إشكالية الوحدة: تحديد مفهوم المجال المتوسطي، وموقعه الجغرافي،والمناطق الجغرافية المكونة له،وبعض خصائصه العامة، ومجالات عدم التكافؤ بين ضفتيه، وتوضيح مجالات التعاون الاورومتوسطي وافافقها.
1) مفهوم المجال المتوسطي.
المجال المتوسطي مجال جغرافي يتكون من مجموعة من الدول التي تطل على البحر الأبيض المتوسط من جهتي الشمال والجنوب
2) موقع المجال المتوسطي.
يقع المجال المتوسطي بين خطي عرض 21 و 48 شمال خط الاستواء، وخطي الطول 40 شرقا و17 غربا لخط غرينتش. ويتضمن مجموعة من المضايق أهمها: مضيق جبل طارق ومضيق قبرص ،ومضيق البوسفور، ومضيق قناة السويس.
3) المكونات الجغرافية للمجال المتوسطي.
يتكون المجال المتوسطي من مجموعة من الدول في الشمال والجنوب.
- في الشمال توجد الدول الآتية:البرتغال،اسبانيا فرنسا ايطاليا سلوفينيا كرواتيا اليونان ألبانيا البوسنة مقدونيا قبرص يوغوسلافيا.
- في الجنوب توجد البلدان الآتية:المغرب الجزائر تونس ليبيا مصر فلسطين لبنان سوريا وتركيا.
4) بعض الخصا ئص الطبيعية للمجال المتوسطي.
- التضاريس: تنتشر السلاسل الجبلية الكبرى في كل من القسم الشمالي**جبال سيرانيفادا+ البرانس+ الألب..** والقسم الجنوبي**السلسلة الأطلسية وجبال طوروس*. كما تمتد الصحراء الكبرى على مساحات كبيرة من القسم الجنوبي.
- المناخ: ينتشر المناخ المعتدل والمناخ المتوسطي-الاعتدال في الحرارة والرطوبة طيلة السنة-في معظم مناطق القسم الشمالي، بينما ينتشر المناخ الصحراوي القاحل والمناخ المتوسطي الجاف في اغلب مناطق القسم الجنوبي.
تساعد الخصائص الطبيعية السابقة على الاستقرار البشري في كل مناطق الضفة الشمالية وعلى ممارسة النشاط الفلاحي-27℅ من الأراضي صالحة للزراعة.بينما تجعل الظروف الطبيعية السكان بالضفة الجنوبية يتمركزون بشكل كثيف في المناطق الساحلية كما أن الأراضي الصالحة للفلاحة لاتتعدى ℅14.
5) الخصائص البشرية.
يشهد الجزء الشمالي المتوسطي نموا ديمغرافيا منخفضا ، بحيث تتراجع نسبة الولادات والوفيات ويتزايد أمد الحياة، إلا انه يعاني من ارتفاع نسبة الشيخوخة مما ينتج عنه حاجته الملحة لليد العاملة ويتزايد حجم النفقات المخصصة لإعالة الشيوخ.بينما يعرف الجنوب نموا سكانيا، وبنية عمرية يغلب عليها طابع الشباب مما يفرض على الجنوب تحديات توفير مناصب الشغل.
ويستقر السكان في جميع المناطق الساحلية والداخلية في البلدان الشمالية بينما يتكدس الاستقرار البشري بالمناطق الساحلية في البلدان الجنوبية ويعود دلك إلى عوامل طبيعية وتاريخية واقتصادية وإدارية....
6) الخصائص الاقتصادية والاجتماعية.
تعرف بلدان الشمال ناتجا داخليا خاما مرتفعا ودخلا فرديا مهما ،بينما تعرف بلدان الجنوب ضعفا في كل من الناتج الداخلي الخام والدخل الفردي.-مع التنبيه إلى وجود التباين داخل بلدان الشمال وداخل بلدان الجنوب-وينتج عن ذلك ارتفاع نسبة المتعلمين واندماجهم في سوق الشغل بالضفة الشمالية بينما تضعف كل من فرص التعليم –أمية كبيرة- و مناصب الشغل لسكان الجنوب.
7) مجالات عدم التكافؤ بين الشمال والجنوب.
