الحركات الإستقلالية بالمشرق العربي الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا المغرب : الكفاح من اجل الاستقلال واستكمال الوحدة
مقدمة :
خضع المشرق العربي للأمبرواطورية العثمانية منذ بداية العصور الحديثة وإلى حدود الحرب العالمية الثانية حيث خضع للإنتداب الفرنسي والبريطاني مما أدى إلى ظهور موجة من الكفاح الوطني ضد النظام الاستعماري والذي أدى إلى الإستقلال وبروز الدول العربية الحديثة. فما هي ظروف نشأة الحركة الوطنية في المشرق العربي؟وما هي أهم التطورات التي أسفرت عن الإستقلال بالمنطقة؟
- الإطار التاريخي لنشأة الحركة الإستقلالية بالمشرق العربي:I
1)-تعرض المشرق العربي للتقسيم السياسي والاستغلال الاقتصادي :
تم تقسيم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا بمقتضى معاهدة سان ريمو واستهدف الوجود الإستعماري في الهلال الخصيب ووادي النيل ودول الخليج العربي.استغلال ثرواتها الإقتصادية وربط اقتصادها بالسوق العالمية وإدماجعها في النظام الرأسمالي
وهكذا لضمان تزويد مصانعهما بالمواد الخام الزراعية وفرضتها تسجيلها لتسهيلات عملية تفويتها إلى كبار الفلاحين وأدخلتا الوسائل الحديثة ووسعة الأراضي المسقية والزراعات التسويقية وخاصة القطن (في مصر والسودان) والحرير والتبغ مما أدى إلى تدهور الصناعات التقليدية نتيجة منافسة المصنوعات الأجنبية مما أدى إلى إفلاس الحرفيين وانتشار البطالة في صفوفهم وتهافت الشركات الأجنبية الإنجليزية والأمريكية على استغلال الثروات البترولية للبلدان المنتجة للنفط مقابل حصول الدول العربية على جزء ضئيل من الأرباح.
هذا بالإضافة إلى ما تعرضت له دول المشرق العربي من استغلال مالي وتجاري (فرض ضرائب ثقيلة وخلق عجز في الميزان التجاري) وقمع سياسي وعسكري لكل أشكال التمرد والمقاومة.
2)- نمو النزعة القومية والوعي الوطني عند العرب :
أدت التحولات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي عرفها المشرق العربي في ظل الإستعمارين الفرنسي والإنجليزي إلى ظهور وعي وطني لدى السكان مما أدى إلى تدمر الفلاحين والحرفيين والعمال والتجار وحتى الفئات الوسطى والمثقفة من الإستغلال الإقتصادي والثقل الضريبي ومن البطالة والتهميش.
3)- مضاعفات الازمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929 :
انتقلت الأزمة الإقتصادية لسنة 1929 إلى دول المشرق العربي بفعل تراجع الطلب على المواد الأولية وبفعل تزايد استغلال الدول الإستعمارية للمستعمرات مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية للدول العربية بشكل كبير دفعها بالتالي إلى مقاومة الإستعمار والمطالبة بالإستقلال.
II- أهم التطورات التي أفضت إلى استقلال المشرق العربي وقيام الدولة العربية الحديثة :
1)- مقاومة بلدان الهلال الخصيب للإحتلال والإستغلال الإستعماري
في سوريا ولبنان
واجه الوطنيون السوريون نظام الإنتداب بانتفاضات متلاحقة تزعمتها أحزاب وجماعة الدستوريين وكلها عملت على تحقيق استقلال سوريا ولبنان وكانت بذلك ذات اتجاه وطني هذه الأحزاب والجماعات السورية الكبرى بزعامة السلطان الأطرش (1925-1927) والتي طالبت بوحدة البلاد السورية وسحب القوى المحتلة من البلاد وإقامة حكومة شعبية.
- ومع تصاعد نشاط الحركة الوطنية في الثلاثينيات اضطرت فرنسا سنة 1936 إلى توقيع معاهدة مع الوطنيين باستقلال سوريا شريطة احتفاظها بقاعدتين عسكريتين فرنسيتين واستشارة السلطات الفرنسية في أمور السياسة الخارجية وعقد معاهدة مماثلة مع لبنان.
- بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وتحت المقاومة الوطنية اضطرت فرنسا إلى إجلاء قواتها عن سوريا ولبنان في أبريل 1946 وعن الأردن بنفس السنة.
في العراق
أثارت المعاهدة التي فرضتها انجلترا على العراق سنة 1922 معارضة الوطنيين العراقيين بسبب تأكيدها على نظام الإنتداب. مما اضطر الإنجليز إلى عقد معاهدة جديدة مع الحكومة العراقية سنة 1930 اعترفت باستقلال العراق مع الإبقاء على المصالح الإقتصادية والعسكرية والإنجليزية لمدة 25 سنة ولم تتحرر البلاد من روابطها مع الإنجليز إلا بعد قيام ثورة الضباط الوطنيين في يونيو 1958 والإعلان عن قيام الجمهورية العراقية.
2)- مقاومة وادي النيل للإحتلال والإستغلال الإستعماري
شهد وادي النيل سنة 1919 ثورة شعبية كبرى ضد نظام الحماية مما أدى إلى إصدار إنجلترا لتصريح سنة 1922 يلغي الحماية على مصر شريطة احتفاظ انجلترا على حقها في تأمين مواصلاتها عبر قناة السويس السودان تحت حمايتها.
ووقعت حكومة الملك فؤاد على تلك الشروط بينما واجهها الوطنيون المصريون بتصعيد النظام السياسي وقاومها السودانيون بالكفاح المسلح.مما اضطر انجلترا إلى توقيع معاهدة مع الحكومة المصرية سنة 1936 تقر فيها باستقلال مصر شريطة السماح لها بالتعاون مع القوات المصرية لضمان الكفاح عن قناة السويس.
وظلت مسألة جلاء القوات الإنجليزية ومسألة السودان موضع خلاف بين الحكومات المصرية المتعاقبة والسلطات الإنجليزية إلى أن أعلنت ثورة الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر عن قيام الجمهورية المصرية في يوليوز 1952 مما اضطرت القوات الإنجليزية ألى الجلاء عن مصر سنة 1954.
3)- الأوضاع بشبه الجزيرة العربية
تميزت الأوضاع السياسية بشبه الجزيرة العربية مع بداية ق.20 بوقوع معظم سواحلهما الجنوبية والشرقية تحت الحماية الإنجليزية في حين تقاسمت السلطة في المناطق الداخلية والغربية مجموعة من الإمارات المستقلة.
*قام عبد العزيز بن سعود ببعث روح الدعوة الوهابية لبعض القبائل الموالية وشكل من إخوان التوحيد جيشا قويا وحد به المناطق الداخلية والغربية لشبه الجزيرة العربية وفي سنة 1933 أعلن الملك عبد العزيز عن قيام (المملكة العربية المتحدة) سنة 1971.
* في شرق وجنوب شبه الجزيرة العربية تصاعد المد التحرري ضد الإحتلال الإنجليزي في أواخر الخمسينيات من ق.20 وهدد المصالح الإنجليزية.مما اضطر انجلترا إلى الاعتراف باستقلال كل من اليمن سنة 1967 والكويت سنة 1961 وعمان وقطر والإمارات العربية المتحدة سنة 1971.
وبعد حصول الدول العربية على استقلالها دخلت في صراع جديد مع الشركات الأجنبية الخاصة المستغلة للبترول العربي من أجل استرجاع حقوقها الوطنية في ممارسة السيادة على ثرواتها.وهكذا شرعت العراق في تأميم ثرواتها البترولية ابتداءا من 1972وحذت حذوها الكويت سنة 1973 والمملكة العربية السعودية سنة 1980 وتمكنت الدول العربية لأول مرة سنة 1973 من سلاح حضر تصدير البترول للدول التي ساندت إسرائيل في حرب أكتوبر سنة 1973.
خضعت تونس والجزائر للاستعمار الفرنسي (الجزائر سنة 1830 , وتونس سنة 1881 بينما تم احتلال ليبيا من طرف ايطاليا سنة 1911 . وقد واجه الاستعمار مقامة تباينت درجة قوتها بتباين الظرفية الدولية وامكانات كل بلد وتطور المسار التاريخي للكفاح الوطني من المطالبة بالاصلاحات الى المطالبة بالاستقلال .
