تقديم: ساهمت عوامل مختلفة في ظهور الحركة الوطنية المغربية، واعتمدت وسائل مختلفة للمطالبة بالإصلاحات طيلة فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية، وبعدها طالبت بتحقيق الاستقلال، وبفضل ثورة الملك والشعب حصل المغرب على استقلاله واسترجع سيادته على مجموع ترابه من طنجة إلى وادي الذهب.
1) ظروف نشأة الحركة الوطنية المغربية.
- السياسة البربرية: أصدرت فرنسا في 16 ماي 1930 الظهير البربري باسم السلطان قصد الفصل بين العرب و الأمازيغ لتفتيت الوحدة المغربية، وقد نص الظهير على: فصل رؤساء القبائل في النزاعات التي تحدث في المناطق البربرية + تأسيس المحاكم العرفية للفصل في القضايا التجارية والمدنية والعقارية والأحوال الشخصية وأمور الإرث وكل الوقائع بالمناطق البربرية + تشكيل المحاكم الفرنسية للنظر في القضايا الجنائية التي تحصل في المناطق البربرية.
• ظهور كتلة العمل الوطني: انطلقت الانتفاضات الشعبية في المدن والبوادي المغربية تطالب بإلغاء الظهير البربري، وبرزت نخبة مثقفة اغلبها في المدن المغربية تبنت التنظيم السياسي والعمل الوطني في إطار كتلة العمل الوطني اقتداء بالحركة الوطنية بالمشرق.
• تأسيس الأحزاب: تأسست بالمنطقة السلطانية - الخاضعة للحماية الفرنسية كتلة العمل الوطني سنة 1934 ثم انقسمت سنة 1937 إلى الحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات بزعامة علال الفاسي والحركة القومية المغربية بقيادة محمد حسن الوزاني .
كما ظهر بالمنطقة الخليفية الخاضعة للحماية الاسبانية حزب الإصلاح الوطني سنة 1933 بزعامة عبد الخالق الطريس وحزب الوحدة المغربية سنة 1937 بقيادة محمد المكي الناصري.
• الاحتفال بعيد العرش: بدأ الاحتفال بعيد العرش في 18 نونبر 1933 لتوطيد الاتصال بين السلطان والحركة الوطنية، والتأكيد لسلطات الحمايتين الفرنسية والاسبانية على عمق الروابط الدينية والروحية والرمزية والتاريخية والسياسية بين الملك والشعب المغربي.
2) وسائل عمل الحركة الوطنية المغربية:
اعتمدت الحركة الوطنية عدة وسائل لمواجهة الاستعمار، ففي المنطقة السلطانية ناضل الوطنيون عبر الجرائد والمجلات كجريدة عمل الشعب ، وعبر المدارس الحرة كالمعهد الإسلامي ومدرستي النجاح وجسوس، ومن خلال الفرق الموسيقية كفرقة المنار والجوق المغربي والجوق السلاوي.
أما في المنطقة الاسبانية اعتمدت الحركة الوطنية في كفاحها جريد الوحدة المغربية والمدرسة الأهلية والفرق الموسيقية كالهلال وفتيان حزب الإصلاح.
3) أهم المطالب الإصلاحية للحركة الوطنية خلال فترة مابين الحربين العالمية الأولى والثانية.
في المنطقة السلطانية:
• 1926 : قدم النميمشي احد علماء جامعة القرويين مطالب وطنية للمقيم العام الفرنسي تيودور ستيغ.
• 1930: قدمت نخبة من مدينة فاس مطالب الأمة المغربية للسلطان سيدي محمد بن وسف بعد صدور الظهير البربري.
