الوحدة 3: المجزوءة 1 :
الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية
مقدمة :
شكلت الثورة الروسية حدثا هاما في التاريخ المعاصر، إذ أنهت حكم النظام القيصري بروسيا معلنة عن تأسيس أول نظام اشتراكي في العالم .في حين شهدت الأنظمة الديمقراطية في أوربا الغربية أزمات واضطرابات كان لها دور كبير في زعزعة تلك الأنظمة وتهيئة المناخ لظهور الدكتاتوريات .ما هو السياق التاريخي للثورة الروسية ؟وما هي مراحلها ؟ وما هي خطوات بناء النظام الاشتراكي على يد كل من لينين وستالين؟وما هي وضعية الديمقراطيات الليبرالية في أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الأولى ؟
- السياق التاريخي لاندلاع الثورة الروسية و مراحلها :
1 – السياق التاريخي للثورة الروسية :
الوضعية السياسية
استبداد القيصر بالحكم نظام أوتوقراطي .
حل القيصر لمجلس الدوما.
ضعف الجهاز الإداري.
القمع والاستغلال ضدا لأقليات القومية.
مما أدى إلى تعميق الهوة الشعب والسلطة الحاكمة
و بروز تيارات سياسية معارضة مختلفة التوجهات والأهداف من أهمها :الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي برز فيه جناح ثوري عرف باسم البلاشفة .
الوضعية الاقتصادية
الفلاحة التقليدية النشاط الرئيسي.
سيطرة فئة الكولاك على معظم الأراضي الزراعية.
تأخر الانطلاقة الصناعية إلى سنة 1880م.
هيمنة الرساميل لأجنبية على الصناعة .
تمركز النشاط الصناعي في بعض الجهات كموسكو.
الوضعية الاجتماعية
فوارق اجتماعية واضحة:
احتكار النبلاء للمناصب السامية والهيمنة على مجلس الدوما.
سيطرة النبلاء ورجال الدين على الأراضي الزراعية
استغلال طبقة الموجيك في البوادي.
حرمان البورجوازية من الحقوق السياسية
بؤس الطبقة العاملة.
أدى تردي الأوضاع الاقتصادية واحتدام التناقضات الاجتماعية في المدن والبوادي وتزايد المعارضة السياسية إلى اندلاع الثورة الروسية
تسببت مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى في تأزم أوضاعها الداخلية فقد دخلت الحرب دون أ ن تكون مستعدة لمواجهة متطلباتها من الأسلحة والمؤن فتوالت هزائم الجيش الروسي حيث تزايد عدد القتلى والجرحى والمعطوبين .وانعكس ذلك على السكان المدنيين إذ تراجع الإنتاج الفلاحي بسبب تجنيد الفلاحين فقلت المواد الغذائية وارتفعت الأسعار.وأخذ شبح المجاعة يخيم على المدن التي بدأت تعمها حركة الإضرابات و الاحتجاجات ابتداء من سنة 1916م.
2- مراحل الثورة الروسية :
- ثورة فبراير 1917م :انطلقت 23فبراير بإضرابات و ماهرات شعبية شارك فيها النساء والعمال و لجنود رافعة شعار ((الخبز لا للبيروقراطية لا للحرب )).في 28فبراير تكونت حكومة بورجوازية مؤقتة بقيادة كرينسكي.وكان أغلب عناصرها من حزب الكاديت وبعض الاشتراكيين والمناشفة .وفي 2 مارس اضطر القيصر إلى التنازل عن العرش .
- ثورة أكتوبر 1917م: عارض البلاشفة تشكيل الحكومة البورجوازية المؤقتة ونظموا مسيرات معارضة لها .وفي 3-4أبريل قدموا أطروحات أبريل .لكن محاولتهم الانقلابية باءت الفشل،ففرلينين إلى فنلندا.وأمام عجز الحكومة المؤقتة عن الاستجابة لمطالب الشعب الروسي و إصرارها على مواصلة الحرب إلى جانب الحلفاء ،رفع البلاشفة شعار((كل السلطات للسوفييت،الأرض والخبز وإنهاء الحرب ))لقي الشعار صدى عند الشعب ،فانطلقت في 24أكتوبر الانتفاضة المسلحة للبلاشفة والتي انتهت في 25أكتوبر بالاستيلاء على قصر الشتاء واستسلام أعضاء الحكومة المؤقتة .وبذلك دخلت روسيا مرحلة جديدة في تاريخها المعاصر.
