2 . بعض القضايا التي يعالجها المؤلف بقلم ذ. الكبير الداديسي
يمكن إجمال القضايا التي تعالجها ليلى أبو زيد في مؤلفها ( رجوع إلى الطفولة ) في في محورين أساسين:
ــ الأول يشكل قضايا خاصة متعلقة بحياة المؤلفة وأسرتها ومحيطها الضيق ن وما عاشته هذه الأسرة من مشاكل عائلية في إطار صراعها مع الحياة والزمن من جهة ، وفي صراعها مع المستعمر وحلفائه بعد الاستقلال
ــ الثاني يمثل قضايا عامة ترتبط بمجتمع بكامله (المغرب) في مرحلة تاريخية معينة (قبيل الاستقلال ، إلى مطلع التسعينات) وما عرفه هذا البلد خلال مرحلة الحماية الفرنسية وصراعه من أجل الاستقلال وبناء الذات بعد جلاء الاحتلال
إن هذا المؤلف يشكل وثيقة فنية وتاريخية حاولت ليلى أبو زيد من خلاله رصد التفاعلات الاجتماعية السياسية الفكرية ... التي شهدها المغرب آنئذ ، ومن أهم ما رصدته الكاتبة :
ــ مقاومة المستعمر
شكل موضوع الاستعمار تيمة رئيسية في هذه السيرة الذاتية، لقد تفاعلت معه شخصياتها وأثر في مسار أحداثها، في النص إشارات لشخصيات تاريخية قاومت الاستعمار بشراسة، فبالإضافة إلى والد الكاتبة ذكرت في السيرة شخصيات هامة في تاريخ المقاومة المغربية كالملك محمد الخامس ، والمقاوم أحمد الحنصالي الذي يبدو أنه كان على صلة بالعائلة ، وأن سيرته كانت على كل الألسنة، فالأم تحكي أن أحمد الحنصالي كان (سجينا أمازيغيا في القصيبة أقسم ألا يترك على وجه الأرض في تلك المنطقة نصرانيا واحدا ولكنه لم يكن له سلاح . وذات يوم استولى على بندقية أحد الحراس ولاذ بالفرار ثم بدأينزل ويحوم حول المركز بحثا عن نصراني يقتله حتى قتل... وكم قتل؟ ) 5 أما على المستوى الأسري فقد كان للاستعمار تأثير كبير على العائلة . فقد كان الاستعمار المسئول الأول عن سجن الأب ومعاناة الأسرة
ــ ما تعرض له المقاومون
كان من الطبيعي أن يتعرض الوطنيون والمقاومون لمضايقات كثيرة في بلد مستعمر. فقد تعرض أحمد أبو زيد أكثر من مرة للاعتقال ، بل تعرض للقمع والتعذيب على يد المحتل ، وكان هذا المحتل يتلذذ في تعذيب المقاومين، فهو لم يكتفي باعتقالهم وإنما كان يلفق لهم التهم ويدفع الناس للشهادة زورا ضدهم تقول إحدى الساردات في أحد المقاومين أن النصراني لم (لم يقنعه النفي فحرض عليه تجار القرية وقال لهم : " إن قلتم أن لكم ديونا عليه أغنيتكم " [ 6] يضاف إلى ذلك حب المحتل للانتقام من الوطنيين فقد كان يحب أن يراهم ذليلين محتقرين وهم يشمخ ويتعالى فبعد اعتقال احمد أبو زيد يقول (أوصلوني إلى وادي زم ثم خريبكة ثم برشيد فكنت اقضي الليلة وفي الصباح أواصل المشي وحارس يسلمني لحارس وها قد جاؤوا بي إلى الرباط )[7] ومع ذلك تعمد النصراني إرجاعه إلى القصيبة بهدف إذلاله وأهانته فبعد محاكمته بالرباط ( وصل الخبر الى النصراني فقال لهم
ــ أرجعوه إلي
فأرجعوه... وأمرهم بحفر بئر ) (مع أن ماء النهر لايجد من يستغله ...) في تلك المنطقة ولما اشبع ساديته في القصيبة نفاهم (إلى الصحراء وبدأوا ينقلون الرمل من مكان إلى مكان وفي الليل يعود ذلك الرمل بقدرة الله إلى مكانه بفعل الريح والزوابع وبعد سبعة أشهر شعر النصراني أنه شفى غليله فرده إلى الرباط.. ) [8]. لقد كان الوطنيون يتعرضون للاحتقار في كل مراحل اعتقالهم منذ إلقاء القبض عليهم مرورا بالاستنطاق والمحاكمة إلى الحبس تقول الساردة ( عندما وصلنا باب السجن وجدناهم قد جاؤوا بشاحنة وأوقفوها ومؤخرتها إلى باب السجن وأسندوا إليها عارضتين وبدأ السجناء يصعدون إليها والقيود في أيديهم ونصرانيان فوق ، كل نصراني يجر سجينا ويرمي به