بقلم "الكبير الداديسي"
خلال زيارة عادية للتسوق بأحد أسواق مدينة آسفي وفي انتظار أن ينتهي شاب من تنظيف الأسماك التي اقتنيتها أثار انتباهي تردد أزيد من ثمانية رجال من مختلف الأعمار على زاوية قرب السوق للتبول في وقت وجيز، أثارني السلوك فقررت كتابة المقال التالي :
مدينة يتجاوز سكانها نصف مليون نسمة تقريبا لا تتوفر إلا على مرحاض عمومي واحد لا يحمل من المرحاض إلا الاسم: بناية قديمة مهترئة الباب والنوافذ لا يتجر المرء على الاقتراب منها وبالأحرى دخولها والجلوس فيها ...لا تحمل يافطة أو أيقونة تبرز للزائر أنها مرحاض عمومي ، يبدو من مظهرها الخارجي أنها قديمة ومن يدري قد تكون من مخلفات الاستعمار ....
لذلك لا يستغرب المرء أن يرى ساكنة آسفي قد شكلت مراحيض عامة مفتوحة ،فأينما وليت وجهك تجد الناس يتبولون في العراء ويتغوطون في العراء ، وربما حولوا عددا من المآثر والمنتزهات لأماكن لقضاء الحاجة حارمين المدينة من فضاءات يمكن أن تكون فضاء للتنزه.
_وجعل البعض من وراء أسوار المدارس الثانويات مراحيض: فقد اعتاد تلامذة ثانوية الهداية الإسلامية مثلا التفرج يوميا على عدد من الرجال والنساء يغادرون السوق المحاذي للثانوية ينزلون سراويلهم ويجلسون للتغوط ، أكيد أن السلوك أثار فضول التلاميذ في البداية وتبادلوا النظرات والضحكات المحتشمة وهم يشاهدون هذه المناظر عبر النوافذ لكن سرعان ما أصبح السلوك مألوفا ولا يثير أحدا .
وعند زيارة سوق اعزيب الدرعي ( أحد أهم الأسواق الشعبية وسط المدينة يلاحظ الزائر كيف تحولت خلفية سوق السمك مجالا للتغوط والتبول فتكدس الغائط بالقناطر وكادت سيول التبول تغمر السوق
والأمثلة كثيرة حتى غدا المرء لا يحرجه أن يرى عددا من الناس يقضون حاجاتهم الطبيعية في الهواء الطلق ، فيكفي أن توجد زاوية أو حائط قصير او عال ليتحول إلى فضاء عمومي لإفراغ الأمعاء والمتانات ومصدرا لرائحة نثنة تزكم الأنوف ، بل من الساكنة من غدا يبحث أن أي حاجز يخفي نصفه السفلي لتراه يفك أزراره : كثير من الرجال من يتكئ على حافلة عمومية أو سيارة خاصة ، ويطلق العنان لصنبوره على عجلاتها ليغادر تاركا وراءه بقعة مائية نثنة على الإسفلت.....
ومن الناس من ينزل من حافلة أو سيارة أ و دراجة نارية وتراه في شارع عام متبولا بجانب شجرة أو سيارة ...، غير عابئ بمن حوله في مشاهد لا تثير استغراب اوستنكار أحد. ودون حرج أو اكتراث من الفاعل . فليس مفاجئا أن نرى في كل لحظة أو في أي مكان شخصا يخرج عضوه التناسلي، ويبدأ «يـشرشر» على جدار، أو باب متجر مغلق، أو سيارة ركنها صاحبها أمام الرصيف...يفعل ذلك ببساطة وكأن لا أحد يمر أمامه أو يراقبه.
فهل مثل هذه السلوكات مؤشر على تدني السلوك الحضاري ، وتعبير عن الهمجية واللامبالاة وووو أم هل هنا مسولية على جهة ما ينبغي عليها تحمل مسؤوليته ومحاسبتها على هكذا سلوك يخدش الحياء العام ويسيئ لسمعة المدينة وتاريخها
المسؤولية في نظري مسؤولية الجميع لكن جزءها الأكبر تتحمله الدولة والجهات المنتخبة التي لا أثر لثقافة المرحاض في تصاميمها وتهيئتها للمدينة فمن العار أن تتوفر مدينة كآسفي بسكانها إلا على قبو صغير (انظر الصورة) يستعملا مرحاضا
فالمدينة تتسع ويزداد عدد سكانها ، وتم إعطاء الانطلاق لمشاريع تنموية يلاحظها كل زائر للمدينة. لكن الغريب غياب هو غياب أي مرحاض عمومي في المدينة فهل فكر المسؤولون في مصير أي سائح يزور المدينة اضطرته الغريزة لقضاء حاجته الطبيعية. وهل وهل خطر ببال أي مسؤول ماذا يكون مصير عائلة خرج أفرادها للتسوق أو التجوال واضطرت الظروف امرأة أو ابنتها للتبول أو التغوط ، وإلى متى تبقى المقاهي الخاصة تحل محل المجالس البلدية في استقبال المتبولين والمتغوطين
لقد أن الآوان للتفكير في مراحيض تكون واجهة للمدينة تشعر زائرها بالراحة ، مجهزة بالمياة والمرايا والمناشف الورقية الإيليكترونية ، يقصدها الزائر ويغادرها فرحا مرتاحا ،إذا كانت هناك أي رغبة في جعل المدينة مدينة سياحية
أن المرحاض الوحيدالموجود في المدينة يعد وصمة عار في وجه هذه المدينة العريقة
خلال زيارة عادية للتسوق بأحد أسواق مدينة آسفي وفي انتظار أن ينتهي شاب من تنظيف الأسماك التي اقتنيتها أثار انتباهي تردد أزيد من ثمانية رجال من مختلف الأعمار على زاوية قرب السوق للتبول في وقت وجيز، أثارني السلوك فقررت كتابة المقال التالي :
مدينة يتجاوز سكانها نصف مليون نسمة تقريبا لا تتوفر إلا على مرحاض عمومي واحد لا يحمل من المرحاض إلا الاسم: بناية قديمة مهترئة الباب والنوافذ لا يتجر المرء على الاقتراب منها وبالأحرى دخولها والجلوس فيها ...لا تحمل يافطة أو أيقونة تبرز للزائر أنها مرحاض عمومي ، يبدو من مظهرها الخارجي أنها قديمة ومن يدري قد تكون من مخلفات الاستعمار ....