П - خطوات إرساء وترسيخ النظام الاشتراكي في روسيا بعد الثورة :
1 – خطوات وصعوبات إٍرساء النظام الاشتراكي السوفياتي في عهد لينين(1917-1924):
ما إن استولى البلاشفة على السلطة ،حتى أصدروا مجموعة من المراسيم الرامية إلى وضع اللبنات الأولى للنظام الاشتراكي من أهمها:
- مرسوم السلم :ناشد من خلاله لينين كافة الشعوب والدول المتحاربة لإنهاء الحرب وإقرار سلم عادل وديمقراطي . بهذا وقع البلاشفة معاهدة بريست ليتوفسك مع الألمان سنة 1918م
- مرسوم الأرض :ألغيت بموجبه الملكية الخاصة ،ووضعت الأراضي تحت رهن إشارة اللجان الزراعية التابعة للسوفييت.
- مرسوم المؤسسات الصناعية:إقرار مراقبة العمال للمصانع في مرحلة أولى .
- مرسوم القوميات :منح القوميات الروسية حق تقرير المصير.لكن الثورة لقيت معارضة داخلية تجسدت في الحرب الأهلية1918-1921 مع القوى المضادة للثورة وكانت مدعومة من طرف الدول الرأسمالية.إلا أن البلاشفة تمكنوا من القضاء عليها بالاعتماد على سياسة شيوعية الحرب والجيش الأحمر بقيادة ترو تسكي .في حين عرفت الأوضاع الاقتصادية تدهورا خطيرا .مما اضطر لينين إلى نهج سياسة اقتصادية جديدة (النيب) 1921م-1928م وهي إجراءات انتقالية نحو الرأسمالية شجعت المبادرة الفردية وحررت المبادلات التجارية وانفتحت على الرساميل الأجنبية وتراجعت عن مصادرة فائض الإنتاج وتعويضه بضريبة عينية مع السماح للفلاحين ببيع متوجاتهم في السوق الداخلية . وترتب عن هذه السياسة الانتعاش التدرجي لكل القطاعات الاقتصادية مع تحكم الدولة في وسائل الإنتاج الكبرى المصانع الكبرى ووسائل النقل ...
2 – دور ستالين في ترسيخ النظام الاشتراكي:
بعد وفاة لينين سنة1924م انفجر الصراع بين تروتسكي وستالين ،وتمكن هذا الأخير من حسم الصراع لصالحه سنة 1928م،وإقامة نظام شمولي احتكر خلاله ستالين جميع السلط بين يديه .وفي المجال الاقتصادي :اعتمد على سياسة المخططات الاقتصادية التي استهدفت تحويل الاتحاد السوفياتي من بلد زراعي ضعيف و خاضع لأطماع الدول الرأسمالية إلى بلد صناعي قوي ومستقل عن الأطماع الرأسمالية العالمية وتكوين مجتمع اشتراكي .بهذا اهتمت الدولة في المخططات الخماسية بالصناعة الثقيلة على حساب الصناعة الاستهلاكية وتوسيع أراضي الدولة (السوفخوزات) مع إدخال النظام التعاوني في الفلاحة (الكولخوزات) والقضاء النهائي على الكولاك.وترتب عن هذه السياسة ارتفاع الإنتاج الفلاحي ومكننة الفلاحة وتطوير الصناعة الثقيلة وتنمية مراكز صناعية جديدة في الشرق.كما لم يتأثر الاتحاد السوفيتي بتداعيات الأزمة الاقتصادية لسنة1929م التي مست الدول الرأسمالية . بالإضافة إلى ذلك ساهمت في خلق تحولات اجتماعية حيث أصبح الكولخوزيون والسوفخوزيون يمثلون الفئة السائدة في البوادي وتزايد حجم الطبقة العاملة وارتفاع ساكنة المدن وتشكل بيروقراطية جديدة الأباراتشيك.:أطر الحزب والدولة والأطر العليا . وتم كل هذا في غياب للحريات العامة وحقوق الإنسان وفي ظل نظام دكتاتوري مستبد.
Ш – أزمات الديمقراطيات الليبرالية بأوربا الغربية ودراسة النموذجين الفرنسي والإيطالي :
1 – تشخيص أزمات الديمقراطيات الليبرالية الغربية:الخطاطة
2 – دراسة النموذجين الفرنسي والإيطالي :
شهدت فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى أزمة مالية خانقة بفعل تضرر الاقتصاد الوطني وعجز الميزان التجاري وغزو السلع الأجنبية للسوق الداخلية مما خلق مشاكل اجتماعية كانتشار البطالة وتنامي موجة الاحتجاجات والإضرابات .كما عرفت المؤسسات السياسية أزمة واضحة تجلت في تعاقب عدة حكومات خلال فترة وجيزة وعجز المؤسسة التشريعية عن تشكيل أغلبية برلمانية متجانسة بفعل توزع أصوات الناخبين بين عدة أحزاب سياسية متناحرة مما كان يضطرها إلى تكوين تحالفات برلمانية غالبا ماأدت إلى تشكيل حكومات ائتلافية ضعيفة وعاجزة عن الصمود طويلا أمام الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.مما نتج عنه فقدان الثقة في المؤسسات السياسية وتنامي العداء للبرلمان وتصاعد مظاهر العنف السياسي .
