: المجزوءة :1
أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929م
مقدمة :
في سنة 1929 م عرف العالم الرأسمالي أزمة اقتصادية كبرى . انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية لتنتشر في باقي الدول الرأسمالية والمستعمرات التابعة لها . كيف انطلقت الأزمة الاقتصادية الكبرى وماهي أسباب وكيفية انتشارها في العالم الرأسمالي ؟ وماهي نتائجها العامة ؟ وكيف تمت مواجهتها؟
І – أزمة 1929م :ظروف انطلاقها و مظاهرها في الولايات المتحدة الأمريكية :
1 – تفسيرات مختلفة لجذور أزمة 1929م:جدول
2 – عوامل اندلاع الأزمة ضمن الازدهار الأمريكي مابين 1922– 1929 م:
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية بين 1922 و1929م ازدهارا اقتصاديا تجلى في ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعي وتصاعد نظام التركيز الرأسمالي لكن هذا الانتعاش لم يكن شموليا بل حمل في طياته اختلالات في الميدان الفلاحي والميدان المالي .وعرفت هذه الفترة إقبالا كبيرا على نظام القروض التي استخدمت أساسا في المضاربة بأسهم بورصة نيويورك .فارتفعت قيمة الأسهم وتزايدت أرباح المساهمين. وأمام ارتفاع عرض الأسهم مقارنة مع الطلب عليها انخفضت قيمتها.وظهر ذلك بشكل جلي يوم الخميس الأسود24 أكتوبر1929م بانهيار مفاجئ لأسعار الأسهم عندما عرض 13 مليون سهم للبيع لم تجد من يشتريها بسب فقدان الثقة فيها من طرف المساهمين.
3 – مظاهر الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية :
بدأت الأزمة من القطاع المالي بانهيار قيمة الأسهم في بورصة وول ستريت وخسارة المساهمين وعجزهم عن سداد القروض.مما أدى إلى إفلاس الأبناك ومؤسسات القرض .فتوقفت بذلك قروض الاستهلاك والاستثمار.وبالتالي تراجع الإنتاج الصناعي والفلاحي وركود المبادلات التجارية . وانعكست آثار الأزمة على مختلف الفئات الاجتماعية :رجال الأعمال وأرباب المصانع والعمال والفلاحون ...فانتشرت البطالة وضعفت القدرة الشرائية وتصاعدت الانتفاضات العمالية والفلاحية وانتشر البؤس والفقر .
II -عوامل وكيفية انتشار الأزمة في العالم الرأسمالي و نتائجها العامة :
1 –عوامل تدويل الأزمة الاقتصادية :
انتقلت الأزمة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوربا والعالم وذلك راجع للروابط المالية والتجارية بين هذه المناطق ، بهذا تسربت الأزمة إلى الدول الصناعية بعد استرداد مؤسسات القرض الأمريكية لقروضها ، وسحبرساميلها من أوربا . ففي سنة 1931 م تضررت النمسا و ألمانيا بفعل ارتباط اقتصادهما بالقروض الأمريكية ،و تأثر الاقتصاد الإنجليزي من تدهور المبادلات التجارية الدولية .وفي سنة 1932 م ظهرت الأزمة بشكل متأخر في فرنسا لقلة اعتمادها على القروض الأجنبية وكذا ضعف نسبي لمبادلاتها الخارجية . وتضررت اليابان من سياسة الحمائية الجمركية التي نهجتها الدول الرأسمالية أمام منتجاتها الصناعية . كما تأثرت الدول المصدرة للمواد الأولية والفلاحية بما فيها المستعمرات من الأزمة لتراجع الطلب على تلك المواد في الدول الصناعية فتراكمت مخزوناتها و انهارت أسعارها وتدهورت مداخليها .و بقي الاتحاد السوفياتي بعيدا عن الأزمة لضعف ارتباطه بالعالم الخارجي و اعتماده على سياسة التصاميم الاقتصادية .
2 – النتائج العامة الأزمة الاقتصادية :
ترتب عن الأزمة الاقتصادية العالمية عدة نتائج تمثلت في :
- انخفاض الأسعار و الاستثمارات في العالم الرأسمالي .
تراجع الإنتاج الصناعي عالميا مع انكماش في التجارة الخارجية الدولية .
ارتفا ع أعداد العاطلين بالبلدان الرأسمالية و تنامي الإضرابات العمالية .
إفلاس اقتصاديات المستعمرات بسبب انهيار المبادلات التجارية وأسعار المواد الأولية .
