجية للأسماك
• تشجيع البحث العلمي المرتبط بالبيئة البحرية
• القضاء على الصيد العشوائي
• تأهيل وعصرنة قطاع الصيد البحري وتحديث أسطول الصيد
• وضع التدابير التشريعية والآليات القانونية لحماية البيئة البحرية من التلوث والاستنزاف
وختاما إن الوسط البحري بمدينة آىسفي مجال هش قابل للاختلال ، إذن فمن حقنا على البحر أن نستخرج خيراته وموارده لصالح الإنسان .لكن من حق البحر علينا أن نحميه من التلوث والاستنزاف . فقد حان الوقت لإحداث التوازن المطلوب بين مطالب الناس ومطالب البيئة البحرية- وهذه صرختنا مدوية في سماء آسفي :
(( أوقفوا تدمير بيئتنا البحرية وامنحوا الحياة لكائناتها ))
مصادر المعلومات :
1. المقابلات
• مقابلة مع السيد كمال المدرعي المندوب الجهوي لكتابة الدولة في الماء والبيئة جهة دكالة عبدة بتاريخ 27-01-2010
• مقابلة مع السيد مصطفى مامون رئيس مصلحة بمندوبية الصيد البحري بتاريخ 26-01-2010
• مقابلة مع السيد منير الشرقي صحفي بتاريخ 05-01-2010
• مقابلة مع بحار متقاعد يوم 15-01-2010
2. الوتائق والتقارير
• الحوار الوطني حول إعداد التراب الوطني 2000 المنتدى الجهوي لجهة دكالة عبدة مديرية إعداد التراب الوطني
• دليل مرجعي في مجال حقوق الإنسان : اللجنة المشتركة المكلفة بتنفيذ البرنامج الوطني للتربية على حقوق الإنسان
• قضايا التدهور البيئي بجهة دكالة عبدة ، مادة الشأن المحلي ، أكاديمية الجديدة الموسم الدراسي 1999-2000
ذ. الكبير الداديسي