ب – النموذج الإيطالي :
بعد الحرب العالمية الأولى عانت إيطاليا من انخفاض المواد الأولية ومصادر الطاقة وتراجع الإنتاج الفلاحي وندرة المواد الغذائية وارتفاع الأسعار وركود المبادلات التجارية.كما ساهمت الحرب في في تذمر السكان و تدهور أوضاع الفلاحين والعمال وتفاقم البطالة و تزايد الحركات العمالية المتشبعة بالفكر الاشتراكي وخوضها لعدة إضرابات ومظاهرات واحتلال العمال للمصانع.في ظل ذلك تميز النظام
السياسي بمحدودية سلطات الملك إيمانويل الثالث و ضعف الحكومة الديمقراطية و تزايد نفوذ الحزب الاشتراكي وبالتالي تحالف البورجوازية والإقطاعية مع اليمين المتطرف :الحزب الفاشي الذي نهج أسلوب العنف لإضعاف خصومه الاشتراكيين وإسقاط الحكومة الديمقراطية فعيين بذلك الملك إيمانويل الثالث موسوليني على رأس الحكومة الإيطالية سنة 1922.م ليتمكن من إقامة نظام فاشي القائد الوحيد ،الحزب الوحيد ،الوطن الوحيد)
خاتمة :
كان لتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بأوربا الغربية و لنجاح الثورة الروسية دور كبير في تعاظم نفوذ النقابات العمالية والأحزاب الشيوعية وتصاعد المد الثوري مما أدى إلى تنامي الأحزاب اليمينية المتطرفة ومعاداتها للبرلمانية والبلشفية . وبالتالي فقدان الثقة في الأنظمة الديمقراطية الليبرالية .
الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية
مقدمة :
شكلت الثورة الروسية حدثا هاما في التاريخ المعاصر، إذ أنهت حكم النظام القيصري بروسيا معلنة عن تأسيس أول نظام اشتراكي في العالم .في حين شهدت الأنظمة الديمقراطية في أوربا الغربية أزمات واضطرابات كان لها دور كبير في زعزعة تلك الأنظمة وتهيئة المناخ لظهور الدكتاتوريات .ما هو السياق التاريخي للثورة الروسية ؟وما هي مراحلها ؟ وما هي خطوات بناء النظام الاشتراكي على يد كل من لينين وستالين؟وما هي وضعية الديمقراطيات الليبرالية في أوربا الغربية بعد الحرب العالمية الأولى ؟
- السياق التاريخي لاندلاع الثورة الروسية و مراحلها :
1 – السياق التاريخي للثورة الروسية :
الوضعية السياسية
استبداد القيصر بالحكم نظام أوتوقراطي .
حل القيصر لمجلس الدوما.
ضعف الجهاز الإداري.
القمع والاستغلال ضدا لأقليات القومية.
مما أدى إلى تعميق الهوة الشعب والسلطة الحاكمة
و بروز تيارات سياسية معارضة مختلفة التوجهات والأهداف من أهمها :الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي برز فيه جناح ثوري عرف باسم البلاشفة .
الوضعية الاقتصادية
الفلاحة التقليدية النشاط الرئيسي.
سيطرة فئة الكولاك على معظم الأراضي الزراعية.
تأخر الانطلاقة الصناعية إلى سنة 1880م.
هيمنة الرساميل لأجنبية على الصناعة .
تمركز النشاط الصناعي في بعض الجهات كموسكو.
الوضعية الاجتماعية
فوارق اجتماعية واضحة:
احتكار النبلاء للمناصب السامية والهيمنة على مجلس الدوما.
سيطرة النبلاء ورجال الدين على الأراضي الزراعية
استغلال طبقة الموجيك في البوادي.
حرمان البورجوازية من الحقوق السياسية
بؤس الطبقة العاملة.