Ш- بعض أساليب مواجهة الأزمة في العالم الرأسمالي ودلالاتها التاريخية :
1 – النموذج الأمريكي في مواجهة الأزمة ودلالاته :
للمواجهة الأزمة ،وضع الئيس الأمريكي روزفلت الخطة الجديدة أي النيوديل وتضمنت عدة إجراءات إلى النتقال بالرأسمالية الأمريكية من مرحلة اللبيرالية المطلقة إلى مرحلة الرأسكمالي ة الموجهة .ففي سنة 1933 تدخلت الحكومة بمقتضقانون الإصلاح البنكيلتنظم المؤسساتالمالية ومراقبتها بمافيها البورصة.وأعطى قانون الإصلاح الفلاحي غعانات مالي للمزارعينمقابل تقليص المساحات المزروعة والتخفيض منافنتاج لرفع الأسعار كما نظم قانون إصلاح الصناعةنشاطالمؤسسات الصناعية على اأساسالمنافسة المشروعة وإقرار الحد الأدنى لللأجور وتخفيض ساعات العمل وتخفيض منقيمة الدولار بنسبة 41وتمإقرار قانون الضمان الاجتماعي الؤسسعلى البطالة والعجز والشيخوخة .وترتب عن تطبيق النيوديل نتائج إيجابية كارتفاع الأسعار ونمو الإنتاج والصادرات وانتعاش المبادلات التجارية الأمريكية وانخفاض عددالعاطلينوتزايد شعبية الئيس الأمريكي روزفلت .لكن هذا لميمنع منوجود أصوات معارضةكرجال اللأعمالودعاة اللبيراليةالمطلقة والجو الاجتماعي المتوتر بين النقابات وأرباب العمل.هكذا دعمت الخطة الجديدة السلطة الفيدرالية وقوت صلاحيات الرئيسوشجعت المبدأتدخلي للدولة في الحياة الاقتصاديةوشرعنة العمل النقابي. إلا أن هذا لم يمنع من استمرار مضاعفات الأزمة إلى حين خول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية وتحولها إلى أكبر ممون للحلفاء.
2 – النموذج النازي لمعالجة الأزمة ودلالاته :
كان تدخل الدولة النازية في النشاط الاقتصادي تدخلا أكثر صرامة حبث فرض هتلر نظام التعونيات المختلطة وشجع الملكيات الزراعية في البوادي وراقب المبادلات .كما نهج سياسة تقشفية في مجال الأجور وطبق سياسةالأوراش الكبرى لامتصاص البطالة . بهذا فرضت الدولة مراقبة شديدة على مجموع القطاعات الاقتصادية وسخرتها لخدمة أهدافهاالسياسية والعسكرية والتوسعية في إطار ماعرف بالمجال الحيوي .
خاتمة :
ارتبطت جذور ا الأزمة الاقتصادية بطبيعة النظام الرأسماليوبالاختلال المالي الالمي وبظاهرة فائضالإنتاجوالمضاربات المالية .فمثل أسلييب مواجهتهامحطة نوعية في الانتقال بالرأسماللية منمرحلة اللبيرالية المطلقة إلى مرحلة اللبيرالية الموجهة.
أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929م
مقدمة :
في سنة 1929 م عرف العالم الرأسمالي أزمة اقتصادية كبرى . انطلقت من الولايات المتحدة الأمريكية لتنتشر في باقي الدول الرأسمالية والمستعمرات التابعة لها . كيف انطلقت الأزمة الاقتصادية الكبرى وماهي أسباب وكيفية انتشارها في العالم الرأسمالي ؟ وماهي نتائجها العامة ؟ وكيف تمت مواجهتها؟
І – أزمة 1929م :ظروف انطلاقها و مظاهرها في الولايات المتحدة الأمريكية :
1 – تفسيرات مختلفة لجذور أزمة 1929م:جدول
2 – عوامل اندلاع الأزمة ضمن الازدهار الأمريكي مابين 1922– 1929 م:
شهدت الولايات المتحدة الأمريكية بين 1922 و1929م ازدهارا اقتصاديا تجلى في ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعي وتصاعد نظام التركيز الرأسمالي لكن هذا الانتعاش لم يكن شموليا بل حمل في طياته اختلالات في الميدان الفلاحي والميدان المالي .وعرفت هذه الفترة إقبالا كبيرا على نظام القروض التي استخدمت أساسا في المضاربة بأسهم بورصة نيويورك .فارتفعت قيمة الأسهم وتزايدت أرباح المساهمين. وأمام ارتفاع عرض الأسهم مقارنة مع الطلب عليها انخفضت قيمتها.وظهر ذلك بشكل جلي يوم الخميس الأسود24 أكتوبر1929م بانهيار مفاجئ لأسعار الأسهم عندما عرض 13 مليون سهم للبيع لم تجد من يشتريها بسب فقدان الثقة فيها من طرف المساهمين.
3 – مظاهر الأزمة في الولايات المتحدة الأمريكية :
بدأت الأزمة من القطاع المالي بانهيار قيمة الأسهم في بورصة وول ستريت وخسارة المساهمين وعجزهم عن سداد القروض.مما أدى إلى إفلاس الأبناك ومؤسسات القرض .فتوقفت بذلك قروض الاستهلاك والاستثمار.وبالتالي تراجع الإنتاج الصناعي والفلاحي وركود المبادلات التجارية . وانعكست آثار الأزمة على مختلف الفئات الاجتماعية :رجال الأعمال وأرباب المصانع والعمال والفلاحون ...فانتشرت البطالة وضعفت القدرة الشرائية وتصاعدت الانتفاضات العمالية والفلاحية وانتشر البؤس والفقر .