- ظروف نشأة الحركات الاستقلالية في كل من الجزائر و تونس وليبيا :I
1) تعرضت كل من الجزائر وتونس وليبيا لأشكال من الاستغلال أثرت سلبا على أوضاع الاهالى : - استهدفت سياسة الإدماج التي نهجتها فرنسا في الجزائر تشجيع الاستيطان وتقوية استغلال ثرواتها الطبيعية و البشرية وحضي الفرنسيون بجميع الامتيازات على حساب الاهالي وفي هذا الاطار تم انتزاع الأراضي من أصحابها بطرق مختلفة و تم توزيعها على المستوطنين الفرنسيين في اطار استعمار رسمي او خاص . كما استولى المستوطنون على الوضائف الادارية والاقتصادية في الوقت الذي حرم الجزائريون منها . كما تم فرض ضرائب ثقيلة على الجزائريين وتشغيل العمال والفلاحين بأجور زهيدة وحرمانهم من جميع حقوقهم .
- نتج الاستغلال الاستعماري لتونس ارتفاع عدد المستوطنين وافقار الاهالي في الحواضر والبوادي , وفي هذا الاطار أعطت فرنسا الأولوية للاستيطان الخاص واستولت على اجود الاراضي الفلاحية وصاحب هذا الاستيطان هجرة كبيرة للفرنسيين الى تونس والذين استفادوا من امتيازات منحها لهم نظام الحماية على عكس الاهالي الذين عانوا من التفقير والتهميش و الاستغلات .
- لم تكن أوضاع ليبيا في ظل الاستعمار الايطالي احسن حالا مما هي عليه في الجزائر وتونس .
2) ادى الاستغلال الاستعماري للبلدان الثلاث الى نمو الوعي الوعي الوطني بضرورة محاربة الاستغلال والاستعمار :
ادت التحولات الاقتصادية والاجتماعية المرافقة للسيطرة الاستعمارية الى تذمر في اوساط الفلاحين والتجار والحرفيين مما حولهم الى قاعدة اجتماعية عريضة انضمت الى صفوف الحركة الوطنية والتي توسعت بفعل مضاعفات الحرب العالمية 1 والازمة الاقتصادية لسنة 1929 والتي اثرت بشكل كبير على اوضاع سكان المستعمرات الثلات وكذا بفعل تشكيل نخبة مثقفة متشبعة بالفكر السلفي ومنفتحة على الثقافة الغربية وذات ميولات إصلاحية ونزعة وطنية مناهضة للنظام الاستعماري مثل حركة الامير خالد بالجزائر وحركة حزب تونس الفتاة بتونس وحركة الاسرة السنوسية بليبيا .
- خصائص الحركات الوطنية بين الحربين ووسائل تحقيق أهدافها :II
1) تعددت تيارات الحركة الوطنية ذات البعد الإصلاحي :
الحركات الاستقلالية وبرامجها.
- الجزائر:
* جمعية علماء المسلمين : تأسست سنة 1931 زعيمها عبد الحميد بن باديس لم يكن لها برنامج سياسي ولاكن عملت على بث الوعي لدى السكان .
* جمعية نجم شمال إفريقيا : تأسست سنة 1926 بباريس بزعامة مصالي الحاج كان لها برنامج يتضمن مطالب إصلاحية كالمساواة بين الفرنسيين والجزائريين وأخرى بعيدة ترمي إلى تحقيق الاستقلال تم منعها سنة 1936 من طرف فرنسا .
* حزب الشعب : تأسس سنة 1937 ثم عوضته بعد الحرب العالمة 2 " حركات انتصار الحريات الديمقراطية " .وترأسها مصالي الحاج , تكون داخله تيار يدعو الى العمل المسلح.
* جبهة التحرير الوطني : ظهرت سنة 1954 وتهدف الى تحقيق الاستقلال عبر العمل المسلح .
- تونس :
* الحزب اللبرالي الدستوري : تأسس سنة 1920 بزعامة عبد العزيز التعالبي كان يهدف الى حصول تونس على دستور يمنح السكان بعض الحقوق ولو في ظل الاحتلال الفرنسي .
* الجامعة العامة للعمال التونسيين: اول نقابة تونسية تأسست حوالي 1922 بهدف توعية العمال وتحسين ظروفهم .
* الحزب الدستوري الجديد : تأسس سنة 1934 من طرف منشقين عن الحزب اللبرالي الدستوري وانتخب الحبيب بورقيبة كاتبا عاما كانت له مطالب إصلاحية كتحسين ظروف عيش التونسيين في ظل الحماية الفرنسية .
* بعد الحرب العالمية 2 اصبح الحزب يطالب باستقلال تونس ولو على مراحل تبدأ بمنح البلاد حكما ذاتيا .
- ليبيا :
* الحركة السنوسية : تأسست في القرن 19 من طرف الزاوية السنوسية قاومت العثمانيين ثم الاحتلال الايطالي الى غاية الحرب العالمية 1 .
الحزب الوطني : تأسس بطرابلس سنة 1945 كان يطالب بإستقلال ليبيا ووحدتها .
* المجلس الوطني لتحرير ليبيا تأسس سنة 1947 في القاهرة وركز على المطالبة بالاستقلال مع معارضة أي وجود اجنبي فوق اراضي ليبيا.
2) أهم الوسائل التي استخدمتها الحركات الاستقلالية :
- الجزائر :
* اعتمدت الأحزاب في البداية على نشر الوعي عبر اللقاءات والجرائد مثل جريدة الشهاب .
* كانت أيضا تلجأ إلى مقاطعة السلع الفرنسية وخوض الاضرابات .
* نهجت منذ 1954 العمل المسلح بصفة اساسية بعد تأسيس جبهة التحرير الوطني .
- تونس :
* تميزت الاحزاب قبل الحرب العالمية 2 بنشر أفكارها عبر المناشير والصحف مثل صوت تونس والعمل التونسي وبالاحتجاج وتنظيم المظاهرات .
* خلال فترة الخمسينيات نهجت الكفاح المسلح عبر تكوين جيش التحرير التونسي مع العمل على توظيف الصحف لابراز عدالة قضيتها
- ليبيا :
* تأخر ظهور الاحزاب السياسية بليبيا الى ما بعد الحرب العالمية 2 لذلك ضلت الوسيلة الاساسية التي طغت على الحركة التحريرية في ليبيا هي المقاومة المسلحة وخاصة مع عمر المختار .
=> وقد واجهت السلطات الاستعمارية مطالب الحركات الوطنية بالرفض والقيام بالاعتقال والنفي والقمع الدموي في صفوف الوطنيين .
- تحول عمل الحركات الوطنية من المطالبة بالاصلاحات الى المطالبة بالاستقلال بعد الحرب العالمية 2 :III
1) عوامل هذا التحول :
- دور مستجدات الحرب العالمية 2 والمتمثل في هزيمة فرنسا وصدور ميثاق الاطلسي واشاء هيئة الامم المتحدة ومشاركة شعوب المغرب العربي في الحر الى جانب الحلفاء ضد النازية و حلفائهاوتنامى المد الوطني في باقي مناطق افريقيا والمشرق العربي.
- التغير الذي حصل في مواقف الحركات الوطنية في البلدان الثلات : صدور ميثاق المطالبة بالاستقلال من طرف المؤتمر الوطني التونسي , وانبعاث الحركة الوطنية الليبية لمواجهة المناورات الاستعمارية والمطالبة بالاستقلال.
2) تطورت الحركة الوطنية في تونس من المطالبة بالإصلاحات الى المطالبة بالاستقلال :
- امام فشل محاولات الحوار مع سلطات الحماية اصدرت القوى السياسية والنقابية السياسية الميثاق الوطني سنة 1946 نددت فيه بالاستغلال الاستعماري وانعكاساته السلبية على السكان .
- تحمس الشعب التونسي لمضمون الميثاق وفي سنة 1949 عاد الحبيب بورقيبة الى تونس وقرر مواجهة الاسيتعمار بإعتماد سياسة الحوار والتفاوض لتحقيق الاستقلال وبعد فشل سياسة الحوار دخلت الحركة الوطنية التونسية مرحلة النضال المسلح وردت السلطات الاستعمارية على هذا المد الثوري بالقمع وباختيار الزعيم النقابي فرحات حشاد سنة 1952 مما الهب حماس الوطنيين في تونس وفي سنة 1954 بدأت مفاوضات سرية مع بورقيبة تمخض عنها اعلان الاستقلال الذاتي بتونس سنة 1955 رغم معارضة جيش التحررير لتلك الصيغة من الاستقلال.