إلى قاع الشاحنة حيث يسقط بعضهم على بعض كالبطيخ الأحمر لأن أيديهم مقيدة )[9] يضاف الى ذلك منع الأسر من زيارة السجناء وتعرض المعتقلين لشتى أنواع التعذيب لدرجة أن الزوجة قد لا تعرف زوجها لشدة ما تعرض له من تنكيل ، فمرة ذهبت الزوجة للسجن وطلبت من النصراني رؤية زوجها تقول ( وجاء برجل رأسه ملفوفة في الضمادات، بحيث لا يظهر منه إلا عيناه وأنفه وفمه ، وجفناه الأسفلان مقلوبان يظهر باطنهما . كانوا يعلقونه من قدميه ورأسه في المرحاض . دخل الرجل وانحنى على فاتحة وقبلها فقلت سي أحمد؟....)[10] وتفنن المحتل في تعذيب المعتقلين تقول الزوجة : وبعد ذلك بدأوا يخرجون لي ملابسه الداخلية مغموسة في الدم وعليها نتف من لحمه . كان اثنان يضربانه على بطنه وصدره واحد عن يمينه وواحد عن يساره . رفض أن يخلع ملابسه الداخلية .. أفلت فيها من الموت عذبوه . فرنسا الحرة أحدث له ذلك الجرح في رأسه لأنه كان يطالب بحرية بلاده ) [11]
لكن الغريب هو أن هؤلاء الوطنيين ، الذين كان من المفروض أن يكـــّرموا بعد خروج المحتل سيلاقون مضايقات أشد بعد الاستقلال . فما كاد أحمد أبو زيد ينعم بوظيفته الجديدة حتى اتهم بالتآمر ضد النظام لتضعنا هذه السيرة في مرحلة هامة من تاريخ المغرب : مرحلة الاستقلال وأول انتخابات يعرفها المغرب وكيف خيــب الاستقلال آمال الوطنيين والاتحاديين منهم خاصة. فشنوا في صحافتهم هجوما على النظام واتهموا السلطة بالتدخل في الانتخابات : (( أوتي بالفرسان في ناحية مراكش ... جذبا للجمهور حتى يقترب من مكاتب الاقتراع )) وفي ناحية آسفي (( أعلنت عن بشرى وجود الشاي بالنعناع داخل مكاتب التصويت )) وأن (( وأن لهجة المنادين العموميين تبدلت فأصبحوا يقولون إن من لا يصوت يدفع غرامة عشرين درهما )) وستزيد احتفالات 20 غشت من تأزم نفسية الوطنيين إذ شعروا أن الاحتفالات قد أقيمت (( في غياب أبطال التحرير الحقيقيين وبمحضر عدد من الخونة .... [12] وإذا أضيف إلى ذلك ارتفاع أثمان بعض المواد الاستهلاكية الأساسية... ما كان يحدث في الجزائر وما رفع من شعارات حول الإصلاح الزراعي والتصنيع ومحاربة الأمية وبناء القرى والاهتمام بالمقاولين وتأميم المصانع والأراضي... كل هذا وغيره كثير جعل المعارضة المغربية تدخل ((في شهر عسل مع الجزائر )) وفي شبه قطيعة مع النظام، كان من نتائجها عودة الاعتقالات والاختطافات وتعذيب المعتقلين ومضايقة أسرهم ومن مظاهر ذلك قول الساردة ( سرت مع أختي في شارع محمد الخامس في اتجاه مسجد السنة فلاحقنا بوليسي سري حتى لحق بنا ... وبدأ يمشي في مستوانا بخطى موقوتة و يحدجنا بنظرة ثقيلة مفعمة بالكراهية ثم فتح فمه المكتنز وقال لي " يا ..." كلمة لم يقلها لي أحد من قبل عمقت حيرتي وألمي وشعوري بالظلم . لم أعرف ،عمري شيئا كهذا من قبل مع بوليس فرنسا هل هذا هو بوليسنا ؟ انضاف ذلك الوجه إلى وجه مقدم أكدال ... الذي لم يعطينا ورقة طلبناها منه بسبب موقف والدنا السياسي. إن مثل هذه الممارسات جعل الساردة تتساءل : ( لم أفهم لماذا يعتدي علي إنسان لم أفعل له شيئا وإن كان هذا الإنسان بوليسيا في بلد حديث العهد بالاستقلال )
3ــ صورة الأب في هذه السيرة :