• 1934: قدمت الحركة الوطنية برنامج الإصلاحات للسلطات الفرنسية. ففي المجال السياسي والإداري تمت المطالبة بإلغاء الإدارة الفرنسية المباشرة + تأسيس مجلس وطني + إلغاء وسائل التعذيب. وفي الميدان الاقتصادي والمالي تمت المطالبة بالمساواة في أداء الضرائب + حماية الصناعة التقليدية من المنافسة الخارجية+ إلغاء الرسوم بين المناطق المغربية + تكوين تعاونيات فلحية. وفي الميدان الاجتماعي المطالبة بإجبارية التعليم الابتدائي + محاربة الأمية + محاربة البطالة + بناء المستشفيات +العمل 8 ساعات في اليوم فقط.
• 1936: استغلت الحركة الوطنية وصول الجبهة الشعبية الاشتراكية إلى الحكم بفرنسا سنة 1936 وتقدموا بالمطالب المستعجلة وشملت: حرية الصحافة والطبع والتجمعات وتأسيس الجمعيات والتنقل + إحداث مدارس فلاحية وتعميم وتوحيد البرامج التعليمية في جميع أنحاء المغرب + إصلاح القضاء + إلغاء الاستعمار الرسمي ودعم الفلاحين بالقروض الميسرة + تخفيض الضرائب والمساواة بين المغاربة والأجانب في تأديتها + تشييد المستشفيات والزيادة في توزيع الأدوية مجانا.
في المنطقة الخليفية:
• 1931: استغلت الحركة الوطنية وصول الحكومة الجمهورية إلى السلطة باسبانيا وقدموا لها مطالب الأمة المتمثلة في: انتخاب مجالس استشارية + فتح مدارس ابتدائية وثانوية في المدن والبوادي تدرس فيها البرامج باللغة العربية إلى جانب اللغة الاسبانية + فتح مدارس فلاحية وصناعية وإرسال التلاميذ إلى المدارس العليا الاسبانية لتلقي العلوم + دعم الفلاح بالأدوات الإنتاجية وبالقروض الميسرة.
• 1933: جددت الحركة الوطنية المطالبة بمطالب الأمة.
خلاصة مركزة: قدمت الحركة الوطنية المغربية مطالب إصلاحية متنوعة طيلة فترة الثلاثينات، لكنها لم تلقى استجابة من سلطات الحمايتين الفرنسية والاسبانية، وعلى أساس ذلك انتقل عمل الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال مستفيدة من ظروف متعددة سادت خلال فترة الأربعينات.
4) مجهودات الحركة الوطنية من اجل الاستقلال.
• اصدار عريضة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944: تقدمت الحركة الوطنية بقيادة حزب الاستقلال بعريضة الاستقلال للسلطان سيدي محمد بن يوسف والى سلطات الحماية الفرنسية ، تضمنت التأكيد على وحدة واستقلال المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد الخامس + مطالبة السلطان بالتدخل لدى الدول الأجنبية للاعتراف باستقلال المغرب وان يقوم بالإصلاحات التي تضمن جميع حقوق وواجبات الشعب المغربي + المطالبة بتوقيع المغرب على الميثاق الأطلسي.
• تأسيس الجبهة الوطنية بطنجة في 09 ابريل1951: أسست أحزاب المنطقة السلطانية- حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال- بمعية أحزاب المنطقة الخليفية – حزب الإصلاح الوطني وحزب الوحدة المغربية- جبهة النضال الوطني الوحدوي القائم على ميثاق: التنسيق والتواصل والتشاور + التمسك بوحدة واستقلال المغرب+ رفض المفاوضات مع سلطات الاحتلال الفرنسي-الاسباني + دفع الجامعة العربية للمساعدة على استقلال المغرب.
• دعم السلطان سيدي محمد بن يوسف لمواقف الحركة الوطنية: أعلن السلطان أمام الفرنسيين سنة 1944 أن نظام الحماية صار متجاوزا عندما شبهها بالقميص +أكد سنة 1945 في رحلته إلى فرنسا على ضرورة إنصاف المغرب + أكد في خطاب طنجة 1947 على وحدة واستقلال المغرب + طلب في رحلته إلى فرنسا في سنة 1950و1952 إعادة النظر في العلاقات المغربية الفرنسية+ رفض التوقيع على الظهائر التي تمس مصالح المغرب.