• المجال الفلاحي: يعرف الشمال المتوسطي إنتاجا زراعيا وحيوانيا ضخما ومتنوعا بسبب عوامل مختلفة أهمها: وجود أراضي صالحة للزراعة + مناخ معتدل + استعمال أساليب عصرية في مجال الإنتاج+إرشادات علمية ودعم مالي للفلاحين + علاقات رأسمالية مع قطاعات اقتصادية أخرى كالصناعة والتجارة والنقل...... بينما يعرف الجنوب فلاحة ضعيفة من حيث النوعية والكمية بسبب غياب المؤهلات السابقة.
• المجال الصناعي: تتوفر بلدان الشمال على مراكز صناعية كبيرة ومتطورة تقدم إنتاجا صناعيا ضخما ومتنوعا ومرتفعا من حيث قيمته، ومكتسحا للمجالات الجغرافية العالمية ويرجع سبب دلك إلى عوامل متعددة أهمها: وجود مراكز علمية وتقنية+جودة المنتجات +استخدام الآلات المتطورة+........بينما تنتشر في الجنوب المتوسطي مراكز صناعية ضعيفة حول المناجم ومصادر الطاقة،و تعتمد على اليد العاملة الكثيفة ،كما توجد بعض المراكز الصناعية الكبيرة التي تعود ملكيتها للاستثمارات الأجنبية.
• المجال التجاري: تصدر بلدان الجنوب المتوسطي المواد الأولية الفلاحية والمعدنية والطاقية ،وتستورد المنتجات الصناعية،بينما تصدر بلدان الشمال المتوسطي منتجات صناعية عالية الجودة والقيمة.ويعيش الجنوب المتوسطي تبعية اقتصادية للشمال في الوقت الدي لا تتعدى فيه مبادلات الشمال نحو الجنوب ℅5.
• مجال الناتج الداخلي الخام والدخل الفردي: يعرف الشمال المتوسطي ارتفاعا في الناتج الداخلي الخام والدخل الفردي .بينما يسود عكس دلك بالقسم الجنوبي.
نتائج التفاوت في التنمية بين دول الشمال والجنوب.
ينتج عن ارتفاع الناتج الداخلي الخام والدخل الفردي في الضفة الشمالية المتوسطية ارتفاع نسبة التعليم وتزايد فرص التشغيل وتحسن الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين أي ارتفاع مؤشر التنمية البشرية.بينما يعرف الجنوب تأخرا في التنمية البشرية بسبب ضعف الدخل الفردي واتساع دائرة الفقر وتدني الخدمات الصحية.وقد دفعت التباينات التنموية السابقة دول الشمال إلى الدخول في التعاون الاقتصادي مع الجنوب المتوسطي في إطار ما يسمى بالتعاون الاورومتوسطي.
9) مفهوم التعاون الاورومتوسطي.
هو التعاون بين بلدان الشمال والجنوب المتوسطية في الميادين السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ودلك مند أوائل ستينيات القرن 20 وتوج هدا التعاون بإعلان برشلونة سنة 1995.
10) مراحل التعاون الاورومتوسطي
بدا التعاون الاورومتوسطي مند ستينيات القرن العشرين في مجالات تجارية محدودة في إطار اتفاقيات الشراكة ،وخلال سنة1992 اعتمدت سياسة متوسطية جديدة هدفت إلى تعميق الحوار و الدعم و التعاون بين الضفتين،وقد توجت هده السياسة بإعلان برشلونة سنة 1995،حيث التزمت فيه البلدان الشمالية بتمويل المشاريع الاقتصادية والاجتماعية بالجنوب المتوسطي في اطار برنامج ميدا 1 امتد بين 1995- 1999وميدا 2 مابين2000-2006-programme meda 1et2 -
11) بلدان التعاون الاورومتوسطي.
البلدان الجنوبية:المغرب،الجزائر،تونس،مصر،سوريا،لبنان،فلسطين،تركيا،الأردن
البلدان الشمالية:بلدان الاتحاد الأوربي وهي البرتغال،اسبانيا،ايطاليا،ألمانيا.......................
12) هياكل الشراكة الاورو متوسطية انظر الخطاطة ص 42 من الكتاب المدرسي.
تتجلى هياكل الشراكة الاورومتوسطية في المنتديات الوزارية،ثم اللجنة الاورومتوسطية، والمؤسسات المالية كبرنامج ميدا والبنك الأوربي للاستثمار، ثم الجمعية البرلمانية الاورومتوسطية.