شكل حضور الأب محورا أساسيا في أدب السيرة لذاتية واختلفت صورته من سيرة إلى أخرى فوجدنا بعض الكتاب يمتدحون الأب ويعترفون بفضله . فقد مجده فيكتورهوغو في قوله ( والدي ذلك البطل ذو الابتسامة العذبة ) وذهب الشاعر الألماني نوفاليس إلى القول إن الطفل لا يشعر بالأمان إلا في غرفة الأب. وذهب الشاعر الفرنسي مونترلان إلى أن غضب الأب يظل أكثر حنانا بكثير من الحب الذي يكنه الابن لأبيه ) .... في مقابل ذلك وجدنا كتابا آخرين قدموا آباءهم في صورة غير مشرفة ، ويكفي أن نشير إلى نموذجين من المشرق والمغرب العربيين. الأول: سهيل إدريس في سيرته (ذكريات الأب والحب ) وما كتبه عن شذوذ والده و تصريحه قائلا ( والحقيقة أنني لم أكن أحب أبي ) والثاني من المغرب محمد شكري عن أبيه في سيرته الذاتية (الخبز الحافي ) . ونحن هنا ليس غرضنا تتبع حضور الأب في أدب السيرة عامة ، وإنما همنا إثارة الموضوع والإشارة إلى صورة الأب في مؤلف (رجوع إلى الطفولة )
عند قراءة (رجوع إلى الطفولة ) تستوقف صورة الرجل القارئ . وهي صورة تعكس حضور الرجل في المجتمع الأبيسي الذي يهمش دور المرأة ، فالرجل دائم الحضور بهيبته وطقوسه تقول الساردة عن جدها ( وجدي في الفناء على الدوام وأمامه صينية الشاي )13
أما الأب فكانت له الحرية المطلق في التصرف دون أن يجد من يناقشه في مواقفه داخل الأسرة ، فقد كان متعاليا عن باقي أفراده لا يشاركهم الطعام ولا يطلعهم على أسراره تقول الساردة ( لم يكن والدي يأكل معنا أبدا )[14] وبسبب الفجوة التي خلقها بينه وبين أبنائه كان يشكل مصدر خوف للأولاد تقول الساردة ( وكنت عندما أسمع سعلته من بعيد ألبد رعبا حيث أكون ) بل لقد كانت الأم تخـــّوف بناتها بالأب لقضاء بعض الحاجيات و(كان يكفي أن تقول أمي (هاهي فيك ) وتقبض على ذقنها .. ( والله ياباباك ..يا غير إلا ما جا باباك ) كان يكفي ذلك لأترك ما أقلقها على الفور وأجمد )[15] كان الأب يتميع بهذه الهيبة على الرغم من أنه كما تقل الساردة (لم يضربني إلا مرتين )
على الرغم من أن الساردة حاولت مرارا إظهار الأب في صورة العادل المقاوم المتحمل لمسؤولياته ، كإنصافه لزوجته عندما حاولت عائلته سلبها الفراش بدعوى أنه ملك الزوج المسجون فقال ( المسمار في الحائط إن قالت أنه لها فهو لها ليس لي في ذلك الفراش إبرة كل شيء لها ) [16]فإنها مع ذلك أظهرته في صورة المستهتر الغير المتحمل لمسؤولياته الأسرية، فبالإضافة إلى كثرة اعتقالاته وغيابه عن البيت فإنه سرعان ما تخلى عن تربية بناته في لحظة حساسة من حياتهن وتخلى عن زوجته التي فعلت المستحيل حتى لا تهــّد بيت الزوجية تقول الساردة ( ذهب إلى الدار البيضاء وتركنا في الرباط وبدأت أمي تقول إنه ( ذهب إلى المرأة السيئة السمعة ) بل أكثر من ذلك كان يفضل أن تزوره خليلته على أن تزوره أسرته . فعندما زاره أخ زوجته وأخبره بما تعانيه الأسرة جراء علاقته بتلك المرأة قائلا: (لقد أصبحت تلوكنا الألسن ... نكون في باب السجن ويخرجون بملابسك المتسخة ويسلمونها لها هي . وفي باب المحكمة نحن هنا وهي هناك ومعها أخوك ...)[17] ووضعه بين خيارين (لا نزورك إن بقيت هي تزورك) ، كان جوابه مركزا وحاسما (( لا تزوروني )) . ويبدو أنه لم يعد لتحمل مسؤولية الأسرة رغم مرور السنين و فك ارتباطه بتلك المرأة كما يظهر من خلال قول الساردة (بعد ذلك في أوائل السبعينات عندما فك قيده الآخر وانحل ارتباطه بتلك المرأة بدأ يزورنا وبدأت أدخل معه في نقاشات حامية )[18]
4 ــ صورة الأم في هذه السيرة
في مقابل صورة الأب حاولت الساردة تقديم الأم في صورة المرأة الحاضنة لأطفالها المتفانية في تحمل مسؤولياتها . المرأة التي لا تقــل وطنية عن الرجل. فقدمت بذلك رمزا للأنفة والشهامة فهي لم تتخل يوما عن زيارة زوجها في السجن رغم ما صدر منه ورغم تحريض العائلة فقد وقفت في وجه عائلتها متحدية (باب السجن ذاك الذي يقولون ألا أقف له فيه ، سأقف حتى يخرج لأني إن لم أفعل سيقال " استغلته هي وأهلها والآن تتخلى عنه " وعندما يخرج يعطيني خطي وما يخوله الشرع ) [19]
