سيومي خليل
إستيقظ ميتا
بقلم سيومي خليل
الصبح تأتي رسله ببشارات غير منظورة وبوعيد واضح ،تطرق أنامل شعاع شمسه النافذة الصغيرة وتلج الحرارة الخذرة خصاصات اللوح الهرء وشقوق البيت القديم .
لا يتغير الصبح ؛ يأتي باكرا أحيانا ، يتأخر مرات عدة ،يرتدي غسقا مظلما ويكافح ليلا بهيما .. الا انه لا يتغير .

يأتي ليفتح الأعين النائم، وليعلم لحاظا أرقة أن ليل ليلة قد مضى وليل آخرى يستعد للمجيء .

تستيقظ من أرقك الطويل، تنفض الغبار عن سهادك كي تبدأ رحلة يوم جديد تتمرن فيه كيف تغالب أنياب الليل .

استيقظت مبلل الخاطر ، أشعت الشعر ،متعب الجسد ،ضيق الروح ، عابس الوجه، مر الفم ، ثقيل اللسان ...

أشياء الغرفة الضيقة تدور من حولك، تلعب الحجلة بعينينك .

حائط الجير الأبيض أمامك يبتعد حتى يختفي ،ويقترب حتى يلاصق بؤبؤ العين الناعسة ،السقف فوقك يتهدم، ويختلط غباره بمادة رأسك الرمادية .

استيقظت غبيا ...

باب الغرفة لم تجده .
صدمت رأسك .
انفجر الدم من على شاشة التلفاز الصغيرة .
الأخبار تسهد أكثر .
أطفأت التلفاز كي تنصت لطنين حشرات رأسك .

كل صبح تستيقظ غريبا عنك ، تستيقظ لست أنت ولا بعض أحلامك ؛ تستيقظ حلما مزعجا ،صداعا يقسم فروة الرأس بمشرط لا يتوقف عن لعق الدم والصديد الذي يزخرف دمامل الجسد التعب .

الماء يخرج من الصنبور يستقر في السطل، لا يقدم خدمته مجانا .
لا تغسل وجهك ؛ الوجه يحتاج لأكثر من ماء ورؤية في مرآة ومراهم رخيصة .
اصبح وجهك أسود ؛ تخزن حرارة اليوم كلها فيه ، لحية الذقن كثيفة كذكور الماعز البرية ، وشعر الرأس تجاوز قبعتك الرياضية الرخيصة .

تستيقظ على سيجارة ؛ ذخانها كسرة خبز الفطور وقليل زيت الزيتون وكأس الشاي الدافئ .
لا تحب الزبدة تخاف ان تستقر في خاصرتيك .

نمت أحيانا بالحذاء وأحيانا من غير غطاء, على الإسفلت البارد.
كثيرا ما استغنيت عن الوسادة .
نمت القرفصاء في ركن الغرفة المظلم .
نمت وأنت لا ترى داعيا لغلق عينينك,في كل الأوضاع ؛ مرتاحا على الظهر ، تعبا على الجنب الأيسر مصلوبا على البطن ....
لكنك لم تنم وأنت لا تحلم .

كل صبح تستيقظ ميتا خارجا من ثابوت الأحلام المرعبة