- بعد حصول المغرب على استقلاله طالبت تونس معاملتها بالمثل مما ادى الى اعلان فرنسا الى الغاء معاهدة " باردو " واعترفت باستقلال تونس في 20 مارس 1956 وتم الاعلان عن قيام الجمهورية التونسية برئاسة الحبيب بورقيبة سنة 1957.
3) قادت الحركة الوطنية الجزائرية البلاد نحو الاستقلال بالاعتماد على الكفاح المسلح :
- اتسعت القاعدة الشعبية للحركة الوطنية الجزائرية بانضمام الفلاحين والعمال المتضررين من السياسة الااقتصادية الاستعمارية .
- رفضت الحكومة الفرنسية محاورة الوطنيين الجزائريين فقررت الحركة الوطنية الجزائرية اللجوء الى الكفاح المسلح لتحرير البلاد فتأسست سنة 1948 المنظمة الخاصة ذات الصبغة العسكرية والتي اسندت مهمة تسييرها الى زعيمها احمد بن بلة والحسين آيت حمد واتخذت صبغة ثورية كما تأسست اللجنة الثورية للإتحاد والعمل والتي انبثقت عنها جبهة التحرير الوطني .
- في نونبر 1954 تم الاعلان عن بداية الثورة الجزائرية لتصفية الاستعمار والتي قادتها جبهة التحرير الجزائرية وبعد مواجهة عنيفة مع الفرنسيين والتي ذهب ضحيتها ازيد من مليون جزائري اضطرت فرنسا الى الاعتراف بالحكومة الجزائرية المؤقتة ودخلت معها في مفاوضات انتهت بتوقيع اتفاقية " ابيان " في 19 مارس 1962 والتي وضعت نهاية للإحتلال الفرنسي بالجزائر. وقع الاعلان عن ميلاد الدولة الجزائرية المستقلة
4) قادت الحركة السنوسية المقاومة الليبية ضد الاستيعمار الايطالي ثم تابعها عمر المختار : - استنكر احمد الشريف السنوسي باسم المجاهدين توقيع اتفاقية " لوزان " بين الايطالين والعثمانيين فأعلن الجهاد على ايطاليا معتكدا على حرب الاستنزاف والحق عدة هزائم بالجيش الايطالي وأجبرهم على التراجع والانسحاب من مواقع كانو يحتلونها وبويع فيها أميرا على البلاد سنة 1929 .
- امام هذا الوضع اعلنت ايطاليا الحرب من جديد على الليبيين من جديد في برقة وطرابلس ومنطقة " فزان " مما ادى الى لجوء " ادريس السنوسي " الى القاهرة .
- تابع المقاومة " عمر المختار " مابين 1923 – 1931 الذي قاد القبائل الليبية في حرب طاحنة مع الجيش الايطالي بقيادة الجنرال " كرازياني " مما ادى الى القبض على عمر المختار وشنقه سنة 1931 مما فسح المجال امام "ميسوليني " ليتابع سياسته الاستيطانية .
- ساعدت هزيمة ايطاليا في الحرب العالمية 2 على استقلال ليبيا : شاركت ليبيا إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية 2 , وبانتهاء الحرب العالمية 2 كادت ليبيا ان تتعرض للتقسيم بين ايطاليا بريطانيا و فرنسا لولا تدخل هيئة الامم المتحدة التي قررت منح ليبيا سيادتها الكامل فأعلن الملك ادريس استقلال ليبيا في 24 دجنبر 1961.
ظهرت بوادر نشاط سياسي في المدن المغربية سنة 1934 قبل أن تتوقف المقاومة المسلحة في البوادي وذلك نتيجة تفاعل عدة عوامل فكرية, اقتصادية, اجتماعية وسياسية.
وقد انتقلت المقاومة من طور المطالبة بالإصلاحات (1934 إلى بداية الأربعينيات ) إلى طور المطالبة بالاستقلال ( من بداية الأربعينيات إلى 1953) ليبدأ الكفاح المسلح من 1953 إلى حين حصول المغرب على استقلاله سنة 1956.واعقب ذلك استكمال المغرب لوحدته الترابية .
ــ نشأة الحركة الوطنية واهم مطالبها الإصلاحية:I
1) ساهمت عدة عوامل في ظهور الحركة الوطنية :
- من بين العوامل التي ساهمت في نشأة الحركة الوطنية :
- الاستغلال الاستعماري وآثاره على الاقتصاد والمجتمع المغربيين .
- تأثير الفكر السلفي وحركة القومية العربية
- تكوين نخبة من الشباب المغاربة ذوي التكوين السلفي مثل علال الفاسي وذوي التكوين العصري مثل محمد بن الحسن الوزاني ومطالبتها بحقها في تسيير شؤون البلاد.
- صدور الظهير البربري في 16 ماي 1930 والذي أعطى الانطلاقة الفعلية للحركة الوطنية المغربية . 2) أعطى الظهير البربري الانطلاقة للمقاومة السياسية :
- أصدرت سلطات الحماية يوم 16 ماي 1930 قانونا يسمى بالظهير البربري والهادف إلى عزل البربر عن العرب في إطار سياسة فرق تسد , وذلك بإخضاع البربر لقضاء عرفي مستقل عن القضاء الإسلامي , وإعطاء الحق للمحاكم الفرنسية للنظر في القضايا الجنائية .
- أشعل الظهير البربري فتيل المقاومة السياسية التي اتخذت أشكالا متعددة منها :
* تنظيم مظاهرات سنة 1930 ضد صدور الظهير البربري , وعقدت تجمعات داخل المساجد لمناقشته وقراءة اللطيف.
* إصدار مجلات وصحف باللغتين العربية والفرنسية مثل الحيات, عمل الشعب , تعرف بأهداف الحركة الوطنية وتندد وتفضح المؤامرات الاستعمارية.
* تأسيس جمعيات ثقافية واجتماعية, توزيع مناشر, عرض مسرحيات , نضم أناشيد وطنية حماسية والاحتفال بعيد العرش ابتداء من 1934 لتأكيد ولاء الوطنيين للعرش.
إلا أن هذه الوسائل لم تكن كافية لخلق معارف سياسية وطنية منضمة ضد السياسة الاستعمارية مما دفع الوطنيين الى التكتل في أحزاب سياسية
3) تكتل الوطنيون في أحزاب طالبت بالإصلاحات :
أ- الأحزاب السياسية في المنضمتين الفرنسية والاسبانية :
المنطقة السلطانية : كتلة العمل الوطني تأسست سنة 1934 => 1) الحركة الوطنية لتحقيق الاستقلال تاسست سنة 1937 , زعيمها علال الفاسي . 2) الحركة القومية المغربية تأسست سنة 1937 زعيمها محمد حسن الوزاني .
المنطقة الخليفية => 1) حزب الاصلاح الوطني تأسس سنة 1933 زعيمه عبد الخالق طوريس. 2) حزب الوحدة المغربية تأسس سنة 1937 زعيمه محمد المكي الناصري .
ب- وسائل الحركة الوطنية (عملها) :
- اصدار صحف وطنية بالعربية والفرنسية والاسبانية لفضح مخططات السلطات الاستعمارية ونشر الوعي الوطني في صفوف المغاربة .
- انشاء المعاهد والمدارس التربوية الحديثة والاهتمام باللغة العربية والثقافة الإسلامية.
مقاطعة المنتجات الأجنبية والتمسك بشرعية السلطان .
ج- المطالب الاصلاحية للوطنيين:
* المطالب السياسية والادارية :
- إنشاء نظام إداري مبني على أسس المعاهدات الدولية وخصوصا معاهدة الحماية.
- إلغاء الإدارة المباشرة واحترام حدود الدولة المغربية.
- تكوين حكومة مغربية .
- إلغاء وسائل التعذيب وحماية حرية التعبير.
* المطالب الاقتصادية والمالية :
- ايقاف الاستيطان الرسمي وتكوين تعاونيات فلاحية .
- المساواة في الضرائب والحقوق بين المغاربة والأجانب.
- حماية الصناعة التقليدية من منافسة المنتجات الأجنبية .
- إلغاء الرسوم من المناطق المغربية التلاث.
* المطالب الاجتماعية :
- اجبارية التعليم والسماح بإنشاء المدارس الحرة .
