الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل
مقدمة:
خرجت أوربا من الحرب العالمية الثانية منهارة اقتصاديا، وفقدت دورها الريادي على المستوى العالمي لصالح و م أ والإتحاد السوفياتي، فتمت عدة محاولات لتحقيق الاندماج والتعاون، انطلقت بتكوين المجموعة الاقتصادية سنة 1957، وانتهت بتكوين الاتحاد الأوربي 1993. فأصبح سنة 2007 يضم 27 دولة,
I. المراحل الكبرى لبناء الاتحاد الأوربي وأهم أهدافه ومبادئه:
- 1951 إنشاء المجموعة الأوربية للفحم والصلب (فرنسا ألمانيا الغربية إيطاليا البنيلوكس)
- 1957: توقيع معاهدة روما بايطاليا بين ست دول فرنسا وألمانيا الغربية وايطاليا ودول البنيلوكس؛ تم الاتفاق على مايلي:
اتحاد الدول السابقة الذكر في إطار أطلقوا عليه المجموعة الاقتصادية الأوربية.
إقرار تنقل الأشخاص والسلع والخدمات ورؤوس الأموال بين الدول السابقة بكامل الحرية .
الحرص على اعتماد سياسة موحدة في مجال الفلاحة والصيد البحري والصناعة والتجارة والبيئة.
الحرص على إقامة اتحاد اقتصادي ونقدي وثقافي وتربوي.
تشجيع التعاون والتضامن من أجل تعميم تنمية اقتصادية واجتماعية بين الدول الأعضاء.
- 1973 : انضمام انجلترا+ايرلندا+الدانمارك
- • 1979 انتخاب أول برلمان أوربي بالاقتراع العام المباشر.
- 1981: انضمام اليونان.
- 1985: توقيع اتفاقية شنغن حيث نصت على التنقل الحر للأ شخاص داخل الدول الأعضاء
- 1986: انضمام اسبانيا والبرتغال,
- 1992: توقيع معاهدة ماستريخت بين 12دولة. وتم الاتفاق على مايلي".
- تغيير التسمية السابقة-المجموعة الاقتصادية الأوربية-بتسمية جديدة وهي الاتحاد الأوربي.
- الحرص على تسريع وتيرة التقدم الاقتصادي والتنمية الاجتماعية والبيئية لشعوب دول الأعضاء.
- الحرص على التنمية السياسية بتعميق الديمقراطية وحقوق الإنسان.
- الحرص على تسريع خطوات الاندماج الاقتصادي والنقدي
- 1995: انضمام السويد+فنلندا+النمسا
- 1996: اتفاقية أمستردام حول إدخال مبادئ جديدة للاتحاد الأوربي وتقوية التعاون,
- 2002 : اعتماد الاوروEURO عملة موحدة بين 12دولة بينما حافظت ثلاث-3- دول على عملتها الوطنية وهي انجلترا والدانمارك والسويد,
- 2004: انضمام عشر 10دول وهي:استونيا+ليتونيا+ليتوانيا+بولونيا+جمهورية التشيك+سلوفاكيا+سلوفينيا+هنغاريا+قبرص+مالطا.
- 2004: توقيع معاهدة روما المؤسسة للدستور الأوربي، ويتضمن المشروع قيم ومبادئ أساسية وهي: احترام الحريات والمساواة والعدالة والكرامة والديمقراطية والتعددية والتسامح والتضامن ونبذ العنصرية. إضافة إلى خلق تنمية اقتصادية واجتماعية وبيئية وعلمية,, مندمجة، متكاملة ومتواصلة,
- 2007: انضمام رومانيا وبلغاريا فأصبحت 27 دولة
← يتضخ مما سبق مرور الإندماج الأوربي بمرحلتين:
- الأولى تجلت في معاهدة روما 1957 والإعلان عن المجموعة الاقتصادية الأوربية
- الثانية برزت مع توقيع معاهدة مايستريخت التي أسست الاتحاد الأوربي القائم على ما يلي:
ــ إنشاء اتحاد مستمر بين شعوب أوربا,
ــ خلق فضاء بدون حدود داخلية وتحقيق وحدة اقتصادية ونقدية ذات عملة موحدة لتوفير التقدم الاقتصادي والرخاء الاجتماعي,
ــ احترام مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان,
ــ احترام الهوية الوطنية للدول الأعضاء
II. العوامل المفسرة للاندماج بين دول الاتحاد الأوربي:
1, ساعدت عدة مقومات على الدفع بدول الاتحاد نحو الاندماج
•العامل الجغرافي : يتجلى في انتماء الدول الأوربية إلى قارة واحدة وتوفرها على خصائص تضاريسية ومناخية ومعدنية وطاقية متشابهة ومتكاملة.