وأكثر من ذلك لم يقتصر دور الأم على تربية الأبناء ورعاية الزوج وتحمل مسؤولية الأسرة سواء عند غياب الزوج أو في حضوره ، بل انخرطت في العمل الوطني من خلال مساعدة الوطنيين ونقل الأخبار والأسلحة والعمل اللوجستيكي رغم ما في ذلك من خطورة على حياتها ، ومن تجليات ذلك في النص :
• نقلها الأخبار بين المعتقلين و الوطنيين :
فقد قال لها زوجها في إحدى الزيارات (اذهبي إلى سي عبد القادر بن يوسف وقولي له أن يتحركوا قليلا ليخففوا عن هؤلاء العذاب)
• نقل الرسائل المكتوبة تقول الأم عن إحدى تلك الرسائل (الحاصل كتبها وأخفيتها في ثيابي وسلك الله ووصلت . وجدت الرجل في البيت فأعطيت الورقة لزوجته وأعطتها له وقرأها وقال: ( عودي إليه وقولي له ليس لدينا سلاح. قولي له أن يرسلوا لنا السلاح وسنتحرك )[20]
• تهريب السلاح للحركة الوطنية : لقد ساهمت الأم مرات عدة في نقل الأسلحة بين الوطنيين وتعريض حياتها لخطر كبير لو اكتشف سرها . تقول عن إحدى محاولاتها: (ركبت الحافلة ورجعت وذهبت مباشرة إلى دار البراد. ناداه الحارس فخرج وذهب معي إلى البيت . أعطاني المسدسات التي كانت في الدولاب، لفها حولي كما فعل أول مرة وقال (إن مسكوك ماذا تقولين ؟ ) قلت : أقول اعترض سبيلي رجل في محطة الحافلات وهددني بمسدس وأمرني أن أحملها ليتسلمها مني في الرباط ). ذهبت إلى محطة الحافلات ولم أجد مكانا واحدا إلى الرباط فركبت القطار ... وعندما صعدت وجدت جماعة من جنود اللفيف قادمة فقرفصت وبدأت أتشهد ولكنهم دخلوا مطعما ليأكلوا.. ووصلت إلى المدينة فوجدت سوق الزرابي مطوقا بالجنود ، فانعرجت في زقاق ودلفت في باب بيت بقيت وراءه حتى انفضوا فخرجت وواصلت المسير متوغلة في أزقة المدينة ... )[21]
والملاحظ من خلال وصف الساردة لأعضاء أسرتها مدى تعاطفها مع الأم فقدمتها في صورة الغريبة البعيدة عن أهلها ، المظلومة من قبل عائلة الزوج ، المهجورة من طرف الزوج؛ فقد تركها غريبة مع بناتها في الرباط واستقر في الدار البيضاء مع (تلك المرأة السيئة السمعة ) [22] على حد تعبير الزوجة . وكانت الأم في مرات عدة تعلن ندمها على الارتباط به تقول الساردة ( كانت أمي أيضا تضحك ولكنها كانت عندما تغضب تقول أنزل الله الخسارة بأبيكن وبمن لاقاني به )) وتخبر الساردة أن الأم كانت تعلم بمغامرات زوجها مع النساء لكنها لا تحمله المسؤولية بل تلقيها على الاستعمار ( الاستعمار هو الذي نظم الدعارة وأشاع الخمر ) [23]
وقد أثر ما عاشته الأم على حياتها الخاصة ففقدت إحدى بناتها (خديجة) في ذروة تأزم علاقتها بزوجها تقول الساردة (في ذلك البيت بتلك العمارة ، ماتت خديجة من الحصبة ، وولدت نعيمة . ماتت خديجة قبل أن تتعلم الكلام ، فأصبحنا وأصبحت أمي تلبس الأبيض وتحنو علينا ) [24] كما أن ما تعرضت له الأم من خوف ومضايقات حرمها من فرصة الحصول على المولود الذكر الذي طالما حلمت به بعد إجهاضها التوأمين الذكريين تقول الأم لابنتها عن ظروف إجهاضها : ( بدأ تفتيش البيوت ... كان لدى أبيك سلاح وصور سيدي محمد بن يوسف . الحاصل أخرج السلاح ووضعه في خصري شد عليه منديلا كبيرا ودخلت في الفراش . ودق الجرس وفتح فدخلوا . وجدوا سجادا ملفوفا ومسندا إلى ركن المدخل ، فأسقطه أحدهم بعقب مدفعه الرشاش وداسه ليرى إن كان بداخله أحد ثم دخلوا وأناروا الكهرباء فرأيت صور محمد بن يوسف مبعثرة على الأرض .كانت مع السلاح وسقطت عندما أخرجه من الدولاب. وقتها أجهضت التوأمين الذكرين ...)