- انشاء المستشفيات والمستوصفات .
- تحديد ساعات العمل اليومية في 8 ساعات.
- محاربة البطالة.
إلا أن هذه المطالب لم تلق آذان صاغية من طرف السلطات الاستعمارية التي استخدمت القمع والاعتقال والنفي في حق الزعماء الوطنيين المتظاهرين
- تطور الحركة الوطنية المغربية نحو المطالبة بالاستقلال :II
1) استغلت الحركة الوطنية المستجدات الدولية خلال الحرب العالمية 2 فطالبت باستقلال المغرب:
* مع حلول سنوات الأربعين واندلاع الحرب العالمية 2 تطور العمل الوطني من مستوى المطالبة بالإصلاحات إلى مستوى المطالبة بالاستقلال ومن العوامل المفسرة لهذا التحول :
- تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.
- رفض الادارة الاستعمارية الاستجابة للمطالب الوطنية الاصلاحية.
- هزيمة فرنسا في الحرب العالمية 2 أمام ألمانيا في سنة 1940 .
- تأسيس هيأة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وصدور ميثاق الأطلسي والتي تنص كلها على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
- انعقاد مؤتمر أنفا سنة 1943 والذي عكس الدعم الامركي للقضية المغربية .
2) دور محمد بن يوسف والأحزاب السياسية في المطالبة بالإصلاحات :
- دور الاحزاب السياسية : ظهرت أثناء الحرب العالمية 2 وبعدها عدة أحزاب بالمغرب عملت على توسيع قواعدها بالداخل وكسب التأييد لها في الخارج وتحولت كلها الى المطالبة بالاستقلال ومن بين هذه الأحزاب :
* حزب الاستقلال : امتداد للحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات تأسس في دجنبر 1943 على يد علال الفاسي وعقد مؤتمره الاول في 11 يناير 1944 والذي انبثقت عنه وثيقة المطالبة بالاستقلال والتي يدعو فيها الحزب الى استقلال المغرب ووحدة ترابه وإقرار نظام ملكي دستوري وإحداث نظام سياسي شوري تحفظ فيه حقوق سائر الشعب المغربي وتبنى السلطان محمد بن يوسف مضمونها وقرر الدفاع عنها امام سلطات الحماية غير ان هذه الاخيرة اختارت الرد عليها باعتقال الوطنيين .
* حزب الشورى والاستقلال : امتداد للحركة الوطنية سابقا تزعمه محمد بن الحسن الوزاني سنة 1946. ونادى من خلاله صحيفة الرأي العام باستقلال المغرب وتكوين نظام دستوري ديمقراطي.
والى جانب هذه الأحزاب ظهرت أحزاب أخرى طالبت بالاستقلال وتكوين نظام ديموقراطي ومن بينها الحزب الشيوعي 1945 , حزب الإصلاح الوطني 1952 و حزب الوحدة المغربية 1949 كما حدث تقارب بين هذه الحزاب مما ادى الى خلق جبهة وطنية 1951 بطنجة خرجت بميثاق ينص على المبادئ التالية : النضال من اجل استقلال المغرب . رفض اية مفاوضات مع سلطات الاحتلال قبل الاعلان عن استقلال المغرب. تعامل المغرب مع الجامعة العربية وتكوين لجنة للتنسيق والاتصال.
- دور السلطان محمد بن يوسف :
* تزايد تأييد الملك للحركة الوطنية متحديا الإقامة العامة وفي هذا الإطار تقابل مع الرئيس الامريكي " روزفلت " سنة 1943 وحصل منه على وعد بمساعدة المغرب للحصول على استقلاله .
* عبر الملك للجنرال " دوغول " عن ضرورة تغيير العلاقات بين فرنسا والمغرب .
* كانت زيارة الملك لطنجة سنة 1947 الحدث الذي فجر الصراع بين القصر والاقامة العامة حيث القى الملك خطابا تاريخيا أكد فيه على وحدة المغرب وانتمائه العربي الاسلامي . واتخذت المطالبة بالاستقلال طبيعة رسمية.
* بلغت المواجهة أشدها سنة 1952 عندما اعلن الملك في خطاب العرش عن مطالبته بالاستقلال التام للمغرب .
3) أفشلت ثورة الملك جميع المؤامرات التي دبرتها سلطات الحماية الفرنسية ضد السلطان الشرعي للبلاد .
- نهج المقيم العام " جوان " وخلفه " غييوم " سياسة العنف والتحدي مع رجال الحركة الوطنية واغلقا مكاتب الاحزاب ومنعا صدور كل الصحف ونفذ الجنرال "غييوم" مؤامرة دبرها مع القائد " الكلاوي " في غشت 1933 فنصّب محمد بن عرفة ملكا صوريا على البلاد ونفى الملك الشرعي محمد الخامس وعائلته إلى مدغشقر فدخلت الحركة الوطنية بذلك مرحلة جديدة من النضال وهي مرحلة المقاومة المسلحة لتحرير البلاد وتحقيق عودة ملكها الشرعي وفي هذا الإطار :
- قام احمد الحنصالي سنة 1951 بقتل عدد من الأوربيين في منطقة بني ملال فاعتقلته سلطات الحماية و أعدمته.
- نفذ علال بن عبد الله محاولة لاغتيال ابن عرفة فاستشهد على اثرها.
- نجحت المنظمات الفدائية المنظمة من طرف الاحزاب في تنفيذ عمليات فدائية ذهب ضحيتها عدد من المستوطنين الفرنسيين.
- تصاعدت اعمال المقاومة فاعدم عدد من زعمائها امثال " محمد الزرقطوني و حمان الفطواكي " .
- في سنة 1955 سجلت المقاومة تصاعدا حادا وتأسس في المنطقة الشمالية جيش التحرير المغربي لتحرير البلاد من الاحتلال وكان من ابرز قادته " الدكتور الخطيب و عبد اللطيف بن جلون " وقام جيش التحرير بهجمات محكمة على الفرنسيين وعلى مراكزهم وأصبح يهدد الوجود الفرنسي بالمغرب.
- استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية :III
1 ) أفضت مفاوضات "اكس- ليبان" الى حصول المغرب على استقلاله :
مع وصول حكومة "ادكار فور " الى الحكم في فرنسا بدأ المقيم العام الجديد " كراند فال" في التمهيد للمفاوضات بين المغرب وفرنسا . وفي هذا الاطار انعقدت مفاوضات "اكس- ليبان " مابين 25-27 غشت 1955 وتم الاتفاق على ابعاد ابن عرفة وتكوين مجلس للعرش وحكومة مغربية تتكلف للتفاوض مع فرنسا على مستقبل العلاقات بين البلدين وارجاع الملك الشرعي من المنفى وانتهت المفاوضات بعودة الملك من المنفى في نونبر 1955 وتوقيع معاهدة تبطل عقد الحماية في مارس 1956 وتعترف للمغرب بإستقلال المنطقة الفرنسية . وفي نفس السنة وقع المغرب مع اسبانيا معاهدة مماثلة تعترف فيها اسبانيا باستقلال المنطقة الشمالية باستثناء سبتة و مليلية .
2) مراحل استكمال المغرب لوحدته الترابية والاساليب التي نهجها في ذلك :
- منذ حصول المغرب على استقلاله وهو يسعى الى استكمال وحدته الترابية الى غاية 1979 ومن خلال عدة وسائل جمعت بين المقاومة المسلحة والمفاوضات السلمية . وهكذا تم استرجاع طنجة الدولية في 29 اكتوبر 1956 عبر مفاوضات وضعت حدا للوضع الدولي.
- استرجاع طرفايا في ابريل 1958 بعد مفاوضات مغربية اسبانية جاءت على اثر المقاومة الشعبية لقبائل آيت باعمران .
- استرجاع سيدي افني في مارس 1969 بعد مفاوضات مغربية اسبانية تحت اشراف هيئة الامم المتحدة.
- تنضيم المسيرة الخضراء السلمية واسترجاع الساقيا الحمراء سنة 1975 , استرجاع اقليم وادي الذهب في غشت 1979 بعد قدوم وفد صحراوي الى الرباط لتقديم البيعة للعرش والدخول تحت السيادة الوطنية .
=> وهكذا تحققت الوحدة الترابية بالتدريج وباساليب سلمية ولازال النضال مستمرا لاسترجاع سبتة و مليلية والجزر الجعفرية .