• العامل التاريخي : يتمثل في معايشة الدول الأوربية الأعضاء، لأحداث سياسية وعسكرية واقتصادية واجتماعية...مشتركة : الثورة الصناعية، الخ ع 1 و2,,,
العامل اليمغرافي: انتماؤها إلى لنظام ديمغرافي حديث يتميز بضعف التزايد الطبيعي، وشيخوخة المجتمع، وارتفاع متوسط أمد الحياة، وكتلة بشرية تمثل 7٪ من ساكنة العالم,
• العامل السياسي: يتجلى في اعتماد الدول الأوربية للنظام الديمقراطي الحر التعددي، ولحقوق الإنسان ثقافة وممارسة.
• العامل الاقتصادي : يتمثل في تبني النظام الليبرالي المرتكز على المنافسة والحرية والسوق والخوصصة وغيرها.
• العامل الاجتماعي الثقافي: يكمن في وعي شعوب وزعماء البلدان العضوية في الاتحاد بان التكتل والتضامن والتعاون العام هو المستقبل، وهو المصير في ظل التحولات العالمية الراهنة. ساعد على ذلك ارتفاع متوسط المتعلمين 98٪، وارتفاع معدل الدخل الفردي (حوالي 20 ألف أورو)
2,المؤسسات المنظمة والمطورة لبرامج وأهداف الاتحاد الأوربي:
•المجلس الأوربي: وظيفته تقريرية يتكون من رؤساء الدول والحكومات حيث يقرر التوجهات العامة الكبرى ،الاقتصادية والاجتماعية والمالية والسياسية......
• مجلس الوزراء: مهمته تقريرية يمثل كل وزير قطاع اقتصادي أو مالي أو ثقافي الخ، دولته في اجتماع محدد لتناول قضية تهم قطاع من القطاعات على صعيد الاتحاد.
• البرلمان الأوربي: وظيفته تشريعية يمثل أعضاء منتخبين في كل دولة بالاقتراع العام المباشر.
•اللجنة الأوربية: مهمتها استشارية تقدم مشاريع للبرلمان الأوربي أو للمجلس الأوربي.
• محكمة العدل: وظيفتها قضائية تحرص على تطبيق الدول الأعضاء للقوانين الأوربية المشتركة.
• البنك المركزي الأوربي: وظيفته مالية يمول المشاريع التنموية لدول الأعضاء.
III. المظاهر الاقتصادية والاجتماعية للاندماج في الاتحاد الأوربي:
1, تعزيز الاندماج الأوربي من خلال تنظيم المجال ودعم الوحدة النقدية:
نميز بين أربع مجالات لتنظيم المجال والإندماج:
- تجمع حضري (ميكالوبول) وهي مدن متصلة فيما بينها تكون تجمعا حضريا تتمثل في عواصم الدول الست المؤسسة للمجموعة الاقتصادية إضافة إلى إنجلترا,
- مركز الاتحاد الأوربي: مجال تتركز فيه السلطات والقرارات المختلفة يشمل عواصم عشر دول,
- أطراف مندمجة في الاتحاد: 15 دولة كونت الاتحاد إلى حدود 1995,
- أطراف في طور الاندماج: تشمل 10 دول التحقت أخيرا بالاتحاد هي عبارة عن هوامش للمركز بها أنشطة ثانوية,
إن الهدف من هذا التنظيم هو نقل التكنولوجيا والديمقراطية تدريجيا من المركز إلى الأطراف لتحقيق التكامل والتخفيف من التباين, وقد نجح الاتحاد الأوربي في جعل عملة الأورو متداولة في 12 دولة منذ 2002، بهدف التخلص من الدولار الأمريكي المتذبذب
3. يحتل الاتحاد الأوربي مكانة مهمة في الاقتصاد الأوربي:
يرتبط تطور تجارة الاتحاد الأوربي بالإنتاج الفلاحي الضخم بسبب وضع سياسة فلاحية مشتركة مكنت دول الاتحاد الأوربي من تأمين حاجياته الغذائية، وتوفير فائض الإنتاج الفلاحي: القمح 17.7٪ من الإنتاج العالمي، المرتبة 4 في الصادرات. وصناعة قوية (المرتبة الأولى في العالم في إنتاج السيارات، المرتبة الثانية في مجال الإلكترونيك 17 ٪ من الإنتاج العالمي) إلى جانب تطور وسائل المواصلات ، وإنشاء مشاريع صناعية مشتركة (طائرة إيرباص) وأهمية السوق الاستهلاكية الضخمة.