بقلم ذ. الكبير الداديسي
يمكن إجمال القضايا التي تعالجها ليلى أبو زيد في مؤلفها ( رجوع إلى الطفولة ) في في محورين أساسين:
ــ الأول يشكل قضايا خاصة متعلقة بحياة المؤلفة وأسرتها ومحيطها الضيق ن وما عاشته هذه الأسرة من مشاكل عائلية في إطار صراعها مع الحياة والزمن من جهة ، وفي صراعها مع المستعمر وحلفائه بعد الاستقلال
ــ الثاني يمثل قضايا عامة ترتبط بمجتمع بكامله (المغرب) في مرحلة تاريخية معينة (قبيل الاستقلال ، إلى مطلع التسعينات) وما عرفه هذا البلد خلال مرحلة الحماية الفرنسية وصراعه من أجل الاستقلال وبناء الذات بعد جلاء الاحتلال
إن هذا المؤلف يشكل وثيقة فنية وتاريخية حاولت ليلى أبو زيد من خلاله رصد التفاعلات الاجتماعية السياسية الفكرية ... التي شهدها المغرب آنئذ ، ومن أهم ما رصدته الكاتبة :
ــ مقاومة المستعمر
شكل موضوع الاستعمار تيمة رئيسية في هذه السيرة الذاتية، لقد تفاعلت معه شخصياتها وأثر في مسار أحداثها، في النص إشارات لشخصيات تاريخية قاومت الاستعمار بشراسة، فبالإضافة إلى والد الكاتبة ذكرت في السيرة شخصيات هامة في تاريخ المقاومة المغربية كالملك محمد الخامس ، والمقاوم أحمد الحنصالي الذي يبدو أنه كان على صلة بالعائلة ، وأن سيرته كانت على كل الألسنة، فالأم تحكي أن أحمد الحنصالي كان (سجينا أمازيغيا في القصيبة أقسم ألا يترك على وجه الأرض في تلك المنطقة نصرانيا واحدا ولكنه لم يكن له سلاح . وذات يوم استولى على بندقية أحد الحراس ولاذ بالفرار ثم بدأينزل ويحوم حول المركز بحثا عن نصراني يقتله حتى قتل... وكم قتل؟ ) 5 أما على المستوى الأسري فقد كان للاستعمار تأثير كبير على العائلة . فقد كان الاستعمار المسئول الأول عن سجن الأب ومعاناة الأسرة
ــ ما تعرض له المقاومون
كان من الطبيعي أن يتعرض الوطنيون والمقاومون لمضايقات كثيرة في بلد مستعمر. فقد تعرض أحمد أبو زيد أكثر من مرة للاعتقال ، بل تعرض للقمع والتعذيب على يد المحتل ، وكان هذا المحتل يتلذذ في تعذيب المقاومين، فهو لم يكتفي باعتقالهم وإنما كان يلفق لهم التهم ويدفع الناس للشهادة زورا ضدهم تقول إحدى الساردات في أحد المقاومين أن النصراني لم (لم يقنعه النفي فحرض عليه تجار القرية وقال لهم : " إن قلتم أن لكم ديونا عليه أغنيتكم " [ 6] يضاف إلى ذلك حب المحتل للانتقام من الوطنيين فقد كان يحب أن يراهم ذليلين محتقرين وهم يشمخ ويتعالى فبعد اعتقال احمد أبو زيد يقول (أوصلوني إلى وادي زم ثم خريبكة ثم برشيد فكنت اقضي الليلة وفي الصباح أواصل المشي وحارس يسلمني لحارس وها قد جاؤوا بي إلى الرباط )[7] ومع ذلك تعمد النصراني إرجاعه إلى القصيبة بهدف إذلاله وأهانته فبعد محاكمته بالرباط ( وصل الخبر الى النصراني فقال لهم
ــ أرجعوه إلي
فأرجعوه... وأمرهم بحفر بئر ) (مع أن ماء النهر لايجد من يستغله ...) في تلك المنطقة ولما اشبع ساديته في القصيبة نفاهم (إلى الصحراء وبدأوا ينقلون الرمل من مكان إلى مكان وفي الليل يعود ذلك الرمل بقدرة الله إلى مكانه بفعل الريح والزوابع وبعد سبعة أشهر شعر النصراني أنه شفى غليله فرده إلى الرباط.. ) [8]. لقد كان الوطنيون يتعرضون للاحتقار في كل مراحل اعتقالهم منذ إلقاء القبض عليهم مرورا بالاستنطاق والمحاكمة إلى الحبس تقول الساردة ( عندما وصلنا باب السجن وجدناهم قد جاؤوا بشاحنة وأوقفوها ومؤخرتها إلى باب السجن وأسندوا إليها عارضتين وبدأ السجناء يصعدون إليها والقيود في أيديهم ونصرانيان فوق ، كل نصراني يجر سجينا ويرمي به إلى قاع الشاحنة حيث يسقط بعضهم على