مقدمة :
خضع المشرق العربي للأمبرواطورية العثمانية منذ بداية العصور الحديثة وإلى حدود الحرب العالمية الثانية حيث خضع للإنتداب الفرنسي والبريطاني مما أدى إلى ظهور موجة من الكفاح الوطني ضد النظام الاستعماري والذي أدى إلى الإستقلال وبروز الدول العربية الحديثة. فما هي ظروف نشأة الحركة الوطنية في المشرق العربي؟وما هي أهم التطورات التي أسفرت عن الإستقلال بالمنطقة؟
- الإطار التاريخي لنشأة الحركة الإستقلالية بالمشرق العربي:I
1)-تعرض المشرق العربي للتقسيم السياسي والاستغلال الاقتصادي :
تم تقسيم المشرق العربي بين بريطانيا وفرنسا بمقتضى معاهدة سان ريمو واستهدف الوجود الإستعماري في الهلال الخصيب ووادي النيل ودول الخليج العربي.استغلال ثرواتها الإقتصادية وربط اقتصادها بالسوق العالمية وإدماجعها في النظام الرأسمالي
وهكذا لضمان تزويد مصانعهما بالمواد الخام الزراعية وفرضتها تسجيلها لتسهيلات عملية تفويتها إلى كبار الفلاحين وأدخلتا الوسائل الحديثة ووسعة الأراضي المسقية والزراعات التسويقية وخاصة القطن (في مصر والسودان) والحرير والتبغ مما أدى إلى تدهور الصناعات التقليدية نتيجة منافسة المصنوعات الأجنبية مما أدى إلى إفلاس الحرفيين وانتشار البطالة في صفوفهم وتهافت الشركات الأجنبية الإنجليزية والأمريكية على استغلال الثروات البترولية للبلدان المنتجة للنفط مقابل حصول الدول العربية على جزء ضئيل من الأرباح.
هذا بالإضافة إلى ما تعرضت له دول المشرق العربي من استغلال مالي وتجاري (فرض ضرائب ثقيلة وخلق عجز في الميزان التجاري) وقمع سياسي وعسكري لكل أشكال التمرد والمقاومة.
2)- نمو النزعة القومية والوعي الوطني عند العرب :
أدت التحولات الإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي عرفها المشرق العربي في ظل الإستعمارين الفرنسي والإنجليزي إلى ظهور وعي وطني لدى السكان مما أدى إلى تدمر الفلاحين والحرفيين والعمال والتجار وحتى الفئات الوسطى والمثقفة من الإستغلال الإقتصادي والثقل الضريبي ومن البطالة والتهميش.
3)- مضاعفات الازمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929 :
انتقلت الأزمة الإقتصادية لسنة 1929 إلى دول المشرق العربي بفعل تراجع الطلب على المواد الأولية وبفعل تزايد استغلال الدول الإستعمارية للمستعمرات مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية للدول العربية بشكل كبير دفعها بالتالي إلى مقاومة الإستعمار والمطالبة بالإستقلال.
II- أهم التطورات التي أفضت إلى استقلال المشرق العربي وقيام الدولة العربية الحديثة :
1)- مقاومة بلدان الهلال الخصيب للإحتلال والإستغلال الإستعماري
في سوريا ولبنان
واجه الوطنيون السوريون نظام الإنتداب بانتفاضات متلاحقة تزعمتها أحزاب وجماعة الدستوريين وكلها عملت على تحقيق استقلال سوريا ولبنان وكانت بذلك ذات اتجاه وطني هذه الأحزاب والجماعات السورية الكبرى بزعامة السلطان الأطرش (1925-1927) والتي طالبت بوحدة البلاد السورية وسحب القوى المحتلة من البلاد وإقامة حكومة شعبية.
- ومع تصاعد نشاط الحركة الوطنية في الثلاثينيات اضطرت فرنسا سنة 1936 إلى توقيع معاهدة مع الوطنيين باستقلال سوريا شريطة احتفاظها بقاعدتين عسكريتين فرنسيتين واستشارة السلطات الفرنسية في أمور السياسة الخارجية وعقد معاهدة مماثلة مع لبنان.
- بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وتحت المقاومة الوطنية اضطرت فرنسا إلى إجلاء قواتها عن سوريا ولبنان في أبريل 1946 وعن الأردن بنفس السنة.
في العراق
أثارت المعاهدة التي فرضتها انجلترا على العراق سنة 1922 معارضة الوطنيين العراقيين بسبب تأكيدها على نظام الإنتداب. مما اضطر الإنجليز إلى عقد معاهدة جديدة مع الحكومة العراقية سنة 1930 اعترفت باستقلال العراق مع الإبقاء على المصالح الإقتصادية والعسكرية والإنجليزية لمدة 25 سنة ولم تتحرر البلاد من روابطها مع الإنجليز إلا بعد قيام ثورة الضباط الوطنيين في يونيو 1958 والإعلان عن قيام الجمهورية العراقية.
2)- مقاومة وادي النيل للإحتلال والإستغلال الإستعماري
شهد وادي النيل سنة 1919 ثورة شعبية كبرى ضد نظام الحماية مما أدى إلى إصدار إنجلترا لتصريح سنة 1922 يلغي الحماية على مصر شريطة احتفاظ انجلترا على حقها في تأمين مواصلاتها عبر قناة السويس السودان تحت حمايتها.
ووقعت حكومة الملك فؤاد على تلك الشروط بينما واجهها الوطنيون المصريون بتصعيد النظام السياسي وقاومها السودانيون بالكفاح المسلح.مما اضطر انجلترا إلى توقيع معاهدة مع الحكومة المصرية سنة 1936 تقر فيها باستقلال مصر شريطة السماح لها بالتعاون مع القوات المصرية لضمان الكفاح عن قناة السويس.
وظلت مسألة جلاء القوات الإنجليزية ومسألة السودان موضع خلاف بين الحكومات المصرية المتعاقبة والسلطات الإنجليزية إلى أن أعلنت ثورة الضباط الأحرار بقيادة جمال عبد الناصر عن قيام الجمهورية المصرية في يوليوز 1952 مما اضطرت القوات الإنجليزية ألى الجلاء عن مصر سنة 1954.
3)- الأوضاع بشبه الجزيرة العربية
تميزت الأوضاع السياسية بشبه الجزيرة العربية مع بداية ق.20 بوقوع معظم سواحلهما الجنوبية والشرقية تحت الحماية الإنجليزية في حين تقاسمت السلطة في المناطق الداخلية والغربية مجموعة من الإمارات المستقلة.
*قام عبد العزيز بن سعود ببعث روح الدعوة الوهابية لبعض القبائل الموالية وشكل من إخوان التوحيد جيشا قويا وحد به المناطق الداخلية والغربية لشبه الجزيرة العربية وفي سنة 1933 أعلن الملك عبد العزيز عن قيام (المملكة العربية المتحدة) سنة 1971.
* في شرق وجنوب شبه الجزيرة العربية تصاعد المد التحرري ضد الإحتلال الإنجليزي في أواخر الخمسينيات من ق.20 وهدد المصالح الإنجليزية.مما اضطر انجلترا إلى الاعتراف باستقلال كل من اليمن سنة 1967 والكويت سنة 1961 وعمان وقطر والإمارات العربية المتحدة سنة 1971.
وبعد حصول الدول العربية على استقلالها دخلت في صراع جديد مع الشركات الأجنبية الخاصة المستغلة للبترول العربي من أجل استرجاع حقوقها الوطنية في ممارسة السيادة على ثرواتها.وهكذا شرعت العراق في تأميم ثرواتها البترولية ابتداءا من 1972وحذت حذوها الكويت سنة 1973 والمملكة العربية السعودية سنة 1980 وتمكنت الدول العربية لأول مرة سنة 1973 من سلاح حضر تصدير البترول للدول التي ساندت إسرائيل في حرب أكتوبر سنة 1973.
خضعت تونس والجزائر للاستعمار الفرنسي (الجزائر سنة 1830 , وتونس سنة 1881 بينما تم احتلال ليبيا من طرف ايطاليا سنة 1911 . وقد واجه الاستعمار مقامة تباينت درجة قوتها بتباين الظرفية الدولية وامكانات كل بلد وتطور المسار التاريخي للكفاح الوطني من المطالبة بالاصلاحات الى المطالبة بالاستقلال .
