أجرى الحوار ذ. الكبير الداديسي
في إطار سلسلة المقالات والحوارات التي نسعى من خلالها رصد نبض مدينة آسفي وتعريف الجمهور ببعض أنشطة جمعيات المجتمع المدني والمؤسسات النشيطة في المدينة ، وعلى هامش بطولة كأس العرش في السباحة التي نظمتها الجمعية الرياضية للسباحة بآسفي والتي أبانت عن مواهب صاعدة في السباحة بالمدينة استضفنا السيد عبد الكريم العلوي المرتجي رئيس الجمعية وكان لنا معه الحوار التالي:
س : نرحب بك سيدي ونحب في البداية أن تعرف سكان المدينة والمغاربة عامة بالجمعية الرياضية للسباحة !!
ج: الجمعية الرياضية بأسفي جمعية حديثة العهد نسبيا تنشط أزيد من ست سنوات ، تأسست رسميا - بعدما كانت تنشط حوالي سنة قبل الاعتراف بها - سنة 2006 تتخذ من فضاء المسبح البلدي بأسفي مقرا ،وهي جمعية مهيكلة تعقد جموعها العامة بشكل دوري وسيعقد الجمع العام القادم في شهر شتنبر ، يشرف عليها جماعة من المؤطرين الأكفاء أغلبهم أساتذة في التربية البدنية ضمنهم أستاذتين وأستاذ مبرز في التربية البدنية ، وكلهم لهم دراية بتقنيات وقوانين السباحة ومنهم من كان بطلا ـ يُعلمون أعضاء الجمعية كل ما يتعلق بالسباحة ....
س: أنت أستاذ لمادة الفيزياء فما الذي حدا بك لترأس جمعية للسباحة ؟؟
ج: ( بنبرة ساخرة ) لا تنسى أن الرياضة ( التربية البدنية) بالفرنسية متضمنة للفيزياء education physique ومع ذلك فأنا لست متطفلا على الميدان إذ كنت بطلا للمغرب ثلاث مرات سنوات 1981 – 82 – 83 وكنت بطلا متخصصا في 200 متر فراشة 1500 متر سباحة حرة و 400 متر أربع سباحات ، كما أني حائز على عدة شواهد ودبلومات في السباحة وليس هذا هو المهم بالنسبة لي ، فالأهم هو من يخدم هذه المدينة وهذا الوطن فقد كانت الساحة فارغة في آسفي رغم اعتبار المدينة حاضرة المحيط فمن العار أن ألا تكون فيها مدرسة لتعليم السباحة ، نحن أخذنا المشعل وأوجدنا الإطار ومن أراد العمل فليتفضل فهذا تكليف أكثر منه تشريف
س: ست سنوات هي عمر الجمعية الرياضية للسباحة بآسفي ، ما ذا تحقق في هذه السنوات ؟؟
ج: أهم ما تحقق هو إخراج ما كان حلما إلى أرض الواقع فقد جمعنا عددا من الأطفال والشباب في أطار منظم، يتجاوز عدد الأعضاء الذين يستفيدون من دروسنا في السباحة ثمانين عضوا في كل الفئات من الكتاكيت الصغار إلى الكبار ذكورا وإناثا يستفيدون أربع حصص في الأسبوع ( اقتصرنا على ثلاث حصص في شهر رمضان ) ، ونظمنا عدة مسابقات محلية آخرها بطولة كأس عيد العرش يوم 30 يوليوز 2012 ..وشاركنا في عدة تظاهرات وطنية خاصة في كل من البيضاء ومراكش ، كما أن عددا من أبطالنا الذين تكونوا في الجمعية يشاركون في البطولة المدرسية للسباحة يمثلون مؤسساتهم وحققوا نتائج مشرفة ومعظم أبطالنا حققوا الأوقات والأرقام المطلوبة من طرف الجامعة الملكية المغربية للسباحة مما يخول لهم المشاركة في البطولات الوطنية ، ولا زالت طموحاتنا كبيرة ..
س : على ذكر الطموحات ، ماهي آفاق الجمعية ؟؟ وما طموحاتها ؟؟
ج : طموحاتنا كبيرة ، الآن الجمعية متخصصة في السباحة ، ونمارس في المسبح البلدي و هو مسبح أولمبي قي أبعاده (50\30) نستفيد من فضاءاته ومرافقه وتمكنت الجمعية من توفير أجهزة لا بأس بها لتعليم السباحة.. وتربطنا شراكة مع نادي أولمبيك آسفي فرع الجمباز يستفيد أبطال جمعيتنا من الجمباز في موسم الشتاء والفصل البارد عندما يستعصي علينا ممارسة السباحة خاصة وأنت تعلم أن المسبح البلدي غير مغطى ، ومياهه لا يمكن تدفئتها كما يستفيد أعضاء الأولمبيك من السباحة .. ونحن نفكر بجدية في تكوين فريق للغطس لتكون آسفي ثاني مدينة في المغرب بها فريق للغطس بعد مكناس ، كما نفكر في تكوين فريق لكرة الماء ونحلم أن يكون لدينا أبطال وفرق قوية تمثل المغرب في الملتقيات الدولية ولماذا لا يكون لدينا بطل أو ابطال أولمبيين ...
س : في الختام ما هي أهم العراقيل والصعوبات التي تعترض عمل الجمعية وتحول دون تحقيق هذه الأهداف ؟؟؟
ج : لعل المشكل الكبير هو عدم إيجاد مسبح للتدريب طيلة السنة إذ نضطر إلى توقيف أنشطتنا في الفصل البارد وهذا ما يؤثر على مردودية الأبطال وجاهزيتهم بخلاف مدن مجاورة لآسفي ومدن أخرى دون آسفي رغم توفر المدينة على مسبح مغطى بمركب الكارتين لكننا للأسف لا نتمكن من استغلاله و الاستفادة منه لحد الساعة ، وهنا مشكل آخر تعاني منه معظم الجمعيات ويتعلق بالدعم ، فنحن نعتمد على مواردنا الذاتية وانخراط أعضائنا المحدد في 400 درهم في السنة وهي مداخل لا تكفينا لكراء المسبح وتغطية مصاريف التنقلات للمشاركة في التظاهرات الوطنية ومصاريف تنظيم التظاهرات المحلية وطبع البطائق وشهادات المشاركة والجوائز ، حتى أكون أكثر وضوحا فأزيد من ست سنوات لم نتوصل بأي دعم من أية جهة سوى 5000 درهم قدمها لنا مرة المجلس البلدي وعدا ذلك فكل مصاريفنا من اعتماداتنا الذاتية ويمكنكم الاطلاع على تفاصيل مصاريفنا في تقاريرنا المالية وندعوكم لحضور جمعنا العام الذي ستنعقد في شهر شتنبر القادم لمعرفة مصاريف ومداخيل هذه السنة
نشكركم أخي عبد الكريم ونتمنى لكم التوفيق في مسعاكم وكل المنى أن تنتج هذه الجمعية أبطال يشرفون المغرب في السباحة ، خاصة وواقع السباحة في المغرب يحز في النفس إذ يتأسف المرء لعدم قدرة المغرب على توفير أبطال حقيقيين رغم توفرنا على شواطئ مترامية وبنيات تحتية لا بأس ....