أدى تردي الأوضاع الاقتصادية واحتدام التناقضات الاجتماعية في المدن والبوادي وتزايد المعارضة السياسية إلى اندلاع الثورة الروسية
تسببت مشاركة روسيا في الحرب العالمية الأولى في تأزم أوضاعها الداخلية فقد دخلت الحرب دون أ ن تكون مستعدة لمواجهة متطلباتها من الأسلحة والمؤن فتوالت هزائم الجيش الروسي حيث تزايد عدد القتلى والجرحى والمعطوبين .وانعكس ذلك على السكان المدنيين إذ تراجع الإنتاج الفلاحي بسبب تجنيد الفلاحين فقلت المواد الغذائية وارتفعت الأسعار.وأخذ شبح المجاعة يخيم على المدن التي بدأت تعمها حركة الإضرابات و الاحتجاجات ابتداء من سنة 1916م.
2- مراحل الثورة الروسية :
- ثورة فبراير 1917م :انطلقت 23فبراير بإضرابات و ماهرات شعبية شارك فيها النساء والعمال و لجنود رافعة شعار ((الخبز لا للبيروقراطية لا للحرب )).في 28فبراير تكونت حكومة بورجوازية مؤقتة بقيادة كرينسكي.وكان أغلب عناصرها من حزب الكاديت وبعض الاشتراكيين والمناشفة .وفي 2 مارس اضطر القيصر إلى التنازل عن العرش .
- ثورة أكتوبر 1917م: عارض البلاشفة تشكيل الحكومة البورجوازية المؤقتة ونظموا مسيرات معارضة لها .وفي 3-4أبريل قدموا أطروحات أبريل .لكن محاولتهم الانقلابية باءت الفشل،ففرلينين إلى فنلندا.وأمام عجز الحكومة المؤقتة عن الاستجابة لمطالب الشعب الروسي و إصرارها على مواصلة الحرب إلى جانب الحلفاء ،رفع البلاشفة شعار((كل السلطات للسوفييت،الأرض والخبز وإنهاء الحرب ))لقي الشعار صدى عند الشعب ،فانطلقت في 24أكتوبر الانتفاضة المسلحة للبلاشفة والتي انتهت في 25أكتوبر بالاستيلاء على قصر الشتاء واستسلام أعضاء الحكومة المؤقتة .وبذلك دخلت روسيا مرحلة جديدة في تاريخها المعاصر.
П - خطوات إرساء وترسيخ النظام الاشتراكي في روسيا بعد الثورة :
1 – خطوات وصعوبات إٍرساء النظام الاشتراكي السوفياتي في عهد لينين(1917-1924):
ما إن استولى البلاشفة على السلطة ،حتى أصدروا مجموعة من المراسيم الرامية إلى وضع اللبنات الأولى للنظام الاشتراكي من أهمها:
- مرسوم السلم :ناشد من خلاله لينين كافة الشعوب والدول المتحاربة لإنهاء الحرب وإقرار سلم عادل وديمقراطي . بهذا وقع البلاشفة معاهدة بريست ليتوفسك مع الألمان سنة 1918م
- مرسوم الأرض :ألغيت بموجبه الملكية الخاصة ،ووضعت الأراضي تحت رهن إشارة اللجان الزراعية التابعة للسوفييت.
- مرسوم المؤسسات الصناعية:إقرار مراقبة العمال للمصانع في مرحلة أولى .
- مرسوم القوميات :منح القوميات الروسية حق تقرير المصير.لكن الثورة لقيت معارضة داخلية تجسدت في الحرب الأهلية1918-1921 مع القوى المضادة للثورة وكانت مدعومة من طرف الدول الرأسمالية.إلا أن البلاشفة تمكنوا من القضاء عليها بالاعتماد على سياسة شيوعية الحرب والجيش الأحمر بقيادة ترو تسكي .في حين عرفت الأوضاع الاقتصادية تدهورا خطيرا .مما اضطر لينين إلى نهج سياسة اقتصادية جديدة (النيب) 1921م-1928م وهي إجراءات انتقالية نحو الرأسمالية شجعت المبادرة الفردية وحررت المبادلات التجارية وانفتحت على الرساميل الأجنبية وتراجعت عن مصادرة فائض الإنتاج وتعويضه بضريبة عينية مع السماح للفلاحين ببيع متوجاتهم في السوق الداخلية . وترتب عن هذه السياسة الانتعاش التدرجي لكل القطاعات الاقتصادية مع تحكم الدولة في وسائل الإنتاج الكبرى المصانع الكبرى ووسائل النقل ...