- ظروف نشأة الحركات الاستقلالية في كل من الجزائر و تونس وليبيا :I
1) تعرضت كل من الجزائر وتونس وليبيا لأشكال من الاستغلال أثرت سلبا على أوضاع الاهالى : - استهدفت سياسة الإدماج التي نهجتها فرنسا في الجزائر تشجيع الاستيطان وتقوية استغلال ثرواتها الطبيعية و البشرية وحضي الفرنسيون بجميع الامتيازات على حساب الاهالي وفي هذا الاطار تم انتزاع الأراضي من أصحابها بطرق مختلفة و تم توزيعها على المستوطنين الفرنسيين في اطار استعمار رسمي او خاص . كما استولى المستوطنون على الوضائف الادارية والاقتصادية في الوقت الذي حرم الجزائريون منها . كما تم فرض ضرائب ثقيلة على الجزائريين وتشغيل العمال والفلاحين بأجور زهيدة وحرمانهم من جميع حقوقهم .
- نتج الاستغلال الاستعماري لتونس ارتفاع عدد المستوطنين وافقار الاهالي في الحواضر والبوادي , وفي هذا الاطار أعطت فرنسا الأولوية للاستيطان الخاص واستولت على اجود الاراضي الفلاحية وصاحب هذا الاستيطان هجرة كبيرة للفرنسيين الى تونس والذين استفادوا من امتيازات منحها لهم نظام الحماية على عكس الاهالي الذين عانوا من التفقير والتهميش و الاستغلات .
- لم تكن أوضاع ليبيا في ظل الاستعمار الايطالي احسن حالا مما هي عليه في الجزائر وتونس .
2) ادى الاستغلال الاستعماري للبلدان الثلاث الى نمو الوعي الوعي الوطني بضرورة محاربة الاستغلال والاستعمار :
ادت التحولات الاقتصادية والاجتماعية المرافقة للسيطرة الاستعمارية الى تذمر في اوساط الفلاحين والتجار والحرفيين مما حولهم الى قاعدة اجتماعية عريضة انضمت الى صفوف الحركة الوطنية والتي توسعت بفعل مضاعفات الحرب العالمية 1 والازمة الاقتصادية لسنة 1929 والتي اثرت بشكل كبير على اوضاع سكان المستعمرات الثلات وكذا بفعل تشكيل نخبة مثقفة متشبعة بالفكر السلفي ومنفتحة على الثقافة الغربية وذات ميولات إصلاحية ونزعة وطنية مناهضة للنظام الاستعماري مثل حركة الامير خالد بالجزائر وحركة حزب تونس الفتاة بتونس وحركة الاسرة السنوسية بليبيا .
- خصائص الحركات الوطنية بين الحربين ووسائل تحقيق أهدافها :II
1) تعددت تيارات الحركة الوطنية ذات البعد الإصلاحي :
الحركات الاستقلالية وبرامجها.
- الجزائر:
* جمعية علماء المسلمين : تأسست سنة 1931 زعيمها عبد الحميد بن باديس لم يكن لها برنامج سياسي ولاكن عملت على بث الوعي لدى السكان .
* جمعية نجم شمال إفريقيا : تأسست سنة 1926 بباريس بزعامة مصالي الحاج كان لها برنامج يتضمن مطالب إصلاحية كالمساواة بين الفرنسيين والجزائريين وأخرى بعيدة ترمي إلى تحقيق الاستقلال تم منعها سنة 1936 من طرف فرنسا .
* حزب الشعب : تأسس سنة 1937 ثم عوضته بعد الحرب العالمة 2 " حركات انتصار الحريات الديمقراطية " .وترأسها مصالي الحاج , تكون داخله تيار يدعو الى العمل المسلح.
* جبهة التحرير الوطني : ظهرت سنة 1954 وتهدف الى تحقيق الاستقلال عبر العمل المسلح .
- تونس :
* الحزب اللبرالي الدستوري : تأسس سنة 1920 بزعامة عبد العزيز التعالبي كان يهدف الى حصول تونس على دستور يمنح السكان بعض الحقوق ولو في ظل الاحتلال الفرنسي .
* الجامعة العامة للعمال التونسيين: اول نقابة تونسية تأسست حوالي 1922 بهدف توعية العمال وتحسين ظروفهم .
* الحزب الدستوري الجديد : تأسس سنة 1934 من طرف منشقين عن الحزب اللبرالي الدستوري وانتخب الحبيب بورقيبة كاتبا عاما كانت له مطالب إصلاحية كتحسين ظروف عيش التونسيين في ظل الحماية الفرنسية .
* بعد الحرب العالمية 2 اصبح الحزب يطالب باستقلال تونس ولو على مراحل تبدأ بمنح البلاد حكما ذاتيا .
- ليبيا :
* الحركة السنوسية : تأسست في القرن 19 من طرف الزاوية السنوسية قاومت العثمانيين ثم الاحتلال الايطالي الى غاية الحرب العالمية 1 .
الحزب الوطني : تأسس بطرابلس سنة 1945 كان يطالب بإستقلال ليبيا ووحدتها .
* المجلس الوطني لتحرير ليبيا تأسس سنة 1947 في القاهرة وركز على المطالبة بالاستقلال مع معارضة أي وجود اجنبي فوق اراضي ليبيا.
2) أهم الوسائل التي استخدمتها الحركات الاستقلالية :
- الجزائر :
* اعتمدت الأحزاب في البداية على نشر الوعي عبر اللقاءات والجرائد مثل جريدة الشهاب .
* كانت أيضا تلجأ إلى مقاطعة السلع الفرنسية وخوض الاضرابات .
* نهجت منذ 1954 العمل المسلح بصفة اساسية بعد تأسيس جبهة التحرير الوطني .
- تونس :
* تميزت الاحزاب قبل الحرب العالمية 2 بنشر أفكارها عبر المناشير والصحف مثل صوت تونس والعمل التونسي وبالاحتجاج وتنظيم المظاهرات .
* خلال فترة الخمسينيات نهجت الكفاح المسلح عبر تكوين جيش التحرير التونسي مع العمل على توظيف الصحف لابراز عدالة قضيتها
- ليبيا :
* تأخر ظهور الاحزاب السياسية بليبيا الى ما بعد الحرب العالمية 2 لذلك ضلت الوسيلة الاساسية التي طغت على الحركة التحريرية في ليبيا هي المقاومة المسلحة وخاصة مع عمر المختار .
=> وقد واجهت السلطات الاستعمارية مطالب الحركات الوطنية بالرفض والقيام بالاعتقال والنفي والقمع الدموي في صفوف الوطنيين .
- تحول عمل الحركات الوطنية من المطالبة بالاصلاحات الى المطالبة بالاستقلال بعد الحرب العالمية 2 :III
1) عوامل هذا التحول :
- دور مستجدات الحرب العالمية 2 والمتمثل في هزيمة فرنسا وصدور ميثاق الاطلسي واشاء هيئة الامم المتحدة ومشاركة شعوب المغرب العربي في الحر الى جانب الحلفاء ضد النازية و حلفائهاوتنامى المد الوطني في باقي مناطق افريقيا والمشرق العربي.
- التغير الذي حصل في مواقف الحركات الوطنية في البلدان الثلات : صدور ميثاق المطالبة بالاستقلال من طرف المؤتمر الوطني التونسي , وانبعاث الحركة الوطنية الليبية لمواجهة المناورات الاستعمارية والمطالبة بالاستقلال.
2) تطورت الحركة الوطنية في تونس من المطالبة بالإصلاحات الى المطالبة بالاستقلال :
- امام فشل محاولات الحوار مع سلطات الحماية اصدرت القوى السياسية والنقابية السياسية الميثاق الوطني سنة 1946 نددت فيه بالاستغلال الاستعماري وانعكاساته السلبية على السكان .
- تحمس الشعب التونسي لمضمون الميثاق وفي سنة 1949 عاد الحبيب بورقيبة الى تونس وقرر مواجهة الاسيتعمار بإعتماد سياسة الحوار والتفاوض لتحقيق الاستقلال وبعد فشل سياسة الحوار دخلت الحركة الوطنية التونسية مرحلة النضال المسلح وردت السلطات الاستعمارية على هذا المد الثوري بالقمع وباختيار الزعيم النقابي فرحات حشاد سنة 1952 مما الهب حماس الوطنيين في تونس وفي سنة 1954 بدأت مفاوضات سرية مع بورقيبة تمخض عنها اعلان الاستقلال الذاتي بتونس سنة 1955 رغم معارضة جيش التحررير لتلك الصيغة من الاستقلال.