خلاصة مركز:ة نتج عن توحيد الكفاح بين الحركة الوطنية والسلطان سيدي محمد بن يوسف تهديد الاحتلال الفرنسي والاسباني، لذلك دبرت فرنسا وعملائها مؤامرة خلع السلطان ونفيه خارج المغرب.
5) دور ثورة الملك والشعب في تحقيق استقلال المغرب.
بعد فشل الإقامة العامة في فك الارتباط الحاصل بين السلطان والتنظيمات السياسية، استغلت في سنة 1952 فرصة قيام مظاهرات بالمدن المغربية احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد،لتقوم باعتقال الزعماء السياسيين وتمنع الأحزاب والصحف. وأطلقت النار على المتظاهرين، حيث قتل في الدار البيضاء وحدها حوالي 16 ألف مغربي. وفي نفس الظروف قامت بمساعدة القواد الكبار " الكلاوي وعبد الحي الكتاني " بعزل السلطان سيدي محمد بن يوسف- وتعيين أحد أفراد أسرته محمد بن عرفة- ثم نفيه وأسرته إلى جزيرة كورسيكا في 20 غشت 1953 ليلة عيد الأضحى، وبقي هناك إلى أواخر يناير1954 ليتم نفيه إلى جزيرة مدغشقر وبقي هناك إلى غاية 29اكتوبر 1955. لم يعترف المغاربة "بالسلطان الجديد". وخرجوا في مظاهرات جماهيرية تردد شعارات وطنية "ابن يوسف ملكنا....والمغرب وطننا"ابن يوسف يجي غدا ....الاستقلال ولابدا. " وتصاعدت العمليات الفدائية التي نفذتها المقاومة المسلحة السرية، وتشكلت النواة الأولى لجيش التحرير. واستهدف المقاومون اغتيال ابن عرفة مرتين، كما استهدفوا اغتيال الباشا الكلاوي، إضافة إلى تخريب المنشآت الاستعمارية.
وفي هذه الظروف حصل المغرب على تأييد الجامعة العربية وحركة دول عدم الانحياز، لرفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة، مما أرغم السلطات الفرنسية على إجراء التفاوض مع السلطان وقادة الحركة الوطنية بمدينة إيكس ليبانAix les Bains مابين 22-27غشت1955 وأسفرت على عودة الملك محمد بن يوسف إلى المغرب وخلع ابن عرفة +تشكيل مجلس العرش + تشكيل حكومة مغربية.وفي 30اكتوبر 1955غادر السلطان والأسرة الملكية مدغشقر في اتجاه فرنسا وأجريت المفاوضات النهائية بمدينة سان كلودSaint-Cloud الفرنسية حيث تم استكمال نقاش ما تقرر في مفاوضات ايكس- ليبان وانتهت بالتأكيد على استقلال المغرب وعودة جلالة محمد الخامس إلى ارض الوطن في 16نونبر 1955، و في 2 مارس 1956 اعترفت فرنسا باستقلال المغرب، كما اعترفت اسبانيا باسترجاع المغرب للقسم الشمالي في 17 ابريل 1956.
خلاصة مركزة: بعد التلاحم الذي حصل بين الشعب المغربي والملك محمد الخامس قامت فرنسا وعملائها بنفيه إلى جزيرة كورسيكا ومدغشقر، مما ساهم في تنامي المقاومة الفدائية ضد الفرنسيين وعملائهم ، مما اجبر فرنسا على فتح المفاوضات مع الحركة الوطنية والملك محمد الخامس، ونتج عنها عودة السلطان إلى أرضه وشعبه وحصول المغرب على استقلاله وسيادته.
6) مراحل استكمال المغرب لوحدته الترابية.
