الرواية المغربية
جاء ظهور الرواية المغربية من الناحية الزمنية متأخرا عن نظيرتها في المشرق العربي، وقبل ذلك عن الرواية الغربية… وهذا يؤكد ان ظهورها محكوم بتاخر مضاعف، فرض عليها التعامل مع الرواية الشرقية والغربية كنماذج ومرجعيات كبرى، وبشكل آخر فإن الرواية المغربية، قلدت الى حد كبير الرواية الشرقية، التي قلدت هي الأخرى الرواية الغربية، رغم ان الرواية المغربية أكدت في العديد من المحاولات رغبة قوية للخروج من أسر التقليد والمحاكاة، والتركيز على المعطيات السوسيوثقافية المغربية كنموذج للكتابة لكن ذلك ظهر باهتا ، وأحيانا كثيرة فشل في تقديم رواية مغربية، بمواصفات محلية، لذلك جاءت أغلب الأعمال الروائية التي ظهرت في فترة ظهور الكتابة الروائية في المغرب، محاكية لنماذج روائية مشرقية معروفة.
وقد تمثلت بشكل أساسي في بعض الأعمال من بينها "بوثقة الحياة" للبكري السباعي، و "إنها الحياة" لمحمد البوعناني، و"غدا لن تتبدل الأرض" لفاطمة الراوي، و "أمطار الرحمة لعبد الرحمان المريني ... وهي أعمال اعتبرها البعض ما قبل الكتابة الروائية، وبالتالي فقد اسقطها النقاد من التصنيف الروائي
لكن هناك استثناءات روائية، لا تتجاوز خمسة عناوين، وهي: رواية "الزاوية" للتهامي الوزاني عام 1642، و "في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون عام 1957، و "سبعة أبواب" لعبد الكريم غلاب عام 1965، " دفنا الماضي" لنفس الروائي عام 1966، و"جيل الظما" لمحمد عزيز الحبابي عام 1967.وبالرغم من أنها لا تتوفر على مؤهلات فنية وروائية كبيرة، إلا انه ما يجمع بينها الحفظ الكبير بين الروائي والسير ذاتي، بحيث لا تخلو رواية من الروايات المذكورة من هذا الخلط على المستوى الحكائي، وكذا حضور الاخر أي الغرب كعنصر اساسي وفاعل في عملية الحكي، إضافة الى اعتماد قواعد الكتابة الكلاسيكية، وهي سمات طبعت المرحلة التاسيسية للرواية المغربية
بعد هذه المرحلة ظهر نوع جديد من الكتابة الروائية مطبوع بالواقعية، وقد امتد من أواسط العقد السادس الى منتصف العقد السابع من القرن الماضي، وهي مرحلة عرف فيها المغرب بروز جملة من التناقضات، اذكت الصراع على المستوى السياسي، حيث كان له تأثير بالغ على الحقل الثقافي والفكري، وعلى الأجناس الكتابية، ومنها الرواية التي أظهرت ميلا كبيرا للواقعية، باعتبارها الاتجاه الأكثر قابلية للتعبير، وتمثل ما كانت يعرفه الواقع المغربي من تغييرات. وقد ظهر ذلك في روايات محمد زفزاف، ومبارك ربيع، وعبد الكريم غلاب، ومحمد شكري
وقد تميزت الكتابة الروائية في هذه الفترة بهيمنة السياسي على الفني والإبداعي، وحضور الظواهر الاجتماعية كالفقر والأمية...اضافة الى اعتماد اللغة السهلة والمباشرة، مع الإبقاء على عنصر السيرة الذاتية، والغرب ولو بشكل أقل من روايات المرحلة التاسيسية
وبداية من منتصف السبعينات من القرن الماضي، بدأ ما يمكن تسميته بالرواية التجريبية، وقد تزامنت هذه المرحلة مع حدوث تغييرات سياسية مهمة مما مهد الطريق لتدشين مرحلة الإصلاحات الديموقراطية أما على المستوى الثقافي والفكري فقد ظهرت تصورات أدبية جديدة تدعو إلى تجاوز طرق الكتابة والتعبير السابقين، ومن ضمنها الكتابة الروائية، وهذا ما أدى الى ظهور التجريبية برهاناتها الساعية الى اعتماد تقنيات كتابية جديدة، بهدف إعادة التوازن المفقود للرواية المغربية، وذلك بتجاوز تقنيات الحكي الكلاسيكي، وتنويع وجوه السرد، وتناول مواضيع تنهل من التراث، والظواهر الغرائبية، وتكسير سطوة اللغة القديمة، والمصالحة بين الأجناس التعبيرية والكتابية في السرد الروائي
ورغم ذلك فإن الرواية التجريبية، مازالت محل نقاش واسع، كونها لم تتمكن من مراكمة ما يكفي من النماذج الروائية للدفاع عن نفسها، إضافة الى وجود روائيين مازالوا منتصرين لأشكال الرواية الواقعية.