- بعد حصول المغرب على استقلاله طالبت تونس معاملتها بالمثل مما ادى الى اعلان فرنسا الى الغاء معاهدة " باردو " واعترفت باستقلال تونس في 20 مارس 1956 وتم الاعلان عن قيام الجمهورية التونسية برئاسة الحبيب بورقيبة سنة 1957.
3) قادت الحركة الوطنية الجزائرية البلاد نحو الاستقلال بالاعتماد على الكفاح المسلح :
- اتسعت القاعدة الشعبية للحركة الوطنية الجزائرية بانضمام الفلاحين والعمال المتضررين من السياسة الااقتصادية الاستعمارية .
- رفضت الحكومة الفرنسية محاورة الوطنيين الجزائريين فقررت الحركة الوطنية الجزائرية اللجوء الى الكفاح المسلح لتحرير البلاد فتأسست سنة 1948 المنظمة الخاصة ذات الصبغة العسكرية والتي اسندت مهمة تسييرها الى زعيمها احمد بن بلة والحسين آيت حمد واتخذت صبغة ثورية كما تأسست اللجنة الثورية للإتحاد والعمل والتي انبثقت عنها جبهة التحرير الوطني .
- في نونبر 1954 تم الاعلان عن بداية الثورة الجزائرية لتصفية الاستعمار والتي قادتها جبهة التحرير الجزائرية وبعد مواجهة عنيفة مع الفرنسيين والتي ذهب ضحيتها ازيد من مليون جزائري اضطرت فرنسا الى الاعتراف بالحكومة الجزائرية المؤقتة ودخلت معها في مفاوضات انتهت بتوقيع اتفاقية " ابيان " في 19 مارس 1962 والتي وضعت نهاية للإحتلال الفرنسي بالجزائر. وقع الاعلان عن ميلاد الدولة الجزائرية المستقلة
4) قادت الحركة السنوسية المقاومة الليبية ضد الاستيعمار الايطالي ثم تابعها عمر المختار : - استنكر احمد الشريف السنوسي باسم المجاهدين توقيع اتفاقية " لوزان " بين الايطالين والعثمانيين فأعلن الجهاد على ايطاليا معتكدا على حرب الاستنزاف والحق عدة هزائم بالجيش الايطالي وأجبرهم على التراجع والانسحاب من مواقع كانو يحتلونها وبويع فيها أميرا على البلاد سنة 1929 .
- امام هذا الوضع اعلنت ايطاليا الحرب من جديد على الليبيين من جديد في برقة وطرابلس ومنطقة " فزان " مما ادى الى لجوء " ادريس السنوسي " الى القاهرة .
- تابع المقاومة " عمر المختار " مابين 1923 – 1931 الذي قاد القبائل الليبية في حرب طاحنة مع الجيش الايطالي بقيادة الجنرال " كرازياني " مما ادى الى القبض على عمر المختار وشنقه سنة 1931 مما فسح المجال امام "ميسوليني " ليتابع سياسته الاستيطانية .
- ساعدت هزيمة ايطاليا في الحرب العالمية 2 على استقلال ليبيا : شاركت ليبيا إلى جانب الحلفاء في الحرب العالمية 2 , وبانتهاء الحرب العالمية 2 كادت ليبيا ان تتعرض للتقسيم بين ايطاليا بريطانيا و فرنسا لولا تدخل هيئة الامم المتحدة التي قررت منح ليبيا سيادتها الكامل فأعلن الملك ادريس استقلال ليبيا في 24 دجنبر 1961.
ظهرت بوادر نشاط سياسي في المدن المغربية سنة 1934 قبل أن تتوقف المقاومة المسلحة في البوادي وذلك نتيجة تفاعل عدة عوامل فكرية, اقتصادية, اجتماعية وسياسية.
وقد انتقلت المقاومة من طور المطالبة بالإصلاحات (1934 إلى بداية الأربعينيات ) إلى طور المطالبة بالاستقلال ( من بداية الأربعينيات إلى 1953) ليبدأ الكفاح المسلح من 1953 إلى حين حصول المغرب على استقلاله سنة 1956.واعقب ذلك استكمال المغرب لوحدته الترابية .
ــ نشأة الحركة الوطنية واهم مطالبها الإصلاحية:I
1) ساهمت عدة عوامل في ظهور الحركة الوطنية :
- من بين العوامل التي ساهمت في نشأة الحركة الوطنية :
- الاستغلال الاستعماري وآثاره على الاقتصاد والمجتمع المغربيين .
- تأثير الفكر السلفي وحركة القومية العربية
- تكوين نخبة من الشباب المغاربة ذوي التكوين السلفي مثل علال الفاسي وذوي التكوين العصري مثل محمد بن الحسن الوزاني ومطالبتها بحقها في تسيير شؤون البلاد.
- صدور الظهير البربري في 16 ماي 1930 والذي أعطى الانطلاقة الفعلية للحركة الوطنية المغربية . 2) أعطى الظهير البربري الانطلاقة للمقاومة السياسية :
- أصدرت سلطات الحماية يوم 16 ماي 1930 قانونا يسمى بالظهير البربري والهادف إلى عزل البربر عن العرب في إطار سياسة فرق تسد , وذلك بإخضاع البربر لقضاء عرفي مستقل عن القضاء الإسلامي , وإعطاء الحق للمحاكم الفرنسية للنظر في القضايا الجنائية .
- أشعل الظهير البربري فتيل المقاومة السياسية التي اتخذت أشكالا متعددة منها :
* تنظيم مظاهرات سنة 1930 ضد صدور الظهير البربري , وعقدت تجمعات داخل المساجد لمناقشته وقراءة اللطيف.
* إصدار مجلات وصحف باللغتين العربية والفرنسية مثل الحيات, عمل الشعب , تعرف بأهداف الحركة الوطنية وتندد وتفضح المؤامرات الاستعمارية.
* تأسيس جمعيات ثقافية واجتماعية, توزيع مناشر, عرض مسرحيات , نضم أناشيد وطنية حماسية والاحتفال بعيد العرش ابتداء من 1934 لتأكيد ولاء الوطنيين للعرش.
إلا أن هذه الوسائل لم تكن كافية لخلق معارف سياسية وطنية منضمة ضد السياسة الاستعمارية مما دفع الوطنيين الى التكتل في أحزاب سياسية
3) تكتل الوطنيون في أحزاب طالبت بالإصلاحات :
أ- الأحزاب السياسية في المنضمتين الفرنسية والاسبانية :
المنطقة السلطانية : كتلة العمل الوطني تأسست سنة 1934 => 1) الحركة الوطنية لتحقيق الاستقلال تاسست سنة 1937 , زعيمها علال الفاسي . 2) الحركة القومية المغربية تأسست سنة 1937 زعيمها محمد حسن الوزاني .
المنطقة الخليفية => 1) حزب الاصلاح الوطني تأسس سنة 1933 زعيمه عبد الخالق طوريس. 2) حزب الوحدة المغربية تأسس سنة 1937 زعيمه محمد المكي الناصري .
ب- وسائل الحركة الوطنية (عملها) :
- اصدار صحف وطنية بالعربية والفرنسية والاسبانية لفضح مخططات السلطات الاستعمارية ونشر الوعي الوطني في صفوف المغاربة .
- انشاء المعاهد والمدارس التربوية الحديثة والاهتمام باللغة العربية والثقافة الإسلامية.
مقاطعة المنتجات الأجنبية والتمسك بشرعية السلطان .
ج- المطالب الاصلاحية للوطنيين:
* المطالب السياسية والادارية :
- إنشاء نظام إداري مبني على أسس المعاهدات الدولية وخصوصا معاهدة الحماية.
- إلغاء الإدارة المباشرة واحترام حدود الدولة المغربية.
- تكوين حكومة مغربية .
- إلغاء وسائل التعذيب وحماية حرية التعبير.
* المطالب الاقتصادية والمالية :
- ايقاف الاستيطان الرسمي وتكوين تعاونيات فلاحية .
- المساواة في الضرائب والحقوق بين المغاربة والأجانب.
- حماية الصناعة التقليدية من منافسة المنتجات الأجنبية .
- إلغاء الرسوم من المناطق المغربية التلاث.
* المطالب الاجتماعية :
- اجبارية التعليم والسماح بإنشاء المدارس الحرة .
- انشاء المستشفيات والمستوصفات .