بعض كالبطيخ الأحمر لأن أيديهم مقيدة )[9] يضاف الى ذلك منع الأسر من زيارة السجناء وتعرض المعتقلين لشتى أنواع التعذيب لدرجة أن الزوجة قد لا تعرف زوجها لشدة ما تعرض له من تنكيل ، فمرة ذهبت الزوجة للسجن وطلبت من النصراني رؤية زوجها تقول ( وجاء برجل رأسه ملفوفة في الضمادات، بحيث لا يظهر منه إلا عيناه وأنفه وفمه ، وجفناه الأسفلان مقلوبان يظهر باطنهما . كانوا يعلقونه من قدميه ورأسه في المرحاض . دخل الرجل وانحنى على فاتحة وقبلها فقلت سي أحمد؟....)[10] وتفنن المحتل في تعذيب المعتقلين تقول الزوجة : وبعد ذلك بدأوا يخرجون لي ملابسه الداخلية مغموسة في الدم وعليها نتف من لحمه . كان اثنان يضربانه على بطنه وصدره واحد عن يمينه وواحد عن يساره . رفض أن يخلع ملابسه الداخلية .. أفلت فيها من الموت عذبوه . فرنسا الحرة أحدث له ذلك الجرح في رأسه لأنه كان يطالب بحرية بلاده ) [11]
لكن الغريب هو أن هؤلاء الوطنيين ، الذين كان من المفروض أن يكـــّرموا بعد خروج المحتل سيلاقون مضايقات أشد بعد الاستقلال . فما كاد أحمد أبو زيد ينعم بوظيفته الجديدة حتى اتهم بالتآمر ضد النظام لتضعنا هذه السيرة في مرحلة هامة من تاريخ المغرب : مرحلة الاستقلال وأول انتخابات يعرفها المغرب وكيف خيــب الاستقلال آمال الوطنيين والاتحاديين منهم خاصة. فشنوا في صحافتهم هجوما على النظام واتهموا السلطة بالتدخل في الانتخابات : (( أوتي بالفرسان في ناحية مراكش ... جذبا للجمهور حتى يقترب من مكاتب الاقتراع )) وفي ناحية آسفي (( أعلنت عن بشرى وجود الشاي بالنعناع داخل مكاتب التصويت )) وأن (( وأن لهجة المنادين العموميين تبدلت فأصبحوا يقولون إن من لا يصوت يدفع غرامة عشرين درهما )) وستزيد احتفالات 20 غشت من تأزم نفسية الوطنيين إذ شعروا أن الاحتفالات قد أقيمت (( في غياب أبطال التحرير الحقيقيين وبمحضر عدد من الخونة .... [12] وإذا أضيف إلى ذلك ارتفاع أثمان بعض المواد الاستهلاكية الأساسية... ما كان يحدث في الجزائر وما رفع من شعارات حول الإصلاح الزراعي والتصنيع ومحاربة الأمية وبناء القرى والاهتمام بالمقاولين وتأميم المصانع والأراضي... كل هذا وغيره كثير جعل المعارضة المغربية تدخل ((في شهر عسل مع الجزائر )) وفي شبه قطيعة مع النظام، كان من نتائجها عودة الاعتقالات والاختطافات وتعذيب المعتقلين ومضايقة أسرهم ومن مظاهر ذلك قول الساردة ( سرت مع أختي في شارع محمد الخامس في اتجاه مسجد السنة فلاحقنا بوليسي سري حتى لحق بنا ... وبدأ يمشي في مستوانا بخطى موقوتة و يحدجنا بنظرة ثقيلة مفعمة بالكراهية ثم فتح فمه المكتنز وقال لي " يا ..." كلمة لم يقلها لي أحد من قبل عمقت حيرتي وألمي وشعوري بالظلم . لم أعرف ،عمري شيئا كهذا من قبل مع بوليس فرنسا هل هذا هو بوليسنا ؟ انضاف ذلك الوجه إلى وجه مقدم أكدال ... الذي لم يعطينا ورقة طلبناها منه بسبب موقف والدنا السياسي. إن مثل هذه الممارسات جعل الساردة تتساءل : ( لم أفهم لماذا يعتدي علي إنسان لم أفعل له شيئا وإن كان هذا الإنسان بوليسيا في بلد حديث العهد بالاستقلال )
3ــ صورة الأب في هذه السيرة :