جاء ظهور الرواية المغربية من الناحية الزمنية متأخرا عن نظيرتها في المشرق العربي، وقبل ذلك عن الرواية الغربية… وهذا يؤكد ان ظهورها محكوم بتاخر مضاعف، فرض عليها التعامل مع الرواية الشرقية والغربية كنماذج ومرجعيات كبرى، وبشكل آخر فإن الرواية المغربية، قلدت الى حد كبير الرواية الشرقية، التي قلدت هي الأخرى الرواية الغربية، رغم ان الرواية المغربية أكدت في العديد من المحاولات رغبة قوية للخروج من أسر التقليد والمحاكاة، والتركيز على المعطيات السوسيوثقافية المغربية كنموذج للكتابة لكن ذلك ظهر باهتا ، وأحيانا كثيرة فشل في تقديم رواية مغربية، بمواصفات محلية، لذلك جاءت أغلب الأعمال الروائية التي ظهرت في فترة ظهور الكتابة الروائية في المغرب، محاكية لنماذج روائية مشرقية معروفة.
وقد تمثلت بشكل أساسي في بعض الأعمال من بينها "بوثقة الحياة" للبكري السباعي، و "إنها الحياة" لمحمد البوعناني، و"غدا لن تتبدل الأرض" لفاطمة الراوي، و "أمطار الرحمة لعبد الرحمان المريني ... وهي أعمال اعتبرها البعض ما قبل الكتابة الروائية، وبالتالي فقد اسقطها النقاد من التصنيف الروائي
لكن هناك استثناءات روائية، لا تتجاوز خمسة عناوين، وهي: رواية "الزاوية" للتهامي الوزاني عام 1642، و "في الطفولة" لعبد المجيد بن جلون عام 1957، و "سبعة أبواب" لعبد الكريم غلاب عام 1965، " دفنا الماضي" لنفس الروائي عام 1966، و"جيل الظما" لمحمد عزيز الحبابي عام 1967.وبالرغم من أنها لا تتوفر على مؤهلات فنية وروائية كبيرة، إلا انه ما يجمع بينها الحفظ الكبير بين الروائي والسير ذاتي، بحيث لا تخلو رواية من الروايات المذكورة من هذا الخلط على المستوى الحكائي، وكذا حضور الاخر أي الغرب كعنصر اساسي وفاعل في عملية الحكي، إضافة الى اعتماد قواعد الكتابة الكلاسيكية، وهي سمات طبعت المرحلة التاسيسية للرواية المغربية
بعد هذه المرحلة ظهر نوع جديد من الكتابة الروائية مطبوع بالواقعية، وقد امتد من أواسط العقد السادس الى منتصف العقد السابع من القرن الماضي، وهي مرحلة عرف فيها المغرب بروز جملة من التناقضات، اذكت الصراع على المستوى السياسي، حيث كان له تأثير بالغ على الحقل الثقافي والفكري، وعلى الأجناس الكتابية، ومنها الرواية التي أظهرت ميلا كبيرا للواقعية، باعتبارها الاتجاه الأكثر قابلية للتعبير، وتمثل ما كانت يعرفه الواقع المغربي من تغييرات. وقد ظهر ذلك في روايات محمد زفزاف، ومبارك ربيع، وعبد الكريم غلاب، ومحمد شكري
وقد تميزت الكتابة الروائية في هذه الفترة بهيمنة السياسي على الفني والإبداعي، وحضور الظواهر الاجتماعية كالفقر والأمية...اضافة الى اعتماد اللغة السهلة والمباشرة، مع الإبقاء على عنصر السيرة الذاتية، والغرب ولو بشكل أقل من روايات المرحلة التاسيسية
وبداية من منتصف السبعينات من القرن الماضي، بدأ ما يمكن تسميته بالرواية التجريبية، وقد تزامنت هذه المرحلة مع حدوث تغييرات سياسية مهمة مما مهد الطريق لتدشين مرحلة الإصلاحات الديموقراطية أما على المستوى الثقافي والفكري فقد ظهرت تصورات أدبية جديدة تدعو إلى تجاوز طرق الكتابة والتعبير السابقين، ومن ضمنها الكتابة الروائية، وهذا ما أدى الى ظهور التجريبية برهاناتها الساعية الى اعتماد تقنيات كتابية جديدة، بهدف إعادة التوازن المفقود للرواية المغربية، وذلك بتجاوز تقنيات الحكي الكلاسيكي، وتنويع وجوه السرد، وتناول مواضيع تنهل من التراث، والظواهر الغرائبية، وتكسير سطوة اللغة القديمة، والمصالحة بين الأجناس التعبيرية والكتابية في السرد الروائي
ورغم ذلك فإن الرواية التجريبية، مازالت محل نقاش واسع، كونها لم تتمكن من مراكمة ما يكفي من النماذج الروائية للدفاع عن نفسها، إضافة الى وجود روائيين مازالوا منتصرين لأشكال الرواية الواقعية.