- تحديد ساعات العمل اليومية في 8 ساعات.
- محاربة البطالة.
إلا أن هذه المطالب لم تلق آذان صاغية من طرف السلطات الاستعمارية التي استخدمت القمع والاعتقال والنفي في حق الزعماء الوطنيين المتظاهرين
- تطور الحركة الوطنية المغربية نحو المطالبة بالاستقلال :II
1) استغلت الحركة الوطنية المستجدات الدولية خلال الحرب العالمية 2 فطالبت باستقلال المغرب:
* مع حلول سنوات الأربعين واندلاع الحرب العالمية 2 تطور العمل الوطني من مستوى المطالبة بالإصلاحات إلى مستوى المطالبة بالاستقلال ومن العوامل المفسرة لهذا التحول :
- تأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب.
- رفض الادارة الاستعمارية الاستجابة للمطالب الوطنية الاصلاحية.
- هزيمة فرنسا في الحرب العالمية 2 أمام ألمانيا في سنة 1940 .
- تأسيس هيأة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وصدور ميثاق الأطلسي والتي تنص كلها على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
- انعقاد مؤتمر أنفا سنة 1943 والذي عكس الدعم الامركي للقضية المغربية .
2) دور محمد بن يوسف والأحزاب السياسية في المطالبة بالإصلاحات :
- دور الاحزاب السياسية : ظهرت أثناء الحرب العالمية 2 وبعدها عدة أحزاب بالمغرب عملت على توسيع قواعدها بالداخل وكسب التأييد لها في الخارج وتحولت كلها الى المطالبة بالاستقلال ومن بين هذه الأحزاب :
* حزب الاستقلال : امتداد للحركة الوطنية لتحقيق الإصلاحات تأسس في دجنبر 1943 على يد علال الفاسي وعقد مؤتمره الاول في 11 يناير 1944 والذي انبثقت عنه وثيقة المطالبة بالاستقلال والتي يدعو فيها الحزب الى استقلال المغرب ووحدة ترابه وإقرار نظام ملكي دستوري وإحداث نظام سياسي شوري تحفظ فيه حقوق سائر الشعب المغربي وتبنى السلطان محمد بن يوسف مضمونها وقرر الدفاع عنها امام سلطات الحماية غير ان هذه الاخيرة اختارت الرد عليها باعتقال الوطنيين .
* حزب الشورى والاستقلال : امتداد للحركة الوطنية سابقا تزعمه محمد بن الحسن الوزاني سنة 1946. ونادى من خلاله صحيفة الرأي العام باستقلال المغرب وتكوين نظام دستوري ديمقراطي.
والى جانب هذه الأحزاب ظهرت أحزاب أخرى طالبت بالاستقلال وتكوين نظام ديموقراطي ومن بينها الحزب الشيوعي 1945 , حزب الإصلاح الوطني 1952 و حزب الوحدة المغربية 1949 كما حدث تقارب بين هذه الحزاب مما ادى الى خلق جبهة وطنية 1951 بطنجة خرجت بميثاق ينص على المبادئ التالية : النضال من اجل استقلال المغرب . رفض اية مفاوضات مع سلطات الاحتلال قبل الاعلان عن استقلال المغرب. تعامل المغرب مع الجامعة العربية وتكوين لجنة للتنسيق والاتصال.
- دور السلطان محمد بن يوسف :
* تزايد تأييد الملك للحركة الوطنية متحديا الإقامة العامة وفي هذا الإطار تقابل مع الرئيس الامريكي " روزفلت " سنة 1943 وحصل منه على وعد بمساعدة المغرب للحصول على استقلاله .
* عبر الملك للجنرال " دوغول " عن ضرورة تغيير العلاقات بين فرنسا والمغرب .
* كانت زيارة الملك لطنجة سنة 1947 الحدث الذي فجر الصراع بين القصر والاقامة العامة حيث القى الملك خطابا تاريخيا أكد فيه على وحدة المغرب وانتمائه العربي الاسلامي . واتخذت المطالبة بالاستقلال طبيعة رسمية.
* بلغت المواجهة أشدها سنة 1952 عندما اعلن الملك في خطاب العرش عن مطالبته بالاستقلال التام للمغرب .
3) أفشلت ثورة الملك جميع المؤامرات التي دبرتها سلطات الحماية الفرنسية ضد السلطان الشرعي للبلاد .
- نهج المقيم العام " جوان " وخلفه " غييوم " سياسة العنف والتحدي مع رجال الحركة الوطنية واغلقا مكاتب الاحزاب ومنعا صدور كل الصحف ونفذ الجنرال "غييوم" مؤامرة دبرها مع القائد " الكلاوي " في غشت 1933 فنصّب محمد بن عرفة ملكا صوريا على البلاد ونفى الملك الشرعي محمد الخامس وعائلته إلى مدغشقر فدخلت الحركة الوطنية بذلك مرحلة جديدة من النضال وهي مرحلة المقاومة المسلحة لتحرير البلاد وتحقيق عودة ملكها الشرعي وفي هذا الإطار :
- قام احمد الحنصالي سنة 1951 بقتل عدد من الأوربيين في منطقة بني ملال فاعتقلته سلطات الحماية و أعدمته.
- نفذ علال بن عبد الله محاولة لاغتيال ابن عرفة فاستشهد على اثرها.
- نجحت المنظمات الفدائية المنظمة من طرف الاحزاب في تنفيذ عمليات فدائية ذهب ضحيتها عدد من المستوطنين الفرنسيين.
- تصاعدت اعمال المقاومة فاعدم عدد من زعمائها امثال " محمد الزرقطوني و حمان الفطواكي " .
- في سنة 1955 سجلت المقاومة تصاعدا حادا وتأسس في المنطقة الشمالية جيش التحرير المغربي لتحرير البلاد من الاحتلال وكان من ابرز قادته " الدكتور الخطيب و عبد اللطيف بن جلون " وقام جيش التحرير بهجمات محكمة على الفرنسيين وعلى مراكزهم وأصبح يهدد الوجود الفرنسي بالمغرب.
- استقلال المغرب واستكمال وحدته الترابية :III
1 ) أفضت مفاوضات "اكس- ليبان" الى حصول المغرب على استقلاله :
مع وصول حكومة "ادكار فور " الى الحكم في فرنسا بدأ المقيم العام الجديد " كراند فال" في التمهيد للمفاوضات بين المغرب وفرنسا . وفي هذا الاطار انعقدت مفاوضات "اكس- ليبان " مابين 25-27 غشت 1955 وتم الاتفاق على ابعاد ابن عرفة وتكوين مجلس للعرش وحكومة مغربية تتكلف للتفاوض مع فرنسا على مستقبل العلاقات بين البلدين وارجاع الملك الشرعي من المنفى وانتهت المفاوضات بعودة الملك من المنفى في نونبر 1955 وتوقيع معاهدة تبطل عقد الحماية في مارس 1956 وتعترف للمغرب بإستقلال المنطقة الفرنسية . وفي نفس السنة وقع المغرب مع اسبانيا معاهدة مماثلة تعترف فيها اسبانيا باستقلال المنطقة الشمالية باستثناء سبتة و مليلية .
2) مراحل استكمال المغرب لوحدته الترابية والاساليب التي نهجها في ذلك :
- منذ حصول المغرب على استقلاله وهو يسعى الى استكمال وحدته الترابية الى غاية 1979 ومن خلال عدة وسائل جمعت بين المقاومة المسلحة والمفاوضات السلمية . وهكذا تم استرجاع طنجة الدولية في 29 اكتوبر 1956 عبر مفاوضات وضعت حدا للوضع الدولي.
- استرجاع طرفايا في ابريل 1958 بعد مفاوضات مغربية اسبانية جاءت على اثر المقاومة الشعبية لقبائل آيت باعمران .
- استرجاع سيدي افني في مارس 1969 بعد مفاوضات مغربية اسبانية تحت اشراف هيئة الامم المتحدة.
- تنضيم المسيرة الخضراء السلمية واسترجاع الساقيا الحمراء سنة 1975 , استرجاع اقليم وادي الذهب في غشت 1979 بعد قدوم وفد صحراوي الى الرباط لتقديم البيعة للعرش والدخول تحت السيادة الوطنية .
=> وهكذا تحققت الوحدة الترابية بالتدريج وباساليب سلمية ولازال النضال مستمرا لاسترجاع سبتة و مليلية والجزر الجعفرية .