II -عوامل وكيفية انتشار الأزمة في العالم الرأسمالي و نتائجها العامة :
1 –عوامل تدويل الأزمة الاقتصادية :
انتقلت الأزمة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى أوربا والعالم وذلك راجع للروابط المالية والتجارية بين هذه المناطق ، بهذا تسربت الأزمة إلى الدول الصناعية بعد استرداد مؤسسات القرض الأمريكية لقروضها ، وسحبرساميلها من أوربا . ففي سنة 1931 م تضررت النمسا و ألمانيا بفعل ارتباط اقتصادهما بالقروض الأمريكية ،و تأثر الاقتصاد الإنجليزي من تدهور المبادلات التجارية الدولية .وفي سنة 1932 م ظهرت الأزمة بشكل متأخر في فرنسا لقلة اعتمادها على القروض الأجنبية وكذا ضعف نسبي لمبادلاتها الخارجية . وتضررت اليابان من سياسة الحمائية الجمركية التي نهجتها الدول الرأسمالية أمام منتجاتها الصناعية . كما تأثرت الدول المصدرة للمواد الأولية والفلاحية بما فيها المستعمرات من الأزمة لتراجع الطلب على تلك المواد في الدول الصناعية فتراكمت مخزوناتها و انهارت أسعارها وتدهورت مداخليها .و بقي الاتحاد السوفياتي بعيدا عن الأزمة لضعف ارتباطه بالعالم الخارجي و اعتماده على سياسة التصاميم الاقتصادية .
2 – النتائج العامة الأزمة الاقتصادية :
ترتب عن الأزمة الاقتصادية العالمية عدة نتائج تمثلت في :
- انخفاض الأسعار و الاستثمارات في العالم الرأسمالي .
تراجع الإنتاج الصناعي عالميا مع انكماش في التجارة الخارجية الدولية .
ارتفا ع أعداد العاطلين بالبلدان الرأسمالية و تنامي الإضرابات العمالية .
إفلاس اقتصاديات المستعمرات بسبب انهيار المبادلات التجارية وأسعار المواد الأولية .
Ш- بعض أساليب مواجهة الأزمة في العالم الرأسمالي ودلالاتها التاريخية :
1 – النموذج الأمريكي في مواجهة الأزمة ودلالاته :
للمواجهة الأزمة ،وضع الئيس الأمريكي روزفلت الخطة الجديدة أي النيوديل وتضمنت عدة إجراءات إلى النتقال بالرأسمالية الأمريكية من مرحلة اللبيرالية المطلقة إلى مرحلة الرأسكمالي ة الموجهة .ففي سنة 1933 تدخلت الحكومة بمقتضقانون الإصلاح البنكيلتنظم المؤسساتالمالية ومراقبتها بمافيها البورصة.وأعطى قانون الإصلاح الفلاحي غعانات مالي للمزارعينمقابل تقليص المساحات المزروعة والتخفيض منافنتاج لرفع الأسعار كما نظم قانون إصلاح الصناعةنشاطالمؤسسات الصناعية على اأساسالمنافسة المشروعة وإقرار الحد الأدنى لللأجور وتخفيض ساعات العمل وتخفيض منقيمة الدولار بنسبة 41وتمإقرار قانون الضمان الاجتماعي الؤسسعلى البطالة والعجز والشيخوخة .وترتب عن تطبيق النيوديل نتائج إيجابية كارتفاع الأسعار ونمو الإنتاج والصادرات وانتعاش المبادلات التجارية الأمريكية وانخفاض عددالعاطلينوتزايد شعبية الئيس الأمريكي روزفلت .لكن هذا لميمنع منوجود أصوات معارضةكرجال اللأعمالودعاة اللبيراليةالمطلقة والجو الاجتماعي المتوتر بين النقابات وأرباب العمل.هكذا دعمت الخطة الجديدة السلطة الفيدرالية وقوت صلاحيات الرئيسوشجعت المبدأتدخلي للدولة في الحياة الاقتصاديةوشرعنة العمل النقابي. إلا أن هذا لم يمنع من استمرار مضاعفات الأزمة إلى حين خول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب العالمية الثانية وتحولها إلى أكبر ممون للحلفاء.
2 – النموذج النازي لمعالجة الأزمة ودلالاته :
كان تدخل الدولة النازية في النشاط الاقتصادي تدخلا أكثر صرامة حبث فرض هتلر نظام التعونيات المختلطة وشجع الملكيات الزراعية في البوادي وراقب المبادلات .كما نهج سياسة تقشفية في مجال الأجور وطبق سياسةالأوراش الكبرى لامتصاص البطالة . بهذا فرضت الدولة مراقبة شديدة على مجموع القطاعات الاقتصادية وسخرتها لخدمة أهدافهاالسياسية والعسكرية والتوسعية في إطار ماعرف بالمجال الحيوي .
خاتمة :
ارتبطت جذور ا الأزمة الاقتصادية بطبيعة النظام الرأسماليوبالاختلال المالي الالمي وبظاهرة فائضالإنتاجوالمضاربات المالية .فمثل أسلييب مواجهتهامحطة نوعية في الانتقال بالرأسماللية منمرحلة اللبيرالية المطلقة إلى مرحلة اللبيرالية الموجهة.