• استرجع المغرب منطقة طنجة في 29اكتوبر 1956 وإلغاء النظام الدولي.
• استرجع المغرب إقليم طرفاية في 10 ابريل 1958 بعد مفاوضات سلمية وطويلة مع اسبانيا.
• استرجع المغرب إقليم سيدي افني في 30 يونيو 1969 بعد الزيارة التي قام بها الملك الحسن الثاني إلى مدريد حيث اقنع الاسبان بضرورة تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي أقر عودة سيدي افني إلى المغرب.
• بعد إصرار اسبانيا على الاستمرار في استعمار المناطق الجنوبية المغربية،عرض المغرب قضيته على محكمة العدل الدولية، وأصدرت حكمها يوم 16اكتوبر1975 الذي أكد على وجود روابط قانونية وعلاقة الولاء والبيعة بين القبائل الصحراوية وسلطان المغرب، وفي 6 نونبر1975 اندفع 350000 مغربي ومغربية، رجالا ونساء في مسيرة خضراء شعبية سلمية نحو مناطق الساقية الحمراء بالصحراء المغربية وقاموا بتحريرها من الاحتلال الاسباني.وفي 14 غشت 1979 استرجع المغرب وادي الذهب.
خاتمة: بعد فرض الحماية الفرنسية والاسبانية على المغرب سنة 1912، انطلقت المقاومة المسلحة في جميع أنحاء المغرب ملحقة هزائم متعددة بالمستعمرين، لكن عدم تكافؤ القوة العسكرية والمالية ...ساهم في القضاء على المقاومة الغربية خلال فترة الثلاثينات، لتنطلق الحركة الوطنية مطالبة بالإصلاحات إلى غاية الأربعينات، وبعدها طالبت بالاستقلال واندلعت من جديد المقاومة المسلحة التي أرغمت فرنسا واسبانيا على الاعتراف بوحدة واستقلال المغرب سنة 1956. وبعد ذلك استكمل المغرب سيادته ووحدته على جميع ترابه من طنجة إلى وادي الذهب.
1) ظروف نشأة الحركة الوطنية المغربية.
- السياسة البربرية: أصدرت فرنسا في 16 ماي 1930 الظهير البربري باسم السلطان قصد الفصل بين العرب و الأمازيغ لتفتيت الوحدة المغربية، وقد نص الظهير على: فصل رؤساء القبائل في النزاعات التي تحدث في المناطق البربرية + تأسيس المحاكم العرفية للفصل في القضايا التجارية والمدنية والعقارية والأحوال الشخصية وأمور الإرث وكل الوقائع بالمناطق البربرية + تشكيل المحاكم الفرنسية للنظر في القضايا الجنائية التي تحصل في المناطق البربرية.
• ظهور كتلة العمل الوطني: انطلقت الانتفاضات الشعبية في المدن والبوادي المغربية تطالب بإلغاء الظهير البربري، وبرزت نخبة مثقفة اغلبها في المدن المغربية تبنت التنظيم السياسي والعمل الوطني في إطار كتلة العمل الوطني اقتداء بالحركة الوطنية بالمشرق.
• تأسيس الأحزاب: تأسست بالمنطقة السلطانية - الخاضعة للحماية الفرنسية كتلة العمل الوطني سنة 1934 ثم انقسمت سنة 1937 إلى الحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات بزعامة علال الفاسي والحركة القومية المغربية بقيادة محمد حسن الوزاني .
كما ظهر بالمنطقة الخليفية الخاضعة للحماية الاسبانية حزب الإصلاح الوطني سنة 1933 بزعامة عبد الخالق الطريس وحزب الوحدة المغربية سنة 1937 بقيادة محمد المكي الناصري.
• الاحتفال بعيد العرش: بدأ الاحتفال بعيد العرش في 18 نونبر 1933 لتوطيد الاتصال بين السلطان والحركة الوطنية، والتأكيد لسلطات الحمايتين الفرنسية والاسبانية على عمق الروابط الدينية والروحية والرمزية والتاريخية والسياسية بين الملك والشعب المغربي.