شكل حضور الأب محورا أساسيا في أدب السيرة لذاتية واختلفت صورته من سيرة إلى أخرى فوجدنا بعض الكتاب يمتدحون الأب ويعترفون بفضله . فقد مجده فيكتورهوغو في قوله ( والدي ذلك البطل ذو الابتسامة العذبة ) وذهب الشاعر الألماني نوفاليس إلى القول إن الطفل لا يشعر بالأمان إلا في غرفة الأب. وذهب الشاعر الفرنسي مونترلان إلى أن غضب الأب يظل أكثر حنانا بكثير من الحب الذي يكنه الابن لأبيه ) .... في مقابل ذلك وجدنا كتابا آخرين قدموا آباءهم في صورة غير مشرفة ، ويكفي أن نشير إلى نموذجين من المشرق والمغرب العربيين. الأول: سهيل إدريس في سيرته (ذكريات الأب والحب ) وما كتبه عن شذوذ والده و تصريحه قائلا ( والحقيقة أنني لم أكن أحب أبي ) والثاني من المغرب محمد شكري عن أبيه في سيرته الذاتية (الخبز الحافي ) . ونحن هنا ليس غرضنا تتبع حضور الأب في أدب السيرة عامة ، وإنما همنا إثارة الموضوع والإشارة إلى صورة الأب في مؤلف (رجوع إلى الطفولة )
عند قراءة (رجوع إلى الطفولة ) تستوقف صورة الرجل القارئ . وهي صورة تعكس حضور الرجل في المجتمع الأبيسي الذي يهمش دور المرأة ، فالرجل دائم الحضور بهيبته وطقوسه تقول الساردة عن جدها ( وجدي في الفناء على الدوام وأمامه صينية الشاي )13
أما الأب فكانت له الحرية المطلق في التصرف دون أن يجد من يناقشه في مواقفه داخل الأسرة ، فقد كان متعاليا عن باقي أفراده لا يشاركهم الطعام ولا يطلعهم على أسراره تقول الساردة ( لم يكن والدي يأكل معنا أبدا )[14] وبسبب الفجوة التي خلقها بينه وبين أبنائه كان يشكل مصدر خوف للأولاد تقول الساردة ( وكنت عندما أسمع سعلته من بعيد ألبد رعبا حيث أكون ) بل لقد كانت الأم تخـــّوف بناتها بالأب لقضاء بعض الحاجيات و(كان يكفي أن تقول أمي (هاهي فيك ) وتقبض على ذقنها .. ( والله ياباباك ..يا غير إلا ما جا باباك ) كان يكفي ذلك لأترك ما أقلقها على الفور وأجمد )[15] كان الأب يتميع بهذه الهيبة على الرغم من أنه كما تقل الساردة (لم يضربني إلا مرتين )
على الرغم من أن الساردة حاولت مرارا إظهار الأب في صورة العادل المقاوم المتحمل لمسؤولياته ، كإنصافه لزوجته عندما حاولت عائلته سلبها الفراش بدعوى أنه ملك الزوج المسجون فقال ( المسمار في الحائط إن قالت أنه لها فهو لها ليس لي في ذلك الفراش إبرة كل شيء لها ) [16]فإنها مع ذلك أظهرته في صورة المستهتر الغير المتحمل لمسؤولياته الأسرية، فبالإضافة إلى كثرة اعتقالاته وغيابه عن البيت فإنه سرعان ما تخلى عن تربية بناته في لحظة حساسة من حياتهن وتخلى عن زوجته التي فعلت المستحيل حتى لا تهــّد بيت الزوجية تقول الساردة ( ذهب إلى الدار البيضاء وتركنا في الرباط وبدأت أمي تقول إنه ( ذهب إلى المرأة السيئة السمعة ) بل أكثر من ذلك كان يفضل أن تزوره خليلته على أن تزوره أسرته . فعندما زاره أخ زوجته وأخبره بما تعانيه الأسرة جراء علاقته بتلك المرأة قائلا: (لقد أصبحت تلوكنا الألسن ... نكون في باب السجن ويخرجون بملابسك المتسخة ويسلمونها لها هي . وفي باب المحكمة نحن هنا وهي هناك ومعها أخوك ...)[17] ووضعه بين خيارين (لا نزورك إن بقيت هي تزورك) ، كان جوابه مركزا وحاسما (( لا تزوروني )) . ويبدو أنه لم يعد لتحمل مسؤولية الأسرة رغم مرور السنين و فك ارتباطه بتلك المرأة كما يظهر من خلال قول الساردة (بعد ذلك في أوائل السبعينات عندما فك قيده الآخر وانحل ارتباطه بتلك المرأة بدأ يزورنا وبدأت أدخل معه في نقاشات حامية )[18]
4 ــ صورة الأم في هذه السيرة
في مقابل صورة الأب حاولت الساردة تقديم الأم في صورة المرأة الحاضنة لأطفالها المتفانية في تحمل مسؤولياتها . المرأة التي لا تقــل وطنية عن الرجل. فقدمت بذلك رمزا للأنفة والشهامة فهي لم تتخل يوما عن زيارة زوجها في السجن رغم ما صدر منه ورغم تحريض العائلة فقد وقفت في وجه عائلتها متحدية (باب السجن ذاك الذي يقولون ألا أقف له فيه ، سأقف حتى يخرج لأني إن لم أفعل سيقال " استغلته هي وأهلها والآن تتخلى عنه " وعندما يخرج يعطيني خطي وما يخوله الشرع ) [19]
