المجزوءة1 الوحدة 5
الضغوط الاستعمارية على المغرب ومحاولات الإصلاح
ذة .أسماء حميحم

مقدمة: تعرض المغرب مع مطلع القرن 19م، لضغط أوربي ممنهج. فمنذ احتلال الجزائر، اتجهت الأطماع الفرنسية ثم الأوربية لغزو المغرب، وبدأ ذلك بحروب مصطنعة، ثم الامتيازات التجارية والدبلوماسية، تمهيدا لاحتلال أطراف من البلاد. مما جعل السلاطين المغاربة يقومون بإصلاحات متعددة لمواجهة التكالب الاستعماري.
ما هي الضغوط الاستعمارية التي تعرض لها المغرب؟ و ما هي مجالات الإصلاح بالمغرب؟ و ما هي النتائج المترتبة عنها؟
Ι ــ مظاهر الضغوط الاستعمارية على المغرب خلال القرن 19م :
1- الضغط العسكري وسيلة للتسرب الأوربي في المغرب:

معركة إيسلي سنة 1844م حرب تطوان: 1859م - 1860م
أسبابها - تذرع فرنسا بمساعدات القبائل المغربية للأمير عبد القادر الجزائري للهجوم على الحدود الشرقية المغربية. - توسيع إسبانيا منطقة نفوذها حول سبتة.
- مواجهة قبيلة الأنجرة لهذا التوسع بتدمير بعض المناطق الإسبانية.
نتائجها - هزيمة الجيش المغربي أمام الجيش الفرنسي.
- الكشف عن ضعف المغرب عسكريا.
- توقيع معاهدة للامغنية في 18 مارس 1845م.
-ترك المعاهدة الحدود المغربية الشرقية غامضة ومبهمة ماعدا خط ممتد من البحر المتوسط إلى ثنية الساسي.
 استغلال فرنسا ذلك في احتلال أجزاء من جنوب شرق المغرب. - هزيمة الجيش المغربي أمام الجيش الإسباني بقيادة الجنرال أودونيل.
- توقيع معاهدة الصلح في أبريل 1860.
- فرض المعاهدة لغرامة مالية باهضة مقابل الانسحاب من تطوان.
- إفراغ الخزينة وإخراج القطع الذهبية والفضية من المغرب.
- لجوء المغرب إلى الافتراض من انجلترا لأداء التعويض.
- حصول الإسبان على 50% من المداخيل الجمركية لتسديد ما تبقى من الغرامة، واقتطاع ما يقارب 25% من مداخيل الجمارك لتغطية القرض الإنجليزي.
 حرمان المغرب من قسط هام من مداخيله الجمركية ومضاعفة الضغط الجبائي على المغاربة.

2- الضغوط الدبلوماسية لفرض الامتيازات الأوربية على المغرب:
أ‌- الاتفاقية التجارية البحرية بين المغرب وبريطانيا سنة 1856م :
أمام حاجة انجلترا إلى المواد الأولية والأسواق، كان لابد لها أن تحصل على امتيازات داخل المغرب، وهذا ما تم تأكيده في الاتفاقية التجارية سنة 1856م ، منحت حرية التجارة للتجار الإنجليز داخل المغرب، وحددت الحقوق الجمركية على الواردات الإنجليزية في 10% ، فكان من نتائجها إغراق الأسواق المغربية بالبضائع الإنجليزية، ومنافسة المنتجات المغربية، شكلت تلك الامتيازات مسا خطيرا بسيادة المغرب، وأصبح التسرب الأوربي قائما على أسس قانونية .
ب –اتفاقية 1863 بين المغرب وفرنسا:وضعت هده الاتفاقية مبدئيا من أجل تحديد الحماية الفردية. فقد كان كل أجنبي يمنح حمايته لشخص أو لعدة أشخاص من المغاربة ويعفيهم من الضرائب. كما كان المحميون يخرجون عن سلطة المخزن القضائية.فجاءت تلك الاتفاقية لتمنح الحماية للتجار . لكن بازدياد التجار الأجانب وسماسرتهم شملت الحماية محميي المحميين وأحيانا فروعا من القبائل. فارتفع بذلك عدد المحميين في الحواضر والبوادي. مما أدى إلى سحب سلطة المخزن عن الأجانب وبعض المغاربة.
ج ــ مؤتمر مدريد 1880م: دعا السلطان الحسن الأول إلى عقد مؤتمر دولي للنظر في مشكل الحمايات الفردية، فكان العقاد مؤتمر مدريد سنة 1880، والذي شاركت فيه مجموعة من الدول الأوربية من أهمها: فرنسا – انجلترا – إسبانيا – ألما نيا، بالإضافة إلى المغرب. ولعل أهم القرارات المترتبة عنه هي : تعزيز الحمايات الفردية وإعطاء حق الملكية العقارية للأجانب في المغرب. وقد مثلث هذه القرارات وثيقة دولية، جعلت المغرب تحت وصاية مجموعة من الدول.
ΙΙΙ ـالتسرب الاستعماري إلى الصحراء المغربية في نهاية القرن 19 م:
1- الأطماع الأوربية في الجنوب المغربي:
تقوى اهتمام الدول الأوربية بالصحراء المغربية، في إطار مخطط استعماري للسيطرة على تجارة المنطقة مدعية أن المناطق الصحراوية خارجة عن نفوذ المخزن. بالإضافة إلى ذلك، فإن معاهدة للامغنية تركت أمر الجدود الشرقية غامضا، في المقابل، كان المخزن يؤكد على سيادة المغرب على الأراضي الصحراوية، حيث اتجه السلطان الحسن الأول إلى بلاد السوس الأقصى، وكذا تافيلالت للتأكيد على مغربية هذه المناطق.
2- التغلغل الاستعماري في الصحراء المغربية:
السنوات وقائع للتغلغل في الصحراء المغربية
اتفاقية 1860 مع إسبانيا فرض مطالب استغلال مناطق الجنوب للصيد.
1879م انتزاع شركة غرب شمال إفريقيا وسوس ( انجليزية ) حق احتكار التعامل التجاري مع المناطق الصحراوية.
1899م احتلال فرنسا لتوات وتدكيلت وكورارة.
1900م احتلال إسبانيا لسيدي إفني.
1901م توقيع اتفاقية الجزائر لفرض احتلال المناطق التي استولت عليها بالصحراء.