2) وسائل عمل الحركة الوطنية المغربية:
اعتمدت الحركة الوطنية عدة وسائل لمواجهة الاستعمار، ففي المنطقة السلطانية ناضل الوطنيون عبر الجرائد والمجلات كجريدة عمل الشعب ، وعبر المدارس الحرة كالمعهد الإسلامي ومدرستي النجاح وجسوس، ومن خلال الفرق الموسيقية كفرقة المنار والجوق المغربي والجوق السلاوي.
أما في المنطقة الاسبانية اعتمدت الحركة الوطنية في كفاحها جريد الوحدة المغربية والمدرسة الأهلية والفرق الموسيقية كالهلال وفتيان حزب الإصلاح.
3) أهم المطالب الإصلاحية للحركة الوطنية خلال فترة مابين الحربين العالمية الأولى والثانية.
في المنطقة السلطانية:
• 1926 : قدم النميمشي احد علماء جامعة القرويين مطالب وطنية للمقيم العام الفرنسي تيودور ستيغ.
• 1930: قدمت نخبة من مدينة فاس مطالب الأمة المغربية للسلطان سيدي محمد بن وسف بعد صدور الظهير البربري.
• 1934: قدمت الحركة الوطنية برنامج الإصلاحات للسلطات الفرنسية. ففي المجال السياسي والإداري تمت المطالبة بإلغاء الإدارة الفرنسية المباشرة + تأسيس مجلس وطني + إلغاء وسائل التعذيب. وفي الميدان الاقتصادي والمالي تمت المطالبة بالمساواة في أداء الضرائب + حماية الصناعة التقليدية من المنافسة الخارجية+ إلغاء الرسوم بين المناطق المغربية + تكوين تعاونيات فلحية. وفي الميدان الاجتماعي المطالبة بإجبارية التعليم الابتدائي + محاربة الأمية + محاربة البطالة + بناء المستشفيات +العمل 8 ساعات في اليوم فقط.
• 1936: استغلت الحركة الوطنية وصول الجبهة الشعبية الاشتراكية إلى الحكم بفرنسا سنة 1936 وتقدموا بالمطالب المستعجلة وشملت: حرية الصحافة والطبع والتجمعات وتأسيس الجمعيات والتنقل + إحداث مدارس فلاحية وتعميم وتوحيد البرامج التعليمية في جميع أنحاء المغرب + إصلاح القضاء + إلغاء الاستعمار الرسمي ودعم الفلاحين بالقروض الميسرة + تخفيض الضرائب والمساواة بين المغاربة والأجانب في تأديتها + تشييد المستشفيات والزيادة في توزيع الأدوية مجانا.
في المنطقة الخليفية:
• 1931: استغلت الحركة الوطنية وصول الحكومة الجمهورية إلى السلطة باسبانيا وقدموا لها مطالب الأمة المتمثلة في: انتخاب مجالس استشارية + فتح مدارس ابتدائية وثانوية في المدن والبوادي تدرس فيها البرامج باللغة العربية إلى جانب اللغة الاسبانية + فتح مدارس فلاحية وصناعية وإرسال التلاميذ إلى المدارس العليا الاسبانية لتلقي العلوم + دعم الفلاح بالأدوات الإنتاجية وبالقروض الميسرة.
• 1933: جددت الحركة الوطنية المطالبة بمطالب الأمة.
خلاصة مركزة: قدمت الحركة الوطنية المغربية مطالب إصلاحية متنوعة طيلة فترة الثلاثينات، لكنها لم تلقى استجابة من سلطات الحمايتين الفرنسية والاسبانية، وعلى أساس ذلك انتقل عمل الحركة الوطنية من المطالبة بالإصلاحات إلى المطالبة بالاستقلال مستفيدة من ظروف متعددة سادت خلال فترة الأربعينات.