13) مجالات التعاون الاورومتوسطي.
• المجال السياسي: دعم السلام والاستقرار بالمجال المتوسطي+دعم الديمقراطية والحريات العامة وحقوق الإنسان.
• المجال الأمني: محاربة الهجرة السرية +محاربة تهريب المخدرات+مواجهة العنف السياسي-الإرهاب-
• المجال الاقتصادي والمالي: إنشاء منطقة للتبادل الحر-هي منطقة شاسعة تتكون من دولتين أو أكثر تتفق على صيغة التبادل التجاري فيما بينها بتخفيض جزئي او كلي للرسوم الجمركية-في أفق سنة 2010+خلق منطقة حرة-منطقة تقع غالبا داخل الميناء تستقبل مؤسسات إنتاجية وتسويقية أجنبية تستفيد من امتيازات ضريبية مقابل تشغيل اليد العاملة المحلية، وتعيد تصدير المنتوجات نحو الخارج+تنمية المبادلات التجارية بين البلدان المتوسطية+تقديم مساعدات مالية في إطار برنامج ميدا+تشجيع الاستثمارات الشمالية في الجنوب+منح القروض للبلدان الجنوبية
• المجال الثقافي والاجتماعي: تشجيع التفاعل والتبادل الثقافي والحضاري بين شعوب الضفتين+تشجيع التواصل وتنسيق العمل بين منظمات المجتمع المدني+تشجيع تكوين الكفاءات العلمية والتقنية.
14) حصيلة التعاون الاورومتوسطي.
-الجوانب الايجابية: تتجلى في تمكن بلدان الجنوب من عقد اتفاقيات الشراكة مع بلدان الشمال،ثم تزايد المشاريع الاقتصادية والاجتماعية الممولة في الجنوب من طرف برنامج ميدا،إضافة إلى تزايد حجم الصادرات الجنوبية نحو الشمال،فضلا عن نمو الاستثمارات الشمالية بالمناطق الجنوبية.
-الجوانب السلبية: لم تتمكن مشاريع برنامج ميدا في الجنوب المتوسطي من توفير مناصب الشغل الكافية للسكان،ولم تستطع الحد من الأمية، ولم تحسن الخدمات الصحية للمواطنين+ لم تتحسن جودة المنتوجات+ لم يتحقق الانفتاح التجاري+ لم يتحقق التكتل الاقتصادي لدول الجنوب+ لم تندفع الاستثمارات الشمالية بشكل كثيف نحو المناطق الجنوبية+ تغليب التعاون الأمني لمحاربة الهجرة السرية والإرهاب....
15) تحديات التعاون الاورومتوسطي.
الهجرة السرية + الإرهاب+ السياسة الحمائية ضد منتوجات الجنوب+ الأزمات السياسية بحوض البحر الأبيض المتوسط كالصراع العربي الإسرائيلي+ تزايد نسبة البطالة والفقر وضعف الخدمات الاجتماعية بالجنوب.......
16) أفاق التعاون الاورومتوسطي.
• الموقف المتفائل: يشيد بالانجازات التي تحققت كبرنامج ميدا،واتفاقيات الشراكة،ونمو المبادلات التجارية والاستثمارات الاقتصادية والمالية...ويؤكد على المستقبل الواعد للتعاون إذا ما عمقت بلدان الجنوب من الإصلاحات السياسية -الديمقراطية وحقوق الإنسان- والاقتصادية- التحرير والانفتاح-، وحاولت الاندماج في تكتل اقتصادي جنوبي...
• الموقف المتشائم: يلح على الحصيلة الهزيلة ويستشرف مستقبلا فاشلا للتعاون الاورومتوسطي، ويرجع ذلك إلى انشغال الاتحاد الأوربي بقضايا التنمية في البلدان التي التحقت به مؤخرا - سنة2004 - أكثر من اهتمامه بقضايا التنمية الجنوبية، إضافة إلى حرص الأوربيين على التعاون الأمني - محاربة تهريب المخدرات والهجرة السرية والإرهاب..- للحفاظ على استقرارهم وسلامة مصالحهم أكثر من مساهمتهم في التنمية البشرية الجنوبية..