IV- الإصلاحات التي قام بها المغرب لمواجهة الأطماع الاستعمارية:

الإصــــــــــــــــــــــلاحـــــــــــــــــــــــــــــــات
العسكرية الاقتصادية الإدارية التعليمية
- إنشاء جيش نظامي دائم.
- إرسال بعثات طلابية إلى أوربا للتدرب على التقنيات العسكرية.
- إنشاء معامل لإنتاج الأسلحة والذخيرة.
- تأسيس أسطول بحري لحماية الشواطئ. - توسيع زراعة القطن والسكر.
- استثمار بعض المناجم.
- مشاريع متعددة صناعية – تجهيزية – تجارية.
- ماليا: منح راتب شهري للأمناء.
- إنشاء جهاز مالي يشرف عليه السلطان مباشرة.
- جبائيا: إحداث ضريبة المكوس على الأسواق وأبواب المدن.
- جباية الزكاة و الأعشار نقدا.
- محاولة فرض ضريبة الترتيب 1884.
- نقديا: الاهتمام بالنظام النقدي في محاولة لإيقاف تدهور قيمة العملة المغربية.
- إنشاء الحسن الأول ماكينة السكة بفاس واعتماده في تجهيزها وتسييرها على الخبرة الأوربية.
- ضرب النقود بباريس 1881. - إدخال تغييرات على مهام الوزراء.
- تحديد مهمة الصدر الأعظم.
- إقالة كبار الأمناء الذين يستغلون مناصبهم للنهب، وتنصيب أمناء مأجورين.
- التخلص من كبار القواد، وذلك بتجزئة قياداتهم إلى قيادات صغرى. - إرسال بعثات طلابية إلى الخارج لتلقي العلوم المختلفة بهدف استثمار هذه النخب في تطور البلاد.
- الاهتمام بتعليم الهندسة والحساب والكيمياء.
- تحفيز الحسن الأول للطلبة المجدين برواتب.
خاتمة: باءت الإصلاحات التي عرفها المغرب خلال القرن 19م بالفشل نتيجة لعدة عوامل من أهمها، الضغوط والتوجيهات الأوروبية ، وكذلك رفض الأعيان وتجار المدن تجنيد أبنائهم في الجيش الجديد بالإضافة إلى معارضة كبار الملاكين والعلماء والفقهاء لتلك الإصلاحات.

مصطلحات ومفاهيم
ــ الحماية القنصلية : الحماية التي كان بعض ممثلي الدول الأوروبية يمنحونها لبعض المغاربة المتعاملين معهم خلال ق19والتي تطورت إلى إعفاء المحميين من واجبات الضرائب وأحيانا من متابعة القضاء الشرعي.
ــ مؤتمر مدريد : جاء بطلب من السلطان مولاي الحسن الأول في دعوة وجهها إلى الدول الأوروبية ذات المصالح بالمغرب للنظر في مشكل الحماية القنصلية التي شكلت خطرا على السيادة المغربية وقد دامت أشغال المؤتمر من 19 ماي إلى 3 يوليوز 1880
دراموند هاي : قنصل بريطانيا العام بطنجة ما بين 1845 و1886 لعب دورا أساسيا في توقيع المغرب لمعاهدة 1856 وكذا في الإصلاحات التي شهدها المغرب في النصف الثاني من ق 19