4) مجهودات الحركة الوطنية من اجل الاستقلال.
• اصدار عريضة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944: تقدمت الحركة الوطنية بقيادة حزب الاستقلال بعريضة الاستقلال للسلطان سيدي محمد بن يوسف والى سلطات الحماية الفرنسية ، تضمنت التأكيد على وحدة واستقلال المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد الخامس + مطالبة السلطان بالتدخل لدى الدول الأجنبية للاعتراف باستقلال المغرب وان يقوم بالإصلاحات التي تضمن جميع حقوق وواجبات الشعب المغربي + المطالبة بتوقيع المغرب على الميثاق الأطلسي.
• تأسيس الجبهة الوطنية بطنجة في 09 ابريل1951: أسست أحزاب المنطقة السلطانية- حزب الاستقلال وحزب الشورى والاستقلال- بمعية أحزاب المنطقة الخليفية – حزب الإصلاح الوطني وحزب الوحدة المغربية- جبهة النضال الوطني الوحدوي القائم على ميثاق: التنسيق والتواصل والتشاور + التمسك بوحدة واستقلال المغرب+ رفض المفاوضات مع سلطات الاحتلال الفرنسي-الاسباني + دفع الجامعة العربية للمساعدة على استقلال المغرب.
• دعم السلطان سيدي محمد بن يوسف لمواقف الحركة الوطنية: أعلن السلطان أمام الفرنسيين سنة 1944 أن نظام الحماية صار متجاوزا عندما شبهها بالقميص +أكد سنة 1945 في رحلته إلى فرنسا على ضرورة إنصاف المغرب + أكد في خطاب طنجة 1947 على وحدة واستقلال المغرب + طلب في رحلته إلى فرنسا في سنة 1950و1952 إعادة النظر في العلاقات المغربية الفرنسية+ رفض التوقيع على الظهائر التي تمس مصالح المغرب.
خلاصة مركز:ة نتج عن توحيد الكفاح بين الحركة الوطنية والسلطان سيدي محمد بن يوسف تهديد الاحتلال الفرنسي والاسباني، لذلك دبرت فرنسا وعملائها مؤامرة خلع السلطان ونفيه خارج المغرب.
5) دور ثورة الملك والشعب في تحقيق استقلال المغرب.
بعد فشل الإقامة العامة في فك الارتباط الحاصل بين السلطان والتنظيمات السياسية، استغلت في سنة 1952 فرصة قيام مظاهرات بالمدن المغربية احتجاجا على اغتيال الزعيم النقابي التونسي فرحات حشاد،لتقوم باعتقال الزعماء السياسيين وتمنع الأحزاب والصحف. وأطلقت النار على المتظاهرين، حيث قتل في الدار البيضاء وحدها حوالي 16 ألف مغربي. وفي نفس الظروف قامت بمساعدة القواد الكبار " الكلاوي وعبد الحي الكتاني " بعزل السلطان سيدي محمد بن يوسف- وتعيين أحد أفراد أسرته محمد بن عرفة- ثم نفيه وأسرته إلى جزيرة كورسيكا في 20 غشت 1953 ليلة عيد الأضحى، وبقي هناك إلى أواخر يناير1954 ليتم نفيه إلى جزيرة مدغشقر وبقي هناك إلى غاية 29اكتوبر 1955. لم يعترف المغاربة "بالسلطان الجديد". وخرجوا في مظاهرات جماهيرية تردد شعارات وطنية "ابن يوسف ملكنا....والمغرب وطننا"ابن يوسف يجي غدا ....الاستقلال ولابدا. " وتصاعدت العمليات الفدائية التي نفذتها المقاومة المسلحة السرية، وتشكلت النواة الأولى لجيش التحرير. واستهدف المقاومون اغتيال ابن عرفة مرتين، كما استهدفوا اغتيال الباشا الكلاوي، إضافة إلى تخريب المنشآت الاستعمارية.