لذلك لا يستغرب المرء أن يرى ساكنة آسفي قد شكلت مراحيض عامة مفتوحة ،فأينما وليت وجهك تجد الناس يتبولون في العراء ويتغوطون في العراء ، وربما حولوا عددا من المآثر والمنتزهات لأماكن لقضاء الحاجة حارمين المدينة من فضاءات يمكن أن تكون فضاء للتنزه.
_وجعل البعض من وراء أسوار المدارس الثانويات مراحيض: فقد اعتاد تلامذة ثانوية الهداية الإسلامية مثلا التفرج يوميا على عدد من الرجال والنساء يغادرون السوق المحاذي للثانوية ينزلون سراويلهم ويجلسون للتغوط ، أكيد أن السلوك أثار فضول التلاميذ في البداية وتبادلوا النظرات والضحكات المحتشمة وهم يشاهدون هذه المناظر عبر النوافذ لكن سرعان ما أصبح السلوك مألوفا ولا يثير أحدا .
وعند زيارة سوق اعزيب الدرعي ( أحد أهم الأسواق الشعبية وسط المدينة يلاحظ الزائر كيف تحولت خلفية سوق السمك مجالا للتغوط والتبول فتكدس الغائط بالقناطر وكادت سيول التبول تغمر السوق
والأمثلة كثيرة حتى غدا المرء لا يحرجه أن يرى عددا من الناس يقضون حاجاتهم الطبيعية في الهواء الطلق ، فيكفي أن توجد زاوية أو حائط قصير او عال ليتحول إلى فضاء عمومي لإفراغ الأمعاء والمتانات ومصدرا لرائحة نثنة تزكم الأنوف ، بل من الساكنة من غدا يبحث أن أي حاجز يخفي نصفه السفلي لتراه يفك أزراره : كثير من الرجال من يتكئ على حافلة عمومية أو سيارة خاصة ، ويطلق العنان لصنبوره على عجلاتها ليغادر تاركا وراءه بقعة مائية نثنة على الإسفلت.....
ومن الناس من ينزل من حافلة أو سيارة أ و دراجة نارية وتراه في شارع عام متبولا بجانب شجرة أو سيارة ...، غير عابئ بمن حوله في مشاهد لا تثير استغراب اوستنكار أحد. ودون حرج أو اكتراث من الفاعل . فليس مفاجئا أن نرى في كل لحظة أو في أي مكان شخصا يخرج عضوه التناسلي، ويبدأ «يـشرشر» على جدار، أو باب متجر مغلق، أو سيارة ركنها صاحبها أمام الرصيف...يفعل ذلك ببساطة وكأن لا أحد يمر أمامه أو يراقبه.
فهل مثل هذه السلوكات مؤشر على تدني السلوك الحضاري ، وتعبير عن الهمجية واللامبالاة وووو أم هل هنا مسولية على جهة ما ينبغي عليها تحمل مسؤوليته ومحاسبتها على هكذا سلوك يخدش الحياء العام ويسيئ لسمعة المدينة وتاريخها
المسؤولية في نظري مسؤولية الجميع لكن جزءها الأكبر تتحمله الدولة والجهات المنتخبة التي لا أثر لثقافة المرحاض في تصاميمها وتهيئتها للمدينة فمن العار أن تتوفر مدينة كآسفي بسكانها إلا على قبو صغير (انظر الصورة) يستعملا مرحاضا
فالمدينة تتسع ويزداد عدد سكانها ، وتم إعطاء الانطلاق لمشاريع تنموية يلاحظها كل زائر للمدينة. لكن الغريب غياب هو غياب أي مرحاض عمومي في المدينة فهل فكر المسؤولون في مصير أي سائح يزور المدينة اضطرته الغريزة لقضاء حاجته الطبيعية. وهل وهل خطر ببال أي مسؤول ماذا يكون مصير عائلة خرج أفرادها للتسوق أو التجوال واضطرت الظروف امرأة أو ابنتها للتبول أو التغوط ، وإلى متى تبقى المقاهي الخاصة تحل محل المجالس البلدية في استقبال المتبولين والمتغوطين
لقد أن الآوان للتفكير في مراحيض تكون واجهة للمدينة تشعر زائرها بالراحة ، مجهزة بالمياة والمرايا والمناشف الورقية الإيليكترونية ، يقصدها الزائر ويغادرها فرحا مرتاحا ،إذا كانت هناك أي رغبة في جعل المدينة مدينة سياحية
أن المرحاض الوحيدالموجود في المدينة يعد وصمة عار في وجه هذه المدينة العريقة