2 – دور ستالين في ترسيخ النظام الاشتراكي:
بعد وفاة لينين سنة1924م انفجر الصراع بين تروتسكي وستالين ،وتمكن هذا الأخير من حسم الصراع لصالحه سنة 1928م،وإقامة نظام شمولي احتكر خلاله ستالين جميع السلط بين يديه .وفي المجال الاقتصادي :اعتمد على سياسة المخططات الاقتصادية التي استهدفت تحويل الاتحاد السوفياتي من بلد زراعي ضعيف و خاضع لأطماع الدول الرأسمالية إلى بلد صناعي قوي ومستقل عن الأطماع الرأسمالية العالمية وتكوين مجتمع اشتراكي .بهذا اهتمت الدولة في المخططات الخماسية بالصناعة الثقيلة على حساب الصناعة الاستهلاكية وتوسيع أراضي الدولة (السوفخوزات) مع إدخال النظام التعاوني في الفلاحة (الكولخوزات) والقضاء النهائي على الكولاك.وترتب عن هذه السياسة ارتفاع الإنتاج الفلاحي ومكننة الفلاحة وتطوير الصناعة الثقيلة وتنمية مراكز صناعية جديدة في الشرق.كما لم يتأثر الاتحاد السوفيتي بتداعيات الأزمة الاقتصادية لسنة1929م التي مست الدول الرأسمالية . بالإضافة إلى ذلك ساهمت في خلق تحولات اجتماعية حيث أصبح الكولخوزيون والسوفخوزيون يمثلون الفئة السائدة في البوادي وتزايد حجم الطبقة العاملة وارتفاع ساكنة المدن وتشكل بيروقراطية جديدة الأباراتشيك.:أطر الحزب والدولة والأطر العليا . وتم كل هذا في غياب للحريات العامة وحقوق الإنسان وفي ظل نظام دكتاتوري مستبد.
Ш – أزمات الديمقراطيات الليبرالية بأوربا الغربية ودراسة النموذجين الفرنسي والإيطالي :
1 – تشخيص أزمات الديمقراطيات الليبرالية الغربية:الخطاطة
2 – دراسة النموذجين الفرنسي والإيطالي :
شهدت فرنسا بعد الحرب العالمية الأولى أزمة مالية خانقة بفعل تضرر الاقتصاد الوطني وعجز الميزان التجاري وغزو السلع الأجنبية للسوق الداخلية مما خلق مشاكل اجتماعية كانتشار البطالة وتنامي موجة الاحتجاجات والإضرابات .كما عرفت المؤسسات السياسية أزمة واضحة تجلت في تعاقب عدة حكومات خلال فترة وجيزة وعجز المؤسسة التشريعية عن تشكيل أغلبية برلمانية متجانسة بفعل توزع أصوات الناخبين بين عدة أحزاب سياسية متناحرة مما كان يضطرها إلى تكوين تحالفات برلمانية غالبا ماأدت إلى تشكيل حكومات ائتلافية ضعيفة وعاجزة عن الصمود طويلا أمام الأزمات الاقتصادية والاجتماعية.مما نتج عنه فقدان الثقة في المؤسسات السياسية وتنامي العداء للبرلمان وتصاعد مظاهر العنف السياسي .
ب – النموذج الإيطالي :
بعد الحرب العالمية الأولى عانت إيطاليا من انخفاض المواد الأولية ومصادر الطاقة وتراجع الإنتاج الفلاحي وندرة المواد الغذائية وارتفاع الأسعار وركود المبادلات التجارية.كما ساهمت الحرب في في تذمر السكان و تدهور أوضاع الفلاحين والعمال وتفاقم البطالة و تزايد الحركات العمالية المتشبعة بالفكر الاشتراكي وخوضها لعدة إضرابات ومظاهرات واحتلال العمال للمصانع.في ظل ذلك تميز النظام
السياسي بمحدودية سلطات الملك إيمانويل الثالث و ضعف الحكومة الديمقراطية و تزايد نفوذ الحزب الاشتراكي وبالتالي تحالف البورجوازية والإقطاعية مع اليمين المتطرف :الحزب الفاشي الذي نهج أسلوب العنف لإضعاف خصومه الاشتراكيين وإسقاط الحكومة الديمقراطية فعيين بذلك الملك إيمانويل الثالث موسوليني على رأس الحكومة الإيطالية سنة 1922.م ليتمكن من إقامة نظام فاشي القائد الوحيد ،الحزب الوحيد ،الوطن الوحيد)
خاتمة :
كان لتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بأوربا الغربية و لنجاح الثورة الروسية دور كبير في تعاظم نفوذ النقابات العمالية والأحزاب الشيوعية وتصاعد المد الثوري مما أدى إلى تنامي الأحزاب اليمينية المتطرفة ومعاداتها للبرلمانية والبلشفية . وبالتالي فقدان الثقة في الأنظمة الديمقراطية الليبرالية .