وفي هذه الظروف حصل المغرب على تأييد الجامعة العربية وحركة دول عدم الانحياز، لرفع قضية المغرب إلى الأمم المتحدة، مما أرغم السلطات الفرنسية على إجراء التفاوض مع السلطان وقادة الحركة الوطنية بمدينة إيكس ليبانAix les Bains مابين 22-27غشت1955 وأسفرت على عودة الملك محمد بن يوسف إلى المغرب وخلع ابن عرفة +تشكيل مجلس العرش + تشكيل حكومة مغربية.وفي 30اكتوبر 1955غادر السلطان والأسرة الملكية مدغشقر في اتجاه فرنسا وأجريت المفاوضات النهائية بمدينة سان كلودSaint-Cloud الفرنسية حيث تم استكمال نقاش ما تقرر في مفاوضات ايكس- ليبان وانتهت بالتأكيد على استقلال المغرب وعودة جلالة محمد الخامس إلى ارض الوطن في 16نونبر 1955، و في 2 مارس 1956 اعترفت فرنسا باستقلال المغرب، كما اعترفت اسبانيا باسترجاع المغرب للقسم الشمالي في 17 ابريل 1956.
خلاصة مركزة: بعد التلاحم الذي حصل بين الشعب المغربي والملك محمد الخامس قامت فرنسا وعملائها بنفيه إلى جزيرة كورسيكا ومدغشقر، مما ساهم في تنامي المقاومة الفدائية ضد الفرنسيين وعملائهم ، مما اجبر فرنسا على فتح المفاوضات مع الحركة الوطنية والملك محمد الخامس، ونتج عنها عودة السلطان إلى أرضه وشعبه وحصول المغرب على استقلاله وسيادته.
6) مراحل استكمال المغرب لوحدته الترابية.
• استرجع المغرب منطقة طنجة في 29اكتوبر 1956 وإلغاء النظام الدولي.
• استرجع المغرب إقليم طرفاية في 10 ابريل 1958 بعد مفاوضات سلمية وطويلة مع اسبانيا.
• استرجع المغرب إقليم سيدي افني في 30 يونيو 1969 بعد الزيارة التي قام بها الملك الحسن الثاني إلى مدريد حيث اقنع الاسبان بضرورة تنفيذ قرار الأمم المتحدة الذي أقر عودة سيدي افني إلى المغرب.
• بعد إصرار اسبانيا على الاستمرار في استعمار المناطق الجنوبية المغربية،عرض المغرب قضيته على محكمة العدل الدولية، وأصدرت حكمها يوم 16اكتوبر1975 الذي أكد على وجود روابط قانونية وعلاقة الولاء والبيعة بين القبائل الصحراوية وسلطان المغرب، وفي 6 نونبر1975 اندفع 350000 مغربي ومغربية، رجالا ونساء في مسيرة خضراء شعبية سلمية نحو مناطق الساقية الحمراء بالصحراء المغربية وقاموا بتحريرها من الاحتلال الاسباني.وفي 14 غشت 1979 استرجع المغرب وادي الذهب.
خاتمة: بعد فرض الحماية الفرنسية والاسبانية على المغرب سنة 1912، انطلقت المقاومة المسلحة في جميع أنحاء المغرب ملحقة هزائم متعددة بالمستعمرين، لكن عدم تكافؤ القوة العسكرية والمالية ...ساهم في القضاء على المقاومة الغربية خلال فترة الثلاثينات، لتنطلق الحركة الوطنية مطالبة بالإصلاحات إلى غاية الأربعينات، وبعدها طالبت بالاستقلال واندلعت من جديد المقاومة المسلحة التي أرغمت فرنسا واسبانيا على الاعتراف بوحدة واستقلال المغرب سنة 1956. وبعد ذلك استكمل المغرب سيادته ووحدته على جميع ترابه من طنجة إلى وادي الذهب.