وفي المجال التجاري يساهم الاتحاد الأوربي ب 19 ٪ من المبادلات التجارية العالمية ويحتل المرتبة الأولى إلى جانب و م أ ، ويحقق فائضا في الميزان التجاري إذ تهيمن على صادراته المنتوجات المصنعة خاصة الميكانيكية والكيماوية, وتمثل المبادلات بين الدول الأعضاء في الاتحاد 3/2 مجموع مبادلات هذا الاتحاد بفضل السوق الوحيد (le marché unique) الذي أفاد المستهلك من خلال تنقل السلع والخدمات البحرية بدون حدود وطنية.
استفادت التجارة الخارجية من سهولة الاتصال بالعالم الخارجي وذلك عبر الموانئ الضخمة (روتردام) والأسطول الجوي.
4 مظاهر الإندماج بين دول الاتحاد الأوربي:
*مظاهر الاندماج الاجتماعي.
تتمثل في اعتماد سياسة موحدة تهتم بتوفير التشغيل وتحسن ظروف العمل والدخل الفردي وتضمن الحماية والرعاية الاجتماعية لشعوب دول الاتحاد الأوربي.
* مظاهر الاندماج الثقافي والعلمي.
يتمثل في اعتماد سياسة ثقافية وعلمية مشتركة تهدف إلى تمكين المواطنين من تعليم عصري يواكب المستجدات العلمية والمعلوماتية ويسهل اندماجهم في سوق التشغيل. وفي هذا الصدد تم خلق معاهد علمية كمعهد اراسمس بانجلترا ومعهد ليوناردو بايطاليا ومعهد سقراط باليونان والمعلوميات وغيرها.
IV. بعض التحديات والمشاكل التي يواجهها الاتحاد الأوربي.
•التحدي الديمغرافي :وجود كثافة سكانيةمرتفعة113ن/الكلم2+ ارتفاع نسبة الشيوخ بسبب مخلفات الحروب، وتراجع نسبة التزايد الطبيعي وانخفاض معدل الخصوبة ولذلك فدول الاتحاد الأوربي في حاجة دائمة لليد العاملة الأجنبية.
•التحدي الاقتصادي: ضعف قطاع الإعلاميات مقارنة مع الدول الكبرى، وعدم قدرته على منافسة الشركات اليابانية والأمريكية.
يوجد تباين في النمو الاقتصادي داخل البلد الواحد:إيطاليا، بريطانيا..وقد تم إحداث الصندوق الأوربي للإنماء الجهوي سنة 1975لتنمية الأقاليم الأقل تقدما كما يلاحظ وجود اختلاف كبير بين دول الاتحاد الأوربي، ويبدو هذا التفاوت في الناتج الداخلـــــي الإجمالي(ألمانيا2382مليار دولار، البرتغال125مليار دولار. مما ينعكس على الدخل الفـــردي للأشخاص وعلى أوضاعهم الاجتماعية والنفسية. إلى جانب عدم تعميم العملة الموحدة الأورو على مجمل دول أوربا
* التحدي المؤسساتي: يتمثل في مواصلة دعم الأنظمة الديمقراطية وحقوق الإنسان واقتصاد السوق ودولة الحقوق والقوانين، في الدول التي التحقت حديثا من أوربا الوسطى والشرقية بالاتحاد الأوربي سنتي 2004و 2007.
خلاصة:
تشكل تجربة الاتحاد الأوربي نموذجا ناجحا ، لذا تسعى عدة مجموعات إقليمية اعتماد نظام التكتل لضمان التعاون وتحقيق التنمية ومواجهة العولمة المتوحشة