وأكثر من ذلك لم يقتصر دور الأم على تربية الأبناء ورعاية الزوج وتحمل مسؤولية الأسرة سواء عند غياب الزوج أو في حضوره ، بل انخرطت في العمل الوطني من خلال مساعدة الوطنيين ونقل الأخبار والأسلحة والعمل اللوجستيكي رغم ما في ذلك من خطورة على حياتها ، ومن تجليات ذلك في النص :
• نقلها الأخبار بين المعتقلين و الوطنيين :
فقد قال لها زوجها في إحدى الزيارات (اذهبي إلى سي عبد القادر بن يوسف وقولي له أن يتحركوا قليلا ليخففوا عن هؤلاء العذاب)
• نقل الرسائل المكتوبة تقول الأم عن إحدى تلك الرسائل (الحاصل كتبها وأخفيتها في ثيابي وسلك الله ووصلت . وجدت الرجل في البيت فأعطيت الورقة لزوجته وأعطتها له وقرأها وقال: ( عودي إليه وقولي له ليس لدينا سلاح. قولي له أن يرسلوا لنا السلاح وسنتحرك )[20]
• تهريب السلاح للحركة الوطنية : لقد ساهمت الأم مرات عدة في نقل الأسلحة بين الوطنيين وتعريض حياتها لخطر كبير لو اكتشف سرها . تقول عن إحدى محاولاتها: (ركبت الحافلة ورجعت وذهبت مباشرة إلى دار البراد. ناداه الحارس فخرج وذهب معي إلى البيت . أعطاني المسدسات التي كانت في الدولاب، لفها حولي كما فعل أول مرة وقال (إن مسكوك ماذا تقولين ؟ ) قلت : أقول اعترض سبيلي رجل في محطة الحافلات وهددني بمسدس وأمرني أن أحملها ليتسلمها مني في الرباط ). ذهبت إلى محطة الحافلات ولم أجد مكانا واحدا إلى الرباط فركبت القطار ... وعندما صعدت وجدت جماعة من جنود اللفيف قادمة فقرفصت وبدأت أتشهد ولكنهم دخلوا مطعما ليأكلوا.. ووصلت إلى المدينة فوجدت سوق الزرابي مطوقا بالجنود ، فانعرجت في زقاق ودلفت في باب بيت بقيت وراءه حتى انفضوا فخرجت وواصلت المسير متوغلة في أزقة المدينة ... )[21]
والملاحظ من خلال وصف الساردة لأعضاء أسرتها مدى تعاطفها مع الأم فقدمتها في صورة الغريبة البعيدة عن أهلها ، المظلومة من قبل عائلة الزوج ، المهجورة من طرف الزوج؛ فقد تركها غريبة مع بناتها في الرباط واستقر في الدار البيضاء مع (تلك المرأة السيئة السمعة ) [22] على حد تعبير الزوجة . وكانت الأم في مرات عدة تعلن ندمها على الارتباط به تقول الساردة ( كانت أمي أيضا تضحك ولكنها كانت عندما تغضب تقول أنزل الله الخسارة بأبيكن وبمن لاقاني به )) وتخبر الساردة أن الأم كانت تعلم بمغامرات زوجها مع النساء لكنها لا تحمله المسؤولية بل تلقيها على الاستعمار ( الاستعمار هو الذي نظم الدعارة وأشاع الخمر ) [23]
وقد أثر ما عاشته الأم على حياتها الخاصة ففقدت إحدى بناتها (خديجة) في ذروة تأزم علاقتها بزوجها تقول الساردة (في ذلك البيت بتلك العمارة ، ماتت خديجة من الحصبة ، وولدت نعيمة . ماتت خديجة قبل أن تتعلم الكلام ، فأصبحنا وأصبحت أمي تلبس الأبيض وتحنو علينا ) [24] كما أن ما تعرضت له الأم من خوف ومضايقات حرمها من فرصة الحصول على المولود الذكر الذي طالما حلمت به بعد إجهاضها التوأمين الذكريين تقول الأم لابنتها عن ظروف إجهاضها : ( بدأ تفتيش البيوت ... كان لدى أبيك سلاح وصور سيدي محمد بن يوسف . الحاصل أخرج السلاح ووضعه في خصري شد عليه منديلا كبيرا ودخلت في الفراش . ودق الجرس وفتح فدخلوا . وجدوا سجادا ملفوفا ومسندا إلى ركن المدخل ، فأسقطه أحدهم بعقب مدفعه الرشاش وداسه ليرى إن كان بداخله أحد ثم دخلوا وأناروا الكهرباء فرأيت صور محمد بن يوسف مبعثرة على الأرض .كانت مع السلاح وسقطت عندما أخرجه من الدولاب. وقتها أجهضت التوأمين الذكرين ...)
بقلم ذ. الكبير الداديسي